أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن خضر - حماس على الجانب الخطأ للمتراس..!!














المزيد.....

حماس على الجانب الخطأ للمتراس..!!


حسن خضر
كاتب وباحث

(Hassan Khader)


الحوار المتمدن-العدد: 4576 - 2014 / 9 / 16 - 13:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قال مسؤول بارز في حماس، بالصوت والصورة، قبل أيام إن حركته: "قد تضطر إلى خوض مفاوضات مباشرة مع إسرائيل بضغط شعبي، في حال استمر الوضع على ما هو عليه من حصار خانق". فهل يستحق هذا الكلام التعليق؟
الجواب: لا، ونعم.
لا، لأنه لا يضيف جديداً، ولا يمثل مفاجأة. ونعم، لأن المهتمين بعلوم اللغة والأدب يعاملون التصريحات السياسية باعتبارها نصوصاً، واستراتيجيات خطابية، تقبل التفكيك بأدوات التحليل الأدبي، وقد يجدون في حكاية "الضغط الشعبي"، ما يستحق التأويل والتحليل، فالشعوب (وهي كينونة مجرّدة، وبلا معنى) مجرد قناع في كل استراتيجية خطابية تسكت في مقام القول، وتقول في مقام السكوت، بالبلاغة حيناً، وبالقوة إذا استدعى الأمر.
بهذا المعنى تموت السياسية باعتبارها لغة تقبل التداول والتبادل، لترتفع حيناً إلى علياء المقدس، (طالما أن الموانع "الشرعية"، معطوفة على "ضغط الشعوب" تبرر رفض المفاوضات مرّة، وقبولها مرّة أخرى). وتهبط حيناً إلى درك التهديد والوعيد، من علياء المقدس إلى بلاغة المسدس. فالآذان التي يُراد لهذا الكلام أن يصلها توجد في رام الله والقاهرة لا في تل أبيب.
وثمة ما يبرر التعليق، أيضاً وأيضاً، إذا وضعنا الأمر في سياق أعم وأشمل. في سياق ما يحدث من انهيار لنموذج الدولة/الأمة، في مناطق مختلفة من العالم العربي. لا يحدث الانهيار نتيجة الغزو الخارجي، بل نتيجة الغزو الداخلي من جانب جماعات، و"جيوش" غير دولانية، محلية ومستوردة، عابرة للحدود، والقوميات. لماذا، وكيف؟ هذا لا يهم الآن.
المهم، أن الدول التي تتعرّض للانهيار لا تستطيع الدفاع عن نفسها، دون مساعدة عسكرية من الخارج. والمهم أكثر، وأكثر، أن الديناميات التي أطلقها انهيار الدولة/الأمة، والاستيهامات المصاحبة للغزوات الداخلية، وضرورة التدخل الخارجي، لن تُبقي حجراً على حجر، ولن تنتهي في وقت قريب، فقد يحتاج الأمر إلى بضعة عقود، لن يكون العالم العربي بعدها هو العالم العربي الذي عرفناه في المائة عام الأخيرة.
ولكي لا نطيل في التفاصيل، فلنقل إن انهيار الدولة/الأمة لم يكن ليتأتى دون انهيار الوطنيات المحلية، التي لا يزيد عمرها على قرن. فالعالم العربي يتكوّن من دول حديثة العمر، نسبياً، ولا تستحق معنى الدولة/الأمة بالمعنى التاريخي سوى مصر والمغرب، أما بلاد الشام فقد أجهضت كدولة/أمة منذ قرن من الزمان، وتبعثرت شظاياها في دول/أمم، وهويات فرعية في فلسطين، وسورية الحالية، ولبنان، والأردن.
بيد أن تفصيلاً واحداً يستحق الحضور بحكم صلته العضوية بانهيار نموذج الدولة/الأمة، فالمطرقة التي تنهال على رأس النموذج، وتسعى إلى هدمه على رؤوس ساكنيه، تتمثل في الإسلام السياسي، الذي لا يكف عن التحوّل والتشظي على امتداد العالم العربي من أقصاه إلى أدناه، بما يشبه صندوق باندورا العجيب.
وسواء صدقت نظريات المؤامرة، تلك التي ترى فيه جزءاً من رهانات ومصالح إقليمية ودولية وظّفته في خدمة أغراضها، أو صدقت نظريات المؤامرة المضادة، التي تدافع عنه باعتباره بديلاً منطقياً للراهن العربي، لكن رهانات إقليمية ودولية تسعى للقضاء عليه، فمن المؤكد أنه أصبح عنواناً للمشكلة، ومن المؤكد أكثر أن ما ناله في عقود مضت من دلال وتدليل، من جانب حكومات، ومنابر إعلامية وسياسية في الإقليم والعالم، ينتمي إلى زمن مضى وانقضى.
ومن المؤكد أيضاً، وأيضاً، أن قدرته على البقاء أصبحت محكومة بحجم ما يبتعد عن، ويطهّر نفسه من، شبهات قاعدية، وداعشية، وما يدخل في حكمها، وهذا يستدعي التنازل عن الأوهام الإمبراطورية "للمشروع الإسلامي العظيم"، الذي اخترعه، ضمن آخرين، الجنرالات الباكستانيون في زمن "الجهاد الأفغاني".
وفي سياق هذا كله، ثمة ما لا يحصى من الفواتير، التي تحتاج حماس لتسديدها، لكي لا تكون على الجانب الخطأ للمتراس، ولعل أهمها التنازل عن حكم غزة، في الظاهر والباطن، معاً، على طريقة حركة النهضة في تونس، التي أسهمت الحسابات الواقعية في تحريرها من خوض مجابهة تضع تونس على طريق ليبيا.
لن يحدث ذلك، للأسف. ولنفكر في التفاوض مع إسرائيل استجابة "للضغط الشعبي" باعتبارها محاولة لتعزيز فرص البقاء في حكم غزة. ولنفكر، أيضاً، في فكرة التفاوض، على خلفية كهذه، باعتبارها النسخة الفلسطينية لانهيار الوطنيات المحلية. هنا ينهار احتمال الدولة، وفي العراق، وسورية، واليمن، وليبيا، ولبنان، يدخل بقاء دولة تنهار في باب الاحتمال.
طبعاً، ستجد من يقول إن الكلام عن التفاوض لا يعبّر عن سياسة الحركة. ماشي. وهذا ما تكرر على مدار أيام مضت، بيد أن المسألة في تحليل الاستراتيجيات الخطابية ليست بقدر ما يسمها من صحة، أو خطأ، بل بقدر ما تفصح عن آليات للتفكير، سواء احتلت المتن، أو الهامش. فما يبدو هامشاً، اليوم، قد يحتل المتن غداً، والعكس صحيح، قد ينسحب المتن إلى الهامش. وهذه من خصوصيات السياسة باعتبارها ترجمة للممكن، في كل زمان ومكان.
المسألة الأخيرة: المفارقة أن لا بقاء حماس في حكم غزة، ولا تنازلها، يقدمان الكثير للمسألة الفلسطينية، التي تهبط اليوم، في ظل عالم عربي التهمته النيران (ونحن سمكة صغيرة بين حيتان)، إلى أدنى نقطة عرفتها منذ العام 1948. ولا غرابة، وطالما أن الأمر لا يتجاوز رهانات البقاء، أن تبدو حماس الرافضة للمفاوضات، أو الداعية لها، وفي الحالتين: على الجانب الخطأ للمتراس.



#حسن_خضر (هاشتاغ)       Hassan_Khader#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عنتر وعبلة بين الصيّادين أم الطرائد؟
- قال: انهض، أنا أخوك سميح..!!
- السوق التي أنجبت الوحش..!!
- هيلاري ومفاجآتها، للجادين فقط..!!
- استشهاد المواطن المُسن..!
- بطولة الناس العاديين..!!
- تفصيل صغير في مشهد الخليفة..!!
- أحبتْ يهودياً، وما علاقة محمود درويش بالأمر؟
- مريض بالقلب وميكانيكي سيّارات!!
- الحق والبطلان في الفرق بين أتاتورك وأردوغان..!!
- هل الأرض كروية..!!
- عن غزة واستراحة المُحارب..!!
- حروب داعش والغبراء..!!
- المصالحة والمصارحة..!!
- غارسيا ماركيز في غزة..!!
- ربحنا باكستان وخسرنا الهند..!!
- عن العلمانية وأسلوب الحياة..!!
- كل يسار وعشائر وأنتم بخير..!!
- سورية: حرب مفتوحة وأفق مسدود..!!
- محمود درويش ومعرض الكتاب في الرياض..!!


المزيد.....




- فضيحة مدوية تحرج برلين.. خرق أمني أتاح الوصول إلى معلومات سر ...
- هل تحظى السعودية بصفقتها الدفاعية دون تطبيع إسرائيلي؟ مسؤول ...
- قد يحضره 1.5 مليون شخص.. حفل مجاني لماداونا يحظى باهتمام واس ...
- القضاء المغربي يصدر أحكاما في قضية الخليجيين المتورطين في وف ...
- خبير بريطاني: زيلينسكي استدعى هيئة الأركان الأوكرانية بشكل ع ...
- نائب مصري يوضح تصريحاته بخصوص علاقة -اتحاد قبائل سيناء- بالق ...
- فضيحة مدوية تحرج برلين.. خرق أمني أتاح الوصول إلى معلومات سر ...
- تظاهر آلاف الإسرائيليين في تل أبيب مطالبين نتنياهو بقبول اتف ...
- -فايننشال تايمز-: ولاية ترامب الثانية ستنهي الهيمنة الغربية ...
- مصر.. مستشار السيسي يعلق على موضوع تأجير المستشفيات الحكومية ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن خضر - حماس على الجانب الخطأ للمتراس..!!