أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن خضر - عنتر وعبلة بين الصيّادين أم الطرائد؟














المزيد.....

عنتر وعبلة بين الصيّادين أم الطرائد؟


حسن خضر
كاتب وباحث

(Hassan Khader)


الحوار المتمدن-العدد: 4569 - 2014 / 9 / 9 - 13:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بحثتُ قبل قليل عن سعر صرف الدينار الكويتي، واتضح أن 2500 من الدنانير الكويتية تساوي 8737 من الدولارات الأميركية. ولا أريد العودة إلى أسعار العام 2011، على الرغم من أن مبرر العودة إلى ذلك التاريخ يعيدنا إلى ما نحن بصدده الآن.
ففي ذلك العام اقترحت "ناشطة" كويتية، كانت مرشحة سابقة لمجلس الأمة الكويتي، في لقاء مع جريدة "السياسة" سن قانون لتنظيم استقدام الجواري وامتلاكهن "من سبايا الروس لدى الشيشان، أو من روسيا ودول أخرى".
ولكي تكون "منصفة"، كما قالت، و"للحفاظ على حقوق الطرفين" (يعني الجارية ومالكها)، اقترحت أن يكون ثمن الجارية 2500 دينار، منها 500 دينار للوسيط، أو مكتب استقدام الجواري (على غرار مكاتب استقدام الخدم)، على أن توضع 2000 من الدنانير في حساب الجارية، ولكن لا تستحقها إلا بعد خمس سنوات. يعني 400 دينار مقابل "شغل" عام كامل. يا بلاش.
وللتدليل على أن الموضوع احتل حيزاً لا بأس به من دماغها، استفاضت "الناشطة" في التفاصيل. فمن حق المواطن شراء ما يشاء من الجواري "بهدف إلغاء أي عامل للغيرة بينهن"، شريطة ألا يقل عمر الجارية عن 15 عاماً، وألا يزيد على 25 عاماً. ولوضع هذا كله في إطاره "النظري" تقول: "إن الجاريات وجدن للوناسة، والدين حلل امتلاكهن، شرط أن يكن سبايا غزو دول إسلامية لدول غير إسلامية".
قبل حديث الناشطة بأيام (وما زلنا في العام 2011) تحدث شيخ اسمه الحويني عن "ضرورة العودة إلى نظام الرق والاستعباد، واتخاذ الجواري والسبايا" باعتباره حلاً للمشاكل الاقتصادية والفقر. وفي تفاصيل الحديث، المُسجّل بالصوت، والمُتداول على الإنترنت، دعوة إلى إحياء زمن الجواري بإحياء واجب الجهاد، وما يعقبه من حصول المجاهدين على المغانم والسبايا، للخروج من الأزمة، فالغزو والغنائم المالية والبشرية أفضل من التجارة والصناعة وعقد الصفقات.
"السياسة" الكويتية استفتت آخرين في هذا الكلام، فقال "داعية" اسمه صالح الغانم: "إذا قامت حرب فيجوز امتلاك الجواري، شرط أن تكون الحرب تحت راية ولي الأمر، الذي يتصرف في السبايا والأسرى كما يشاء، فله أن يقتلهن أو يوزعهن على المسلمين".
كان كل ما تقدّم في العام 2011، يعني قبل إعلان دولة "الخلافة" الداعشية، في مناطق من سورية والعراق. وفي حينها لم يكن ليخطر على بال أحد أن الأمر لن يحتاج إلى أكثر من ثلاث سنوات لترجمته إلى واقع.
صحيح أن البغدادي يبيع اليزيديات خاصة "الجميلات منهن" بألف دولار، وهذا أقل بكثير من سعر "الناشطة" الكويتية، وأرخص من سعر الآيباد الجديد، وصحيح أن هذا لم يحدث في "غزو دول إسلامية لدول غير إسلامية"، بل حدث في العراق وسورية، ويمكن أن يحدث في الكويت وغير الكويت، إذا قرر البغدادي، ومَنْ يشبهونه، ومن سيأتون بعده (فمشوارنا طويل) معاملة الدول، والشعوب، والمجتمعات المعادية "للخلافة"، معاملة "الكفّار" فأخذ النساء سبايا، وجز أعناق الرجال.
كان كلام الناشطة قبل ثلاث سنوات نوعاً من الاستيهام والفنتازيا، واليوم لا مجال للكلام عن الاستيهام والفنتازيا، بعد "خلافة" داعش، يعني بعد زوال الحد الفاصل بين الممكن وغير الممكن، بين المعقول واللامعقول، بين الخيال والواقع، بين المتوقع وغير المتوقع. فهذا الحد نتاج بنية ذهنية تحتكم إلى المنطق، فإذا انهارت مركزية المنطق، سقطت الفواصل وضاعت الحدود، ليس حدود سايكس ـ بيكو، بل حدود العقل والواقع والخيال.
في الأدب الغربي يستمد ما يتصل بانهيار مركزية المنطق، وجوده من نسغ المخيال القيامي. وطالما أن للأمر صلة بموضوعنا، فلنذكر رواية "حكاية الوصيفة" للكندية مارغريت آتوود، التي صوّرت فيها نشوب حرب أهلية في الولايات المتحدة، وهيمنة طائفة من المتشددين على الحكم في ولايات فرضوا عليها نظاماً دينياً وأخلاقياً جديداً، يتمثل في نظام للجنس يشبه نظام الجواري، يحتم وضع العذارى في مساكن خاصة، وإلباسهن ثياباً قرمزية، وافتراعهن من جانب القادة، في احتفالات وطقوس رسمية، بهدف الإنجاب، للحيلولة دون انقراض المجتمع.
ولنفترض، نظرياً، أن لوثة أصابت المجتمع الأميركي، وأن أمراً كهذا حدث. فكل شيء في الزمن الداعشي ممكن. ولنفترض أن القادة المتشددين، قرروا استحداث نظام للجواري، وسبي نساء عن طريق الغزو، وشاء سوء الحظ، وربما مكر التاريخ، إضافة إلى الطمع، و"الحقد" أن يكون العالم العربي على رأس قائمة الأماكن التي قرروا غزوها لسبي النساء واسترقاق الرجال.
ما الذي سيحدث حينها، إذا دعا، مثلاً، أحد قادة المتشددين الأميركيين، على ظهر حاملة للطائرات، وسط جنود المارينز، قرب مياه الخليج، إلى "ضرورة العودة إلى نظام الرق والاستعباد واتخاذ الجواري والسبايا" حلاً لمشاكل الاقتصاد والفقر في أميركا، قائلاً: إن الغزو والغنائم المالية والبشرية، أيها الأميركيون البواسل، أفضل من التجارة والصناعة، وعقد الصفقات؟
طيّب، بلاش أميركا. فلنفترض أن الغزو والغنائم المالية والبشرية، أصبحت مصدراً للثروة، وموضوعاً للتنافس بين الحيتان النووية، ومالكي القاذفات بعيدة المدى، والغوّاصات، والصواريخ البالستية، والقنابل الفراغية، وآبل ومايكروسوفت، ومرسيدس، والبوينغ، وداو جونز، وول ستريت، وسفن الفضاء، والأقمار الصناعية.
ولنفترض أن غزوات الرق والسبايا نشبت في العالم، وعلى صعيد العالم، على المكشوف، بلا مجاملات، ولا حقوق إنسان، ولا معاهدات دولية، وسيادة قومية، ولا ضوابط أخلاقية وحضارية، أو بان كي مون، فهل سيكون العرب والمسلمون رجالاً ونساءً (عنتر وعبله)، بين الصيّادين أم الطرائد؟ وقبل هذا وذاك، كم سيبقى في العالم من العالم؟



#حسن_خضر (هاشتاغ)       Hassan_Khader#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قال: انهض، أنا أخوك سميح..!!
- السوق التي أنجبت الوحش..!!
- هيلاري ومفاجآتها، للجادين فقط..!!
- استشهاد المواطن المُسن..!
- بطولة الناس العاديين..!!
- تفصيل صغير في مشهد الخليفة..!!
- أحبتْ يهودياً، وما علاقة محمود درويش بالأمر؟
- مريض بالقلب وميكانيكي سيّارات!!
- الحق والبطلان في الفرق بين أتاتورك وأردوغان..!!
- هل الأرض كروية..!!
- عن غزة واستراحة المُحارب..!!
- حروب داعش والغبراء..!!
- المصالحة والمصارحة..!!
- غارسيا ماركيز في غزة..!!
- ربحنا باكستان وخسرنا الهند..!!
- عن العلمانية وأسلوب الحياة..!!
- كل يسار وعشائر وأنتم بخير..!!
- سورية: حرب مفتوحة وأفق مسدود..!!
- محمود درويش ومعرض الكتاب في الرياض..!!
- القليل منها يشفي القلب..!!


المزيد.....




- نهشا المعدن بأنيابهما الحادة.. شاهد ما فعله كلبان طاردا قطة ...
- وسط موجة مقلقة من -كسر العظام-.. بورتوريكو تعلن وباء حمى الض ...
- بعد 62 عاما.. إقلاع آخر طائرة تحمل خطابات بريد محلي بألمانيا ...
- روديغر يدافع عن اتخاذه إجراء قانونيا ضد منتقدي منشوره
- للحد من الشذوذ.. معسكر أمريكي لتنمية -الرجولة- في 3 أيام! ف ...
- قرود البابون تكشف عن بلاد -بونت- المفقودة!
- مصر.. إقامة صلاة المغرب في كنيسة بالصعيد (فيديو)
- مصادر لـRT: الحكومة الفلسطينية ستؤدي اليمين الدستورية الأحد ...
- دراسة: العالم سيخسر -ثانية كبيسة- في غضون 5 سنوات بسبب دوران ...
- صورة مذهلة للثقب الأسود في قلب مجرتنا


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن خضر - عنتر وعبلة بين الصيّادين أم الطرائد؟