أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن خضر - حروب داعش والغبراء..!!














المزيد.....

حروب داعش والغبراء..!!


حسن خضر
كاتب وباحث

(Hassan Khader)


الحوار المتمدن-العدد: 4445 - 2014 / 5 / 6 - 16:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الإسلاميون، الإسلام السياسي، الأصولية، الإخوان، الوهابيون، السلفية الجهادية، الجهاديون، السلفيون، القاعدة، النصرة، داعش، جيش الإسلام، أنصار الشريعة (سمهم ما شئت). هذه كلها أغصان على شجرة واحدة. ستجد بين "الخبراء" على شاشة التلفزيون من يبيّن لك الفرق بين هذا الغصن وذاك.
بيد أن "الخبير" غالباً ما يغض النظر عن حقيقة أن الفرق بين هذا الغصن وذاك، لا ينفي قانون الأواني المستطرقة، الذي يحكم وجود هؤلاء، والعلاقات العضوية، والموضوعية، التي تبرر وضعهم في سلة واحدة.
كما ويفشل "الخبير"، المولع بالتفاصيل، في التركيز على حقيقة أن مجرد وجود هؤلاء يدل على وجود مرض في مكان ما. ليس صحيحاً أن القمع، والأنظمة الدكتاتورية، والتدهور الاقتصادي، يمكن أن يؤدي إلى ولادة كل هؤلاء.
فقد عاشت أميركا اللاتينية في ظل أنظمة دكتاتورية، وعانت من الفقر، وشن معارضون في دولها ومجتمعاتها حروب عصابات، وقتلوا جنوداً في الجيش ومدنيين، وفجروا قنابل في أماكن عامة. وهذا ما ردت عليه الدكتاتوريات بمزيد من القتل. ومع ذلك لم يحدث هناك ما حدث ويحدث في العالم العربي. ولتذهب باكستان وأفغانستان إلى الجحيم، فهؤلاء ليسوا منّا، ولم يكونوا جزءاً من تاريخ العالم العربي وهمومه منذ قرون.
وحتى إذا وضعنا الصراعات الداخلية جانباً وتكلمنا عن حروب التحرير. خاض الفيتناميون حرب تحرير مديدة، جابهوا أقوى آلة عسكرية في العصر الحديث، وألحقوا بها هزيمة مدوية، لا بالعمليات الانتحارية، وقطع الرؤوس على شاشة التلفزيون، والسيارات المفخخة، بل بحرب العصابات، وبالعنف الثوري، الذي يمثل نقضاً ونقيضاً دائماً للإرهاب الأعمى. الجزائريون، أيضاً، خاصوا حرب تحرير مجيدة ومديدة، لم يفجروا أنفسهم في شوارع باريس، ولا فخخوا سيارات في الميادين العامة.
ما يمكن وصفه بالمرض يكتسب قدراً إضافياً من الخطورة، وهي وجودية في جميع الأحوال، إذا أدركنا حقيقة أن لكل الجماعات التي ذكرناها جمهور، وقدرة على التجنيد، ودول حليفة، مباشرة ومداورة، في الإقليم، وموارد مالية، ومنابر إعلامية.
من المنطقي والمفهوم أن تتبنى جماعات مختلفة أيديولوجيات دينية، وأن تحاول الرد على الدولة القومية الحديثة، وهي علمانية في الجوهر، بضرورة العودة إلى قيم الدين والتقاليد. فعدد هؤلاء في ما يدعى بحزام الكتاب المقدّس في أميركا، أكثر من عدد الإسلاميين في العالم العربي. ومع ذلك لا عمليات انتحارية، وسيارات مفخخة، ولا قطع للرؤوس، ولا أنصار للشريعة.
ويُقال لك: ولكن الإسلاميين فرق ونحل، وليسوا كلهم من دعاة التطرف وممارسيه. ولكن هذا القول لا ينفي حقيقة أن الأقل تطرفاً يستفيد من الأكثر تطرفاً، وأن المعتدل قد يشهد انشقاقات متطرفة في يوم ما. ولا تعرف ما إذا كان الاعتدال مجرد خدعة حتى يأتي زمن التمكين، وحينها لكل حادث حديث.
وإليك الدليل: قال الغنوشي، قبل أيام، وهو إخواني عريق، في معرض نقده لتجربة الإخوان في حكم مصر، إن إخوان مصر تصرفوا بطريقة صبيانية، و"انشغلوا بأمور الدولة ليتمكنوا منها فابتعدوا عن الشعب فعزلهم".
المهم أن أردوغان التركي، صحاب المشروع الإمبراطوري العثماني، حجب كلمة الغنوشي في الاجتماع الدولي للإخوان المسلمين في إسطنبول، ومنع بثها في وسائل الإعلام، لأن الأخير تكلّم عن "الصبيانية، والغرور، وقصور الأدوات، وانعدام الخبرة".
وهذا ما يمكن لنا ترجمته بطريقة أخرى: "أنصار الشرعية والشريعة" في مصر، يريدون إعادة جماعة صبيانية، ومغرورة، وقاصرة، وعديمة الخبرة (بشهادة شاهد من أهلها هو الغنوشي) إلى الحكم. ألا يمكن، وبالمنطق، إيجاد صلة موضوعية بين "الصبيانية، والغرور، وقصور الأدوات، وانعدام الخبرة" والعمليات الإرهابية التي تعصف بمصر الآن.
الخلاصة: لا نعرف، حقاً، ما إذا كان الاعتدال مجرّد خدعة، وممارسة للتقية الأيديولوجية، في انتظار زمن التمكين. في الماضي، قبل ربيع الشعوب العربية، والانتخابات، كان يُرد على كلام كهذا بالقول: أعطوهم فرصة، وستروا بأنفسكم أن لا أساس في الواقع لكل هذه المخاوف والشكوك. لا بأس. نالوا الفرصة، ولكن "الشعب عزلهم"، وهذا ما شهد به شاهد منهم في إسطنبول، وما أغضب أردوغان. الشاهد أراد تبرير ميله إلى المساومة في تونس للحيلولة دون نهاية كنهاية الإخوان في مصر، والغاضب يرى في كلام كهذا ما يزعزع المشروع الإمبراطوري العثماني الجديد.
فلنفكر في خلاصة إضافية: ما يحدث في العالم العربي، وللعالم العربي، فريد وغير مسبوق: مجتمعات تنحل، ودول تتفكك. وفي كل مكان وهنت فيه سلطة الدولة ظهرت، كالفطر السام، جماعات وعصابات تقول للناس: إما نحكم بما شئنا، وكما شئنا، وإلا قتلناكم. وفي هذا المنطق ما هو أبعد من فكرة الظلم، والدكتاتورية، والتدهور الاقتصادي، وحتى إسرائيل (الشماعة التقليدية لكل شيء). ثمة ما هو أبعد.
بدأ فصل من فصول الحكاية مع ضياء الحق في باكستان، وأنور السادات في مصر، والجهاد الأفغاني، وتضخّم أرصدة السعوديين في البنوك، بعد حرب أكتوبر. وبدأ فصل مع هجمات الحادي عشر من سبتمبر، وقطر وأردوغان، وفصل آخر مع ثورات الربيع العربي. هذه كله معروف. وهذا كله، معطوفاً على الظلم، والدكتاتورية، والفقر، لا يبرر، ولا يفسر، ما يحدث الآن. وحتى إذا فكرنا في العلاج سيحتاج الأمر إلى جيل أو جيلين، قبل تحقيق نتائج ملموسة وحاسمة، وتحصين العالم العربي من حروب داعش والغبراء.



#حسن_خضر (هاشتاغ)       Hassan_Khader#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المصالحة والمصارحة..!!
- غارسيا ماركيز في غزة..!!
- ربحنا باكستان وخسرنا الهند..!!
- عن العلمانية وأسلوب الحياة..!!
- كل يسار وعشائر وأنتم بخير..!!
- سورية: حرب مفتوحة وأفق مسدود..!!
- محمود درويش ومعرض الكتاب في الرياض..!!
- القليل منها يشفي القلب..!!
- حماس، أسئلة في فضاء مفتوح..!!
- أهلاً، يا نجلاء، في البيت..!!
- خلاف حماس والأونروا..!!
- في جينات العرب مضادات حيوية..!!
- الكلام الفارغ عن الرأي والرأي الآخر..!!
- شطارة السوق والتسويق..!!
- جزء من المشكلة لا الحل..!!
- خطوة في الاتجاه الصحيح..!!
- تشيك بوينت تشارلي..!!
- هديةٌ لمحمودنا ومِنه..!!
- أحمد فؤاد نجم..!!
- صورة الجلاّد المقدّس..!!


المزيد.....




- نهشا المعدن بأنيابهما الحادة.. شاهد ما فعله كلبان طاردا قطة ...
- وسط موجة مقلقة من -كسر العظام-.. بورتوريكو تعلن وباء حمى الض ...
- بعد 62 عاما.. إقلاع آخر طائرة تحمل خطابات بريد محلي بألمانيا ...
- روديغر يدافع عن اتخاذه إجراء قانونيا ضد منتقدي منشوره
- للحد من الشذوذ.. معسكر أمريكي لتنمية -الرجولة- في 3 أيام! ف ...
- قرود البابون تكشف عن بلاد -بونت- المفقودة!
- مصر.. إقامة صلاة المغرب في كنيسة بالصعيد (فيديو)
- مصادر لـRT: الحكومة الفلسطينية ستؤدي اليمين الدستورية الأحد ...
- دراسة: العالم سيخسر -ثانية كبيسة- في غضون 5 سنوات بسبب دوران ...
- صورة مذهلة للثقب الأسود في قلب مجرتنا


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن خضر - حروب داعش والغبراء..!!