أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن خضر - خلاف حماس والأونروا..!!














المزيد.....

خلاف حماس والأونروا..!!


حسن خضر
كاتب وباحث

(Hassan Khader)


الحوار المتمدن-العدد: 4369 - 2014 / 2 / 18 - 14:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تتصرف حماس في غزة باعتبارها دولة مستقلة. والدليل: خلافها مع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا) حول مناهج التعليم، في المدارس التي تديرها الوكالة في القطاع. قبل أيام، عبّر ناطق باسم وزارة تعليم حماس، في غزة، عن الخلاف حول تدريس مادة حقوق الإنسان، بالقول إن الوكالة: "تجاوزت القوانين والأعراف المتبعة".
من القوانين والأعراف المتبعة أن الوكالة تلتزم بالمناهج المعتمدة في مناطق عملياتها. وهذا ما عبّر عنه ناطق باسمها قائلاً: ليس للوكالة مناهج تخصها "فهي لا تدرّس إلا المناهج التي وافقت عليها السلطة الوطنية الفلسطينية".
يعني، حماس لا توافق على مناهج تعليمية وافقت عليها السلطة، وتعتقد أن الوكالة إذا اشتغلت في غزة فهي تشتغل في منطقة عمليات مستقلة. ألا يُسهم تفكير كهذا، وكل ما يتجلى من ترجماته المحتملة على الأرض، في ترسيخ حقيقة انفصال، وفصل، غزة عن الضفة الغربية، على مستوى الوكالات الدولية، أيضاً؟
لا بأس. ولكن لماذا تعترض حماس على مادة حقوق الإنسان، وتطالب الوكالة، بوقف تدريس المادة المذكورة، وسحب المناهج غير "المُرخصة" من التداول؟ في الكلام عن المُرخّص وغير المُرخص ما يحيل إلى السؤال السابق، طالما أن حماس صاحبة، ومرجعية، الترخيص.
ولا بأس، أيضاً. المهم أن حماس تعترض على المادة المذكورة لأن: "المناهج غير المُرخّصة معزولة تماماً عن واقع الطالب العربي الإسلامي الفلسطيني"، كما قال الناطق باسم وزارة تعليمها.
وهنا، يتبادر أكثر من سؤال إلى الذهن: من يملك الحق في تعريف واقع "الطالب العربي الإسلامي الفلسطيني"، وقبله من يملك الحق في تعريف "الطالب العربي الإسلامي الفلسطيني" نفسه؟
فالطالب "العربي الإسلامي الفلسطيني" يعيش في مناطق مختلفة من العالم، كلها خارج سيطرة حماس، ما عدا قطاع غزة. لذا، يصح الكلام، مثلاً، عن "الطالب العربي الإسلامي الفلسطيني" في قطاع غزة. مع ملاحظة أن الطالب العربي الفلسطيني في قطاع غزة يمكن أن يكون مسيحياً، أيضاً. ومع ملاحظة أن صفة الإسلامي تبدو مُقحمة على السياق، فالمسلم ليس إسلامياً، بالضرورة.
على أية حال، فهمنا أن المناهج "غير المرخصة" معزولة تماماً عن واقع "الطالب العربي الإسلامي الفلسطيني"، ولكن كيف؟ هذا ما يُفسره الناطق من خلال قائمة من الأسماء، والأحداث التاريخية، التي يرى فيها دليلاً على المنعزل، والمعزول ومنها: غاندي، ومارتن لوثر كنغ، وانتفاضات السود في جنوب أفريقيا ضد نظام الفصل العنصري.
وعلاوة على هذا وذاك، في مادة حقوق الإنسان "إسراف في الحديث عن ويلات الحروب، وآثارها السلبية"، أما ثالثة الأثافي فتتمثل في وضع الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، في نهاية الكتب المدرسية، على الرغم مما فيه من مخالفات دينية واضحة".
الأخبار السيئة، التي يجب أن تسمعها حماس: أن مناهج التعليم المركزية، ذات التوّجهات الأيديولوجية، فشلت في كل العالم. كان الطلاّب في الجامعات السوفياتية هم الأكثر كراهية للنظام الشيوعي، وفي السعودية أدى تديين المناهج التعليمية إلى ولادة ظاهرة الإرهاب، التي تهدد الدولة السعودية نفسها.
وبعد إنشاء الدولة الإسرائيلية، تعلّم الطلاب الفلسطينيون، في الجليل، والمثلث، والنقب، في مدارس ترفع العلم الإسرائيلي، وتدرّس مناهج وزارة المعارف الصهيونية، التي استهدفت تنظيف أدمغتهم من القومية، والعروبة، والوطنية، وفلسطين. ولكن هذا كله لم يحل دون ظهور محمود درويش، الشاعر القومي للشعب الفلسطيني، وكوكبة من الشعراء، والكتّاب، والفنانين، وهم أكثر وطنية، وعروبة، وفلسطينية، من كثيرين درسوا في مناطق أخرى من العالم.
وقد سبق لقادة حماس أنفسهم أن تعلموا (كلهم على الأرجح) في مدارس الوكالة، التي كانت قبل عشرين، أو ثلاثين عاماً، أقل ميلاً إلى المحافظة، وأبعد عن التديّن مما هي عليه الآن، ولكن ذلك لم يحل دون اعتناقهم لأفكار كانت خارج المناهج الدراسية، بل وفي تناقض معها.
بمعنى آخر، تحويل المدرسة إلى أداة للهندسة الاجتماعية مشروع فاشل. فلا المناهج تُسهم في "تدجين نفسية الطالب الفلسطيني"، كما يعتقد الناطق باسم وزارة تعليم حماس، ولا يوجد "البديل الإسلامي العربي الفلسطيني" لغاندي، ومارتن لوثر كنغ، وانتفاضة السود في جنوب أفريقيا. فهذه نماذج تاريخية، وتاريخ العالم، تاريخنا، أيضاً.
المهم أن الكلام حول المناهج جاء في الأسبوع نفسه، الذي شهد زيارة وفد من فتح لقطاع غزة، واجتماعه بممثلين لحماس، وظهور الطرفين على شاشة التلفزيون للكلام عن المصالحة، وإنهاء الانقسام..الخ. وقد أعقب اجتماع الطرفين اجتماع "للفصائل"، في غزة، أكد فيه المجتمعون على "ضرورة مواجهة المخاطر، الناجمة عن خطة وزير الخارجية الأميركي جون كيري".
لم يلفت خلاف حماس مع الأونروا، حول مسألة تخص حياة، وثقافة، ومستقبل، ربع مليون طالب فلسطيني، في مدارس الوكالة في غزة، اهتمام الفصائل، ولا أحد من الداعين إلى مواجهة المخاطر، الناجمة عن خطة كيري، ولم تُثر مسألة إصرار حماس على تعامل الوكالة معها باعتبارها سلطة مستقلة تملك الحق في ترخيص المناهج، في اجتماعات "المصالحة"، أو الفصائل. وحتى الصحافة الفلسطينية نفسها، لم تهتم بالموضوع.
الكل مشغول بما هو أهم وأبقى. ولا أعرف ما هو الأهم والأبقى، ولكن جزءاً منه، على الأقل، يمكن العثور عليه في خلاف حماس مع الأونروا حول مادة حقوق الإنسان، ولماذا زعلت الأولى من الثانية.



#حسن_خضر (هاشتاغ)       Hassan_Khader#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في جينات العرب مضادات حيوية..!!
- الكلام الفارغ عن الرأي والرأي الآخر..!!
- شطارة السوق والتسويق..!!
- جزء من المشكلة لا الحل..!!
- خطوة في الاتجاه الصحيح..!!
- تشيك بوينت تشارلي..!!
- هديةٌ لمحمودنا ومِنه..!!
- أحمد فؤاد نجم..!!
- صورة الجلاّد المقدّس..!!
- الإعلام هو الحل..!!
- حاضر غزة مستقبل ليبيا..!!
- صورة جانبية لمحمد مرسي..!!
- فتّش عن المرأة..!!
- حجاب اللغة..!!
- الصليب، والكنيسة، والكهنة، والنبيذ..!!
- قرب النافذة، والضوء قوي..!!
- على باب حارة الأرمن في القدس..!!
- كش ملك..!!
- نزهة المشتاق في علم الأنفاق..!!
- الإخوان، سردية جديدة..!!


المزيد.....




- أمريكا: هبوط اضطراري لطائرة بملعب غولف.. ومصادرة كوكايين بقي ...
- سوريا.. عشائر الجنوب تعلق على بيان الرئيس أحمد الشرع
- سوريا.. أحمد الشرع يعلق على أفعال بعض الدروز في السويداء وال ...
- سوريا: الرئاسة تعلن وقف إطلاق نار -فوري- في السويداء وتدعو ك ...
- الشرع: سوريا ليست ميدانا لمشاريع الانفصال
- فريدريش ميرتس ..لماذا يشكر إسرائيل على قيامها بـ-أعمال قذرة- ...
- الاحتلال يوسع اقتحاماته بالضفة ويجبر فلسطينيين على هدم منازل ...
- لماذا لا تُصنّع هواتف -آيفون- في أميركا؟
- قوات العشائر السورية تدخل عددا من البلدات في محافظة السويداء ...
- القنبلة التي قد تعيد تفجير الصراع بإقليم تيغراي الإثيوبي


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن خضر - خلاف حماس والأونروا..!!