أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن خضر - صورة جانبية لمحمد مرسي..!!














المزيد.....

صورة جانبية لمحمد مرسي..!!


حسن خضر
كاتب وباحث

(Hassan Khader)


الحوار المتمدن-العدد: 4266 - 2013 / 11 / 5 - 14:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ليس من قبيل المجازفة القول: إن رئاسة مصر لم تكن جزءاً من أحلام الدكتور محمد مرسي، حتى أكثرها جنوحاً وطموحاً. وإذا شئنا رسم صورة جانبية ( profile) للرجل الذي يُحاكم، الآن، فلا يمكن أن تغيب عنها عناصر من نوع:
أن الريفي المولود قبل العهد الناصري بعام واحد، الذي استفاد من قانون الإصلاح الزراعي، ومجانية التعليم، وأظهر تفوقاً في الدراسة، اختار الوظيفة الجامعية باعتبارها طريق الوظيفة المضمونة، والمأمونة، وتدرّج في مراتبها، كما يفعل العاملون في بيروقراطية الدولة، والمؤسسات العامة.
وإذا افترضنا أن البيئة الريفية تمثل حاضنة طبيعية للأفكار المحافظة، وأن الجامعة، عموماً، هي الحقل الذي تتبلور فيه التحيّزات الأيديولوجية للطلاب والطالبات، وهم في مقتبل العمر، فلن نجد في السنوات الجامعية الأولى لمحمد مرسي ما يدل على انخراط في الشأن العام، رغم أن سبعينيات القرن الماضي، كانت الأكثر راديكالية في علاقة الجامعة، والطلاّب، بالحياة السياسية في مصر.
وإذا صدقنا المعلومات المتداولة حول سيرته الأولى، والتي تشير إلى انتمائه "فكرياً" إلى جماعة الإخوان، في العام 1977، وتنظيمياً" في العام 1979، فهذا يعني أن اهتمامه بالشأن العام بدأ بعد المرحلتين الجامعيتين الأولى والثانية، وعلى أعتاب المرحلة الثالثة، التي حصل فيها على الدكتوراه من جامعة أميركية. وهذه فترة متأخرة، عموماً، في حياة النشطاء، وكوادر الأحزاب. بمعنى آخر: كان طالباً محايداً ومجتهداً، وكانت الجامعة، والوظيفة، نصب عينيه.
ولعل في هذا ما جعل منه مرشحاً طبيعياً للاستقطاب زمن السبعينيات، الذي شهد صعود الإسلام السياسي، وحرص الإخوان (في مصر وخارجها) على استقطاب جيل جديد، خاصة من أصحاب التخصصات العلمية، لما تضفيه تخصصات كهذه على أصحابها، وعلى الجماعة، من "برستيج" في مجتمعات كثيرة، وبحكم أن التخصص في العلوم الطبيعية لا يطرح على أصحابه تساؤلات كثيرة وشائعة في العلوم الإنسانية.
وهذا ما ترافق، أيضاً، مع إنشاء الإخوان في بلدان سيطروا عليها، كالسودان، وفي بلدان كان لهم كبير النفوذ في جهازها التعليمي، كالسعودية، كليات وجامعات تمنح شهادات المرحلة الثالثة (الدكتوراه) في العلوم الدينية.
إذاً، فلنقل إن محمد مرسي، استُقطب على أعتاب المرحلة الجامعية الثالثة، واقترب من الإخوان، وانخرط في صفوفهم، في وقت لم تشهد فيه الجماعة ضغوطاً حكومية تهدد المستقبل الأكاديمي، أو الوظيفي لكوادرها، كما كان الحال في عقود سبقت. بل، والصحيح، أيضاً، أن عضوية الجماعة كانت المفتاح الذهبي للوظيفة في بعض بلدان المنطقة.
المهم أن الريفي، المتفوّق، والمُتدرج في مراتب الوظيفة الجامعية، صعد مرتبة إضافية ولامعة، عندما حصل على الدكتوراه في الولايات المتحدة، ودرّس هناك. ولا يصعب القول إن العلاقات والشبكات الإخوانية، هناك، مكنته من تعزيز مكانته في صفوف الجماعة من ناحية، ولكنها حرمته من الإطلال على، والاستفادة من، الثقافة الأميركية، أو حتى اللغة الإنكليزية وآدابها.
ففي الأشرطة المصوّرة القليلة، التي ظهر فيها مُتحدثاً بالإنكليزية، لم تكن لغته طليقة، ولا كانت عبارته دون أخطاء في اللفظ والمبنى. وهذا لا يتناقض، في الواقع، مع التدريس في الجامعة، فلكل علم من العلوم الإنسانية، أو الطبيعية، لغته ومفرداته الخاصة، التي تمكّن صاحب الاختصاص من عرضها، وشرحها، والتعليق عليها، دون الحاجة إلى الكثير من المهارات اللغوية.
ورغم ما يبدو من صعوبة في إضافة المهارات اللغوية (أو التفكير المنظّم، حتى بالعربية) إلى مؤهلات الدكتور محمد مرسي، فلا يصعب العثور وراء وجه الريفي الملتحي، الذي يرتدي نظارات طبية، ويتكلّم بلغة خطيب في مسجد، على الكادر الحركي الحاذق، والمصمم، والطموح. لا يصعد أحد في جماعة شبه سرية، ويصل إلى مراتبها القيادية، دون التدليل على إخلاص غير منقوص، وعلى كفاءة البقاء، في ظل علاقات سمتها التنافس، والتآمر، والمناورة، كما يحدث في كل الجماعات والأحزاب. وبهذا المعنى، كان الصعود الوظيفي، والإخواني، لمرسي قصة نجاح باهرة، أضافت إليها ما تستحق من توابل عضوية مجلس الشعب، والعلاقة الإشكالية بالسلطة في عهد مبارك.
بيد أن هذه الأشياء، كلها، لم تكن تكفي حتى للتفكير في رئاسة مصر. القدر، وحده، وضعه على طريق الرئاسة، عندما فشل المرشح الحقيقي للجماعة في استيفاء شروط الترشيح. وليس من قبيل المبالغة القول إن مفارقة بهذا الحجم، بقدر ما تمنح الفائز فيها إحساس المنذور لعظائم الأمور، لأسباب تفوق طاقة البشر في التفكير والتدبير، بقدر ما تصيبه بالدوار، أو تعطيل الحواس.
فالمناضل الحركي قد ينجح في قيادة جماعته. والأستاذ الجامعي قد ينجح في إلقاء محاضرة، حتى بلغة لا يجيدها، لكن رئاسة الدولة أعلى، وأكثر تعقيداً، من مؤهلات الحركي، والجامعي معاً. وما أدراك، إذا أغواه إحساس المنذور لعظائم الأمور، بصلاحية ما مكّنه من البقاء والصعود في الجماعة والجامعة، لتمكينه من البقاء والصعود على هرم الدولة، وقد أصبحت، أو ينبغي أن تكون، من غنائم "الأهل والعشيرة".
وبهذا المعنى، فإن ما لا نراه من لعبة القدر إلا بأثر رجعي، يتجلى في ما انطوت عليه من كوميديا سوداء، وتمثيلات تربوية، وشخصيات تراجيدية ثانوية، تبدو وكأنها خرجت من قصة شعبية رديئة، اختلط فيها الإنسي بالجني، وكلام التقوى بسلاح الإرهاب، والتيه ثمانية عقود في صحراء الأوهام الأيديولوجية، بفنتازيا خداع المصريين، ونجاح المثابرة في الجماعة، والجامع، والجامعة، بالفشل المدوي، والسريع، في حكم مصر المحروسة.
وهذه كلها عناصر، لا غنى عنها، في كل محاولة لرسم صورة جانبية لمحمد مرسي.



#حسن_خضر (هاشتاغ)       Hassan_Khader#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فتّش عن المرأة..!!
- حجاب اللغة..!!
- الصليب، والكنيسة، والكهنة، والنبيذ..!!
- قرب النافذة، والضوء قوي..!!
- على باب حارة الأرمن في القدس..!!
- كش ملك..!!
- نزهة المشتاق في علم الأنفاق..!!
- الإخوان، سردية جديدة..!!
- مصر فازت، والديمقراطية لم تخسر..!!
- شعبان وبعض من وعود العلمانية..!!
- سلاح التلميذ النجيب في مفاوضات رام الله وتل أبيب..!!
- طه حسين في التحرير وقطب في رابعة..!!
- مصير مصر في الميزان..!!
- حقيقة الصراع في مصر وعليها..!!
- مصرُ التي في خاطري..!!
- يومٌ من أيام القيامة..!!
- لا ثورة، ولا إنقاذ..!!
- جريمة الغامدي وموت الضمير..!!
- وأخيراً، دولة الحق الطبيعي..!!
- فتح والنساء واليد الطالبانية..!!


المزيد.....




- كيف تتحوّل الموضة إلى أداة للتعبير عن الذات؟
- لحظات تثاؤب لا تُنسى لحيوانات يلتقطها مصور في مقدونيا
- مقترحات مشتركة من المنظمات غير الحكومية قبيل انطلاق المفاوضا ...
- الحكم بالسجن خمس سنوات على الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صن ...
- غزة ـ مقتل المزيد من منتظري المساعدات والجيش الإسرائيلي يحقق ...
- سوهان..طفلة ليبية تفر من المرض على متن -قارب موت- ووالدتها ت ...
- الجزائر: محكمة الاستئناف تصدر حكما بالسجن 5 سنوات نافذة في ح ...
- بسبب الحرب والحصار.. تفاقم معاناة ذوي الإعاقة في قطاع غزة
- فايننشال تايمز: هكذا أعادت إسرائيل إحياء القومية الإيرانية
- -ما وراء الخبر- يناقش مستقبل المفاوضات الإيرانية مع الغرب


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن خضر - صورة جانبية لمحمد مرسي..!!