أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن خضر - طه حسين في التحرير وقطب في رابعة..!!














المزيد.....

طه حسين في التحرير وقطب في رابعة..!!


حسن خضر
كاتب وباحث

(Hassan Khader)


الحوار المتمدن-العدد: 4169 - 2013 / 7 / 30 - 02:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


فلنفكر في ميداني "التحرير" و"رابعة" بطريقة مجازية. اقترن التحرير بالثورة التي أطاحت بمبارك. ويقترن اسمه، اليوم، بالموجة الثورية الثانية التي أطاحت، في الثلاثين من يونيو (حزيران)، وما بعده، بحكم جماعة الإخوان المسلمين.
ما بين الموجة الأولى والثانية أصبح "التحرير" مزاراً وعاصمة للحرية في مصر. وإذا كان لكل كائن من اسمه نصيب، فإن مفردة التحرير، التي تنطوي على دلالة الحرية، وعلى فعل يحققها، ترفع الميدان إلى مرتبة الأيقونة في الفضاء الرمزي العام.
التحرير في قلب قاهرة الخديوي إسماعيل، الذي أراد لها أن تضاهي باريس. ولم يكن من قبيل الصدفة أن يكون ميدان الإسماعيلية أوّل ما أُطلق عليه من الأسماء. ولم يكن من قبيل الصدفة، أيضاً، أن يصبح اسمه ميدان التحرير، بعد ثورة العام 1919 للتدليل على تحرر مصر من الاستعمار. وقد استقر الاسم بصفة نهائية في عهد عبد الناصر.
ومن بين ما يُروى عن المكان، أن تسمية ميدان التحرير في العام 1919 جاءت بعدما خرجت المناضلة الوطنية، وأوّل داعية لتحرير النساء في الشرق، هدى شعراوي، على رأس مظاهرة نسائية، ونـزعت خمارها في الميدان نفسه احتجاجاً على المكانة الدنيا للنساء في الحياة العامة، وعلى تقاليد قديمة لم تعد تتماشى مع روح مصر الجديدة.
في المشاركة النشطة للنساء المصريات في الثورة على مبارك، وموجتها الثانية التي جرفت مرسي والإخوان، وفي كل ما وقع من أحداث بين هذه وتلك، ما يوحي بأن روح هدى شعراوي، وما لا يحصى من نساء مصر، وأصداء أصواتهن، لم تفارق المكان. وبقدر ما يعنيني الأمر، كلما أطل وجه شاهنده مقلد، وسط الجموع، أسمعُ صدى الصوت في الميدان.
للميدان تاريخه الخاص، الذي لا يمكن تفكيك علاماته إلا على خلفية التاريخ العام للقاهرة، ولمصر منذ أواسط القرن التاسع عشر. وفي كل تلك العلامات نعثر على توق إلى الحرية، معطوفاً على معنى ومبنى الهوية، ومرفوعاً على ساعد فكرة التقدّم.
ما معنى مصر، وكيف تكون حرّة ومتقدّمة؟
هذه هي الأسئلة التي يشكل تاريخ ميدان التحرير جزءاً من تاريخها، ويشهد على جانب من تجلياتها على الأرض، منذ أواسط القرن التاسع عشر. وهي، بالمناسبة، الأسئلة نفسها التي يجتهد "التحرير"، و"رابعة"، في تقديم وترجمة الكثير من إجاباتها المحتملة.
كانت الفرضية الرئيسة لطه حسين، في "مستقبل الثقافة في مصر" صلة العقل المصري باللوغوس الإغريقي، والقانون الروماني، ومفارقته لمبنى ومعنى العقل الشرقي، لذا كانت أوروبا، في نظره، هي المثال القابل للمحاكاة والتمثيل، لا بالاستيراد، بل بالاسترداد، عن طريق التعليم، ومناهج البحث العلمي، وفلسفة العلوم.
وربما يبدو الآن من قبيل المفارقة (والأمر ليس كذلك) أن يكون سيد قطب، مُنظّر الإخوان المسلمين، والأب الروحي لقيادات الجماعة، أحد الأشخاص الذين تطوعوا للرد على حسين، وتفنيد أفكاره، في مرافعة بلاغية بعنوان "نقد مستقبل الثقافة في مصر لطه حسين".
من المُستبعد أن يثير الكلام عن هوية مصر الحضارية، باعتبارها جزءاً من أوروبا، اهتمام الشبّاب من المصريين والمصريات، الذين كانوا في طليعة الثورة، وموجتها الثانية، ولكن من المُستبعد، أيضاً، ألا تكون أوروبا، في نظرهم، مثالاً للمحاكاة والتمثيل، بخصائص مصرية لا تختصم، بالضرورة، مع مكوّنات عروبية، وأفريقية، وقبطية، وإسلامية، قرت واستقرت منذ زمن بعيد. وهذا وذاك جزء من روح وميراث قرن وألفية جديدين.
وإذا كان في هذا الميراث، وتلك الروح، ما ينسجم مع "التحرير" باعتباره مجازاً لم يكف، منذ عصر الخديوي إسماعيل، عن الاغتناء والامتلاء، فإن في مجاز "رابعة"، إذا ما أُعيد تأويله قطبياً، كل ما يقصيه عن سواه.
"رابعة" المكان ليست مما يُعتد به في تاريخ القاهرة ومصر، و"رابعة" المثال جزء من توق مصر الروحي العام، الذي يعود إلى آلاف مؤلفة وبعيدة من السنين. يُقال إن رابعة (وهي، كما صاغتها المرويات الإسلامية إعادة إنتاج لنموذج بدئي أوّل ظهر في كل ثقافات الكون) ظهرت في البصرة قبل ألف وثلاثمائة عام، وتضاربت في سيرتها الروايات، لكنها استقرت على فكرة الفناء الفردي في العشق الإلهي.
والمفارقة، أن لا "رابعة" المكان، ولا المثال، ينسجمان مع التأويل القطبي لمعنى الخلاص، الذي يُنتزع منه طابعه الفردي، وتُطرد منه الصوفية فكرة وطريقة، باعتبارها معادية للفعل الحركي الإخواني، ومتواطئة مع مجتمع، ودولة، وقانون الجهل والجاهلية. ومعنى هذا الكلام: مجتمع، ودولة، وقانون، الأزمنة الحديثة.
بمعنى آخر: يبدو طه حسين مواطناً طبيعياً من مواطني التحرير، وقد اصبح عاصمة للحرية في مصر، بينما لا تنجح "رابعة" في تمثيل الثورة المضادة، دون تجريدها من توق مصر الروحي، وشغف قاطنيها، على ضفاف النيل، بالمطلق، أي كل ما أسهم في تمصيرها.
ومع تجريدها من كل ما أسهم في تمصيرها، يبدو سيد قطب مواطناً طبيعياً في "رابعة"، وتتجلى الثورة المضادة باعتبارها رداً عنيداً ومثابراً على "مستقبل الثقافة في مصر" من ناحية، وعلى الأزمنة الحديثة نفسها من ناحية ثانية. ولعل في هذا وذاك، ما يبرر الكلام عن طه حسين في "التحرير"، وقطب في "رابعة".



#حسن_خضر (هاشتاغ)       Hassan_Khader#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصير مصر في الميزان..!!
- حقيقة الصراع في مصر وعليها..!!
- مصرُ التي في خاطري..!!
- يومٌ من أيام القيامة..!!
- لا ثورة، ولا إنقاذ..!!
- جريمة الغامدي وموت الضمير..!!
- وأخيراً، دولة الحق الطبيعي..!!
- فتح والنساء واليد الطالبانية..!!
- لن يقفز..!!
- سورية أصبحت مثل غزة..!!
- مأساة إغريقية كاملة..!!
- في رثاء مارتن رتشارد..!!
- أنا أحبُ الأخ الأكبر..!!
- جهاد النكاح..!!
- أجساد النساء، أقدم الأراضي العربية المحتلة..!!
- الأدب العربي يربح، بالتأكيد..!!
- بوتين لم يُزوِّج ابنته لسيف الإسلام..!!
- نُذر الانتفاضة..!!
- ابن عثيمين وصل..!!
- مولانا وجهة نظر خاصة..!!


المزيد.....




- جعلها تركض داخل الطائرة.. شاهد كيف فاجأ طيار مضيفة أمام الرك ...
- احتجاجات مع بدء مدينة البندقية في فرض رسوم دخول على زوار الي ...
- هذا ما قاله أطفال غزة دعمًا لطلاب الجامعات الأمريكية المتضام ...
- الخارجية الأمريكية: تصريحات نتنياهو عن مظاهرات الجامعات ليست ...
- استخدمتها في الهجوم على إسرائيل.. إيران تعرض عددًا من صواريخ ...
- -رص- - مبادرة مجتمع يمني يقاسي لرصف طريق جبلية من ركام الحرب ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تسعى إلى حرب باردة جديدة
- روسيا تطور رادارات لاكتشاف المسيرات على ارتفاعات منخفضة
- رافائيل كوريا يُدعِم نشاطَ لجنة تدقيق الدِّيون الأكوادورية
- هل يتجه العراق لانتخابات تشريعية مبكرة؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن خضر - طه حسين في التحرير وقطب في رابعة..!!