أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن خضر - الإعلام هو الحل..!!














المزيد.....

الإعلام هو الحل..!!


حسن خضر
كاتب وباحث

(Hassan Khader)


الحوار المتمدن-العدد: 4286 - 2013 / 11 / 26 - 15:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لفتت انتباهي، قبل أسابيع قليلة، مقالة في جريدة التايمز البريطانية المرموقة، وذات النفوذ. موجز المقالة، التي مهرها كاتب من كتّاب الجريدة بتوقيعه، واسمه روجر بويز، أن محاكمة مرسي مهزلة، وأن الغرب لا يجب أن يتعامل مع حكومة تقصي الإسلاميين، وأن وزير الخارجية كيري أخطأ عندما زار القاهرة، ولم يذكر اسم محمد مرسي، ولو مرّة واحدة، على الملأ.
مثل هذا الكلام مألوف، في الصحافة الغربية، وعلى شاشة الجزيرة القطرية، وفي تصريحات المسؤولين الأتراك، والناطقين باسم الإخوان المسلمين في مناطق مختلفة من العالم. وليس فيه ما يستحق التوّقف، أو لفت الانتباه.
وقد حرّض التشابه، الذي يكاد يكون حرفياً، أحياناً، بين ما جاء في المقالة، وما يصدر عن كل هؤلاء، على البحث عن سيرة الكاتب، ومجال اختصاصه لعل فيه ما يضيفه إلى قائمة "الخبراء" الغربيين، في شؤون الشرق الأوسط، والعالم العربي، وهم كثر في وسائل الإعلام، وفي أوساط أكاديمية، يتظاهر أصحابها بقدر أكبر من النزاهة، والموضوعية.
وكانت المفاجأة أن سيرة الكاتب، (الذي يعمل مراسلاً للتايمز في ألمانيا، ويقيم فيها)، لا تضم سطراً واحداً يوحي بعلاقة ما بالشرق الأوسط، والعالم العربي. فمجال اختصاصه، وخبرته العملية، أوروبا الشرقية.
بمعنى آخر، نحن أمام شخص بلا مؤهلات عملية، أو مهنية، تمكنه من الإفتاء في شأن ما اختلف عليه الناس، في العالم العربي. ومع ذلك، لا يتوّرع عن ترديد عبارات مألوفة، وكليشيهات فارغة. لا بأس.
فلننس السيد بويز، قليلاً، ولنفكر في مفاجأة أطلقتها صحيفة الديلي تيلغراف البريطانية، قبل أيام قليلة. وموجز المفاجأة أن شركة المحاماة الدولية المرموقة، التي كلفتها الحكومة القطرية بإجراء تحقيق محايد في اتهامات منظمة العفو الدولية، بشأن معاملة العمال الأجانب في قطر، لم تكن في الواقع محايدة أو مستقلة. فالشركة تعمل كجماعة ضغط لدى القطريين، وقد تلقت منذ أوائل هذا العام، وحتى شهر سبتمبر (أيلول) الماضي ما يزيد عن ثلاثمائة ألف دولار، عن طريق قناة الجزيرة ـ أميركا، لقاء خدمات قدمتها للقناة وأصحابها.
وأصل الحكاية أن منظمة العفو الدولية أصدرت، في الآونة الأخيرة، تقريرا حول معاملة وأوضاع العمّال الأجانب في قطر. وكانت خلاصة التقرير أن العمال الأجانب، هناك، يُعاملون معاملة الحيوانات. وقد وردت هذه العبارة، حرفياً، في التقرير المذكور.
أثار التقرير ردوداً غاضبة من جانب جماعات حقوق الإنسان، وأسهم في تعزيز مرافعات الداعين لتجريد قطر من حق استضافة مباريات كأس العالم، خاصة وأن فوزها بهذا الحق يعاني من شبهة المقايضة، وشراء الذمم، ورشوة المتنفذين في الاتحاد الدولي لكرة القدم.
وكالعادة، تظاهر القطريون بأنهم ضحية سوء فهم، وكلفوا مؤسسات دولية مختلفة "مستقلة"، و"محايدة" و"مرموقة" طبعاً، للتحقيق في الاتهامات. ونحن نعرف، الآن، أن واحدة على الأقل، من تلك المؤسسات "المستقلة" و"المحايدة"، ليست مستقلة ولا محايدة، بل تشتغل عندهم. ولعل من المنطقي التفكير أن بقية المؤسسات لن تشذ عن القاعدة. لا بأس.
فلنعد إلى السيد بويز، ولكن في سياق أوسع، أي في سياق الكلام عن دور مؤسسات الدعاية، والعلاقات العامة، في صياغة وتوجيه الرأي العام. وكلها شركات تجارية خاصة. وهي واسعة الانتشار والنفوذ في الولايات المتحدة، تحظى بمكانة قانونية، وتوظّف خبراء في مجالات مختلفة، وتقيم علاقات مع الإدارات الحكومية، والكونغرس، وأساطين الصناعة، ورأس المال، والإعلام، والإعلان. وتتمثل وظيفتها في ترويج بضاعة زبائنها، سواء كانت سلعة مادية أو سياسية.
ولعل من نافلة القول التذكير بأن من يدفع أكثر يحصل على أفضل الخدمات. بيد أن ما يستحق التذكير يتمثل في حقيقة أن صياغة، وتوجيه الرأي العام، أصبحا جزءاً من صناعة تُستثمر فيها أموال طائلة، وتديرها مؤسسات محترفة ومعولمة. والأهم أن جزءاً كبيراً من صورة الإخوان المسلمين، والرواج الإعلامي للإسلام السياسي، نجما عن زواج المال بصناعة الإعلام.
اكتشف القطريون منافع هذا الزواج، بعد نجاح مشروع قناة الجزيرة، الذي أغواهم، على الأرجح، بطموح دخول اللعبة الإقليمية، عن طريق التحالف مع الإخوان، والرهان على الإسلام السياسي، والاستثمار الكثيف في صناعة الإعلام والرأي العام، وتوظيف الخبراء "المرموقين"، ومؤسسات الدعاية الدولية "المستقلة"، و"المحايدة" و"المرموقة".
ولم يكونوا الرواد، في الواقع. ثمة سوابق من نوع: الطفرة النفطية في أواسط السبعينيات، التي أنشأ السعوديون بفضلها ما لا يحصى من الروابط والاتحادات والجمعيات الدعوية والدعائية في بلدان كثيرة، وأغلبها كان دفيئات إخوانية، و"الجهاد" ضد الروس في أفغانستان، واستقرار الجيل الثاني من الإخوان، الاجتماعي، والمالي، والمهني، في أوروبا وأميركا، بداية من ثمانينيات القرن الماضي، واندلاع الانتفاضة الفلسطينية الأولى، التي أصبحت قناعاً، في مناطق مختلفة من العالم، لتوظيف الحمولة الرمزية للمسألة الفلسطينية، في إنشاء مؤسسات خيرية، وإعلامية، ومهنية إخوانية، تتجاوز أهدافها فلسطين والفلسطينيين.
هذا كله سبق القطريين، لكنهم سبقوا الجميع في الطموح غير المشروع، إلى حد لم يتمكنوا معه من إدراك الفرق بين حجم اللاعب، وحجم الدور في اللعبة، سواء تعلّق الأمر بالاستيلاء على مصر المحروسة، أو الفوز باستضافة كأس العالم. وهنا مربط الفرس، وكل ما عدا ذلك تفاصيل بدءاً من السيد بويز الخبير "المستقل" و"المحايد"، وانتهاءً بالشركة "المستقلة" و"المحايدة" التي تحقق في تقرير منظمة العفو الدولية. في الدوحة ثمة من يعتقد بأن الإعلام هو الحل.



#حسن_خضر (هاشتاغ)       Hassan_Khader#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حاضر غزة مستقبل ليبيا..!!
- صورة جانبية لمحمد مرسي..!!
- فتّش عن المرأة..!!
- حجاب اللغة..!!
- الصليب، والكنيسة، والكهنة، والنبيذ..!!
- قرب النافذة، والضوء قوي..!!
- على باب حارة الأرمن في القدس..!!
- كش ملك..!!
- نزهة المشتاق في علم الأنفاق..!!
- الإخوان، سردية جديدة..!!
- مصر فازت، والديمقراطية لم تخسر..!!
- شعبان وبعض من وعود العلمانية..!!
- سلاح التلميذ النجيب في مفاوضات رام الله وتل أبيب..!!
- طه حسين في التحرير وقطب في رابعة..!!
- مصير مصر في الميزان..!!
- حقيقة الصراع في مصر وعليها..!!
- مصرُ التي في خاطري..!!
- يومٌ من أيام القيامة..!!
- لا ثورة، ولا إنقاذ..!!
- جريمة الغامدي وموت الضمير..!!


المزيد.....




- أحمد الطيبي: حياة الأسير مروان البرغوثي في خطر..(فيديو)
- خلل -كارثي- في بنك تجاري سمح للعملاء بسحب ملايين الدولارات ع ...
- الزعيم الكوري الشمالي يشرف على مناورات مدفعية بالتزامن مع زي ...
- الاحتلال يقتحم مناطق في نابلس والخليل وقلقيلية وبيت لحم
- مقتل 20 فلسطينيا في غارات إسرائيلية على غزة
- بالصور: زعيم كوريا الشمالية يشرف على مناورات -سلاح الإبادة- ...
- ترامب يفشل في إيداع سند كفالة بـ464 مليون دولار في قضية تضخي ...
- سوريا: هجوم إسرائيلي جوي على نقاط عسكرية بريف دمشق
- الجيش الأميركي يعلن تدمير صواريخ ومسيرات تابعة للحوثيين
- مسلسل يثير غضب الشارع الكويتي.. وبيان رسمي من وزارة الإعلام ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن خضر - الإعلام هو الحل..!!