أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود شاهين - ملكة السماء تعد الأديب بالنسيان














المزيد.....

ملكة السماء تعد الأديب بالنسيان


محمود شاهين
روائي

(Mahmoud Shahin)


الحوار المتمدن-العدد: 4569 - 2014 / 9 / 9 - 01:40
المحور: الادب والفن
    


فصل من الملحمة الشعرية ( غوايات شيطانية )
[3] - ملكة السماء تعد الأديب بالنّسيان
ولم أتنبّه لنفسي إلا والملكة تحلق بي صاعدة إلى أعلى، لنشق الماء كالرماح وننطلق في الفضاء، فهمست، دون أن أدري أنني باسم الحب همستُ:
- إلى أين تحلقين بي يا مليكة قلبي؟
فهمست هي أيضاً باسم الحُبِّ:
- إلى أعالي الأعالي ياحبيبي
حيثُ عرشي
وأجمل سرير حورية ملكيّ
مارت عليه أجسادُ العُشاقِ
في لجّة الغرام.
فهمستُ:
- وهل حقاً سأرتشف من شفاهك
شهداً،
وألثمُ أعناقاً تضوّعت بالأرِيجِ
وأنسى سنيَّ حزني
في عشق التراب المقدسيّ
وأجرعُ من نهديكِ السباعيين
كأس المرام؟!
فراحت تنشد متحدية ونحن نحلق كالنوارس عبر الفضاء وبين النجوم والأقمار إلى محاذاة القصر السامق في الأعالي:
سأنسيك يا حبيبي
ليالي الدفء في ظلّ الزمهرير!
ورغد العيش في أزقّة المخيّم
الموحلة
وأعراس العشاق في الجليل.
*
سأنسيك رجع الصدى المرتد
من رحيل القنابل عبر البحر
وتلويحة ضفائر الصبايا في
غزّة وأريحا
من تحت أشجار النخيل.
*
سأنسيك ذكريات الزعترِ
والزغاريد في وداع الزنابقِ
والدُّموعَ
ونفاد الصبر في صبرا
واستشهاد العنب في الخليلْ.
*
سأنسيك الماء وخبز الشعيرِ
وشرب الشاي مع الخمّاري الساخن
حول المواقد في الصباحِ
قبل أن يطير النعاسُ الثقيلْ.
*
وأنسيك الزيت والزيتون
والشراك وخبز الطابون
وغفوتك بين المعزِ
في البطين
عند الأصيلْ
*
سأنسيك لون السماءِ
وهضاب المنطارِ
جبل الزيتونِ
وشذا البرتقالِ
وأُنسيك الذُّبيحَ والقعفرانْ
وقيلولة القطعان في ظلالِ الصخورِ
ونطاح الكباش على الغدرانْ
*
سأنسيك يا حبيبي:
خرير المياهِ في سيلِ القلتِ
وثغاء المعز في البطاحِ
وتطريزات الحرير في قبة ثوب أمّك
والطيلسان!
وطريق رام الله
ودرب الآلامِ
وبابَ السباطِ
والغيصلان!
وصياح الديوك قبيل الفجر
وموسم النبي موسى
وأمَّ الغيثِ
والزعفران!
ونباح الكلاب حول الحظائرِ
وصلاة الجمعة
وموسم الحجِّ
والبيلسان!
*
سأنسيك ألوان القوس القُزحيّ
فوق قمم جبال القدس الشرقيةِ
وانكسارات أشعة الشمس الصباحيةِ
من (أبراج) الكنائس والمساجدِ
وأنسيكَ الأرجوانْ
*
سأنسيك آهات النّايات على الحنين
ورجع أراغيل الرعاة من الأودية
وسفوح الجبال
وشدو أوتار الرّباباتِ
في مضافات القرى
ومضارب العشائرِ
بثارات المهلهلِ
وتغريبة بني هِلالْ
*
سأنسيك رجدَ غمور الحصادِ على القوادمِ
وحرَّ القيظِ على البيادرِ
وآذان الفجر من قمم التلالْ
وقرع أجراس الكنائسِ
حداداً على ذبح الصلاةِ
واندياحَ شرق الزيتون
الظلالْ
*
سأنسيك يا حبيبي ليالي الحِنَّاءَ
وزفات العرسان على الخيولِ
وتراويد الفوارد في الأعراسِ
وأغاني طلعةِ العروسِ
وأهازيج الحصادِ وجدِّ الزيتونِ
واستقبال جدك لشروق الشمس
مع دلة القهوة
من خلف الجبالْ
وأنسيك بهاء البدر فوق القدسِ
وظهور الهلالْ
*
سأنسيك الدبكة والدّلعونا
والسامِرَ والعتابا
ويمّه يا مويل الهوى
ووين عا رام الله
وفيروز والميجنا
وعلاّ والهجيني
والأطلال
ومناجاة العشق عند التُّرعِ
في الليالي المقمرة
والحبِّ غير الحلالْ
*
سأنسيك ساق"ثريا"
وهي تتسلق في وادي النارِ
الصخورْ
وأنسيك نايك وخنجرك وعصاكَ
وكوفيّتك وعقالك
والأرغولْ
سأنسيك أغاني وتهاليل أُمِّك لكَ
وأنت في المهد صغير
سأنسيك أرجحة الحِذلِ
وسقف الكهفِ
وثدي أُمّكَ
وطعم حليبه
وظريف الطولْ
*
سأنسيك ورود الصبايا مع الحمير
بالقِرَبِ والصفائح والبراميلِ
ورفقة الكلابِ
إلى إمداسِيسَ ونبع الماءْ
وأنسيك جرع الحليبِ
من ضِرع الصبحاء
بين القطيعِ
في الحنواءِ
مع خبز الغداء
*
سأنسيك أمَّ البقِّ!
ومغارة الغولةِ!
وشعاب الدّمنةِ!
وطورَ القمراءِ!
والبـقعةَ!
والقبورْ
وأنسيك من ليالي رمضان
صحوة السحورْ
والتنصّت إلى دبة المدفع
من فوق جدار العزبةِ
وأنسيك قمرَ الدين
والملوخيّة
مع الفطورْ
*
سأنسيك الحجلَ والفرَّ والقطا
واللقالق في سهوب الربيع
وشقائق النعمانْ
وأنسيك الدفلى والخزامى والسوسنَ
والأُقحوان
والحرمل والبابونج والميرميّة
والبلبسانْ!
وأنسيك في السفوح
الثعالب والأيائلَ والأرانبَ
والغزلانْ
سأنسيك الخراف والجداءَ
والفطائم والسخالَ
والحملانْ
وموسمَ الإنجابِ
وحالك المزرية
وأنت تولّد في لجّة العواصف ِ
الأغنامْ
*
سأنسيك الجروف والسدود
والوِهادْ
وعراك الحمير والقطط والكلاب
وشبق المعزِ والنعاج
ونطاحَ الكباشِ والتيوسِ
في أشهر السفادْ.
سأنسيك أعشاشَ الصُّقورْ
ومن أعالي الجبالِ
أعراشَ النُّسورْ.
*
سأنسيك نشر ثياب الراحلين
على حبال الغسيلْ
ووقعَ سنابك الحوافر
لخيول الفاتحين
وأنسيك الصهيلْ
وأسراب اليمام
في فضاء القيامةِ
وعلى أسوار الأقصى
وشرفات المكبّرِ
ورأس العمودِ
وسلوانَ
وأُنسيك الهديلْ
*
سأنسيك أعشاش القبّراتِ
وأوكار الزنابيرْ
وزقزقة العصافير في حقول الربيعٍ
ونسائم الريحِ في الكرومِ
وتموّجات السنابلِ بألوانِ الغروبِ
وبحبشة الدجاجات
في الحواكيرْ
*
سأنسيك يا حبيبي:
جدثَ أمكَ
ورفاتَ جدِّكَ
وأرماس السالفينْ
والتعوّذ من الشيطانِ
عند الصلاةِ
وقراءةِ القرآنِ
والآذانِ
والنكاحِ
ولعنته عندَ الخصامِ
والزنى
وارتكاب المعاصي
والتطهيرْ
*
سأنسيك قمح تموز القتيلْ
وبسمة أُمٍ نجا ابنُها
من مجزرة الخليلْ
سأنسيكَ:
عكّا وحيفا والجليلْ



#محمود_شاهين (هاشتاغ)       Mahmoud_Shahin#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التحول من الدين فحسب إلى الثورة الدينية (دفاعا عن محمد ) (6 ...
- عن القتل والإكتئاب والبشر والغزاة !
- الجميع فصاميون كما يرى العفيف الأخضر ( دفاعا عن محمد ) (5)
- صدور رواية (أبناء الشيطان ) لمحمود شاهين
- عقدة اوديب ( دفاعا عن محمد ) (4)
- أبناء الشيطان (رواية قصيرة )
- عقدة اوديب ( دفاعا عن محمد ) (3)
- دفاعا عن محمد ( رد على العفيف الأخضر ) (2)
- دفاعا عن محمد ! (رد على كتاب العفيف الأخضر )
- إما أنت أو لا أحد ! ( القصيدة كاملة انطلاقا من مذهب وحدة الو ...
- سخافات شبكة النت ..
- إما أنت أو لا أحد ..
- في العقل البشري والطاقة
- العقل الشخصي والعقل الكوني وهذياناتنا الدائمة !!
- في العقل والطاقة والعقل الكوني !
- شاهد على سفينة نوح يروي الحقيقة !!
- الحياة والموت
- دمعتان على الوضع الفلسطيني


المزيد.....




- أزمة الفن والثقافة على الشاشة وتأثيرها على الوعي المواطني ال ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود شاهين - ملكة السماء تعد الأديب بالنسيان