أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمود شاهين - دمعتان على الوضع الفلسطيني














المزيد.....

دمعتان على الوضع الفلسطيني


محمود شاهين
روائي

(Mahmoud Shahin)


الحوار المتمدن-العدد: 1563 - 2006 / 5 / 27 - 07:07
المحور: القضية الفلسطينية
    


دمعتان أبتا إلا أن تنزلا هذه الليلة وأنا أتابع أخبار مؤتمر الحوار الفلسطيني
المؤتمرون في الداخل وآلاف الناس يحملون جثث أربع شهداء سقطوا بالأمس
يتجمهرون أمام مبنى المؤتمر وأبو مازن يتحدث عن ضابط فلسطيني يفضل أن يبيع كليته
على أن يبيع ضميره او بندقيته او معلومات للمحتلين للحصول على دواء لابنه !!
أي مأساة هذه؟ وكيف لي أن أقاوم هذه الدموع اللعينة التي تباغتني كلما شاهدت مأساة فلسطينية
وحتى غيرها من مآسي البشرية !!
أنا لا أصدق نفسي أنني كنت فدائيا قرابة ثلاثة أعوام ولا أذكر أن دموعي نزلت لمشهد ما مأساوي حينئذ
.. تشردت في جبال القدس هربا من سلطات الإحتلال وكنت أنام في الكهوف المعتمة .. وياما امتص البق والقراد
من دماء ساقي ويدي في تلك الكهوف حتى تورمتا .. كان ذلك بين أعوام 68 -70 من القرن المنصرم.. وحين خرجت ليلا من فلسطين إلى الأردن وتحولت إلى العمل قي الصحافة ظلت فلسطين هاجسي .. وكنت أتابع مجلة (فتح) من كتابة الخبر إلى توزيع المجلة في الأسواق..دون أن أكل أو أمل .. ولم يكن راتبي يكفي إلا لتناول ما قل ورخص من الطعام .. مع أن كثيرين كانوا في بحبوحة.. وكنت أقيم مع زوجتي وأطفالي في دمشق –بعد انتقالنا
إليها – في خشة لا تتجاوز مساحتها سبعة أمتار مربعة. ورغم صغرها فقد ارتادها معظم الأدباء والفنانون العرب
وكانت في نظرهم أهم من أجمل بقاع الأرض ..
لا أعرف لماذا اتطرق إلى هذا الآن .. ربما لأن جوع اليوم ذكرني بجوع الأمس. أذكر في جنوب الأردن أن الراحل ابا عمار زارنا ذات يوم في الجنوب وكان لدينا قاعدة يقع أحد مواقعها على جبل يدعى جبل يوحنا وكان
هذا الموقع يحتوي على منظار ميداني كنت أشاهد منه قبة الصخرة وجبل المكبر وبرجي الكنيستين اللتين تعتليان جبل الزيتون.
كانت سترة أبو عمار ممزوعة من الخلف .. ولم يكن لدينا من الطعام إلا الرز والزيتون. وجلس أبو عمار معنا ليأكل معنا رزا وزيتونا..
في ذلك اليوم جلس أبو عمار خلف المنظار الميداني وراح يرقب القدس وجبال وسهوب الضفة ، وما لبث أن قال
كلمته المشهورة ( لو لم يبق من هذا الشعب إلا جنين في بطن أمه لحمل السلاح وعرف طريقه إلى فلسطين)
لا أنكر أنني كنت حينئذ متأثرا بشخصية أبي عمار، ذي السترة المقدودة من دبر!! وظللت متأثرا بها إلى فترة طويلة.. وحين هاجمني بعض المسؤولين الفلسطينيين بعد صدور الجزء الأول من ملحمة (الأرض المغتصبة)
وتلقيت تهديدات بالإغتيال من قبل آخرين، بحجة أن شخصية الأعجف في الرواية ترمز إلى أبي عمار، والحق أنها لم تكن كذلك ، وقد رددت على هذه التساؤلات في مقابلة أجرتها معي صحيفة الحياة اللندنية!!
وحين صدرت رواية ( الهجرة إلى الجحيم ) عام 1984 طالب بعض الكتاب بإعدامي !! مع أنني كتبت الرواية بشبه تكليف من الأخ أبو مازن ، رغم أن الرواية كانت ضد فكرته المطروحة حينئذ ، لكن ليس بشكل مباشر .
لكن ما الذي أريد أن اقوله بعد كل هذا.. ربما كنت أريد ان أقول: ايها الفلسطينيون آن لكم أن تتفقوا على برنامج وطني واضح وصريح .. يحل كل الإشكالات القائمة..
ويا أيتها الحبيبة ( فلسطين) أمضيت معظم سني عمري في سبيلك وبالتأكيد لن أبخل عليك بالأعوام القليلة المتبقية من عمري .. حتى لو اضطررت أن آكل الأرز المسلوق ودون زيتون !! وعذرا يا دموعي التي
تابى أن تكلل وجنتي وأنا أكتب هذه الكلمات.
محمود شاهين 26-5- 2006



#محمود_شاهين (هاشتاغ)       Mahmoud_Shahin#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- -بعد فضيحة الصورة المعدلة-.. أمير وأميرة ويلز يصدران صورة لل ...
- -هل نفذ المصريون نصيحة السيسي منذ 5 سنوات؟-.. حملة مقاطعة تض ...
- ولادة طفلة من رحم إمرأة قتلت في القصف الإسرائيلي في غزة
- بريطانيا تتعهد بتقديم 620 مليون دولار إضافية من المساعدات ال ...
- مصر.. الإعلان عن بدء موعد التوقيت الصيفي بقرار من السيسي
- بوغدانوف يبحث مع مدير الاستخبارات السودانية الوضع العسكري وا ...
- ضابط الاستخبارات الأوكراني السابق يكشف عمن يقف وراء محاولة ا ...
- بعد 200 يوم.. هل تملك إسرائيل إستراتيجية لتحقيق أهداف حربها ...
- حسن البنا مفتيًا
- وسط جدل بشأن معاييرها.. الخارجية الأميركية تصدر تقريرها الحق ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمود شاهين - دمعتان على الوضع الفلسطيني