أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمود شاهين - الحياة والموت














المزيد.....

الحياة والموت


محمود شاهين
روائي

(Mahmoud Shahin)


الحوار المتمدن-العدد: 4548 - 2014 / 8 / 19 - 08:40
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ألحياة والموت !
القدرة : المادة . الطاقة . الحقيقة . الروح . المطلق الأزلي . الخالق . الله.
الكون .الوجود. الغاية من الوجود ، وبشكل خاص وجود الإنسان .
أسئلة مقلقة تحاصر الإنسان منذ أن وجد قبل ملايين السنين وحتى اليوم .. دون أن يصل العقل البشري إلى إجابات قاطعة ، وحقائق مطلقة حولها ، فاستسلم معظم البشر إلى قناعات وإجابات
نسبية تشكلت لديهم حسب مفاهيم أسلافهم في عصور سابقة ، وأركنوا إليها.
أسئلة كثيرة قد تطرحها مفردات العنوان أعلاه ، مع أن معظمها يعبر عن مدلول واحد عبرت عنه البشرية بتعابير مختلفة ، كما أن معظمها يتداخل مع الآخر ويتقاطع معه ، فلا مادة دون طاقة ، ولا طاقة دون مادة ، ولا حياة دون موت ،ولا موت دون حياة ،ولا خلق دون خالق ، ولا خالق دون خلق ،ولا وجود دون غاية ، ولا غاية دون وجود .. لا أحد يمكنه أن يتصور خالقا دون خلق ، فلن يكون هناك إلا العدم ، والعدم ليس خالقا .فالخالق يتجلى بخلقه ، والخلق يتجلون بخالقهم . فإذا كان الوجود مكون من مادة وطاقة فإن الخالق يكمن في المادة والطاقة ،وقد يكون هو المادة والطاقة ولا شيء غير ذلك ، ولا تنسو أن تجلي الوجود بما فيه تجلي الكائنات الحية والبشر في مقدمتها هو تجل للمادة والطاقة . فوجودنا مادي وفعلنا طاقة . ما المقصود هنا بالفعل الطاقوي ، إنه الحياة السارية فينا ، أي الطاقة .
لندخل في الموت .
سبق وأن تحدثنا عن ضرورة الموت ، وعن الخالق والغاية من الخلق ، وأن عملية الخلق تكاملية بين الخالق والمخلوق ، وأن لا شيء منفصل عن الآخر . فالطاقة تسري في المادة
وتتفاعل معها ، والمادة تسري في الطاقة وتتفاعل معها . وسنخصص هذا المقال للموت ولماذا الموت وما يجري بعد الموت .
سبق وأن تساءلنا: ماذا لو لو لم يكن هناك موت ؟ أين ستعيش مليارات الكائنات بما فيهم البشر،
هل سيحيون فوق بعضهم بعضا ، ثم هل سيوجد غذاء يكفيهم ؟ ثم هل تظل الأرض خصبة وقادرة على انتاج غذاء للجميع . مستحيل ! إذن الموت ضرورة حتمية لكل الكائنات الحية .
ضرورة لتستمر الحياة في توازنها ، فدون هذا التوازن ستدمر الحياة .
والموت ضرورة للكائن الحي الأكبر، مبعث الحياة كلها : الأرض !! من الأرض جئنا ، وإلى الأرض نعود ، نعود إلى التراب المقدس ، نعود إلى المنشأ الذي جئنا منه . والأرض في حاجة إلى غذاء دائم لتظل قادرة على العطاء ،والغذاء هو أجسادنا وأجساد الكائنات . كما تحافظ الأرض على بقائها وتوازنها بأن تتنفس بالبراكين والينابيع والأنهار والزلازل ، حتى لا تتفجر وتدمر الحياة ، تحتاج إلى غذاء لتستمرفي العطاء .وليس لها غذاء مادي يمنحها طاقة جديدة إلا أجساد الكائنات ، لتستمر دورة الحياة .
حين يموت الإنسان . نقول : طلعت روحه ! فاضت روحه ! مات ! ماذا يعني فاضت روحه أو طلعت روحه أو مات . يعني ببساطة أنه لم يعد فيه حياة . فالروح هي الحياة ، الطاقة ،القدرة على الفعل ،ولا شيء غير ذلك . الطاقة توقفت عن الفعل . وكي أسهل الفهم للإنسان العادي سأستعمل تعبير الحياة . توقفت الحياة في جسد الإنسان بالموت ، لكن الحياة موجودة في الكائنات الأخرى كلها، وفي الكون والفضاء المحيط بنا كطاقة . إن موت الحياة في الإنسان
مقارنة بالحياة في الوجود هي كمن يأخذ قطرة ماء من محيطات وأنهار الأرض ويرشها على الشاطىء.
هذا الإنسان الميت مستمر كمادة وطاقة في خلفه : أولاده . ومستمر كمادة بجسده في التراب .
جسده الذي سيكون مادة غنية لإثراء التربة القادرة على انتاج طاقة خلاقة . ومن الأفضل أن لا
يوضع جسد الإنسان في تابوت بل على التراب مباشرة لكي يتحلل في التربة ويختلط معها .. فالدود الذي ينشأ بعد فترة وجيزة في الجسد بتأثيرالطاقة الناجمة عن تفاعل مادة الجسد بمادة الأرض ، يساعد على نقل وتسرب المادة والطاقة في التربة . ولا يتخيلن أحد أن الطاقة السارية في الأرض منفصلة عن الطاقة السارية في الكون . المادة الكونية متصلة ،والطاقة الكونية متصلة ،حتى وإن تشكلت المادة من ذرات متناهية في الصغر.
وماذا عن هذا الإنسان الذي مات وتحول جسده إلى مجرد غذاء للتربة . فهل إذا كان عالما أو مفكرا يذهب فكره أدراج الرياح ؟! أبدا . لقد سبق وأن تحدثنا عن العقل الكوني الذي ترتبط به عقول البشرية كلها ، فإضافة إلى التوثيق البشري الذي يقوم به الناس هناك التوثيق الكوني الذي
يقوم به الخالق ، أو الطاقة الخالقة إن شئتم . فإذا كان الإنسان عظيما فإن فكره سيخلد للإفادة منه في تطوير الخلق. وإذا كان حمارا فعوضه على الخالق ، يكفيه أنه عاش الحياة وربما كان ثريا وتنعم بها ..
أظن أنني أطلت .. وهناك مسائل كثيرة لم نتحدث عنها .. أهم شيء ينبغي أن يدركه الإنسان أن الإنسان الكامل والخلق الكامل لم يوجدا بعد ،وأن عملية الخلق وتطويره مستمرة إلى ما لا نهاية ، وقد يأتي إنسان في عصر ما له ثلاثة عيون ، وعقل أكبر من مليون عقل في زمننا !!
محبتي أصدقائي .. لا تنسوا أن فكري اجتهادي وليس حقائق مطلقه ، أي أنه يحتمل الخطأ والصواب .. فأنا كما يعلم الجميع لست نبيا لأقول أن كلامي حقيقة مطلقة !!



#محمود_شاهين (هاشتاغ)       Mahmoud_Shahin#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دمعتان على الوضع الفلسطيني


المزيد.....




- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- لوموند: المسلمون الفرنسيون وإكراهات الرحيل عن الوطن
- تُلّقب بـ-السلالم إلى الجنة-.. إزالة معلم جذب شهير في هاواي ...
- المقاومة الإسلامية تستهدف تحركات الاحتلال في موقعي المالكية ...
- مكتب التحقيقات الفيدرالي: جرائم الكراهية ضد اليهود تضاعفت ثل ...
- قناة أمريكية: إسرائيل لن توجه ضربتها الانتقامية لإيران قبل ع ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمود شاهين - الحياة والموت