أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ميساء البشيتي - الحج إلى صقلية - Sicily -














المزيد.....

الحج إلى صقلية - Sicily -


ميساء البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 4568 - 2014 / 9 / 8 - 18:41
المحور: الادب والفن
    


http://i39.servimg.com/u/f39/14/42/89/14/getatt12.jpg


الحج إلى صقلية
“ Sicily ”


لست غريبة .. هذا كان شعوري حين وطأت قدماي أرض جزيرة الأحلام ..
أنا لست غريبة في سيسلي !
كان أول ما عانقته عيناي في مطار " كتانيا " هو شجرة الصبار .. نبتة الصبار هي أرق ما أتذكره من طفولتي السعيدة في القدس .. بل هي أفضل ما يعنون أرض الديار ..
كنت كلما اقتربت من سيسلي أكثر كلما شعرت أنني ألج من أبواب القدس السبعة إلى الحرم .. أجوب شوارعها العتيقة .. أدخل حاراتها وأزقتها .. وأشتم رائحتها العتيقة المعتقة في قوارير الفؤاد ..
رائحة هذا المكان أنا أعرفها جيداً .. أنفي يدركها .. يألفها .. يميزها .. يعشقها ..
الشوارع .. البيوت .. الطرقات .. الأزقة .. شاطىء البحر المترامي الأطراف .. لون البحر الأزرق الداكن كعيون الخرز .. حديث الناس .. طيبة القلوب والنفوس .. علاقات الجوار .. كلها أعرفها جيداً ..
أعرفها منذ طفولة سلفت في القدس .
أحضروا إليَّ طبقاً من نبتة الصبار بلونيها الأبيض والأحمر .. وقالت لي الجارة بتودد كبير .. تذوقي الأبيض منها .. إن مذاقه ألذ بكثير .. قلت لها هذا
"الصبر" أنا رُبيت عليه في أرض كانت .. ولا تزال .. تسمى فلسطين !
في اليوم الثاني أحضرت إليَّ طبقاً من التين الأخضر .. الفاكهة التي تشتهر بها جزيرة سيسلي " صقلية " .. فضحكت المرارة في قلبي وأجابت عني .. إنَّ أشجار التين تولد في منازلنا .. وتكبر معنا في حدائقنا .. تصل إلينا من النوافذ .. وتلقي بثمارها على الأرائك والوسائد ..
التين يا جارتي كما الصبار .. كلاهما من أفراد عائلتي .
كل شيء في سيسلي كان مألوفاً إليَّ .. ركضت في شوارعها وطرقاتها كأنني تلك الطفلة التي كانت تركض في شوارع القدس قبل دهرٍ من الآن ..
كنت أصافح الجدران والأبواب وكنائس المدينة .. لم يعقني شيءٌ أبداً .. ولم أستهجن شيئاً .. وكأن كل نسمة هواء كانت تمرُّ في رئتيَّ كانت تقول أهلا بك محارة فلسطينية الوجنات .
حين وصلت الفاتيكان .. كان البابا يحيِّ القدس من نافذة السلام .. كان يتكلم عن موطن السيد المسيح .. وأنا أشعر بالفخر والاعتزاز .. فأنا يا قوم من هناك .. أنا من تلك الأرض الطاهرة .. أرض الأنبياء ..
في حديقة " البستاشو " "الفستق الحلبي " .. قالوا لي .. هذه الشجرة تتكلم لغتك .. هذه الشجرة لم تكن نعرفها في سيسلي .. أحضرها قومك إلى هنا .. غادروا هم .. وبقيت هي .. فأصبحت الرمز
والعنوان ..
تسلقت جبالاً وتلالاً .. ومشيت بمحاذاة الأنهار .. ركبت البحر .. وصعدت على أمواجه نحو السماء .. أعلو وأدنو من عرائس البحر .. ويهوي قلبي في كل تجاه .. ألتقطه ببسالة الفرسان .. وأخلع عنه رداء الخوف .. وأمضي نحوك يا فلورنسا فأتوجك عاصمة للتاريخ .. وأقلدك الوشاح ..
فيك أرفع عينيِّ نحو السماء .. سماؤك يا فلورنسا لا لا تشبهها سماء .. فيها ينحني الغروب .. ويسجد لرب العرش .. يسبح طويلاً قبل أن ينام .. بينما تستلقي أنتِ يا فلورنسا على كتف الدلال ..
ويلهج لساني .. ويخفق قلبي بالدعاء .. أنا لا أملك إلاَّ حروفي يا فينيسيا .. فهل تكفيني للإبحار ؟
آتية من فلورنسا مدينة الكنائس والخمائل والخيال .. لأبحر في بهائك يا فينيسيا .. وأكتب رسائلي إلى عشاق الأرض .. إنها فينيسيا يا قوم .. "البندقية " التي ترك لي فيها قومي مركباً يتهادى على الشطآن ..
يحملني إلى قلب البحر ويهدهدني بحنان .. ثم يعود بيَّ كما تعود الشمس إلى موطنها آخر النهار ..
أنا هنا يا فنيسيا جئت أحمل إليك من بلادي القدس ألف تحية وسلام .



#ميساء_البشيتي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نغم من بلادي
- رسالة طفل
- عاجل ومهم جداً
- أزهر اللوز
- حلم كأنت
- ممرات شائكة
- مشوار الألف ميل
- رسالتي
- هنا موطني القدس
- على شرفات الذبول
- ارحل .. يا نيسان .
- ماذا أهديك ؟
- ابن القمر
- أشياء لا تموت
- لستِ وحدك .. مهداة إلى شقيقتي د. ميسون البشيتي
- جاهلية 6
- - رواية - .... - صفحة بيضاء - رواية بقلم : ميساء البشيتي
- لكنَّها فارغة !
- همسات نورانية .. 14
- بين حاجبيك ألف قصيدة


المزيد.....




- -الزمن المفقود-.. الموجة الإنسانية في أدب التنين الصيني
- عبور الجغرافيا وتحولات الهوية.. علماء حديث حملوا صنعاء وازده ...
- -بين اللعب والذاكرة- في معرض تشكيلي بالصويرة المغربية
- مفاجأة علمية.. الببغاوات لا تقلدنا فقط بل تنتج اللغة مثلنا
- بيت المدى يستذكر -راهب المسرح- منذر حلمي
- وزير خارجية إيران: من الواضح أن الرئيس الأمريكي هو من يقود ه ...
- غزة تودع الفنان والناشط محمود خميس شراب بعدما رسم البسمة وسط ...
- شاهد.. بطل في الفنون القتالية المختلطة يتدرب في فرن لأكثر من ...
- فيلم -ريستارت-.. رؤية طبقية عن الهلع من الفقراء
- حين يتحول التاريخ إلى دراما قومية.. كيف تصور السينما الصراع ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ميساء البشيتي - الحج إلى صقلية - Sicily -