|
كِتابة أسماءنا بصورةٍ صحيحة
امين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 4564 - 2014 / 9 / 4 - 11:32
المحور:
كتابات ساخرة
( طيب الذِكر " قادر حسن أفندي " ، كانَ مأموراً لدائرة نفوس العمادية لحوالي الثلاثين سنة .. أي أنه قامَ بتسجيل أسماء ومواليد ، عشرات الآلاف من أهالي مركز ونواحي وقُرى ، العمادية ، وإستصدار هوية الأحوال المدنية لهم . ولأنه كانَ ضعيف البصر منذ صغره .. فكانَ يخطأ أحياناً ، في التنقيط أو الحروف المتشابهة الشكل . فيكتبُ " أيار " بدلاً من " أياز " مثلاً ، أو " أمير " عوضاً عن " أمين " .. وهكذا .. والطريف انهُ في إحدى المّرات ، وخلال تنظيمه لهوية مواطنٍ من أهالي قرية كوماني ، كتبَ / المهنة : قَس .. الديانة : مُسلِم ! . وبما ان نسبة كبيرة من المُواطنين كانوا لايعرفون القراءة والكتابة ، فأن المُراجِع المسكين ، يأخذ هويته فَرِحاً بها .. الى ان يكتشف بعد فترة أثناء مراجعته لإحدى الدوائر ، ان أسمه خطأ .. وعليه القيام بسلسلة طويلة من المُراجعات ، لتعديل الإسم ! . فلّاح أسمه " حبيب " ، وقعَ في الفَخ ، وقامَ العَم قادر ، بإستصدار هوية أحوال مدنية ، لهُ .. بإسم " حسيب " . وكانَ حبيب رغم أنه لايعرف القراءة والكتابة ، خفيف الظل وصاحب نُكتة . فقال : راجعتُ دائرة النفوس ، فوجدتُ العَم قادر ، نصف أعمى ، فكتب أسمي حسيب . ثم ذهبتُ الى المحكمة لتصليح الأسم .. فكانَ الموظف المسؤول ، أحوَل .. بعدها في مركز الشُرطة ، وجدتُ العريف المُكَلَف بتمشية المُعاملة ، لابساً نظارةً سميكة ، وإحدى عينيهِ ، مُغطاة بضمادة . فقلتُ في نفسي : .. هاي هاي .. الموظَف في الدوائر المسؤولة عن كتابة أسمي في الهوية ، أما أحوَل أو أعوَر أو لا يُفّرِق بين الحروف ! . والمُفارقة ، يقول الفلاح حبيب ، أنني راجعتُ دائرة الزراعة ، فوجدتُ جميع الموظفين فيها " مفّتِحين " وعيونهم ما شاء الله عليهم ، سليمة مئة في المئة ! .. فَيا حضرة القائمقام المُحتَرم : أرجو نقل بعض موظفي الزراعة ، الى دائرة النفوس ، حتى يكتبوا أسماءنا بصورةٍ صحيحة ! ) . ................................. ووضعُنا العام ، هُنا في الأقليم والعراق عموماً ، لا يختلفُ كثيراً ، عن ما وردَ أعلاه .. فترى ضابطاً ، لم يَزُر المسرح في حياته ، ولم يقرأ رواية أو كتاباً أدبياً ، وزيراً للثقافة ! . أو تجد مُعّلِماً خريج دار المُعلمين ، وزيراً للزراعةِ مثلاً .. أو طبيباً وزيراً للتخطيط .. بل عندنا ، مُهندسٌ كهربائي ، مسؤولٌ عن تبليط الشوارع ! . عندنا ضُباط ذوي رُتَب مُعتَبَرة ، أنصاف أميين ، لايفقهون شيئاً عن العلوم العسكرية ، ولا حتى عن العلوم المدنية ! . " .. تَعّينَ أحدهم ، مُديراً لدارٍ للأيتام ، يضم عشرات من الأطفال ، المحرومين من الوالدَين .. ففي اليوم الأول ، جمع الأطفال ، وبّلغهم : غداَ ، سيكون عندنا إجتماع لأولياء الأمور ، بّلغوا آباءكم ، بالحضور في العاشرة ! " . عندنا بعض المُدراء ، من هذا النوع ! . .............................. فيا حضرة " القائمقام " المُحترم : أرجو وضع الأشخاص المناسبين في المواقع المناسبة لهم ، والمتوافقة مع إمكانياتهم المهنية . ليسَ فقط ، كما قال صاحبنا " حبيب " أعلاه ، لكي يكتبوا أسماءنا بصورةٍ صحيحة .. ولكن ، من أجل بناء مُؤسسات رصينة ، تضمن عيشاً كريماً لنا وللأجيال القادمة ، بصورةٍ صحيحة !.
#امين_يونس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
معزة الخالة شفيقة .. ورواتب الأقليم
-
هُنالكَ أكثر من - ديمتري - في جَبَلي بعشيقة وسنجار
-
مِنْ أجلِ عنقود عِنَب !
-
حذاري من الإنزلاق !
-
تُوّزَع مجاناً .. ليستْ للبيع
-
قَد تابَ وأنابَ
-
لماذا ولِمَنْ أكتُب ؟
-
شّتانَ بين ، معركة هندرين و ( لا مَعركة ) سنجار !
-
مأثرة ( قاسم ششو ) ورفاقه الأبطال
-
الإيزيديون .. حقيقة في مُنتهى القَسوة
-
إعادة البناء .. الترميم والإصلاح
-
أحزاب : العُمال / الديمقراطي / الإتحاد .. ليست إرهابية
-
من وَحي الكارثة
-
إصابة المالكي ، بإنهيارٍ عصبي
-
تحريرُ - مخمور - ، فاتِحةُ خَير
-
بَطَلَين مِنْ هذا الزَمان
-
حذاري من الوقوع في مُستنقَع الشوفينية
-
أحسنُ رَدٍ كُردستاني ، على داعِش
-
العَجز عن تفسير ما يجري
-
الشعبُ مع البيشمركة ، أقوى كثيراً من داعش
المزيد.....
-
-أولُ الكلماتِ في لغةِ الهوى- قصيدة جديدة للشاعرة عزة عيسى
-
“برقم الجلوس والاسم إعرف نتيجتك”رسميًا موعد إعلان نتيجة الدب
...
-
“الإعلان الثاني “مسلسل المؤسس عثمان الحلقه 164 مترجمة كاملة
...
-
اختتام أعمال منتدى -الساحة الحمراء- للكتاب في موسكو
-
عثمان 164 الاعلان 3 مترجم.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 164 الم
...
-
فيلم مغربي -ممنوع على أقل من 16 سنة-.. ونجمته تؤكد: -المشاهد
...
-
نمو كبير في الطلب على دراسة اللغة الروسية في إفريقيا
-
الحرب والغرب، والثقافة
-
-الإله والمعنى في زمن الحداثة-.. رفيق عبد السلام: هزيمتنا سي
...
-
مصر.. قرار من جهات التحقيق بخصوص صاحب واقعة الصفع من عمرو دي
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|