أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علاء ورد حسين - الرفض العراقي ..حنون ابو العرك و البوعزيزي














المزيد.....

الرفض العراقي ..حنون ابو العرك و البوعزيزي


علاء ورد حسين

الحوار المتمدن-العدد: 4562 - 2014 / 9 / 2 - 01:03
المحور: الادب والفن
    


حنون ابو العركَ و فضيلة و محمد البوعزيزي .........................
حنون ابو العركَ ..خوش ولد و طيب ... رغم كونه سكران 24 ساعة ... حنون زلمة و سبورت و افكاره تقدمية .. يستحي من العايزة ...ما يرفع عينه على بنات المنطقة ..ويساعد الجميع ... الجماعة الموامنة من المصلين كانوا اول ما يتعلمون الصلاة يعتبرون حنون ابو العركَ الشخص الاول اللي يبداون بي دعواتهم الايمانية ..هذا ياخذه للجامع وذاك ياخذه للحسينية...تاليها همه يتركون الصلاة ... وحنون ما يترك العركَ .. حنون يشتغل بالعربانة بالنهار .. و يسكر بالليل .... ليلة امس سكر حنون حد الثمالة .. غوشت عيونه وهنا....(( يدخل شبح شاب أسمر.. إنه التونسي محمد بو عزيزي
بو عزيزي: مرحبا..
حنون: مرحبا..
عزيزي: السيد حنون؟
حنون: من أنت؟ أظن إني أعرفك
عزيزي: العالم كله يعرفني. ألم تشاهدني على شاشة التلفزيون؟
حنون: للأسف أنا لا أشاهد إلا نشرات الأخبار. إنها.. إنها مزتي المفضلة. هل سمعت بأحمق مثلي يشرب العرق ومزته نشرات الأخبار؟
عزيزي: هذا غريب حقا. كان الناس يسكرون على صوت أم كلثوم أو عبد الوهاب.. أو.. عليا.. هل تعرف عليا
حنون: تلك التي تغني علي جرى
عزيزي: نعم.. أنا من موطنها.. أنا تونسي
حنون: نعم نعم.. أنت.. أنت من حرق نفسه كي...
عزيزي: نعم نعم..
حنون: شاهدتك في مزتي.. أقصد نشرات الأخبار.
عزيزي: تعجبني خياراتك. أي مزة تفضل؟
حنون: أحيانا الجزيرة.. صحن جزيرة يكفي نصف زجاجة عرق. لكنها أحيانا تصبح بلا ملح فأغيرها بصحن حرة.. الحرة جيدة ولكنها مليئة بالدهن وأنا عندي زيادة في الكوليسترول فأغيرها بالعربية. تكون العربية أحيانا... ليس دائما.. باردة وبلا طعم. فالجأ إلى العراقية (يضحك
عزيزي: لماذا تضحك؟
حنون: العراقية فطيرة
عزيزي: فطيرة؟ تقصد رغيف خبز؟
حنون: (بألم) أردنا العراق رغيف خبز. أعطونا رغيفا معجونا بالدم وما بقي من شباب تناثروا على قارعة الطريق باسم الجهاد والشعارات المزيفة
عزيزي: كيف حال العراق اليوم؟ أنا قلق عليه. أخشى أن تصبح تونس مثله
حنون: العراق يا صديقي صار ما شئت
عزيزي: ماذا؟
حنون: قل عنه ما شئت وسأقول لك صدقت. كل الذي أعرفه كان عندي عربة أبيع فيها الخضار. واليوم عندي عربة ولكن لا أحد يدفعها
عزيزي: أنا أيضا كان عندي عربة أبيع فيها الخضار
حنون: أعرف
عزيزي: ومعي شهادة
حنون: وأنا أيضا
عزيزي: وصفعتني شرطية لأنهم صادروا عربتي
حنون: إذهب إلى ساحة الفردوس في تونس وإصرخ وطالب بعربتك. هذه هي قواعد اللعبة
عزيزي: لو صرخت عمرا كاملا لا أحد يكترث لك . فقط.. سيقولون بلدك ديمقراطي يسمح لك بالصراخ
حنون: هذه هي قواعد لعبة ما شئت.. السيد ما شئت يسرق. ويقفل دونك الأبواب الخضراء وأنت. إلك أن تصرخ العمر كله
عزيزي: لهذا السبب حرقت نفسي. كنت أريد أن أحول الصرخة إلى ثورة
حنون: وشحصلت يا مصخم؟
عزيزي: عفوا. لم أفهم
حنون: ماذا تريد يا سيدي؟
عزيزي: بلغني إن شاباً من العراق أراد أن يحرق نفسه ومات بتوقف القلب وجئت كي أتعرف عليه
حنون: لم أكن أريد أن أحرق نفسي من أجل وطني. بل لأني شعرت بنفسي كومة نفاية بداخلها دورة دموية تحرك الدم في هذه الكومة بأوامر سلطانية فقررت أن أحرق نفسي كي أخلص العالم من رائحة قهري. وبيني وبينك. كنت سكرانا. لو كنت على قيد الوعي، لإنزويت في بيتي مثل عمري كله منتظراً خلاصي وخلاص أيامي
عزيزي: للأسف . كنت أعتقد إنك مثلي. ثائر
حنون: ثرت عمراً كاملاً.. كانت النتيجة صبراً وإخفاقاً وبيتاً مؤجراً
عزيزي: كان عليك إذاً أن تحرقَ نفسَك منذ أن جئت إلى الدنيا
حنون: صحيح. معك حق.. لكنهم.. حتى من حرقٍ أنفسنا كانوا يمنعوننا..
عزيزي: واليوم؟
حنون: لا تجد النفط الذي تحرق به نفسك، وإن وجدته ومت حرقا كما فعلت أنت، فلا أحد سيسمع الى نشيج روحك المعذبة وسط أكوام الأرواح الصاعدة إلى السماء يوميا.. محترقةً أو مقطعةً كان كل ذنبها إنها كانت على قارعة الطريق تبحث عن لقمةَ عيشٍ
عزيزي: وزوجتك؟ وأطفالك؟
حنون: مثل كل الأرواح هناك. ينتظرون تواجدهم على قارعة طريق خطأ. في لحظة خطأ
عزيزي: وبن علي عليكم؟
حنون: لدينا الف بن علي. ينهشون ما تبقى من وطن.. إلا إبن علي واحد. منذ الف وأكثر من السنين ينزف على أرض هذا الوطن والناس هنا يبكوه.. لا شيء غير البكاء يا صاحبي.. لا شيئ هنا غير البكاء.. وأخشى أن أن يقسموا البكاءَ حصصاً حصصاً كي تستقيمَ اللعبةُ وتصلَ إلى النهاية. بو عزيزي. خذني معك
عزيزي: أين؟
حنون: لا أدري.. أي مكان؟.. خذني.. خذني إلى ما شئت
عزيزي: تعال..
(بو عزيزي يسحب حنون بيده. حنون يبقى ينظر الى زوجته وأطفاله)
حنون: يا فضيلة.. لا توقفي صريرَ العربة
(فضيلة وكأنها سمعت صوتَ حنون. حنون وبو عزيزي يخرجان من المسرح، فضيلة تقف. تلف عباءَتها إلى وسطها بعد أن تُثبتَها بحزامٍ من القماش. تمسكُ العربةَ تدفعها فوقَ خشبة المسرح. نسمع صوت صرير العربة من جديد
فضيلة تنادي : هاي الخضرة هاي الخضرة.. خضروات.. خضروات.. وين راحن الحلوات.. خضروات خضروات))
**ما بين مزدوجين مقطع من مسرحية عربانة للاستاذ حامد المالكي



#علاء_ورد_حسين (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق كبير ..... وليس من الفاو للتاجي
- احذروا ايتام المالكي
- اخر فرحة في العراق
- الموصل ... طائرات في السماء ... وداعش في الارض
- بين الدعوة و الاسلامي
- شهيدات زيونة .. وسط بغداد
- رسائل من الركام
- الدم بالدم .... دوامة لا تنتهي
- فيل بغداد
- هل النسيان نعمة ام نقمة .....للشعوب
- ____ من حصار بغداد الى حصار الروح _____
- عرس مريم ...هيل و طش بالولاية
- علاسة اسلامية
- الثقافة الشيوعية تنتشر بين الشباب العراقي
- مسؤولية كبيرة ....ان تكون مثقفاَ
- قالها النواب العظيم .... مضرطة لها نغم
- ____فالنتاين مغترب عراقي ___
- جيرز للشعب العراقي
- عباس راح يطلع تهريب
- _ مثقفين و مستثقفين في العراق


المزيد.....




- الاكشن بوضوح .. فيلم روكي الغلابة بقصة جديدة لدنيا سمير غانم ...
- رحلة عبر التشظي والخراب.. هزاع البراري يروي مأساة الشرق الأو ...
- قبل أيام من انطلاقه.. حريق هائل يدمر المسرح الرئيسي لمهرجان ...
- معرض -حنين مطبوع- في الدوحة: 99 فنانا يستشعرون الذاكرة والهو ...
- الناقد ليث الرواجفة: كيف تعيد -شعرية النسق الدميم- تشكيل الج ...
- تقنيات المستقبل تغزو صناعات السيارات والسينما واللياقة البدن ...
- اتحاد الأدباء ووزارة الثقافة يحتفيان بالشاعر والمترجم الكبير ...
- كيف كانت رائحة روما القديمة؟ رحلة عبر تاريخ الحواس
- منع إيما واتسون نجمة سلسلة أفلام -هاري بوتر- من القيادة لـ6 ...
- بعد اعتزالها الغناء وارتدائها الحجاب…مدحت العدل يثير جدلا بت ...


المزيد.....

- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علاء ورد حسين - الرفض العراقي ..حنون ابو العرك و البوعزيزي