أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمّد نجيب قاسمي - اِنْقَطَعَ الْكَهْرَبَاء ..وَغَرِقَ النَّاسُ فِي الْعَمَى:














المزيد.....

اِنْقَطَعَ الْكَهْرَبَاء ..وَغَرِقَ النَّاسُ فِي الْعَمَى:


محمّد نجيب قاسمي

الحوار المتمدن-العدد: 4561 - 2014 / 9 / 1 - 12:38
المحور: كتابات ساخرة
    


انقطع الكهرباء ..وغرق الناس في العمى:
انقطع الكهرباء يوم 31 أوت 2014 بمناطق واسعة من تونس العاصمة و تونس الوطن وأصبح حديث الناس وشاغلهم الأكبر ..يفسّرون ويبرّرون ويتّهمون ويتوهّمون ويعودون إلى حوادث كبرى مشابهة في التاريخ للمقارنة والتذكير ..فهذا يتحدث عن ارتفاع نسب الولادات بعد 9 أشهر من انقطاع الكهرباء في نيويورك في القرن العشرين وآخر مازال يعتصر ألما من قطع الكهرباء في تونس و حرمان الناس من مشاهدة نقل مباراة نهائي كأس العالم سنة 2002 وما تلا ذلك من تراجع لكرة القدم ...بل عاش البعض رعبا من إمكانية حدوث انقلاب عسكري أو عملية إرهابية مزلزلة ولعن آخرون هذه الجهة أو تلك وهزّهم الحنين إلى زمن ولّى وغرق الكثيرون في عمى وخوف ....
نحن أيضا انقطع عندنا هذا الكهرباء ومنذ نزول قطرات المطر الأولى واستمر بين قطع وربط... وأطول مدة كان عند صلاة المغرب ..وصلى في الجامع من صلّى و لعب الورق متحديا الظلام من تحدى ولم نتذمر كثيرا ولم تذهب بنا التهيؤات والتخيلات أبعد مما تستحق الحادثة ...لأننا ببساطة تعودنا أن يحدث كلّ شيء غير مألوف في تونس وتطبّعنا على الغريب فصار عاديا ..." من أوْطاها إلى أوْطاها"...ثم ليس لنا ما نخسره بانقلاب أو بزلزال أو بدمار ..لم يتركوا لنا شيئا ..نعيش على الكفاف في كل شيء ونعتصر ألما لما نقرؤه من حرمان في وجوه أبنائنا ...ومن قُوتِنا تُدفع الملايين لكثير من التافهين لمجرد أنهم ترشحوا لانتخابات رئاسية أو تشريعية وبدعوى تمويل الدولة للحملات الانتخابية ...كل من هبّ ودبّ يلعب لعبته ويخطر له أمر الترشح وهو في جلسة خمرية أو على سرير وكلّ نازق متنطّع عن حزبه أو جبهته يجمع أيّ شتات حوله ويتزعمهم ويصبح رئيس قائمة وتفتح له الصحف والفضائيات والدور والقصور ويصير حديث الناس بل يصبح ممن يخشى على نفسه الانقلاب و الإرهاب ويطلب حراسا له على الأبواب...
لا أبالي كثيرا بأسباب قطع الكهرباء ولا بما يمكن أن يُدبّر بهذا الأمر ولكني أستغرب من شعب أغلبيته الساحقة صارت ثوارا وجرحى ثورة وناشطين حقوقيين و يقولون إنهم يطمحون لتغيير كل شيء ومقاومة الطغاة في كل مكان ويتحدثون لغة عالية عن البطولة والنضال والفداء و يخشون العتمة بل يستكينون عند أول قدوم للغبش...
ماذا نقول عن العراقيين سنة 1990 عند العدوان الأمريكي الأول وسنة 2003 عند العدوان الثاني ؟ والسماء تمطر قنابل فوسفورية وعنقدية وصواريخ كروز قادمة من كل اتجاه ودفاعاتهم الجوية ترسل مطرا آخر في اتجاه السماء ولم ينقطع عندهم كهرباء ولا استكانوا ولا تذمروا ...ماذا نقول عن أهل غزة الصمود؟ وبنو صهيون يمطرونهم مرة بعد أخرى بجهنم من الصواريخ والمتفجرات ...وضوؤهم لا ينقطع ..ونورهم لا يزول؟ ..بل ماذا نقول عن السوريين اليوم ؟...خراب ودمار وقتل وتخريب في كل مكان ...بل هناك حرب يومية شرسة على الكهرباء بين من يدمر المحطات والتجهيزات ومن يصلحها ..بين من ينشر الظلام ويسعى إلى أن يعمّ كلَّ شيء ومن ينشر النور ولا يريده أن ينطفئ....هناك تعوّد الناس أن يعيشوا حياتهم وأن يموتوا موتهم والجوع والإرهاب والظلام يعملون عملهم فيهم ...
كونوا أشداء ولا تخافوا ظلمة ولا ظلاما ...إنهم يلحظون جبنكم وقذارتكم إن كثرت تذمراتكم ..انشروا من حولكم النور.. وعوض أن تلعنوا الظلام ألف مرة أوقدوا شمعة ...قبسا ...قداحة ..عود ثقاب.....
المكناسي /تونس .الفاتح من سبتمبر العظيم 2014



#محمّد_نجيب_قاسمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطَّرِيقُ إِلَى السَّعَادَةِ : عِشْ حَيَاتَك .... عِشْ أنْت ...
- مخاض الأحزاب السياسية قبل الانتخابات : من صعوبات الحمل إلى آ ...
- مَخَاضُ الأَحْزَابِ السِّيَاِسيَّةِ قَبْلَ الانْتِخَابَاتِ : ...
- كُرْدُسْتَانُ الْعِرَاقِ مِنَ التَّشْرِيدِ ...إِلَى التَّشْي ...
- مِنْ قَهْرِ الْحُكَاّمِ إِلَى انْفِلَاتِ الشُّعُوبِ ... مَا ...
- لن ينشد العرب العزّة ..ولو هلكت كلّ غزّة
- أتاوة على الزواج في انتظار شباب تونس أم تيئيس من الزواج؟
- حرب على الإسلام أم حرب باسم الإسلام؟ ( الجزءالاول والثاني )
- حرب على الإسلام أم حرب باسم الإسلام؟ (الجزء الأول )
- مَاذَا لَوْ حَكَمَتِ الْمَرْأَةُ الْعَالَمَ؟
- الْحُبُّ زَمَنَ العَوْلَمَةِ
- عَيْنٌ عَلَى الْألعابِ الشِّتْويّةِ في - سُوتْشِي - :أين شبا ...
- حَديثُ لُبْنانَ
- رِسَالَةُ إلى مَن يقف وراء كمال القضقاضي
- يُسِفُّ الشّيْخُ القَرَضَاوِي ...إنّه يُسِفُّ.
- - دويلات دينيّة - فاشلة حول - دولة يهوديّة - ناجحة .
- حَدِيثُ دُنْبَةَ
- حَدِيثُ دُنْبَة
- زيارةٌ إلى فلسطين السّليبة تنغّص فرحة وزيرة جديدة
- دُستورُ... بِأيّ ثَمنٍ وُضِعْتَ يَا دُسْتُورُ؟


المزيد.....




- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني
- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...
- الإعلان عن وفاة الفنان المصري صلاح السعدني بعد غياب طويل بسب ...
- كأنها من قصة خيالية.. فنانة تغادر أمريكا للعيش في قرية فرنسي ...
- وفاة الفنان المصري الكبير صلاح السعدني
- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمّد نجيب قاسمي - اِنْقَطَعَ الْكَهْرَبَاء ..وَغَرِقَ النَّاسُ فِي الْعَمَى: