أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - عالم الرياضة - محمّد نجيب قاسمي - عَيْنٌ عَلَى الْألعابِ الشِّتْويّةِ في - سُوتْشِي - :أين شبابُنا من شباب العالَم المتقدّم؟














المزيد.....

عَيْنٌ عَلَى الْألعابِ الشِّتْويّةِ في - سُوتْشِي - :أين شبابُنا من شباب العالَم المتقدّم؟


محمّد نجيب قاسمي

الحوار المتمدن-العدد: 4363 - 2014 / 2 / 12 - 20:20
المحور: عالم الرياضة
    


عَيْنٌ عَلَى الْألعابِ الشِّتْويّةِ في " سُوتْشِي " :أين شبابُنا من شباب العالَم المتقدّم؟
في "سُوتْشِي" تلكَ المدينة الرّوسيّة السّاحرة، وعلى ضفاف البحر الأسود، ذلك البحر الدّاخلي الهادئ، وبين أحضان جبال القوقاز الخضراء، ينْتظمُ هذه الأيّام حدثٌ رياضيٌّ كبير هو الألعاب الأولمبية الشّتويّة دورة 2014.
وما يلفت الانتباه في هذه الألعاب أمران يستدعيان منّا النّظر والتّحقيق والتّأمّل والاعتبار:
أوّلهما : انتشار الجمال هناك في كلّ شيء ، في البشر والحجر، في الألوان والمعدّات ، في الملاعب والقاعات .الجمال ينبعث من الأبدان السّليمة ومن الوجوه المعافاةِ منَ النّكدِ والنَّصَبِ والإرهاقِ ،ومنَ الفقر والبِؤس وكلّ الآفات والأمراض..وينبعث الجمال من الألوان الزّاهية التي يرافقها اللون الأبيض حيثما حلّت فتحكي حالة المرح والحبور التي يعيشها شباب العالم المتقدّم.ذلك العالَم الذي يعمل دون توقّف انسجاما مع دوران الأفلاك في الكون كلّه حيث لا تسكن الحركة فيه البتّة..وينبعث الجمال أيضا من بديع صنع الوسائل والأدوات والملابس ومن براعة تصميم الملاعب والفضاءات .وينبعث الجمال أخيرا من الحركات العجيبة التي يأتيها الرّياضيون في انسجام وتناغم ودقّة ورقّة.
كلّ هذا الجمال يعبّر عن حالة النّشوة والازدهار التي تعيشها شعوب البلدان المشاركة في الألعاب فانعكست على وجوه شبابها نورا وحيويّة وصلابة ونشاطا وهمّة واستمتاعا بالحياة.وكلّ ذلك الجمال يبعث على بهجةِ الفُرجةِ لملايين المشاهدين في البلدان المشاركة التي تستمتع بمشاهدة متكاملة وتهتزّ طربا لكلّ انجاز دون غلّ ولا حقد ولا كراهيّة للمنافس.
وباختصار تُعَبِّر هذه الألعاب عن حالة الرّخاء التي تعيشها بلدان الشّمال وبعض بلدان قليلة أخرى كالصين واليابان.وفي تلك الأصقاع جميعا إقبالٌ لا نظير له على العلم والمعرفة وعلى العمل بكلّ وجوهه وعلى العناية بالبيئة بكلّ مكوّناتها.ولاشيءَ هناك سوى الانسجام رغم التعدّد ولا شيء هناك سوى الاحترام رغم الاختلاف.
لقد جرّبت تلك الشعوب الحروب والمعارك والأحقاد والضغائن والفتن وانتهت إلى أنّ المستقبل للحياة لا للموت وأنّ النّجاة في البناء لا في الهدم وأنّ الخلاص في التّنمية الحقيقيّة لا في المعارك الكلاميّة .فطوبى للأمم التي تقدّس قيمة الحياة فتقدّس العمل والعلم والانضباط .
أمّا ثانيهما: فهو غياب العرب عن هذه الألعاب.ولا يعود الأمر إلى أنّ بلاد العرب لا شتاء قاسٍ ،كثيرِ الثلوجِ شديدِ الصّقيعِ فيها، بل لأنّ العربَ يعيشون قَسْوَةً من نوع آخر بل هم غارقون في قطف زهور ربيعهم الملطّخة بالدّماء وأشلاء البشر .
وإذا كان الجمال يتجلّى في كلّ شيء هناك في سوتشي وفي بلدان شتاء سوتشي فإنّ البؤس والكآبة والقبح يتبدّى في كلّ شيء هنا في أرجاء بلاد العرب الفسيحة..فَهَهُنَا تنتشر القاذورات حيثما ولّيت وجهك ، في الطّرقات والسّاحات والمؤسسّات والميادين والمزارع والمصانع والحدائق و هَهُنا ترى الوجوه عابسة ًكئيبةً شاحبةً باهتةَ هائمةً. هنا نفرٌ قليل يعمل وحشودٌ كثيرة تملأ المقاهي والحانات .." شِرذمَة " تَكْدَحُ وتَعملُ وتَشْقى وجُموعٌ كثيرةٌ تَسْرِقُ وتَخْطِفُ وتُهَرّبُ وتُرْهِبُ وتَهْرَب فَتُبْهِرُ و" تَشْمَخُ ".
في وطننا الكبير ، أوْقعنا شبابنا في تعاطي المخدّرات وحبوب الهلوسة والكحول وما لا يخطر على البال من موبقاتٍ ومفاسدَ فتراه هائما على وجهه هزيلا ثقيل الخطوات، لا تناسقَ في حركاته ولا قوّةَ في عضلاته كما جعلناه وَقودا في فتن وحروب ومعارك قبلية ومذهبية وطائفية ودينية لا تنتهي فلا نسمع عنه يحقّق انجازات علمية ولا رياضيّة بل لا تتوقّف الأخبار عن جنازاته وهو القاتل والمقتول..هذا يفجّر وذاك ينفجر ،هذا يفخّخ وذاك يقع في الفخّ ، وهكذا في دورة عبثيّة "سيزيفيّة" لا تنتهي..
في وطننا كلّ شيء معطّل تقريبا ، ولا شيء هنا سوى أحزاب تقدّم الوعود تلو الوعود و لا تنفكّ عن محاربة بعضها البعض ومحاربة أجنحتها المتناسلة سرّا وعلانية دون توقّف .فإلى متى نظلّ نتجرّع السمّ الزّعاف ونحن نعرف أنه قاتل؟ إلى متى نخدع أنفسنا ونخدع بعضنا البعض ونسجّل انتصارات وهميّة ونحارب أعداء وهميين؟ إلى متى نضيّع الفرص الواحدة بعد الأخرى؟
لا مناص من قبول بعضنا البعض .ولا مفرّ من الاعتراف بتخاذلنا جميعا وبحقارتنا كلّنا أمام الحقيقة.ولا خلاص لنا إلاّ بتطهير أنفسنا من الحقد والبغض والأنانية والجهل والتّعصّب. ف"طوبة" على رؤوسنا تَشُجَّها عسى أن نَتَنَبَّه لأنفسنا ولوطننا ولأبنائنا ولأجيالنا القادمة.
وعذرا من أصحاب الهمّة الذين مازالوا يؤمنون بالقيم العليا ويعملون على تجسيمها رغم الصّعوبات
المكناسي 12 فيفري 2014



#محمّد_نجيب_قاسمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حَديثُ لُبْنانَ
- رِسَالَةُ إلى مَن يقف وراء كمال القضقاضي
- يُسِفُّ الشّيْخُ القَرَضَاوِي ...إنّه يُسِفُّ.
- - دويلات دينيّة - فاشلة حول - دولة يهوديّة - ناجحة .
- حَدِيثُ دُنْبَةَ
- حَدِيثُ دُنْبَة
- زيارةٌ إلى فلسطين السّليبة تنغّص فرحة وزيرة جديدة
- دُستورُ... بِأيّ ثَمنٍ وُضِعْتَ يَا دُسْتُورُ؟
- الإمامة والخلافة وجهان لعملة واحدة: الجزء الثاني
- فرحة المسلمين بذكرى مولد الرّسول الأكرم من الحلال الطيّب
- الخلافة والإمامة وجهان لعملة واحدة : الجزء الأول
- هل يجوز تكفير الشيعة؟
- الغناءُ والموسيقى نشاطٌ للبدن وراحةٌ للنّفس أم مزمارُ شَيطان ...
- تحليل نصّ -طموح أهل الفضل- من كتاب - كليلة ودمنة - لعبد الله ...
- تحليل نصّ : - آدم والشّعر - من رسالة الغفران لأبي العلاء الم ...
- هل من حقّنا - نحن العرب - أن نقول لأردوغان: ارحل؟
- المسلمون يفرحون أيضا بمولد عيسى بن مريم
- في الطّريق إلى الحريق
- إلى أيّ جحيم تأخذنا سياسة الأحزمة الناسفة والسيّارات المفخّخ ...
- نصّ من رواية ثورة الجسد


المزيد.....




- الأهلي المصري يواجه الترجي التونسي في نهائي دوري أبطال أفريق ...
- موعد نهائي دوري أبطال إفريقيا بين الأهلي والترجي (فيديو)
- هذا الرجل لم يكن حتى مدربا.. كواليس جديدة لخلافات رونالدو مع ...
- شاهد.. التركي غولر يقود ريال مدريد للفوز على سوسييداد
- ليستر سيتي يعود للدوري الإنجليزي الممتاز
- رسالة من مانشستر سيتي إلى الأهلي والترجي بعد بلوغهما نهائي د ...
- الأهلي يكتسح مازيمبي ويبلغ نهائي دوري الأبطال (فيديو)
- نهائي عربي للموسم الثالث تواليا في دوري أبطال إفريقيا (فيديو ...
- العراق يواجه اليابان في نصف نهائي كأس آسيا تحت 23 عاما
- شاهد.. الأهلي يواجه الترجي في نهائي عربي خالص بدوري أبطال أف ...


المزيد.....

- مقدمة كتاب تاريخ شعبي لكرة القدم / ميكايل كوريا
- العربي بن مبارك أول من حمل لقب الجوهرة السوداء / إدريس ولد القابلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - عالم الرياضة - محمّد نجيب قاسمي - عَيْنٌ عَلَى الْألعابِ الشِّتْويّةِ في - سُوتْشِي - :أين شبابُنا من شباب العالَم المتقدّم؟