أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - محمّد نجيب قاسمي - مِنْ قَهْرِ الْحُكَاّمِ إِلَى انْفِلَاتِ الشُّعُوبِ ... مَا الْعَمَل ّ؟














المزيد.....

مِنْ قَهْرِ الْحُكَاّمِ إِلَى انْفِلَاتِ الشُّعُوبِ ... مَا الْعَمَل ّ؟


محمّد نجيب قاسمي

الحوار المتمدن-العدد: 4531 - 2014 / 8 / 2 - 08:37
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


مِنْ قَهْرِ الْحُكَاّمِ إِلَى انْفِلَاتِ الشُّعُوبِ ... مَا الْعَمَل ّ؟
من " طبائع الاستبداد " الذي عاشته وتعيشه شعوبنا على مدى قرون طويلة من الزمن أن يتفرّد الحاكم في ملكه العضود بكل شيء بدءا من أرزاق الناس إلى أعناقهم وأرواحهم . وهكذا تدوالت علينا عهود البؤس والهزيمة والجهل والمرض وكل علامات التخلّف والانحطاط.ولم يكن هناك مجال لتداول السلطة سوى بالمذابح والدسائس والمكائد والانقلابات والثورات .وكل من تؤول إليه السلطة إلا ويتشبّث بها إلى آخر رمق فيه وبعد أن يقضي على كل أخضر ويابس ..
ودأب كثيرون على تدبيج رؤى ونظريات للحكم تحوم في معظمها على تعداد شروط الحاكم الصالح لا على أساس مؤسسة للحكم بل على أساس صفات شخصية خَلقية وخُلقية وهي لعمري صفات متبدّلة متغيّرة ولذلك لا يُطمئن إليها البتّة.
وفي أيّامنا هذه تهيّأت ظروفٌ بعضها جلي واضح وبعضها الآخر غامض مشبوه لإزالة أنظمة حكم عمّرت طويلا في وطننا العربي ولم تخرج كلها عن دائرة الحكم الفردي المستبد فانفتحت للناس أبواب لبناء أنظمة شعبية تواجه مشكلات التخلف العويصة وتبني مشروعها التنموي العادل الذي يحفظ الكرامة والحقوق . وكنّا جميعا في انتظار أنظمة حكم تقوم أساسا على التداول السلمي للسلطة و الإقبال على العمل والبناء بكل حماس وتفان .
لقد توفرت فرصة ذهبية في بعض البلدان وأبرزها تونس لتدارك سنين القهر الطويلة التي تذمر فيها الناس من البطالة وكبت الحريات وتكميم الأفواه وانعدام التوازن بين الفئات والجهات وكان من اليسير دعم الصفوف لبناء مشروع مجتمعي متطور ينبني على الحرية وعلى توظيف التنوع لإنجاز تنمية صلبة تبني مجتمع الرخاء والرّفاه والعدل ويجد فيه كلٌّ فرصته لتحقيق إنسانيته .
ولكن، هيهات ...تفنّن الناس في ضروب من الخلافات والصراعات ففسدت أخلاقهم وكثرت تطاحناتهم ظنا منهم أن الاختلاف السياسي والحزبي يجب أن يقترن ضرورة بكراهيتهم بعضهم لبعض وعوض أن تتولى القيادات الحزبية تصويب تلك السلوكات فقد غذّتها طمعا في أصوات الناخبين .
ولم يشذّ الناس عن قاعدة نهب الشعوب المتخلفة للممتلكات العامة فقد هبّ الكثيرون للاستحواذ على الضيعات الدولية والمرافق الحكومية وإحراق ما لم تستطع أيديهم أن تطاله .ولعل أبلغ ما رأيناه من صور السوء والتخلف نهب متاحف بغداد ومكتباتها اثر سقوط العراق بيد المحتل الأمريكي الغاشم سنة 2003 وتفجير صبية مدججين بالسلاح لعدد كبير من الطائرات المدنية الرابضة بمطار طرابلس الدولي بليبيا في أواخر جويلية / يوليو/ تموز 2014
أما ما رأيناه من مشاهد قطع الطرقات على المارة والعربات بما في ذلك سيارات الاسعاف ومواكب نقل جثامين الموتى فلا يحصى ولا يعدّ .
وباختصار تفكك الانضباط والنظام اللذان كانا يُفرضان بالقوة القاهرة وحلّ محلهما الانفلات بأبشع صوره : تقاعس في العمل ومراهنة على الربح السريع ومقامرة على الثراء من الفوضى . وعمّ التهريب والارهاب وبات الناس لا يأمنون على شيء. و بلغ الأمر بكثيرين التحسّر على عهود حكم ولّت والحلم باسترجاعها ظنا منهم أن العلاج السحري لمشكلاتهم الراهنة العودة ببساطة ساذجة إلى ماض ولّى ولن يعود .ولو كانت تلك الأنظمة الفردية تصلح لصلحت حينها وكان بأيديها زمام السلطة والثروة والسلاح..
ألا يوجد هناك طريق ثالث بين قهر الحكام وانفلات الشعوب ؟ أصحيح أن حكامنا كانوا جيدين لأنهم حكموا شعوبنا المنفلتة عقودا طويلة وقادوها بالقوة والبطش لبناء مجتمعات ظاهرها منضبط على الأقل ؟ هل مِنَ الحتمي أن تنفلت شعوبنا كلما توفّر لها قدر ولو يسير من الحرية ؟ ألا نستطيع أن نكون أحرارا مسؤولين لا نخضع لقهر خارجي ولا داخلي ؟
المكناسي 1 أوت /أغسطس /آب 2014



#محمّد_نجيب_قاسمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لن ينشد العرب العزّة ..ولو هلكت كلّ غزّة
- أتاوة على الزواج في انتظار شباب تونس أم تيئيس من الزواج؟
- حرب على الإسلام أم حرب باسم الإسلام؟ ( الجزءالاول والثاني )
- حرب على الإسلام أم حرب باسم الإسلام؟ (الجزء الأول )
- مَاذَا لَوْ حَكَمَتِ الْمَرْأَةُ الْعَالَمَ؟
- الْحُبُّ زَمَنَ العَوْلَمَةِ
- عَيْنٌ عَلَى الْألعابِ الشِّتْويّةِ في - سُوتْشِي - :أين شبا ...
- حَديثُ لُبْنانَ
- رِسَالَةُ إلى مَن يقف وراء كمال القضقاضي
- يُسِفُّ الشّيْخُ القَرَضَاوِي ...إنّه يُسِفُّ.
- - دويلات دينيّة - فاشلة حول - دولة يهوديّة - ناجحة .
- حَدِيثُ دُنْبَةَ
- حَدِيثُ دُنْبَة
- زيارةٌ إلى فلسطين السّليبة تنغّص فرحة وزيرة جديدة
- دُستورُ... بِأيّ ثَمنٍ وُضِعْتَ يَا دُسْتُورُ؟
- الإمامة والخلافة وجهان لعملة واحدة: الجزء الثاني
- فرحة المسلمين بذكرى مولد الرّسول الأكرم من الحلال الطيّب
- الخلافة والإمامة وجهان لعملة واحدة : الجزء الأول
- هل يجوز تكفير الشيعة؟
- الغناءُ والموسيقى نشاطٌ للبدن وراحةٌ للنّفس أم مزمارُ شَيطان ...


المزيد.....




- نيويورك.. الناجون من حصار لينينغراد يدينون توجه واشنطن لإحيا ...
- محتجون في كينيا يدعون لاتخاذ إجراءات بشأن تغير المناخ
- التنظيمات الليبراليةَّ على ضوء موقفها من تعديل مدونة الأسرة ...
- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - محمّد نجيب قاسمي - مِنْ قَهْرِ الْحُكَاّمِ إِلَى انْفِلَاتِ الشُّعُوبِ ... مَا الْعَمَل ّ؟