العبقرية اليهودية و القبة الحديدة

موريس رمسيس

الحوار المتمدن-العدد: 4557 - 2014 / 8 / 28 - 17:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

افلام مصرية كثيرة يتم فيها ضرب البطل و تكسير عظامه ثم يخرج علينا فى المشهد اللاحق امام البطلة ليتباهى بالنصر و الفوز على خصمه كما فعل الأعلام العربى اثناء صواريخ صدام و نصر الله على اسرائيل أو كما تفعل "حماس" اثناء و بعد كل ضربة تتلقاها من اسرائيل التى لا تريد امتلاك غزة كما يدعى البعض لكونها خارج حدود الدولة التاريخية كما تعتقد و يعتقد الكثير حول العالم ايضا .. معروف لدى إسرائيل و الغرب لو امتلكت أى دولة اسلامية فى الشرق أو أى منظمة كـ "حماس" القوة و الإمكانية و سنحت الفرصة لهزيمة اسرائيل لحدث ما تفعله "داعش" من قتل لرجال و سبى لنساء و الأطفال اليهود فى اسرائيل بالإضافة إلى دعوة المجاهدين من حول العالم لمشاركة فى احتفالات الدم و النصر على اليهود بالذبح و الاغتصاب و السبى كحلم إسلامى عقائدى .. العنصرية الدينية الكريهة المرسخة فى وجدان المسلم تعتبر حقيقة مؤكدة يكتسبها كل مسلم منذ نعومة اظافره و ليس مجالها هنا

العالم الحر ينظر إلى الصواريخ العشوائية المصوبة إلى المدنيين كعمل اجرامى غير مبرر بغرض قتل المسالمين من البشر و وسيلة لا إنسانية إرهابية لإخافة السكان لكى يتركوا الأرض و يرحلوا عنها .. كما ينظر إلى القتلى و المصابين من الجانبين كآثار جانبية فى المعركة اذا كانت القنابل و الصواريخ موجهه اساسا الى الاماكن و المعسكرات العسكرية فقط .. خسر الشعب الفلسطينى فى غزة الكثير من التعاطف الشعبى و الرسمى له على المستوى الدولى بسبب تعاطفه مع التنظيمات الإرهابية لديه اللتى لا تختلف عن تنظيم "داعش" فى المديا الدولية

منظومة القبة الحديدية كما منظومة الطائرات بلا طيار تعتبران المنتصر الوحيد فى المعركة فهكذا ستصبح عليه الجيوش الحديثة مستقبلا

ظهر جلى لمتخصصين روعة التصنيع الاسرائيلى فى انتاج منظومة الطائرات الدفاعية و الهجومية و البعيدة المدى بغرض التجسس و ربط كل المنظومة الكترونيا بالانترنت و الأقمار الصناعية .. تعتبر اسرائيل المنافس الأول لأمريكا فى تصنيع منظومة تلك الطائرات .. كما أتضح روعة تصنيع القبة الحديدية التى تم تطويرها بالاشتراك مع امريكا و الغرب و تم خلالها تحويل الخيال العلمى فى الأفلام إلى حقيقة على أرض الواقع .. القبة الحديدية تعتبر تطوير و تحديث لمنظومة "باتريوت" المضادة لصواريخ المتواجد منها فى الدول الخليجية و اسرائيل و اوربا و بين سوريا و تركيا و يديرها خبراء امريكان و المان كعامل بشرى مساعد يشارك فى اطلاق الصواريخ المضادة من خلال الرادارات الأرضية

تعمل "القبة الحديدية " اتوماتيكيا بالكامل بلا عامل بشرى يحدد متى سيطلق منها الصاروخ المعترض و نوعه و مساره و الوحدة التى ستطلقه فى المنظومة المنتشرة على الأرض .. القمر الصناعى يحدد إحداثيات نقطة انطلاق الصاروخ المعادى فيرسل اشارة معلوماتية مصورة الى بنك المعلومات و يتكرر نفس الشيء مع الرادار المثبت مع المناطيد المنتشرة فى السماء و الإشارة المرسلة من طائرات المراقبة بالإضافة الى إشارة رادار الوحدة الأرضية ذاتها .. تصب جميع الإشارات فى بنك المعلومات ليتم التحليل من خلال برنامج كبير ليتم أعطاء الأمر المثالى بكيفية اعتراض الصاروخ دون مشاركة أى عامل بشرى الذى ينحصر دوره على الدفاع عن المنظومة مع القيام بشحنها بالذخيرة و الإتيان ببعض الأشياء اللوجستية الأخرى

منظومة القبة تستطيع التعرف على مواصفات الصاروخ المعادى كطوله و حجمه و ارتفاعه عن الأرض و سرعته و هدفه النهائى من خلال البيانات التى يتم تحديد كيفية التعامل و رد الفعل .. أعتقد ان نسبة الخطأ (متعدد) قليلة للغاية (5%) عند اعتراض الصواريخ طويلة المدى و المتوسطة و تزداد تلك النسبة مع الصواريخ القصيرة المدى (15%) كما اعتقد فترة اتخاذ أمر (رد الفعل) بعد المرور بكل العمليات الفنية لا يتجاوز (10 ثوان) كما ان زيادة فترة اعادة الشحن بالذخيرة يخرج الوحدة عن العمل تلقائيا من المنظومة فيسبب فى ارتفاع لنسبة الخطأ

بعد تحديد المنظومة لإحداثيات الهدف النهائى يقوم البرنامج بإعطاء الأمر بالضرب أو بترك الصاروخ لكى يسقط فى مناطق آمنة أو فى البحر أو فى الصحراء الغير مأهولة بالسكان (احداثيات مُخزنة مسبقا) و بالتالى يتم توفير الذخيرة .. اعتقد التطوير القادم سيكون فى كيفية تقليل تكلفة الذخيرة المستعملة و كيفية التحكم فى اتجاه الصاروخ المعادى الكبير بعيد المدى و تحويل مساره و اسقاطه بسلام دون ضربه أو توجيهه للضرب المضاد فى أماكن اخرى معادية

توقفت المنظومة لمدة يوم عن العمل اثناء المعركة و اضطر مطار " بن جوريون " ليعلن عن التوقف لاستقبال الطائرات و السبب كان الخلل الفنى الحادث فى برنامج المنظومة .. قامت المخابرات العسكرية الصينية باختبار و استعراض قدراتها الفنية التكنولوجية باختراق المنظومة عن طريق اعطاب احدى دوائر البرنامج المغلقة من خلال فيروس و احتاجت اسرائيل الى يوم كامل لإصلاح هذا العطب و اعادة البرنامج لعمل ثانيا و سيتم تلاشيه هذه الفجوة مستقبلا بالتأكيد

تعتبر المعركة فرصة ذهبية لا تتكرر كثيرا و مناورة حية على الأرض تساعد العلماء و الفنيين العاملين فى المنظومتين لاختبار كفائه التشغيل القصوى و اكتشاف الخلل و العيوب و الأخطاء البشرية اثناء التشغيل و المدة الأقصى المقترحة لاستمرار المعركة و ايجاد الحلول الفنية البديلة لذلك .. اعتقد انه بمرور الوقت سوف يزداد الطلب على شراء تلك المنظومتين تحت اشراف تشغيلى اسرائيلى أو أمريكى غربى

تم استخدام تكنولوجيا عالية فائقة الدقة فى المنظومتين السابقتين و سيتم حتما تطويرهما خلال العشرة سنوات القادمة و سيتحولان إلى منظومات جاهزة للحروب المقامة عن بعد مستقبلا و العابرة لقارات و حروب الأقمار الصناعية أو كما يقال بحرب النجوم

#موريس_رمسيس (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل