أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - موريس رمسيس - تلاشى قوة مصر الناعمة















المزيد.....

تلاشى قوة مصر الناعمة


موريس رمسيس

الحوار المتمدن-العدد: 4435 - 2014 / 4 / 26 - 18:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ارى "الانتماء و الولاء" عبارة عن علاقة وجدانية يمتلكها الإنسان تجاه الجماعة (القبيلة) و النوع أو تجاه الأرض و التاريخ تواصلا مع سِيَر الإباء و الأجداد أو كل مما سبق .. فهما يعبران عن العلاقة الروحية التى تتكون منذ الطفولة و تلازم الفرد فى كل مكان يذهب إليه و اشبهها بحالة الزواج الكاثوليكى فلا فرار منه طوال العمر .. يلاحظ هذا مع الروس و الألمان و الصينيين و اليابانيين و اليهود مع اسرائيل

أرى "الوطنية" نتيجة الشعور بالمواطنة على الأرض كوطن دائم أو بديل و هى تعبر عن علاقة عقلية يمارسها الإنسان من خلال عقد اجتماعى يجد نفسه فيه متساوى مع باقية افراد الجماعة (المجتمع الذى يعيش وسطه ) فى الحقوق و الواجبات امام جميع مؤسسات الدولة الراعية لتلك العقد و كما هو الحال فى الولايات الأمريكية و باقية دول المهجر و بريطانيا و فرنسا و ينطبق هذا على المهاجرين و ابنائهم فى أوطانهم الجديدة فى كل مكان

أرى جليا نمو الصراع الاجتماعى السياسى على مستوى دول العالم لكنه و يتزايد معدله فى اوربا و الغرب و سيؤدى فى نهاية الأمر حتما إلى تغليب الانتماء إلى العرق و الأرض و التاريخ ليكون سباقا و شرطا لوطنية

أرى ان قوة الدول لا تقاس بمدى امتلاكها من ثروات ارضية أو طبيعية لكن بمدى امتلاك شعوبها من ولاء و انتماء لأرض و التاريخ أو مدى امتلاك الأفراد من وطنية قوية تجعلهم يُحَلَقون جميعا داخل السرب .. لذا تقوم الدول الكبرى بالتنقيب عن الثروات فى عقول و قلوب الأبناء منذ نعومة الأظافر مع ترسيخ مفهوم الانتماء و الولاء لديهم و ليكونوا مواطنين متساويين شركاء و يأتى هذا فى المقام الأول قبل الشروع بالتنقيب عن الثروات فى الأرض و البحر

أرى ان الحملة الفرنسية على مصر خلال الثلاث سنوات مدتها ( 1798 / 1801 ) قد قامت بما يشبه المعجزة .. فقد أقامة الميت من قبره ثانية و ازالت عنه الرمال التى دفن تحتها لمدة (12) قرن بفعل المستعمر البدوى العربى الغاصب و هم فقراء الجزيرة العربية المستقدمين فى الطريق مع القادة الغزاة من اجل القتل و السلب و النهب و قامت الحملة ايضا بالتحرير من سطوة الحكام العبيد المستقدمين من شرق اسيا و جنوب اوربا (المماليك) و بالإضافة إلى الأتراك العثمانيين .. فهؤلاء جميعا جعلوا من مصر كيان متخلف قميء لا يختلف كثيرا عما نشاهده فى الصومال و ما يحدث فى افغانستان تحت حكم البشتون او الطلبان

فور انتهاء الحملة مكنت اوربا (انجلترا / فرنسا / .. ) محمد على الألبانى و اسرته من حكم مصر و فصلتها فيما بعد اداريا عن الخلافة العثمانية كما استعادة مصر ثانية على الخريطة الدولية و اخرجت تاريخها القديم مجددا إلى الذاكرة البشرية و انتشلتها من التخلف البدوى القابع على انفاسها طوال تلك العهود الغابرة بإدخال انظمة الإدارة و الحسابات و السجلات و التعليم و الصحة و باقية مجالات و العلوم و الفنون الى مصر خلال مشوار يقترب من الـ (150) عام

نتيجة لحروب العالمية الأولى و الثانية فى القرن الماضى هاجر الى مصر هربا من المذابح و العنصرية و الاضطهاد الكثير من الأرمن و اليونانيين و الطليان و اليهود و كثير ايضا من مسيحى الشرق بالأخص من لبنان و سوريا و العراق و عمل الكثير منهم فى شركة قناة السويس و فى القطاعات المالية و البنكية و القطاعات السياحية و ادخلوا الى مصر الكثير من الصناعات الصغيرة الى تم تأميمها فيما بعد (القطاع العام) و عمل مصريون كثيرون معهم و بالأخص اليهود و المسيحيين و هم الأكثر تعلما و تقارب ثقافى .. بسبب هؤلاء جميعا ازدهرت الثقافة و الآداب و الموسيقى و الفنون بجميع أطيافها و الصحافة و علوم الفلسفة و التاريخ و الآثار كما ادخلوا صناعة السينما بكل مكوناتها و كانت الأهم كقوة مصرية ناعمة اضافية تؤثر فى الوسط المحيط العربى و الأفريقى و الأسيوى و اصبح هناك المبدعون فى كل المجالات الفنية و الموسيقية و الأدبية كما تم الارتقاء بتجويد القرآن و تنغيمه و التغنى بالتواشيح و ظهر على الساحة المقرئون الذين سرقوا قلوب المسلمين حول العالم بأصواتهم العذبة كما الهبت ام كلثوم مشاعر شعوب الشرق كله و شدتهم الى مصر فأصبحت القاهرة كعبة لآداب و الفنون يحج إليها المريدون المبدعون و كانت بحق هوليود الشرق و مفخرة لجميع المحبين

خلال فترة حكم الأسرة الألبانية تعلم المصريون قليلا عن الانتماء الى الأرض و التاريخ لكن ازدادت الوطنية عندهم عما سبق .. يلاحظ ذلك من خلال كتابات البعض خلال تلك الحقبة .. تسلم قادة انقلاب العسكر و الإخوان مصر من الأسرة الحاكمة بعد سقوطها عام (1952) و مضافا إليها هرم رابع غير منظور عبارة عن قوة مؤثرة ناعمة .. برجوع مصر ثانيا إلى ايدى القبائل و العشائر البدوية بالإضافة إلى أسر الشرق المتعالية من بواقى المماليك و الأتراك اخذ هرم القوة الناعمة فى التآكل و التساقط على ايدهم رويدا حتى انهار بالكامل .. فقد تم اعادة تشكيل مؤسسات الدولة ثانيا من هؤلاء ابناء نفس العصابات القديمة (الأزهر أو الإخوان و السلفيين جزء اصيل من تلك العصابات) و اخذوا يتبادلون المتاجرة بالشعب المصرى باسم العروبة و الإسلام و انحصر الصراع بينهما حول استقطاب القوى الصلبة المسلحة (الأهل و العشيرة) المتواجدة فى تلك القبائل و العشائر من سيناء شرقا الى مطروح غربا و إلى اسوان جنوبا

أنهار الهرم الرابع بكاملة عندما أصبح هناك الكثير من الوزراء / لواءات الجيش و الشرطة / القضاة / وكلاء النيابة / المحافظون / رؤساء المؤسسات و الجامعات و النقابات و الأحزاب / السفراء و القناصل حول العالم من ابناء الأهل و العشيرة البدوية لمغازلة الدول العربية البترولية لتزعم وطن وهمى عربى أو إسلامى بديل عن الوطن مصر

انهار الهرم الرابع عندما حلت الكتاتيب الأزهرية فى مكان كبديل عن المؤسسات التعليمية و الثقافية المحترمة مما أدى إلى تحكم خريجى تلك الكتاتيب فى جميع النقابات المهنية و الفنية و الثقافية و الإمساك بباقية خريجى الجامعات و التشبث بهم و لإغراقهم فى مجاهل التخلف العلمى و المعرفى و الثقافى و الحضارى

أرى ان مقولة مهدى عاكف مرشد الإخوان "طز فى مصر" طبيعية لغاية فهى تعبر عن كونه عربى بدوى يصب انتمائه و ولائه فقط إلى الأهل و العشيرة و إلى الإسلام كما انه لا يعترف اساسا بالمواطنة حتى نسأله عن الوطنية .. فمصر تمثل بالنسبة له مجرد مكان لسُكنه أو "زريبة" كما يقول يوسف ندا الإرهابى الهارب فهو (عاكف) ليس بحالة فريدة خاصة فى مصر لكنه يعبر عن تيار و وجدان عام عند الشعب المصرى بعدما تم انتزاعه من انتمائه لأرضه و تاريخ آبائه و اجداه و ولائه لهم و تم إفقاده الوطنية إلى الوطن الأم مصر

انهار الهرم الرابع .. هرم القوة المصرية الناعمة السابقة و تكون مكانه هرم آخر لكن من الإرهاب و البغض و الكراهية فى الله و الوطن .. هرم من الاضطهاد الديني و الاجتماعي و الفئوي و من العنصرية الدينية المؤيدة بأحاديث و ايات قرآنية ضد العرقية الأصلية لمصر الفرعونية

محبتى



#موريس_رمسيس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حُماري بينَهَق
- مفهوم الصليب من وجهة نظر فلسفية
- غطاء العفة – قصة قصيرة
- الشرق و انعدام مفهوم الانتماء و الولاء
- دستور بلا هوية لشعب فاقدا للهوية يقوده لهاوية
- رسائل الغرب لا تُفهم في الشرق
- الإسلام ثقافة غير إنسانية
- الكلب هاو هاو
- الخلود و العدم (الجزء الخامس)
- الخلود و العدم (الجزء الرابع)
- سيارة للبيع - قصة قصيرة
- الأزهر و قيادة الإرهاب الدولي
- مصر و فقدان الهوية
- المسلم الملحد و الإلحاد من وجهة نظر فلسفية
- الوحدانية و التوحيد من وجه نظر فلسفية
- التشابه بين فلسفات الخلاص و القصاص و الثأر
- الطقوس الوثنية في الإسلام
- 6 أكتوبر 73 حرب تحرير سيناء
- ثورة 30 يونيه الشعبية تجب جميع الثورات السابقة
- الأزهر و مسؤولية الانحطاط الحضاري في مصر


المزيد.....




- هل إسرائيل استخدمت أسلحة أمريكية في غزة بشكل ينتهك القانون ا ...
- واشنطن تصدر تقريرا حول انتهاك إسرائيل استخدام أسلحة أمريكية ...
- استراتيجية الغربلة: طريقة من أربع خطوات لاكتشاف الأخبار الكا ...
- أمير الكويت يحل مجلس الأمة ويعلن وقف بعض مواد الدستور لمدة ...
- طالبة فلسطينية بجامعة مانشستر تقول إن السلطات البريطانية ألغ ...
- فيديو: مقتل شخصين بينهما مسعف في قصف إسرائيلي بطائرة مسيّرة ...
- بعد إحباط مؤامرة لاغتياله.. زيلينسكي يقيل رئيس حرسه الشخصي
- تحذيرات أممية من -كارثة إنسانية- في رفح .. وغموض بعد فشل الم ...
- مبابي يعلن بنفسه الرحيل عن سان جيرمان نهاية الموسم
- انتشال حافلة ركاب سقطت في نهر بسان بطرسبورغ في حادث مروع


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - موريس رمسيس - تلاشى قوة مصر الناعمة