اسباب تغول وتمدد الدواعش

عبد الحكيم عثمان

الحوار المتمدن-العدد: 4552 - 2014 / 8 / 23 - 18:51
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    

اسباب تغول وتمدد الدواعش
تغولت وتمددت الدواعش أو ماتسمى بالدولة الاسلامية في العراق و بلاد الشام بشكل ملفت للنظر ومحير لكل متابع ومحلل سياسي او عسكري وكأنهم رامبو العصر او القوة التي لاتقهر فبمجرد ظهور ثلة منهم تنسحب وتفر امامهم قطعات وفرق وفيالق عسكرية تمتلك كل مقومات القدرة العددية والتسليحية والادهى والامر ان تلك القوات تترك لهم أي للدواعش جل اسلحتها ومعداتها وعتادها دون ان تعطبه او تتلفه كما هو متعارف عليه في السياقات العسكرية عند انسحاب تلك القطعات أمام العدو.
فماهي الاسباب التي ساعدت على تغول وتمدد الدواعش؟
نعلم ان الدواعش اتوا الى سوريا والى العراق
من الخارج ودخلو اليهما بكل عدتهم وعتدادهم واغلب مقاتليها من الاقطار الخارجية يعني قوات وافدة.
هناك من يعيد سبب تغولهم وتمددهم الى الحاضنة الشعبية في هذين البلدين التي وفرت لهم غطاء بقائهم .
نقول لهؤلاء:
ان هذه الحواضن هي ذاتها التي احتظنت النظم الدكتاتورية في البلدين اعلاه, ولم تبدي اي تذمر او اعتراض طيلة عقود رغم انهم كانوا يعانون من شظف العيش ومن الظلم والاضطهاد الذي مابعده اضطهاد, وهذا ان دل انما يدل ان هذه الحواضن لاحول لها ولاقوة تخضع راغمة لكل نظام بسبب مايمتلكه هذا النظام من قوة بطش وارهاب فهذه الانظمة لاتتعامل الا بلغة التصفية الجسدية لكل من يعارضها وكذا الحال بالنسبة للدواعش, وتلك الحواضن مواطنون غير مسلحون , مدنين آمنين.
قد يقول احد لماذا لايتظاهرون او يعتصمون او يعلنون رفضهم لداعش؟
نذكر هؤلاء بالتظاهرات والاعتصامات في مصر في الثلاثين من يناير, هل استجابت لمطالبهم حكومة مرسي, وهل استطاعت التغير, ولولا تحرك الجيش بزعماة السيسي, والذي اقال حكومة مرسي بقوة السلاح
نذكرهم بالتظاهرات والاعتصمات في سوريا والتي استمرت سلمية في اول الامر هل استجاب نظام سوريا لمطالبهم؟
نذكرهم بالثورة الشعبانية في جنوب العراق, وما كان مصير هؤلاء؟
والشواهد على ضعف الحاضنة الشعبية على ان تحمي نفسها, فكيف بقدرتها على التصدي لمن لايستمع ولايتعامل الا بلغة السلاح.
قوة لايزيد تعدادها على المئات هربت وفرت امامها الالوف المؤلفة من القوات العسكرية المدربة على القتال والمجهزة بالسلاح المتطور والفتاك, والتي صرف على اعدادها وتدريبها وتسليحها المليارات من الدولارات , فكيف بأناس مدنين لايمتلكون من السلاح شي قادرة على التصدي لتك الجماعات ,حتى نحملهم اسباب تغول وتمدد الدواعش؟
اذا ماهي تلك الاسباب التي كانت وراء تغول وتمدد الدواعش ان استبعدنا للحاضنة الشعبية اي دور او تأثير؟
هناك اسباب دولية واقليمة ومحلية وراء هذا التغول والتمدد:
الاسباب الدوليه:
نسمع ان هناك مايسمى بالخلايا النائمة في اكثر من بلد غربي, ونسمع ان هناك في تلك البلدان من يتعاطف ويدعم ويساند هذا التنظيم, ولغرض كشف تلك الخلايا النائمه واجبارها للظهور الى العلن, وللتخلص من المتعاطفين عقائديا مع تلك التنظيمات لابد من تسهيل تغول وتمدد الدواعش, لتستقطب كل هؤلاء وبالتالي تتخلص من تواجدهم في بلادها.
يمنحها تغول وتمدد الدواعش, حق التدخل في الشؤون الداخلية لتلك البلدان وفرض اراداتها. واجنداتها
الاسباب القطرية:
كذا الحال في تلك البلاد فقد تسربت لها معلومات ان في بلادها خلايا نائمة لتك التنظيمات وايضا هناك متعاطفين من مواطنيها عقائديا مع تلك التنظيمات, وللتخلص منهم, تساعد في انتقالهم وتغظ الطرف عنهم. وايضا تمنحهم الذريعة للتدخل في شؤون تلك البلاد السياسية.
الاسباب المحلية:
التخلص من المعارضين بالتصفية الجسديه بحجج الارهاب.
التخلص من التزاماتها تجاه مستحقات ومتطلبات مواطنيها بحجج الارهاب. بحجة الاولويات, هو التخلص من الارهاب اولا
البقاء في الحكم والتمسك بالكرسي.
شيطنة الثورة, للقضاء والتخلص من مثيريها.
اعتقد ان هذه الاسباب

هي التي كانت وراء تغول وتمدد داعش, ومن الاسباب سكوت القوى الدولية الفاعلة وجمعية الامم المتحدة ومجلس الامن على هذا التمدد والتغول لداعش, ولكننا نرى اليوم ان القوى الدولية الفاعلة ومجلس الامن وجمعية الامم المتحدة بدأت تستفيق من سباتها وبدأت بالتحرك العسكري والسياس للحد من هذا التمدد, والذي يبدو انه تجاوز الخطوط الحمراء ولم يعد بالامكان السكوت عنه أكثر, وستخبرنا الايام القوادم كيف سينحسر هذا التغول والتمدد, وكيف تصبح الدواعش خبرا بعد عين.

#عبد_الحكيم_عثمان (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل