أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد الديوان - سبايكر (ساروا بهدوء للقتل)














المزيد.....

سبايكر (ساروا بهدوء للقتل)


جواد الديوان

الحوار المتمدن-العدد: 4550 - 2014 / 8 / 21 - 15:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تداولت المواقع الاجتماعية فيديو عرضه مشعان الجبوري في قناته الفضائية عن مجزرة سبايكر، ويسرد تفاصيل غابت عن الجهات الرسمية!. وكرر مشعان دهشته من منظر هدوء الشباب في طريقهم للموت او الاعدام! بعد مشاهدة قتل زملائهم، وساروا لحتفهم دون اي مقاومة، ودون اي نشيد حماسي! كما يظهر من الفيديو.
رد فعل الانسان نحو حدث يهدد حياته يتمثل في الصدمة في الساعات الاولى ثم البطولة في الايام الاولى وبعدها يعيش الحادث وتفاصيله لفترة قد لا تزيد عن ثلاثة اشهر، ثم يتحرر من الوهم، وقد يعود لحالته اسابقة قبل الحادث بعد فترة طويلة تتجاوز السنة. ومراجعة لمذكرات ضباط الجيش العراقي السابق في تناولها احداث شاركوا بها (الحرب العراقية الايرانية، كما فعل وفيق السامرائي والخزرجي او غزو الكويت او حرب 2003 ورواية رعد الحمداني) تختلف كليا بعد سنوات من حصول الاحداث، وخاصة لمن عاش تلك الايام. وذاكرتهم واضحة في ذكر تفاصيل الحدث ولكنهم تحرروا من الوهم! مثل البطولة والعبور والبوابة الشرقية وغيرها. ورواية بطولات مثل اسر جنود ايرانيين بصابونة! او اسقاط الاباشي بالبرنو! هي نتيجة البطولات ما بعد بعد الصدمة. وربما بطولات حرب البسوس وداحس والغبراء (عنترة بن شداد) نتيجة لتخيل البطولة بعد الصدمة.
الصدمة نتيجة لخطر كاسح ليس في الحسبان، ولا يمكن التعامل معه بالطرق الطبيعية للتوتر (الهروب او القتال). انها الشلل في اليات تنفيذ الطرق الاعتيادية لتقليل الخطر، وهذه نتيجة فوضى وظائف الجهاز العصبي في الشعور والعاطفة والادراك والاستجابة السلوكية للحافز (الخطر).
يقع الجنود او المتطوعون في اسر مجموعة صغيرة لا تتجاوز اصابع اليد (يردد مشعان الجبوري الاسماء في الفيديو) وبسيارات حكومية مدنية وعسكرية، فكانت صدمة اصابتهم بالشلل. وجانب الصدمة الموضوع تعرضهم لخطر الموت الفعلي (القتل) ومشاهدة قتل زملائهم، ورافق ذلك الخوف والهلع والرعب وعدم التصديق للواقع والغضب وربما الشعور بالذنب (تركوا القاعدة وملابسهم العسكرية وسلاحهم وغيرها او اهمالهم الحماية في منطقة حرب عصابات!!)، واخير فقدان القدرة على الاحساس والادراك وكذلك فقدان الذاكرة (عرضت الفضائيات ذكريات من نجا من مجزرة سبايكر ولم يستطع تقديم صورة واضحة المعالم عن الحدث).
والتوتر يختلف عن الصدمة حيث يبقى الانسان فيه يرى ويفكر بشكل واضح، وردود افعاله سريعة، ويسيطر على نفسه. اما في الصدمة يعاني الانسان من تشوش الذهن والشعور بفقدان السيطرة على النفس. والصدمة بتعريفها اعلاه وليس ترجمتها من كلمة shock.
والاستجابة اي دور الجهاز العصبي في الصدمة يتلخص في الانذار (مكانه لويزة الحلق في الجزء الامامي من الفص الصدغي للدماغ) والاستعداد (في ساق الدماغ ويتكون من النخاع المستطيل وجسر فارولي والدماغ الاوسط) ومعالجة المعلومات (قرن امون وهو حافة في قاع البطين الجانبي للمخ) والتنفيذ للاليات (الفص المقدم في الدماغ). وربما تبدو الكلمات العربية اغريبة فهي ترجمة المجمع العلمي.
الاستجابة العصبية للصدمة معقدة حيث تشمل اليات عديدة منها اليات بايولوجية ضد التهديد للحياة، واليات المعرفة والتاقلم، واستجابات تحددها اعراف المجتمتع، كما تلعب فوضى المعرفة دورا في ذلك.
وهكذا يظهر الشلل نتيجة الصدمة التي تعرضوا لها في سبايكر، اي شلل اليات التعامل مع الخطر. ان للعمر والتدريب ووضوح الرؤيا دور في استجابة الانسان للصدمة.
وما بعد الصدمة المعاناة من الكرب التالي للرضح Post-traumatic Stress Disorder او الكابة او اساءة استخدام المواد (الادمان) والخوف بانواعه والهيجان واضطرابات التاقلم والهستريا واعراض جسمية لا علاقة لها بمرض عضوي. وما يحدد الاصابة بالمرض لاحقا العوامل الفسيولوجية والنفسية للشخص. والعوامل الاخيرة يؤثر فيها المجتمع بشكل كبير (الاسناد العائلي والاجتماعي والتعليم والتدريب وغيرها)، او تتفق تلك العوامل لتعزز التاقلم ومقاومة المرض (ما تم ذكره قبل سطور).
شلل اليات الدفاع لدى ضحايا مجزرة سبايكر، ومسيرتهم بهدوء للاعدام لم تكن صفة بشرية ملازمة لهولاء المتطوعين بل وليد ظرف قاسي.



#جواد_الديوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اضطراب الشخصية – النرجسية
- غسيل الدماغ (الجماعات المتطرفة)
- الى اولادي بعد التهجير
- كيانات ثلاث
- الخزرجي والحرب العراقية الايرانية
- هذيان بعد اعلان نتائج الانتخابات
- مهام اهملتها الحكومات المتعاقبة في العراق لتتبناها الحكومة ا ...
- هذيان عشية الانتخابات في العراق
- هذيان سياسي مرة اخرى
- مرشحون!
- التيار الديمقراطي في الحياة السياسية
- العراق، الدولة المازومة
- انتاج الصحة
- ندوة حول واقع حرية التعبير عن الراي في العراق
- ذكريات من اذار 1991
- حرب وحروب
- مفراس القلب الملون في اطروحة ماجستير
- تكريم طبيب
- دعوة لقراءة جديدة للاحداث في العراق
- ليبرالي


المزيد.....




- تناول 700 حبة بأقل من 30 دقيقة.. براعة رجل في تناول كرات الج ...
- -كأنك تسبح بالسماء-.. عُماني يمشي على جسر معلق بين قمتين جبل ...
- روسيا غير مدعوة لمؤتمر -السلام- وسويسرا تؤكد ضرورة وجودها -ل ...
- شاهد: موسكو تستهدف ميناء أوديسا بصاروخ باليستي وحريق هائل يص ...
- روسيا تنفي اتهام أمريكا لها باستخدام أسلحة كيماوية في أوكران ...
- بولندا تقترح إنشاء -لواء ثقيل- لأوروبا دون مشاركة الولايات ا ...
- عقيد أمريكي سابق يكشف ماذا سيحدث للولايات المتحدة في حالة ال ...
- سيئول تنوي مضاعفة عدد الطائرات المسيرة بحلول عام 2026
- جورج بوش الابن يتفرغ للرسم.. وجوه من خط في لوحاته؟
- من بيروت.. رئيسة المفوضية الأوروبية تعلن عن دعم بمليار يورو ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد الديوان - سبايكر (ساروا بهدوء للقتل)