أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رياض الأسدي - غرافيك المدينة














المزيد.....

غرافيك المدينة


رياض الأسدي

الحوار المتمدن-العدد: 4547 - 2014 / 8 / 18 - 21:42
المحور: الادب والفن
    


في البداية طلب خمسمائة دولار لكي يعمل على سياحتي لمشاهدة غرافيك المدينة ثم تنازل إلى ثلاثمائة دولار بعد أن عرف إني رسام غرافيك أيضا. ثمّ عرفني بصديقته الغرافيكية التي ترتدي ملابس مليتري (عسكرية موظة) تظهر بها ساقين بيضاوين نحيفتين أظهرت ساقيها وهي تضعهما عاليا على كرسي السيارة محيطة برقبتي في حركة مباغتة مما حدا بصديقي أن ينتهرها: كفي عن لعبك أنه مختلف. مسلم! فما كان منها إلا أن تمتمت:سوووري! وهي تضع مضرب تنس بجانبها. كانت انكليزيتها ركيكة مع ذلك فقد فهمت إعجابها بلون بشرتي الداكن وديني الذي يمنعني من ممارسة الجنس معها في الهواء الطلق.
ـ هل تعتقد أن ربك يشاهد كلّ شيء فعلا؟
ـ طبعا.
ـ وهل يسمع؟
ـ يسمع.
ـ وهو يمنعك عني؟
ـ نعم.
ـ لكني جميلة جدا على ما أظن.
ـ جدا.
ـ وتخشى ربك.
ـ جدا.
ـ محير!
جدر ملونة على طوال الشارع الملتوي بقوة من الصعب التركيز على الرسوم المختلفة والألوان الصارخة. فن الشوارع. فرق عديدة من الفنانين الشباب تزين المدينة وتريد أن تقول شيئا، أي شيء، ربما من أجل الإضحاك أحيانا بتلك الرسوم الكاريكاتورية. كانت السيارة تسير ببطء لكي أحضى بمشاهدة دقيقة في حين جلست صديقته الإيطالية في المقعد الخلفي بعد أن التقطت على عجل من شارع جانبي حاد ، وكان صديقي يعمد على إيقافها أحيانا عند المنعطفات ليلتقط اكبر كمية من الصور. رسوم لا نهاية لها. مئات اللوحات الكاريكاتورية المثيرة للسخرية بالقرب من ملعب المدينة الكبير. كنت الحظ مئات الشباب وهم يتدربون على الجري الصباحي وتحسست ساقي المشلولتين. كم منحهم الله من القوة والتحمل: هل يدركون فضائله يا ترى؟ وكانت اللوحات الغرافيك الحجرية تقترب من الكبر كلما اقتربنا من الملعب. لكني لم الحظ ولا لوحة واحدة تذكر بالله. إن الرسامين معنيون بدواخلهم وما يبرق بخواطرهم هنا. ربما هم فرحون بأعمالهم الملونة التطوعية أكثر من أية فكرة. أنفقوا عشرات الساعات من أجل فكرة.. الشباب وحماساتهم. يريدون أن يجملوا وجه المدينة القبيح الذي يعجّ بالأحياء المّهمشة الحافلة بالمياه الآسنة. باتت قريبة من الملعب. قال صديقي:
ـ أتعرف إن تسعين بالمائة من فناني الغرافيك هم من الأحياء الفقيرة. هم يعملون لوحاتهم على نفقتهم الخاصة غالبا.
ـ حقا؟ هل هناك دراسة علمية؟
ـ لا.
كانت السيارة تنعطف بقوة حيث بدأت سلسلة من اللوحات الجنسية المثيرة وكان صاحبي يقهقه طوال الوقت فقد كان يرقب علامات التعجب عليّ. بدت اللوحات مقززة أحيانا وأنت ترقب تلك الأعضاء التي بولغ في طولها وعرضها. وأثداء النساء المنتفخة. وازداد صاحبي عنفا وقهقهة, قال: لا تقلق أنها محض رسوم! وحاولت أن أبدو غير مهتم وأشحت بوجهي قائلا: متى ينتهي هذا الشارع؟ ثمّ بدأت بالتقيؤ من نافذة السيارة، أردف صاحبي:
ـ كنت أحسب سترتاح.
ـ لاشيء!
ـ هل دينك يحرّم المشاهدة أيضا؟
ـ نعم.
ـ أنتم متشددون!
أخفيت وجهي بكفي حتى انتهى الشارع وصاحبي يزداد قهقهة ودهشة ، وهو يكرّر: أنتم المسلمون لكم حاجات! لو تعلم ما وراء الرسوم هههههه!. غابة للعراة. ثمّ كان وراء اللوحات غابة من العراة فعلا. أمكنني رؤيتهم عن بعد. وتقيأت ثانية.



#رياض_الأسدي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جذور الفكر الداعشي
- الفكر السياسي للسلطان قابوس بن سعيد
- صندوق الكلب
- دوبلير مزعج
- الشيخ النائيني: كفاح شخصي وعمق علمي
- اللغة و(سياسيو الصدفة ) في العراق
- زلزال سوريا القادم ( بارومتر موزه)
- ماذا بعد اتفاقية أربيلو والآلهة الأربعة؟
- عارنا في العراق
- مصفوفة ليسار قادم 1-2
- البهائية في إيران أصولها وانتشارها في العالم
- ( المجلس الوطني للسياسات العليا) في العراق مشروع للإرضاء الس ...
- نقد الكتاب الاخضر( آلة الحكم)
- (الغاندية الجديدة) دراسة في حركات اللاعنف العربية
- أية جامعة نريد؟
- طركاعة الشيخوقراطية
- حكومة بلابوش: تلاثة قرؤ وعشرة أيام
- فاشيون قدماء/ فاشيون جدد
- كهرباء في الذكر
- ماريو فارغاس يوسا المهتم بالكيوات العراقية


المزيد.....




- أولريكة الخميس: الفنون الإسلامية جسر للتفاهم في متحف الآغا خ ...
- من -الغريب- إلى الشاشة.. الرواية بين النص والصورة
- محمد خسّاني.. رقصة الممثل الجزائري في كليب الرابور المغربي د ...
- صناع فيلم -صوت هند رجب- يتحدثون لبي بي سي بعد الإشادة العالم ...
- فيلم عن مقتل الطفلة هند رجب في غزة يلقى تصفيقاً حاراً استمر ...
- الممثلة الفرنسية أديل هاينل تنضم إلى أسطول الصمود المتجه لقط ...
- الرواية الأولى وغواية الحكي.. وودي آلن يروى سيرته ولا يعترف ...
- لوحة رامبرانت الشهيرة.. حين باتت -دورية الليل- ليلة في العرا ...
- سجى كيلاني بطلة فيلم -صوت هند رجب- بإطلالتين ذات دلالات عميق ...
- جِدَارُ الزَّمَن ...


المزيد.....

- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رياض الأسدي - غرافيك المدينة