أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - رياض الأسدي - حكومة بلابوش: تلاثة قرؤ وعشرة أيام














المزيد.....

حكومة بلابوش: تلاثة قرؤ وعشرة أيام


رياض الأسدي

الحوار المتمدن-العدد: 3302 - 2011 / 3 / 11 - 07:16
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


لم يكلف احد من باحثينا الجهابذة والقلائل طبعا في الموروث الاجتماعي العراقي ماذا يكون بلابوش هذا؟ أهو مرض أصاب العراقيين في عصور سحيقة أم هو رجل تسلط عليهم كالعادة فاماتهم بالجملة وجعل من تبقى عبيدا وتابعين ورقاع انتهازيين؟ بلابوش البلبشك! وصواب الكحلبك وجيرة بفركك.. كلها مما كان ولا يزال إلى الآن.. ربما لم تعد تلك المصطلحات متداولة بين هذا الجيل لكن بديلا بلابوشيا حضر توا يتمثل في الفساد الإداري والمالي وعمهم الكبير أبو عمة: الفساد السياسي البلابوشي.
وانبرى احد المحللين الفيلولوجيين الصداميين إبان حكم قائد الحملة الإيمانية السابق - وسوف يكون لنا حتما قائد لاحق- أن بلابوش تعني بلا.. بوش.. وهي رفض مبطن للسياسة الاميركية تجاه العراق..؟ دشوف هذا وين يخوط..؟ لكن البلابوش حلّ بنا وظهر ولم يعد منه مناص كما تقول العرب بسبب الحماقات المتواصلة للسياسات العدوانية والعنتريات الفارغة للنظام السابق وربما سيحل بنا أيضا بسبب غياب التيار الوطني في اللانظام اللاحق أيضا؛ فقد كتب البلابوش على العراقيين مذ ولدتهم امهاتهم أحرارا.
ولا أحد يعلم على وجه الضبط لم اختيرت مهلة المائة يوم بلابوشيه لأصلاح ما لا يمكن إصلاحه في العراق المخرب والمدنس. فقد أصبحت أرض السواد على مدى "مئويات" الأيام الأخر الماضيات منذ تباشير الاحتلال الاميركي في نيسان 2003 قاعا صفصفا تذروه الرياح وتعوي بين جنبات خرائبه بنات آوى والكلاب البرية والضباع الآتية من وراء الحدود، ولم تمر عليه مصائب كما اليوم منذ عام 1258م حينما حضر البطل المغوار هولاكو إلى بغداد بدعم لوجستي من السيد أبن العلقمي دولة رئيس الوزراء العباسي السابق ومنح العراق مئات من المئويات القادمة ليكون خرابا على خراب وبلابوش في إثر بلابوش.
مائة يوم كاملة بائنة يمكن من خلالها قياس الاداء الحكومي والاداء البرلماني المترهل واداء المسطولين بالعمل السياسي الرباني من حملة الصفة الإسلامية، وكذلك أداء المواطنين العاديين من حملة البطاقة التموينية في الوقت نفسه؛ في تعلم ضبط النفس وعدم رمي الحجارة على شرطة مكافحة الشغب (أو مكافحة الشعب كما يحلو للمحتجين الشباب فليس بين الشغب والشعب إلا نقطة واحدة فقط) وهم يرتدون تلك العدد الفضائية للدفاع عن انفسهم، في وقت يخرج عليهم المتمردون النطاطون والمدفوعون بأجندات (خارجية) طبعا من الشباب الصغار الفيسبوكيين بصدورهم العارية حاملين الصوت الحجارة وأغنية: كذاب دولبني الوكت بمحبتك ياعراق كذآآآآآب.. وكذاب نوري المالكي كذاب! هذا الشعار اللعين الذي سيسقط بعد مائة يوم قادمة فقط إذ ستحل مشكلة الكهرباء ومشكلة المياه والبطالة والعطالة والفساد الإداري والمالي ومشكلة العوانس.. يمكن حلّ تلك المشكلة حقيقة مثلما تفعل بعض الدول الخليجية بإعطاء خمسة آلاف دولار لمن يتزوج بثانية ويتم تقاسم المبلغ بعد شهر بورقة طلاق جميلة! لكن أيام الكذب قصيرة وأيام العمل قليلة والعطلات الصيفية تبدو كثيرة في عراق ضاع الخيط والعصفور وسارقي اموال الشعب بالعفو المنشور.
وفي المائة يوم هذه ستنجز الغرائب و تبعث العجائب وستدق ساعات العمل الوطني التي سبق للسيد بول بريمر أن اوقفها حينما عين حاكما مدنيا على العراق وأهله ونُصب لصا رسميا بأصله وفصله ولا احد حتى هذه اللحظة التاريخية قدم له سؤالا واحدا عن المليارات الثمان التي اختفت في عهده الزاهر باللصوصية ومدرسة الحرامية الابتدائية. ولماذا يسأل ويستجوب وهو عمهم الكبير وسادنهم ومن أتى بهم من وراء الحدود، وقد تخرج بعده ومن مدرسته العتيدة لصوص محترفون وبواكه أصليون ولا تقليد لهم.. ثم يريد هؤلاء الشباب محاسبتهم والقاء القبض عليهم تحت عنوان الفساد والمفسدين وما علموا إن السمكة لا تخيس إلا من رأسها الثخين.
وفي هذه المائة يوم المقدسة التي ستنتهي بالصيف الجديد الحار والمقرف سنعرف ما إذا كان ثمة حمل أم لا ولنستعد لزيجة اخرى من مائة يوم جديدة مسلفنة تعدنا بشتاء أقل برودة وبكثير من براميل النفط الموزعة بخمسين ألف دينار عدا ونقدا: هكذا تسيّر الامور على وفق الشريعة الإسلامية السمحة وسياسييها المتجهمين من الفريقين: متفق عليه!
ولا احد يدري أيضا كم مائة يوم أهدرت منذ ان احتل العراق من الولايات المتحدة وظهر الجنرال (جي غارنر: سحلف شمال الوطن الأثير) وهو يدلي بتعليماته. كان بإمكانهم تكوين حكومة عسكرية اميركية بمشاورين عراقيين من " الكلاب المتشممة" - هذا التعبير ليس لي بل لأعمدة الأحتلال من الرجال المستعرقين- لأنجاز المهمة الوطنية في استعجال تصدير النفط وتكوين مجلس للحكم يكون نواة للتقسيم الطائفي والعرقي ويفضون المسأة كلها بجلسة ماسونية عشائرية واحدة .. لكنهم آثروا ان يخنفوا وراء السادة النهابين في حين جولة التراخيص هي الاصل في القضية لكها ونفطنا لنا وبارك الله بالحكام الجدد اللاتأميميين المؤتمنين!.
مائة يوم كاملة أتت من العطلة الصيفية التي كانت المدارس تمنحها للطلبة والتلاميذ للراحة حيث كانت الكهرباؤ متوافرة والذهاب إلى المصائف ممكنا في شمال العراق وصوت المعلم صادحا عند اول درس للانشاء: أين قضيت أيام العطلة الصيفية؟ وبالفعل فإن القرؤ الثلاثة والعشرة أيام تستحق الكتابة عنها بإمعان وتركيز شديدين.
ماذا يمكن للحكومة أن تفعل في مائة يوم، وماذا ستفعل بعدها؟ وإذا ما وجد دولة رئيس الوزراء وزراءه الذين جاؤوا عن طريق المحاصصة والمخاصصة والملاصصة ليسوا بالأمل المنشود ولا بالمستوى المعهود من خائبي الرجا ومثيري البلا .. هل يستبدلهم بوزراء جدد من خانات المحاصصة الرطبة الملوثة بالجدري ومرض الهيضة والأيدز والبلابوش التاريخي، ثم يعين لهم مائة يوم أخرى؟ وماذا يمكن ان يحدث في مائة يوم أخرى – تحت نظام القطعة المئوية- ربما سيدخل قاموس السياسة العراقية الأسود مصطلح (المياومين المئويين- لا علاقة لهم بالمرحوم ماو ولا بحركة الماو ماو) ليكون على غرار الديسمبريين وحركة الشين فين وحزب الطريق المستقيم.. ستأتك بالأخبار مالم تزود..



#رياض_الأسدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فاشيون قدماء/ فاشيون جدد
- كهرباء في الذكر
- ماريو فارغاس يوسا المهتم بالكيوات العراقية
- العراقيون مسجلون في منظمة الشعوب المنقرضة؟
- مصفوفة يسار قادم (1-1)
- إعترافات الشيخ احمد الكبيسي
- هل يُناط بطارق عزيز دورا (ما) جديدا؟
- راشيل كوري/ مركريت حسن
- حسن العلوي: قلق ولاء قديم/ قلق الحاضر
- لحظات فانية
- بقعة الأرجوان
- أرض الريشوله(*)
- جراد أصفر
- خيول بيض
- رائحة بول غريب
- من أين تبدأ الديمقراطية؟ قراءة في تجربة حزب الوفد المصري
- حسن العلوي : الحصان الشيخ الراكض
- الأرجواني المزرق
- درس علي شريعتي/ مفكر الثورة الإيرانية
- (الدريع)(*)


المزيد.....




- ماذا قالت إسرائيل و-حماس-عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين ف ...
- صنع في روسيا.. منتدى تحتضنه دبي
- -الاتحاد الأوروبي وسيادة القانون-.. 7 مرشحين يتنافسون في انت ...
- روسيا: تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة مستحيل في ظل استم ...
- -بوليتيكو-: البيت الأبيض يشكك بعد تسلم حزمة المساعدات في قدر ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من رمايات صاروخية ضد أهداف إسرائيلية م ...
- تونس.. سجن نائب سابق وآخر نقابي أمني معزول
- البيت الأبيض يزعم أن روسيا تطور قمرا صناعيا قادرا على حمل رأ ...
- -بلومبرغ-: فرنسا تطلب من الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة ض ...
- علماء: 25% من المصابين بعدم انتظام ضربات القلب أعمارهم تقل ع ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - رياض الأسدي - حكومة بلابوش: تلاثة قرؤ وعشرة أيام