أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سيف عدنان ارحيم القيسي - الحزب الشيوعي العراقي بين مطرقة عبدالكريم قاسم وداود الصائغ














المزيد.....

الحزب الشيوعي العراقي بين مطرقة عبدالكريم قاسم وداود الصائغ


سيف عدنان ارحيم القيسي

الحوار المتمدن-العدد: 4547 - 2014 / 8 / 18 - 14:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مثلت ثورة 14 تموز 1958 نقطة تحول مفصلية على الصعيد السياسي بالدرجة الأساسية لاسيما بصدد الاحزاب السياسية العراقية التي عانت الحرمان السياسي العلني في ظل النظام الملكي وسياسة نوري السعيد بحل الاحزاب السياسية في عام 1954،وسياسة المطاردة التي تعرضت لها تلك الاحزاب وكان للأحزاب السرية النصيب الأوفر ومنها الحزب الشيوعي العراقي الذي بدوره استبشر بتلك الثورة انطلاقة جديدة ليترجم مبادئه على ارض الواقع فاتخذ ذلك الحزب من الانفتاح الشبه علني وسيلة ليعبر من خلالها عن دعمه لتلك الثورة فأخذت فرق المقاومة الشعبية الذراع المسلح الذي يعود للشيوعيين دور في دعم الثورة،وانحنى الشيوعيين مدافعين عن عبدالكريم قاسم لاسيما بعد ان تمحور القوميين تحت لواء عبدالسلام عارف الداعي للوحدة الفورية مع الجمهورية العربية المتحدة،وبهذه الانطلاقة التي مثلها الشيوعيين الذين بدؤوا يدافعون عن ذلك الكيان الوليد من اعداء الجمهورية ملوحين بالقوة لكل من يحاول زحزحة اركان تلك الجمهورية وتمثل ذلك الدفاع من خلال قيام عبدالوهاب الشواف في اذار 1959 بمحاولة انقلابية على نظام قاسم فانبرى الشيوعيين بدورهم بالانقضاض على الانقلابيين في الموصل ليتركوا خلفهم اثر سلبي في عيون اهالي الموصل لما مثلته محاكم القصاب من اثر سيء،ويكتمل ذلك الدفاع في احداث كركوك في تموز 1959 ووقوع قتلى من اهالي وجهت اصابع الاتهام للشيوعيين،لينفرط عقد التقارب مع قاسم الذي بدأ يتوجس من نشاطهم لاسيما بعد انحسار نفوذ القوميين ولم تفد في عضد قاسم محاولات الشيوعيين لتبديد مخاوفه،ليوجه للشيوعيين ضربة عند صدر قانون الاحزاب في كانون الثاني 1960 عندما تقدم الشيوعيين لوزارة الداخلية لإجازة الحزب الشيوعي العراقي ،التي بدورها بدأت تبحث عن الاعذار القانونية لعدم اجازة الحزب الشيوعي العراقي بايعاز من قاسم،فتقدم الشيوعيين بطلب اخر ولكن تحت مسمى حزب"اتحاد الشعب" من اجل طلب الأجازة ولكن الأمر اصطدم بنفس العقبة السابقة بالرفض وهو ما اثار جدلاً داخل الحزب الشيوعي العراقي في التخلي عن مبادئ حزبهم بتغيير اسمه وهذا الأمر على ما يبدو مألوفاً بالنسبة للحزب الشيوعي العراقي عندما رفضت وزارة السويدي اجازة الحزب الشيوعي العراقي في عام 1946 تقدموا بطلب تحت مسمى"حزب التحرر الوطني" بنفس نهج الحزب الشيوعي العراقي،وتحت اصرار قاسم برفض منح الشيوعيين اجازة لحزبهم،منح غريم الحزب الشيوعي العراقي داود الصائغ الشيوعي المخضرم الذي شق عصى الطاعة على يوسف سلمان يوسف فهد في مطلع الاربعينيات وتشكيل "رابطة الشيوعيين العراقيين"،وسرعان من انفرط عقد هذا التنظيم لعدم انسجام المنشقون في ظل وجود تنظيم شيوعي مركزي،وإمام اصرار قاسم على منح الاجازة لداود الصائغ تحت مسمى الحزب الشيوعي العراقي وهو على يقين بأنه حزب كارتوني ولا يملك من الشعبية الجماهيرية ما يؤهله لمنح تلك الأجازة وليعلن قاسم بتحريم العمل السري لأي تنظيم ويوجد تنظيم للحزب الشيوعي العراقي وعليهم الانضمام لذلك التنظيم ومن يعمل بالسر يتعرض للاعتقال.
وبهذا الأيعاز من قاسم شكل داود الصائغ الحزب الشيوعي العراقي الصوري وبتمويل من قاسم الذي افرد له ولصحيفته المبدأ الاحاديث الصحفية ليعبر على انه الحزب الذي يحظى برضى قاسم،وهذا الأمر وضع الشيوعيين بين فكي الرحى مما دفعهم للدخول بمفاوضات مع الصائغ الذي اتهم الشيوعيين بأنهم ينتهجون نهج اليسارية المتطرف طالباً انضمام الشيوعيين الى حزبه كأفراد ومن بين شروطه هو اقصاء حسين احمد الرضي(سلام عادل) من قيادة الحزب،وهذا الطلب يعني في حقيقته الرفض من قبل الشيوعيين بعد ان تقدم بقائمة لأعضاء في المكتب السياسي واللجنة المركزية طالباً اقصائهم كذلك،فسلك الحزب الشيوعي العراقي بدوره نهج اخر في التعامل مع الصائغ وهو اغراق الشيوعيين في حزب الصائغ الصوري ولم يقتصر السيطرة على تنظيمات حزب الصائغ فحسب بل حتى الصحافة بدأ يحررها الشيوعيين ويوجهون حزبه بالحدود الممكنة وفق منهج الحزب الشيوعي العراقي،ولكن هذا الأمر لم يستمر طويلاً لاسيما بعد سياسة التفرد التي انتهجا قاسم الذي بدأ يدير ظهره للقوى والأحزاب السياسية على اختلاف مشاربها ومنها حزب الصائغ الذي سرعان ما انفرط عقد حزبه بعد ان اصابه الجمود والإفلاس بعد ان سحب قاسم بدوره تمويل حزبه،ليبقى الحزب الشيوعي العراقي على نشاطه السري ولكن بوتيرة الترقب والتوجس من سياسة قاسم التي بدأت تتخبط بين اليمين واليسار حتى حسم القوميين مصيره بانقلابهم في الثامن من شباط 1963 لينهي حالة من الصراع القومي-اليساري في ظل اتباع نهج القوة لكبح جماح منافسيهم.



#سيف_عدنان_ارحيم_القيسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فهد والتنظيم الحزبي العلني
- الشيخ بدر بن رميض والتحدي البريطاني
- دور المخابرات المركزية الأمريكية في انقلاب الثامن من شباط 19 ...
- الكرد وانقلاب الثامن من شباط 1963
- الساعة الاخيرة لعبدالكريم قاسم 9 شباط 1963
- دور الولايات المتحدة الامريكية في انقلاب 8 شباط 1963
- لمحات من تاريخ الحزب الشيوعي العراقي 1934-1979
- نوري السعيد ويهود العراق
- يهود العراق وقرار تقسيم فلسطين
- قراءات في ذاكرة عزيز محمد السكرتير السابق للحزب الشيوعي العر ...
- قراءات في ذاكرة عزيز محمد السكرتير السابق للحزب الشيوعي العر ...
- العراق في مذكرات وزير البلاط الملكي اسد علم(دراسة نقدية) الح ...
- العراق في مذكرات وزير البلاط الملكي اسد علم(دراسة نفدية) الح ...
- العراق في مذكرات وزير البلاط الملكي اسد علم(دراسة نفدية)
- العراق في مذكرات وزير البلاط الملكي اسد علم
- قراءات في ذاكرة عزيز محمد السكرتير السابق للحزب الشيوعي العر ...
- جمعية الأحرار البصرية من أوائل جمعيات الوعي التقدمي في العرا ...
- قراءات في ذاكرة عزيز محمد السكرتير السابق للحزب الشيوعي العر ...
- تاملات طريق الشعب في انقلاب 8 شباط 1963
- قراءات في ذاكرة عزيز محمد السكرتير السابق للحزب الشيوعي العر ...


المزيد.....




- أبو عبيدة وما قاله عن سيناريو -رون آراد- يثير تفاعلا.. من هو ...
- مجلس الشيوخ الأميركي يوافق بأغلبية ساحقة على تقديم مساعدات أ ...
- ما هي أسباب وفاة سجناء فلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية؟
- استعدادات عسكرية لاجتياح رفح ومجلس الشيوخ الأميركي يصادق على ...
- يوميات الواقع الفلسطيني الأليم: جنازة في الضفة الغربية وقصف ...
- الخارجية الروسية تعلق على مناورات -الناتو- في فنلندا
- ABC: الخدمة السرية تباشر وضع خطة لحماية ترامب إذا انتهى به ا ...
- باحث في العلاقات الدولية يكشف سر تبدل موقف الحزب الجمهوري ال ...
- الهجوم الكيميائي الأول.. -أطراف متشنجة ووجوه مشوهة بالموت-! ...
- تحذير صارم من واشنطن إلى Tiktok: طلاق مع بكين أو الحظر!


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سيف عدنان ارحيم القيسي - الحزب الشيوعي العراقي بين مطرقة عبدالكريم قاسم وداود الصائغ