أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد ابداح - إذا مت ظمآنا فلا نزل المطر














المزيد.....

إذا مت ظمآنا فلا نزل المطر


محمد ابداح

الحوار المتمدن-العدد: 4547 - 2014 / 8 / 18 - 08:10
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


إذا مت ظمآنا فلا نزل المطر

استن عرب الجاهلية لأنفسهم حق الغزو الخاطف كطريقة للتكسب، فكل قبيلة تغيرعلى غيرها لنهب مالها وسبي نساءها، غير أن من المؤكد بأن العرب الحاليين تفوقوا على الأولين والآخرين، بسفك الدماء، ولطالما نال العربي حقه بسيف القبيلة، والتي ما إن كانت تأنس من نفسها القوة، غزت على جارتها وانتزعت منها الحياة، وليس للعربي (القبلي تحديداً)، شأن في المعارك طويلة الأمد، لانه اعتاد غزوا محدد الأهداف، لذا لم تشكل القبائل العربية على مر التاريخ لواءا ضارباً تعتمد عليه قادة الجيوش المنظمة في الحروب الطويلة، بل في الحقيقة كانوا مصدر قلق الجيوش التي يعملون تحت رايتها، نظراً لسرعة تقلب ولاءهم وفق رؤية زعيمهم، وليس وفق المصالح العامة للدولة التي يتبعها الجيش، فإذا ما ظهرت بوادر الهزيمة كانوا البادئين بالنهب، بحجة أنهم هم الأولى من الأعداء، والقبلي العربي إذا لم يجد سلطة تردعه، يرى أن من حقه النهب، بل أن معيار الحق عنده يقاس بمقدار القوة التي يُخضِع بها غيره.
كما أن العربي القبلي حاد الطبع صارم، لا يميل للدعابة ، لأنها عنده مظهر خفة وحمق، وإن صادف رجلا ذو ميل للدعابة، عابه وانتقص منه كائناً من كان، ووصفه في أحسن الظروف بأنه (لا عيب فيه إلا الدعابة)، كما وأن الفردية متأصلة بالعربي نتيجة قساوة حياته ففقد ثقته بالآخر، وتحولت الأنا عنده لعقيدة أعاقته عن التقدم، حتى أن الأدب الجاهلي يذكر لنا أمثلة شائعة تمثل هذه الفكرة (إذا مت ظمآنا فلا نزل المطر)(1)، وتمثل فلسفة فكرية ذات جذورعيمقة.
وتبعاً لهذا المنطق الجاهلي العفن فإن قاعدة ( حسبنا ما وجدنا عليه آباءنا) تجعل من تقاليد القبيلة دستور لايمكن مخالفته، وتجعل من القيم السلبية الموروثة أمرا طبيعياً، فلم التفكير أصلا وزعيم القبيلة الملهم موجود!، وبمرور الوقت تحول زعيم القبيلة لزعيم دولة فاز بتزكية القبيلة وحلفاءها ولكن في المقابل فإن كلمة الشعب المقصودة في كافة الخطب الرئاسية العربية المعاصرة، تعني بكل تأكيد هؤلاء الذين ينتمون لقبيلة الزعيم العربي وحلفاءه من القبائل القوية، وأما باقي مواطني الدولة البسطاء والفقراء، فهم في الحقيقة تلك القبائل الضعيفة مدار السلب والنهب، هذا ما كان يحدث في بلاد العرب منذ ألاف السنين، وما زال يحدث بدولنا العربية في وقتنا الحالي .
المحامي محمد ابداح
الهوامش :
1- كتاب الكامل في التاريخ لابن الأثير، م4، ص149 إلى 153، دار صادر - بيروت 1979م.





#محمد_ابداح (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدم والهدم !
- ينقصُ الرطبُ إذا يبسْ !
- أزمة الخطاب السياسي العربي
- حظائر داعش
- قصيدة أتعبني الوقت
- الملابس الْمُستعارة لا تُدْفئ
- أعلم ولا أدري !
- العقل العربي
- الخلافة الراشدة
- فقه النزاعات الطائفية العربية
- الحدود العربية جغرافية أم فكرية !
- أنتِ فايروس !
- أخبروني حين أحببتكِ
- أرجوحة القمر
- الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والحقوق المبتورة/ الجزء الرابع
- فك النحس وعدم التوفيق
- الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والحقوق المبتورة/ الجزء الثالث
- دعيني
- قرية بيت دجن الفلسطينية
- الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والحقوق المبتورة/ الجزء الأول


المزيد.....




- شاهد.. مسيرات حاشدة في محافظات يمنية تبارك انتصار الجمهورية ...
- عيد النائمين السبعة: قصة مسيحية تنبئ الألمان بالطقس
- الاحتلال يعتقل شابا من -الأقصى- ويبعد أحد حراس المسجد
- 45 ألفا يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
- ما مستقبل المسيحيين في سوريا في ظل السلطة الجديدة؟
- خطيب الأقصى: ظهور نتنياهو في أنفاق المسجد تحد لإثبات السيادة ...
- الأرجنتين: القضاء يعتزم محاكمة مسؤولين إيرانيين سابقين غيابي ...
- خطوات تثبيت تردد قناة طيور الجنة على القمر الصناعي نايل سات ...
- تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 شغله على نايل وعرب سات بكل ...
- حبس رئيس الأساقفة في أرمينيا بتهمة تنفيذ محاولة انقلاب


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد ابداح - إذا مت ظمآنا فلا نزل المطر