أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود عباس - ينبعث البعث تحت غطاء داعش















المزيد.....

ينبعث البعث تحت غطاء داعش


محمود عباس

الحوار المتمدن-العدد: 4542 - 2014 / 8 / 13 - 05:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اجتثاث البعث، قانون سنته الحكومة العراقية، لم يرغب البعض من الشيعة إنجاحه، لا في الفكر العراقي ولا على الأرض، اختفت المجموعات المؤمنة بالحزب، وليس الملايين الذين كانوا ينتسبون إليه انتهازية أو نفاقا أو خلاصا من جرائم صدام وزبانية البعث نفسهم، وبقيت تلك الخلايا نائمة، من حيث الصراع العلني أو في العمل السياسي المبان، لكنهم في الحقيقة كانوا على عمل متواصل من حيث التجديد في الأفكار والاستراتيجية، تمكنوا وعلى مدى وجود القوات الأمريكية في العراق من الوصول إلى تحالف تكتيكي مع الإيرانيين، متخلين عن الصراع الدامي الماضي، كما وتمكنوا من الحصول على مساعدات لوجستية من السلطة السورية، رغم إنها كانت قد أهملت البعث من المسرح السياسي على حساب سيطرة الدوائر الأمنية العديدة المدعومة من الأقلية العلوية، وهذه التحالفات كانت قادرة على إبقاء البعث حيا بل نشيطا في كل العراق، شاركوا وبشكل واسع وعلى مدى السنوات الماضية، التيارات التكفيرية والقاعدة في أعمالها الإجرامية، بل وأسندتهم بزج عناصرهم الشابة من الحزب إلى المجموعات المتحركة، ومعهم الضباط بكل الرتب والجنود الذين كانوا في جيش صدام ليقودوا العمليات العسكرية، وتدريب الإرهابيين في معسكراتهم ضمن سوريا وإيران، وهم كانوا خبراء معظم التفجيرات، ودورهم الفعال هذا كانت من الأسباب التي أبرزت داعش بإمكانياتها العسكرية وعمليات الكر والفر، والتخطيط الدقيق في الهجمات، وخبرتها في عمليات التفجير وقدراتهم على استخدام الأسلحة الثقيلة.
تمكن قادة البعث من تغيير الكثير من مفاهيم الحزب، فأدخلوا تغييرات لوجستية في أيديولوجيتها لتتلاءم والظروف الحالية، فهم الأن يضعون في أولوية اهتماماتهم عمليات الربط بين العلمانية والدين، ويدعون على أنها كانت ضمن إيديولوجية الحزب منذ البداية، وأن العروبة والإسلام هما السندان اللذان كانت تبنى عليها ركيزة الحزب، ومن هذا المنطلق تمكنوا التقرب من التيارات الإسلامية المتطرفة، وهذا التكتيك عملية تدريجية متنقلة ما بين التخلي عن التحالف مع الهلال الشيعي أثناء وجود الأمريكيين، إلى التركيز على القوة السنية، رغم النفي المطلق عليه، لأنهم يظهرون البعث على أنه حزب يشمل الوطن العربي وكل القوى الإسلامية الموجودة فيه، والأخبث في طروحاتهم، تخليهم الكلي عن أعمال صدام الإجرامية وتبرأة ذمة الحزب من دكتاتورية صدام حسين، وادعائهم على أنه لم يكن يمثل فكر الحزب عندما كان يقوم بجرائمه، ولا ينسون إدخال بعض الاستثناءات، وهي نفس الخطة التي سيقومون بها في القادم من الزمن، في عملية تكتيكهم مع منظمة داعش، فيما إذا نجحوا في تكوين الدولة الجديدة الممتدة بين سوريا والعراق، حينها من السهل التخلي عن جرائمهم وإدراجها ضمن جرائم ومجازر هذه المنظمة ، ومهاجمتها على إنها منظمة إسلامية تكفيرية، مفاهيمها وأيديولوجيتها تختلف عن مفاهيم وإيديولوجية البعث، وهذه خطة تكتيكية مستقبلية، بإظهار داعش وتقديمها في كل العمليات التي تقوم بها عناصر البعث تحت يافطة ورايات داعش، بدون ظهور أية راية للبعث حتى الأن، وما بدر من عزت الدوري تحت راية المجموعات النقشبندية، خليط بين البعث والمجموعات الإسلامية أو العشائر السنية، وهذه بحد ذاتها مهارة خبيثة في التخطيط والعمل الميداني، ففي الإعلام بدأ يظهر البعث كحزب مدني يعمل في المجال السياسي، ويطالب بالتدخل في العمليات الانتخابية مع الأحزاب العراقية كبعد ديمقراطي، وفي الواقع العسكري يظهر عزت الدوري ممثلا عن الفكر العروبي الإسلامي، وفي المد الحقيقي للسيطرة يقدمون داعش المدعومة بجيش صدام العقائدي ومعظمهم من السنة الذين كانوا تابعين للبعث، ويدعمونها بكميات من أسلحة جيش صدام حسين والتي كانت قد أخفيت من قبل الضباط الذين يخططون ويقودون معظم العمليات العسكرية لداعش، وبمساندة البعثيين، والموالين لهم من العشائر، والتي في كثيره تحتاج لصيانة واسعة، لكنها قابلة لإدخالها إلى المعارك أمام قوى لا تملك الكثير من السلاح، هذه مع الأسلحة الثقيلة والمتطورة التي قدمت لهم من السلطة السورية وحكومة المالكي، وضباط البعث في الواقع الفعلي يديرون معظم العمليات، ومفهوم خلق دولة جديدة في المنطقة ما بين سوريا والعراق، هي من تخطيطهم، فهم منتبهون إلى أن خريطة المنطقة ستتبدل عاجلا أو آجلا.
الخلاف بين سلطة الأسد والبعث السني أو العراقي، لم يظهر، وهي من ضمن خبرة السلطة السورية التي تتمكن من خلق التوازن بين أجندات الهلال الشيعي والبعث العراقي والذي من خلالهم استفاد من التيارات التكفيرية كداعش المرتبط مع البعث العراقي بقوة، بل وعلى الأغلب هم من يديرون قيادتها والمنظمة بشكل كلي، وبقاء سلطة الأسد كحلقة وصل بين البعث العراقي وأئمة ولاية الفقيه، تصطدم بمعارضات من ضمن بعض قادة الشيعة في العراق، وما يظهره المالكي من الصراع مع السنة أو البعث العراقي، هي عملية لا تتعدى تكتيك ساذج، فهو القائد العام للجيش وكان على دراية بأن معظم الضباط الذين كانوا على رأس الفرق المتواجدة في الأنبار هم من السنة والموالون للبعث سابقا، وهو الذي كان على دراية بتجمعهم في تلك المنطقة دون غيرها من المناطق، والجيش هو عراقي بكليته، وما حصل من عمليات التخلي للأسلحة بعد هجمات داعش لم تكن صحيحة، فالعملية كانت مسرحية غير فيها الجيش لباسه العسكري وبقي كما هو مع ظهور مجموعات بعثية من العشائر يتقدمهم مجموعات من التكفيريين المتطرفين تحت راية داعش، ولم تحدث أي مجازر هنا، بل المجازر حدثت في مناطق تكريت وهي في عمقها ثأر من انهيار دكتاتورية البعث السابقة، ولا شك أن المجازر الطائفية والدينية في مناطق العراق وسوريا، مثلما حدث في الموصل وشنكال، تقوم بها مجموعات تكفيرية تؤمن بالجانب المتطرف من الإسلام الذي يتبناه داعش، وهم بهذا يستندون إلى تاريخ الإسلام ونصوصها وتأويلات ذاتية، وهذه ليست المرة الأولى التي تحدث في التاريخ الإسلامي، ولولا وجودها كمفهوم ومدعومة بنصوص لما تمكنت مجموعات متنوعة ومتعددة وعلى مر التاريخ أن يحدثوا مجازر وراء أخرى، ومن بينها 74 فرمان ومجزرة بحق الكرد الإيزيديون ومثلها بحق الديانات الأخرى في العالم الإسلامي. وهم الأن في منظمة داعش في الواقع لا يتعدون عدة آلاف من الخارجيين الذين جاء بهم سلطة بشار الأسد وقلة من الداخل المغرور بهم دينيا، والمجازر في كل بشاعتها يستفيد منها سلطة بشار الأسد أولا وقادة البعث العراقي لمستقبلهم المنشود، ولا ينسى أنه هناك المجموعات الكثيرة والمتعددة المشابهة لداعش والذين يدعون بأنهم يمثلون الثورة السورية، كالنصرة وجيش الإسلام وغيرهم بالعشرات من المنظمات الذين لا يختلفون في كثيره عن داعش أو البعث المتخفي تحت عباءتها.
ليس فقط اجتثاث البعث من الضروريات التي يجب أن تضع على عاتقها الشعوب والثورات الجارية، والتي ترفع شعار أسقاط الأنظمة، بل يجب التركيز على اجتثاث الفكر الظلامي الإسلامي والمتطرفين فيه، بسنيتها وشيعيتها، فالفكر المتطرف إن كان دينيا أو قوميا، يهدم اللحمة الوطنية بين الشعوب ويقتل التآلف والإخوة بين الأديان والمذاهب، ويلغي قبول الفرد للأخر المخالف، وهذا الفكر الظلامي الديني والدنيوي يتبناه اليوم البعث الجديد المنبثق من بين الركام، وهو الحزب الذي له تاريخ حافل بالطغيان والحقد والكراهية ونشر الثقافة العنصرية بين الشعوب.
خمدت القناعة بوجود الثورات في الشرق عند الكثيرين، من وراء الإجرام والدمار، وهو ما قامت بها السلطات الشمولية بتخطيط دقيق خبيث، ومعهم التكفيريين الذين لا يؤمنون بالحضارة إلا من خال مفاهيمهم الظلامية، وأصبحت الدول الكبرى تتلاعب بمقدرات جميع الشعوب، وتوجه مسيرة الثورات، مع ذلك ورغم تلكؤها وتباطؤها لكنها تتجه إلى نجاح، رغم أن الأثمان باهظة جدا. ولم تكن التدخل الخارجي لسبب بقدر تدخل التيارات التكفيرية والتي أدت إلى ظهور أحزاب شمولية إلى الساحة كالبعث، وعليه فمقولة رئيس أمريكا بارك أوباما اليوم بأن العملية التي كلف بها الجيش الأمريكي في العراق ستستمر ربما لشهور، والتي في عمقها ليست لوجه الكرد أو الإيزيديون أو المسيحيون بقدر ما هي حماية لأعضاء سفارتهم في العراق وقنصليتهم في أربيل، محاطة بالقيم الإنسانية أمام البشرية، لئلا تستمر عمليات الجونسايد بحق الأقليات أو الطوائف المذكورة، والتي للبعث العراقي والبعض من عشائر الأنبار والسلطة السورية دور رئيس فيه، يقوم بها مجموعات داعش تحت رايتها الإجرامية السوداء.
تدخل أمريكا في الوقت المتأخر هذا، مصالح، وسكوتها على جرائم بشار الأسد، مصالح، ولتكن، إذا كانت تلك المصالح تأتي بالخير والدعم لاجتثاث البعث والقضاء على الظلاميين، حتى ولو كان قليلا لشعوب ليس لها سند ومحاطة بأحقد وبأبشع الأعداء، دينيا وقوميا، ليس باليد حيلة غير تقديم الشكر على ما يقدمه أمريكا من مساعدة. أيام وشهور، وطائرات المالكي وقبلها طائرات بشار الأسد كانت تقصف داعش وتبين فيما بعد أنهم كانوا يمدون داعش بالسلاح من جهة ويقصفون الصحراء أو بعض المجموعات التي تخرج من طاعة قادة داعش، وإلا فكيف لعمليتين أمريكيتين قلبتا وجه المعارك، وعمليات متواصلة لطائرات المالكي لم توقف سيارة لداعش، وأدت إلى خروج قادة البعث العراقي إلى الإعلام مطالبين بالشراكة في الحكم، مرافقاً لظهور عزت الدوري مهدداً تحت رايتي المجموعات النقشبندية وداعش.

د. محمود عباس
الولايات المتحدة الأمريكية
[email protected]



#محمود_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السلطة السورية توقظ معارضة الداخل
- عندما تتقاطع اسلام الشيعة والسنة
- خداع تحت قبة برلمان إقليم كردستان
- ما يجمع بين مجرمي قادة الشيعة والسنة
- لماذا لا تنضب منابع الطغاة في شرقنا (الجزء الثاني)
- الولايات المتحدة الأمريكية لا تعارض استقلال كردستان
- لماذا لا تنضب منابع الطغاة في شرقنا (الجزء الأول)
- استقلال كردستان ثورة
- هل ستنتهي مهمات فقاعة داعش (الجزء الثاني)
- هل ستنتهي مهمات فقاعة داعش (الجزء الأول)
- النقد المتهاون لا يزكي ثقافة الكرد (الجزء الثاني)
- النقد المتهاون لا يزكي ثقافة الكرد (الجزء الأول)
- مقايضة القوى الكردستانية على غرب كردستان
- لعنة السلطة السورية في غرب كردستان
- التخوين نهج أم فلسفة؟ (الجزء الثاني)
- التخوين نهج أم فلسفة؟ (الجزء الأول)
- حليمة رجعت إلى عادتها القديمة
- عودة البارتي إلى خيمة السلطة (الجزء الأول)
- أزلية الصراع الكردي الكردي (الجزء الثاني لمقالنا السابق)
- الإخوة في أل ب ي د العدو هو بشار الأسد وليس مسعود البرزاني ( ...


المزيد.....




- هل تتعاطي هي أيضا؟ زاخاروفا تسخر من -زهوة- نائبة رئيس الوزرا ...
- مصريان يخدعان المواطنين ببيعهم لحوم الخيل
- رئيس مجلس الشورى الإيراني يستقبل هنية في طهران (صور)
- الحكومة الفرنسية تقاضي تلميذة بسبب الحجاب
- -على إسرائيل أن تنصاع لأمريكا.. الآن- - صحيفة هآرتس
- شاهد: تحت وقع الصدمة.. شهادات فرق طبية دولية زارت مستشفى شهد ...
- ساكنو مبنى دمرته غارة روسية في أوديسا يجتمعون لتأبين الضحايا ...
- مصر تجدد تحذيرها لإسرائيل
- مقتل 30 شخصا بقصف إسرائيلي لشرق غزة
- تمهيدا للانتخابات الرئاسية الأمريكية...بايدن في حفل تبرع وتر ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود عباس - ينبعث البعث تحت غطاء داعش