أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود عباس - هل ستنتهي مهمات فقاعة داعش (الجزء الأول)















المزيد.....

هل ستنتهي مهمات فقاعة داعش (الجزء الأول)


محمود عباس

الحوار المتمدن-العدد: 4493 - 2014 / 6 / 25 - 08:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




ظهرت تيارات راديكالية متطرفة متعددة في التاريخ الإسلامي تؤمن بالعنف كنهج إسلامي مطلق، استندوا إلى مذاهب شرهة في تأويل النص الإلهي حسب رغباتها، والتفسيرات المشوهة لمضمون القرآن وإسنادها بأحاديث غير مسنودة، سهلت لخبثاء السياسة من استخدامهم وتأجيرهم لأجنداتها، فتلاعبوا بهم إلى حد تشويه الثقافة الإسلامية، ونافقوا عليهم بكل جرأة، لأن معظمهم يستندون أصلا إلى المفاهيم الخاطئة في الدين الإسلامي، وفي حاضر جغرافيتنا ظهر أو صنع عدد من هذه المجموعات، وهي بينة للجميع وتكاد تكون مصادرهم وأسيادهم معروفة، إلى درجة أن أكثرهم تطرفا ( القاعدة) كانت تتبع جهات غير إسلامية، وهي النواة لظهور تيارات أخرى أكثر عنفا وإجراما بحق الإسلام الإلهي والإنسانية عامة، فتجاربها الأولى مع العالم بينت لحكومات كالسلطة السورية وأئمة ولاية الفقيه مدى الفائدة المجنية من استخدام هذه التيارات العنفية والمجرمة تحت مفهوم الجهاد لإنجاح خططها، فخلقوا منهم مجموعات، منها دولة العراق الإسلامية، يوم كانت تستخدم في العراق، وأضيفت إليها اسم الشام لتسمى مختصراً بـ(داعش) في مرحلة الإتيان بها إلى سوريا، ولتصبح المنظمة الأكثر بشاعة في المنطقة بالشر والإجرام ونشر الفساد فخرجت كأكثر التيارات الإسلامية الراديكالية عنفاً.
تأييد إخوان المسلمين عن طريق المجلس الوطني السوري في هذه الفترة لداعش، وهي من التيارات التكفيرية الأكثر تطرفا وشروراً، يعتبر خطأً تاريخيا وربما خيانة للثورة السورية، لا تقل عن بشاعة تأييد رئيس الإتلاف يوما بالنصرة يوم درجت في قائمة الإرهاب، كما وتبين عقم مفاهيمهم ورؤيتهم للمستقبل، وتفضح إنتهازيتهم وغاياتهم الدونية، خاصة تزامنه مع ضرب بشار الأسد لبعض تحركات تلك المجموعات، فداعش معروفة بأنها المنظمة الأكثر إجراما من بين التيارات الإسلامية المتطرفة، وهي حاضنة لخريجي سجون النظام، والبعثيين، تحمل شعار الجهاد من أجل الإمارة الإسلامية الملغية للقومية والوطن، والمنادية بالسبي ونظام الموالي وتطبيق العنف بفتاوى تعتمد على تأويلات الجهلاء من الناس. إنها منظمة لا تزال تستخدمها السلطتين السورية والإيرانية لتمرير أجنداتها، وهم بهذا التصريح يودون احتضان مجموعات مرتزقة مجرمة تكاد تنتهي مهمتهم عند السلطة السورية، وستتخلى عنهم يوما ما، خاصة بعد أن صنعوا لإحداث أبشع أنواع الفوضى العنفية في سوريا والعراق، إلى جانب خلقهم كل عوامل التنافر والصراعات بين الطوائف والقوميات المتواجدة في جغرافية الدولتين.
إنها منظمة غارقة في أجواء الثقافة الراديكالية الدينية، بجانبه المهيمن عليه العنف والشر، والضامرة لعتبات الخير والسلام، تتشرب من الثقافة التي خلقت البيئة الملائمة لنمو الطغاة والانتهازيين والمنافقين وأصحاب الجرائم في شرقنا، وهي نفسها الثقافة التي في أجوائها انبثقت دكتاتورية الأسدين واستمدت حلم ديمومتها، ومن ضمنها ظهرت التيارات الإسلامية التكفيرية، مثل القاعدة وتوابعهما.
لا شك تتنافى مفاهيم الثورة السورية وغيرها من الثورات المنبثقة في الشرق مع الثقافة الدينية السادية بالعنف، فكانت البيئة ملائمة لسلطة الأسد تسليط التيارات الإسلامية المتطرفة التي صنعت سابقا لأرض العراق عليها، ومن بعدها دفعتها لتتكالب على السلطة الدنيوية تحت حجة الدفاع عن الإله في الأرض، وإظهارها على أنها المدافعة عن الثورة السورية، والطرفين اعتمدا على ثقافة العنف، فاستخدموا الشر بكل بشائعه، لمصالح ذاتية طائفية لا علاقة للإسلام بها، تقبلها البعض كالتيارات المتطرفة مثل داعش عن جهالة ذاتية، وخطط لها بدراية القوى التي سخرتهم لأجنداتها مثل النظام السوري والإيراني، فشوهوا بأفعالهم الرسالة الروحية والفكرية أما البشرية قدر ما تمكنوا منه، باستخدامهم الإسلام بعنفه، وتهميشهم أو إدراجهم الروحانية في فترة ما بعد الموت، وشوهوا سمعة الثورة السورية أبعدوا العالم الديمقراطي عنها.
لم تلتقي يوما هذه الأطراف، المتناقضة عقيدة والمتشابهة نهجاً وشراً، إلا على تغيير أو تدمير الثورة، فساندت هذه الأطراف المتصارعة في سوريا والعراق بعضها إعلاميا، وعملت على تمتين البنية الثقافية الملائمة لبقائهم بالعنف، والجهتان سلكا درباً واحداً بتهميشهم للروح السلمية في الثقافة الإسلامية، شبه المقضية عليها منذ عصور، فكانت أفعالهم مساهمة غير مباشرة لجوانب الثقافة السادية على طمس المعالم السلمية في الثورة، وبها أثاروا حفيظة شعوب المنطقة، الراغبة على إحداث تغيير في كلية النظام الدكتاتوري. فمن المعروف والمبان من مسيرة ثورات الشرق إنها ظهرت لتغيير ثقافة العنف، لكن قوى الشر أبت الاستغناء عن ثقافة الحروب، كالسلطات الشمولية واستخدمت كل أنواع الخبث والدراية للقضاء عليها، والبعض من المعارضة الإسلامية الليبرالية ساندتها بردود أفعال خاطئة، والراديكالية منها لإيمانهم بالإسلام العنفي المتلائم وثقافة الأنظمة الدكتاتورية.
أدركت السلطة السورية هذه المعادلة بشكل واضح، فكانت أوسع خبثا وتحايلا وتلاعباً بالثورات السلمية من السلطات الأخرى التي اجتاحتها الثورات. خلقت مع بداية الثورة اغلب التيارات الراديكالية الإسلامية المتواجدة اليوم على أرض الوطن وغذتها بالمجرمين والخارجين عن القانون الذين كانوا يقبعون في سجونها وسجون الدول التي تساندها، ودفعتهم لاستخدام العنف ضد جرائمها المنظمة أثناء المسيرات السلمية التي استمرت بحدود ستة اشهر، فشوهت بهم سمعة القوى الثورية المسلحة التي اضطرت للدفاع عن الشعب الأمن، لأن نظام بشار الأسد توقع تقويض أركانه بسلمية المسيرات، فأنتبه إلى مصيره وكثف كل جهوده لخلق المواجهات المسلحة، عمليا حاربت ذاتها في السنة الأولى من الثورة، لأنها أدركت أن المواجهة الدموية تؤمن بقائها في السلطة، لذلك فأن معظم الذين واجهوها بالعنف في البدايات كانوا منها وإليها، يستثنى تلك المجموعات التي ظهرت لرد المعاناة والعنف وإجرام السلطة، والدفاع عن ذاتهم وعن الثورة. وعندما ضعفت السلطة أمام هذه المجموعات المسلحة النقية والمسيرات الشبابية السلمية جلبت داعش إلى داخل سوريا لتأدية مهمات في الواقعين الروحي والعملي، واجهت وحاربت السلطة إعلاميا كمنظمة غارقة في الإرهاب لتشويه الثورة بإسنادها، وفي الواقع العملي ميدانيا حاربت الجيش الحر بكل ما تمكنت منه، وخلقت الفتن في المنطقة الكردية، وحاولت على إحداث شرخ بين الكرد والعرب.
وأسلوبها كتيار غارق في الإجرام ولا تعترف بالقيم الإسلامية، ومعروفة ما قدمته من خدمات ولا تزال للسلطة السورية وإيران توضح ظاهرتين:
الأولى، أنها تتكون من مجموعة من الأشرار المتمرسون في عمليات القتل والذين لا علاقة لهم بالإسلام أو الروحانية الإلهية والخارجيين منهم هم مجموعات من المجرمين المدربين على الإجرام أرسلوا عن طريق دول لنشر الفساد بكل أبعاده.
والثانية، أنها ليست بتلك القوة التي تمكنها من السيطرة على منطقة الأنبار وتحتل ثاني أكبر مدن العراق، والرقة في سوريا، وتصل أطراف بغداد، بل هناك القوى السنية التي تدعي الاسم شكلا، أو ربما أخرجوها من حضانة أئمة ولاية الفقيه فيستخدمون الاسم والصورة للترهيب، والمعروف أن مجموعاتها الأولى كهيئة قيادية في الإعلام، والجسم الحقيقي، هم من قوى السنة المطالبة بكيان شبه مستقل، وبينهم البعثيون السنة العراقيون والسوريون، تدعمهم دول سنية المذهب، والانتفاضة السنية تظهر اسم داعش كمنظمة جهادية سنية لترهيب الأخرين، ولتضخيم حجمها، وعلى الأغلب كمنظمة بذاتها فقاعة أكبر بكثير من حجمها الطبيعي، فإعلام الدول التي تساندها هي التي تقف وراء هذا التضخيم مثلما هي وراء كل أنواع الدعم، وهي التي تخطط لها بالقيام بعمليات الإجرام التي خرجت عن التصور الإنساني، وهي في الواقع ليست وراء بناء الكيان السني مقابل ما تقوم به الهلال الشيعي العلوي في سوريا والعراق ولبنان، بل كلفت بنقل تجربة السلطة السورية إلى العراق، إنه من اخبث التكتيكات التي يمكن أن تخطر على الفكر الإنساني. فلا يمكن لفرد يملك جزء من إيمان الإسلام الإلهي أن يقوم بمثل هذا الإجرام، وهذا التدمير المخطط للإسلام الإلهي، وتحريف الرسالة، وتدمير الرموز الثقافي التاريخية مثلما فعلوه في الموصل، ومراقد أئمة لهم اعتبار في تاريخ الثقافة الإسلامية، لا شك أن الطرفان تجاوزا حدود ثقافة الإسلام العنفي ذاته.

يتبع...

د. محمود عباس
الولايات المتحدة الأمريكية
[email protected]



#محمود_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النقد المتهاون لا يزكي ثقافة الكرد (الجزء الثاني)
- النقد المتهاون لا يزكي ثقافة الكرد (الجزء الأول)
- مقايضة القوى الكردستانية على غرب كردستان
- لعنة السلطة السورية في غرب كردستان
- التخوين نهج أم فلسفة؟ (الجزء الثاني)
- التخوين نهج أم فلسفة؟ (الجزء الأول)
- حليمة رجعت إلى عادتها القديمة
- عودة البارتي إلى خيمة السلطة (الجزء الأول)
- أزلية الصراع الكردي الكردي (الجزء الثاني لمقالنا السابق)
- الإخوة في أل ب ي د العدو هو بشار الأسد وليس مسعود البرزاني ( ...
- مزاودتي على كرد الداخل (الجزء الثاني)
- مزاودتي على كرد الداخل (الجزء الأول)
- المزاودات بين كرد الداخل والخارج (الجزء الثاني)
- المزاودات بين كرد الداخل والخارج (الجزء الأول)
- عادةٌ ضاعت مع ذاكرة الزمن (الجزء الثاني)
- عادةٌ ضاعت مع ذاكرة الزمن (الجزء الأول)
- السياسة الأمريكية في سوريا بين المصالح والأخلاق
- جدلية بقاء الأسد بالجهاديين
- أمريكا وروسيا والمنظمات الجهادية
- أقلام نست الإنسانية وتغذي الطائفية


المزيد.....




- شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال ...
- مصادر تكشف لـCNN كيف وجد بايدن حليفا -جمهوريا- غير متوقع خلا ...
- إيطاليا تحذر من تفشي فيروس قاتل في أوروبا وتطالب بخطة لمكافح ...
- في اليوم العالمي للملاريا، خبراء يحذرون من زيادة انتشارالمرض ...
- لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟
- 3 قتلى على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا في رفح
- الولايات المتحدة تبحث مسألة انسحاب قواتها من النيجر
- مدينة إيطالية شهيرة تعتزم حظر المثلجات والبيتزا بعد منتصف ال ...
- كيف نحمي أنفسنا من الإصابة بسرطانات الجلد؟
- واشنطن ترسل وفدا إلى النيجر لإجراء مباحثات مباشرة بشأن انسحا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود عباس - هل ستنتهي مهمات فقاعة داعش (الجزء الأول)