أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمود عباس - النقد المتهاون لا يزكي ثقافة الكرد (الجزء الأول)














المزيد.....

النقد المتهاون لا يزكي ثقافة الكرد (الجزء الأول)


محمود عباس

الحوار المتمدن-العدد: 4478 - 2014 / 6 / 10 - 22:53
المحور: القضية الكردية
    


كتاب أو مثقفون، يملكون الكلمة، ويسخرون القلم لخدمة أفكار هنا وهناك، ولكنها شلليه، ينقبون في المناطق الأكثر أمانا للذات، ويتحركون بحرص في الأجواء الأفضل راحة، وهم أسرع أقلام القضية هجرة إلى الأماكن الآمنة والمطمئنة، حتى لو كتبوا عن فتات القضايا الجزئية المتناثرة يومياً. يهجرون الوطن والقضية الرئيسة فكراً وقلماً، وهجرتهم أسوأ من الهجرة المادية، ومضارها اشمل. يتركون الأساسيات من القضايا المفروض شرحها وتوضيحها أمام الجماهير بكل أبعادها. وعليه يجب ألا تأخذهم رهبة السلطة فيما إذا كانوا يعدون ذاتهم أصحاب رؤية، لكنهم، في الواقع، يتناسون عن دراية الدريئة الصائبة، ويوجهون أنظار الناس إلى قضايا ثانوية، ويتسترون عليها بحجة معاناة الأمة، التي تشمل الكل دون استثناء.
لنكن واقعيين، إن بيع الوطنيات على أنقاض المآسي وآلام الشعب لا يخلق من الكاتب بيشمركة الحركة الثقافية، ولا يخفي أخطاءه، وتهاونه مع الآخرين. ما يعانيه الشعب في الوطن يمس الجميع، ويلدغ كل الأحاسيس. نعيشها، نحن قطاع الخارج، ليس بالحالة المادية؛ لكن روحا وشعوراً، ربما لا يجوع المهجر، ولا يعاني من نقص في المواد؛ لكنه يعاني نفس المأساة في تأنيب الضمير وضياع الروح، وغياب الوطن. لذا ليس من الإنصاف احتكار بعض مثقفي الداخل رداء الوطنية لنفسه حارما الخارج منه؛ لكونه يعيش المعاناة بلحظاتها، وهذا قد لا يختلف عن حجة السلطة بتدمير الوطن بذريعة محاربة التكفيريين. فمن العدل للمثقف الذي لا يملك القدرة على مواجهة القوة الشريرة والفاسدة، قوة السلطة السورية، ببشارها وبعثها، ألا يفرض على الذات أن يكون كحارس ليلي يكتفي بالتصفير وإرباك مفاهيم الجماهير، ملقيا بالعتب على المهجرين من الكرد. فالمسؤول الأول والأخير عن الدمار الخلقي والاجتماعي والاقتصادي والسياسي للوطن قبل الثورة، ناهيكم عن مرحلة الثورة، هو النظام. والذي أغرق المنطقة والشعب الكردي بكل أنواع المآسي، هو الأسد وسلطته في سوريا. وليس من الحكمة طعن مثقفين، يكتبون قدر المستطاع أو حراك سياسي يعمل حسب الإمكانيات المتوفرة لديه، في وطنيتهم. وكذلك من غير اللائق تضخيم أخطائهم البسيطة بدقائقها، في الوقت الذي تحيط بشائع السلطة بالكل، وتفرض على الجميع إرادتها وقوانينها. وبديهي ألا يتجرأ أحد الانتباه إليها. فما يحيط بالأمة رغم الأخطاء الذاتية، والتي لا ينفيها أحد، لكنها تبقى ثانوية مقارنة بالمخططات العنصرية الخبيثة للسلطة. هذه السلطة التي ترسل بالتيارات الإسلامية التكفيرية كـ (داعش والنصرة وغيرهما) إلى المنطقة لتقسمها إلى ديمغرافيات منعزلة عن بعضها، ومن قبلها أفرغت المناطق من الكرد، ويكاد يكون هذا كليا، بهجرات قسرية أو طوعية، جراء القحط والرهبة. وهنا، من الأولى توجيه معظم الأقلام سهامها نحو السلطة لتدميرها. ويكون هذا تدشين بداية تغيير النظام الفاسد الطاغي حاليا، ولا بد، وقتها، من جلاء الأمور لحل معظم الأخطاء الذاتية المتراكمة أو المفروضة على الكرد، ومن ضمنها الحراكين السياسي والثقافي، حينها لا بد للحلول أن تأخذ مكانها السليم في إنهاء معاناة المنطقة.
إرغام الذات على نقد قضايا هامشية وطرح مواضيع ثانوية من أجل الإبراز لا ينتج الضد النقي، ولا يبشر بجمالية ثقافية، فأجمل الكتابات هي التي تخرج بفعل المنطق وبعد تمعن في نوعية المصائب المحاطة بالأمة، فالنقد على علاته، وخاصة لأقرب الناس مفهوما ونوعية ثقافية، لا يبرئ الناقد قبل غيره من الانتقائية، ولا يسفر عن ثقافة نوعية، فالعموميات من أسهل الأمور الممكن الكتابة فيها. الجدير بمعظم الأقلام الحاملة للنقد الانتقائي، وتعميمها على كل الأطراف، خاصة تلك التي لا خوف منها، عليها الصوم عن الكتابة لبعض الوقت، ومراجعة ذاتها، والتمعن في منابع الآفات الناخرة لجسد الأمة: الثقافية والسياسية؛ وكتابة عدة مقالات ونشرها، وملئها بالنقد والتهجم، مع استخدام رطانة مقصودة، قد يكسب رأي القراء، لكنها ستخلق نوعا من الثقافة المشوهة، والتي لن تكون أفضل من ثقافة السلطة الحاضرة. فالمثقف الناقد عن صواب هو الذي يتوقف بين فينة وأخرى لمراجعة الذات والكتابات التي يصدرها؛ والمواضيع التي يتلقفها بنقده؛ والشرائح التي يتعرض لها ليستخلص إلى مواضع الضعف والقوة، والخطأ والصواب، والسهو عن المهم.
يحتضن المجتمع الكردي كتابا ومثقفين، قدراتهم وملكاتهم الفكرية تتجاوز جغرافية كردستاننا، لكن الظروف المحاطة أو التي أحاطهم بها السلطة الشمولية أغلقت على طاقاتهم وقدراتهم الثقافية والفكرية كل بدٍ، وجمدت فيهم أبعادا واسعة من المدارك، وبطرق متنوعة، أولها الاقتصادية، حيث ركزت عليها السلطة بخبث ودهاء، فخنقت المنطقة في حصار اقتصادي مميت، وضيقت الخناق على الأقلام النيرة بتخطيط دقيق. ومعظمنا يعلم الأساليب التي استخدمتها السلطة الشمولية للإبقاء على المثقفين الكرد في عوز دائم، والمعاناة المادية إنْ كانت كثيرا ما تدمر الملكات الفكرية، ولكنها تفرز نخبة ترشد الأمة إلى طريق النجاة، ولم ينجُ من هذا الحراك الكردي السياسي أيضا، على مدى عقود من الزمن. وكان من المأمول تبلور مجموعة قادرة على إيجاد المخرج الأكيد. وما يؤسف له، أننا لم ننتج حتى اللحظة ما كان مأمولا.
لا شك، نقد الحراكين في حالة الاستوجاب صحية، لكنه يصبح علة ومرضا مزمنا إذا ...

يتبع....

د. محمود عباس
الولايات المتحدة الأمريكية
[email protected]



#محمود_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقايضة القوى الكردستانية على غرب كردستان
- لعنة السلطة السورية في غرب كردستان
- التخوين نهج أم فلسفة؟ (الجزء الثاني)
- التخوين نهج أم فلسفة؟ (الجزء الأول)
- حليمة رجعت إلى عادتها القديمة
- عودة البارتي إلى خيمة السلطة (الجزء الأول)
- أزلية الصراع الكردي الكردي (الجزء الثاني لمقالنا السابق)
- الإخوة في أل ب ي د العدو هو بشار الأسد وليس مسعود البرزاني ( ...
- مزاودتي على كرد الداخل (الجزء الثاني)
- مزاودتي على كرد الداخل (الجزء الأول)
- المزاودات بين كرد الداخل والخارج (الجزء الثاني)
- المزاودات بين كرد الداخل والخارج (الجزء الأول)
- عادةٌ ضاعت مع ذاكرة الزمن (الجزء الثاني)
- عادةٌ ضاعت مع ذاكرة الزمن (الجزء الأول)
- السياسة الأمريكية في سوريا بين المصالح والأخلاق
- جدلية بقاء الأسد بالجهاديين
- أمريكا وروسيا والمنظمات الجهادية
- أقلام نست الإنسانية وتغذي الطائفية
- الأقلام التي تخدم السلطة السورية
- لولا الكرد لما كان جنيف 2


المزيد.....




- الأردن يحذر من تراجع الدعم الدولي للاجئين السوريين على أراضي ...
- إعدام مُعلمة وابنها الطبيب.. تفاصيل حكاية كتبت برصاص إسرائيل ...
- الأونروا: ما الذي سيتغير بعد تقرير الأمم المتحدة؟
- اعتقال نائب وزير الدفاع الروسي بشبهة -رشوة-
- قناة -12-: الجنائية ما كانت لتصدر أوامر اعتقال ضد مسؤولين إس ...
- الأمم المتحدة تطالب بتحقيق دولي في المقابر الجماعية بمستشفيا ...
- مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان: أعداد الشهداء بين الأبرياء ...
- لازاريني: 160 من مقار الأونروا في غزة دمرت بشكل كامل
- السفارة الروسية لدى واشنطن: تقرير واشنطن حول حقوق الإنسان مح ...
- غرق وفقدان العشرات من المهاجرين قبالة سواحل تونس وجيبوتي


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمود عباس - النقد المتهاون لا يزكي ثقافة الكرد (الجزء الأول)