أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمود عباس - عودة البارتي إلى خيمة السلطة (الجزء الأول)















المزيد.....

عودة البارتي إلى خيمة السلطة (الجزء الأول)


محمود عباس

الحوار المتمدن-العدد: 4429 - 2014 / 4 / 19 - 09:07
المحور: القضية الكردية
    


جدل بين أحزاب غرب كردستان وتابعيهم، منذ أن أمليت الأجندات عليهم، وفُرِزُوْا بين القوى الإقليمية، تسبقهم شعارات الغاية منها وطنية بتباهٍ، وحزبية واقعاً. والقضايا المتنازعة عليها متنوعة، يبرزن إحداها ويطمرن الأخرى، حسب متطلبات المرحلة التي تحتاجها القوى المسيرة لها. وفي السنتين الأخيريتين برزت قضية الأفضلية للقضية الكردية ما بين السلطة الشمولية والمعارضة بشكل عام، ففي السنة الأولى من عمر الثورة، عندما كان الشباب يملؤون شوارع الوطن لم تحسم الأحزاب، المتكيفة مع السلطة، موقفها حتى فترة متأخرة من تلك السنة من عمر الثورة، مبيّنة ترددها تجاه الثورة. انجرفوا بعدها إلى ساحات النقاش في قضية التمييز والفصل والتفضيل، وأدرج البعض من الأحزاب الكردية، عن سابق قصد وتصميم، كل التيارات المدعية أو المندرجة بشكل أو آخر في خانة المعارضة، ومن ضمنها التيارات التكفيرية كداعش وغيرها من القوى مع المعارضة الوطنية، بغية خلق التوازن والتكافؤ بينها وبين السلطة الشمولية المعروفة بتاريخها الأسود تجاه الكرد وقضيتهم. ولا يعني هذا تنقية للقوى العنصرية والتكفيرية الشريرة المتنازعة مع السلطة وعلى السلطة، والتي لا تنتمي إلى المعارضة الوطنية ولا إلى الثورة بشيء.
وهنا نود إثارة السؤال بجدليته ثانية، مع الإدراك التام لغياب البعد الوطني والأخلاقي فيه، وبشكله الأناني، ومن منطلق الأنا المثابر عليها الآخرون قرونا، بدون إحساس، وبمنطق المصالح الذاتية، التي هي عند الكرد في حكم العدم: أيّ الطرفين صادق في حل القضية الكردية، ومقتنع بالشراكة في الوطن؟ السلطة الشمولية أم المعارضة؟ دون نسيان التاريخ الملوث القريب للنظام الأسدي الشمولي، والذي لا يزال يتماثل أمامنا بكل بشائعه، ولا يؤمل منه إلا جغرافية ممزقة للمنطقة، لن تتجاوز كانتونات قزمة وغياب للتاريخ الكردي مع نقله من سوية شعب إلى أقلية مهاجرة دونية، ضمن سوريا عروبية وليست عربية. والبعض الكردي يدعي العلاقات التكتيكية أو الاستراتيجية مع السلطة أو المعارضة، كخيانة، دون الانتباه إلى أن هذه التهمة بحد ذاتها حالة نسبية، ليس من الدقة الادعاء جزافاً، فالتهمة عند البعض الآخر صفة وطنية والعكس صحيح، وعليه يجب تحليل الواقع والعلاقات الجارية من منطق المصلحة الكردية الواجب التحلي بها كل فرد منا؛ وكذلك نوعية الغاية أو الهدف الذي يعمل عليها أو ما تعرض في أدبيات كل طرف، ومدى صحتها وإمكانية الوصول، عن طريقها، إلى الغاية الكلية.
السؤال يفرض ذاته، بناءً على التحولات المريبة لبعض الأحزاب الكردية، في الآونة الأخيرة، والمشابهة لبدايات الثورة. وقد ظهر هذا بوضوح من خلال نتائج المؤتمر التوحيدي للأحزاب الكردية الأربعة. ليس من جدول أعماله، والذي احتوى على الكثير من المغالطات والأخطاء، ومنها دفنها، عمليا، البعد الكردستاني رغم تسميتها بالكردستاني. ونحن هنا لا نبحث في هذه المعضلات التي بحثنا في بعضها ضمن الحوار الذي اعده موقع "ولاتي نت" بل بما خُطط له مسبقاً وراء الكواليس، وما تمخض عنه تبين أن هناك قضايا كانت في صدارة الغايات، التي وقفت عليها الكتل السياسية داخل المؤتمر؛ وذلك على خلفية العلاقة الاستراتيجية الطويلة مع السلطة الشمولية، والتي لم تتمكن أغلبية الأحزاب السياسية التخلص منها، رغم ما قدمته الثورة لهم في السنوات الماضية، مع دخول البعض إلى ساحات المعارضة السورية الأخرى في تحالفات تكتيكية ضعيفة، وحصولهم على القليل من فضاءات الحرية في القرارات، مع أنهم تمتعوا وتميزوا ببعضها وهم خارج خيمة النظام. نفذ المخطط الواجب إلغاء المبني في الفضاء الخارجي، بذكاء وحنكة، وبدون تذكير أو إثارة انتباه أعضاء المؤتمر. يقف وراء هذا قوى كانت لها اليد الطولى في وضع العراقيل، وباستمرار، لتأجيل المؤتمر، إلى أن تخمر المطلوب.
ومن ضمن المخطط، إعادة قيادة البارتي إلى الداخل. في الواقع، كان قد مهد لهذا العمل قبل ظهور رغبة التوحيد، فعملية جلب المعارضة من الخارج إلى الداخل درسه ويدرسه النظام بمعق، منذ بداية ظهور المعارضة في الخارج، في أروقته الأمنية والسياسية، وبالنظر إليه ظهرت هيئة التنسيق كمعارضة الداخل الوطنية، لتبرزها السلطة كمثال لدى الحوارات من هذا المنطق. ومن ضمن هذا المخطط إعادة قرارات الحركة الكردية إلى الداخل، وفي المقدمة قيادة تلك الأحزاب، التي بدأت ترفع شعارات مستقلة عن إملاءات السلطة أو ما تعودت عليها أذانها سابقاً.
فالأحزاب الكردية التي كانت بفعل حصولها على استقلاليتها النسبية، وانتقالها إلى سوية التعامل مع الآخرين، بالمنطق السياسي، وارتياد الأروقة الدولية الدبلوماسية كقوة كردية مستقلة بآرائها، ولأول مرة منذ تأسيسها، فوجدت ذاتها خارج إملاءات السلطة الشمولية الأمنية. أثار كل ذلك حفيظة النظام، فبحث الأخير عن الطرق للحد من تقربهم من المعارضة من جهة ومن جهة أخرى تشكيل رأي كردي مستقل. عندما شعرت السلطة الأمنية فقدان سيطرتها عليهم، بدأت بالتهجم المبتذل وبأساليب مختلفة، وصلت إلى حد دفع البعض الكردي من أتباعه تخوينهم بحق الشعب الكردي والوطن الذي تتقمصه السلطة. فعمل النظام على إظهارهم من أحزاب كردية متكيفة في عيون أغلبية الشعب والشباب الثوري إلى أحزاب خائنة، فاختلقت السلطة، عن طريق مواليها من الكرد، بحقهم اتهامات وتلفيقات استفزازية شتى:
1- تخوين كل معارضة غير متواجدة في الداخل ولا تقاتل التيارات التكفيرية. وكان الاتهام في عموميته موجه إلى الأحزاب الكردية المتعاملة مع المعارضة الخارجية وتهاجم السلطة أو الطرف الكردي المتناسق معها.
2- نعت الأحزاب الكردية المعارضة بالتقزم لعدم قدرتها على تشكيل معارضة مسلحة.
3- والأبشع، هو ما تشيعه موالو النظام تخوين قياديي هذه الأحزاب المتواجدين في الخارج، وتسميتهم بأصحاب نزلاء فنادق خمس نجوم، والذين تخموا في مطاعم هولير وإستانبول، مع مقارنتهم بالشعب المعاني أمناً وجوعاً! ونشرت أبواق السلطة انطباعا بين الشعب على أنهم أصحاب ربطات العنق والبطون المتخمة، في الوقت الذي يكون فيه أهلهم من الكرد يعيشون المآسي!
وما إليها من شعارات اتهامية مخططة للتأثير على الرأي العام الكردي؛ وكل ذلك لإجبارهم إما:
- على التزام الصمت والتخلي عن مساندة المعارضة السورية الخارجية أو الوقوف في صفها حتى ولو كان تكتيكاً.
- أو العودة إلى خيمة السلطة الشمولية في الداخل حيث المربع الأمني المتعارف عليه، ورفع شعار المعارضة الداخلية الوطنية، مثلها مثل هيئة التنسيق الوطنية: معارضة السلطة للسلطة، أي عمليا قتل الكلمة الكردية الحرة نوعا ما ثانية.
لهذا مهد لمؤتمر الاتحاد السياسي، المشكل للبارتي الديمقراطي الكردستاني – سوريا، بطريقتين، إحداها، بالروتين التنظيمي، والتي وقف عليها الأنقياء والوطنيون لخلق وحدة سياسية، تمكنهم من إيجاد توازن سياسي في غرب كردستان أمام القوة التي اكتسبتها حزب الاتحاد الديمقراطي عن طريق استراتيجيتها المتحالفة مع الحلف الشيعي وبالتالي مع السلطة السورية الشمولية، وإنْ كانت تحاول خلق طرف ثالث جدلاً، والطريقة الثانية...

يتبع...



#محمود_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أزلية الصراع الكردي الكردي (الجزء الثاني لمقالنا السابق)
- الإخوة في أل ب ي د العدو هو بشار الأسد وليس مسعود البرزاني ( ...
- مزاودتي على كرد الداخل (الجزء الثاني)
- مزاودتي على كرد الداخل (الجزء الأول)
- المزاودات بين كرد الداخل والخارج (الجزء الثاني)
- المزاودات بين كرد الداخل والخارج (الجزء الأول)
- عادةٌ ضاعت مع ذاكرة الزمن (الجزء الثاني)
- عادةٌ ضاعت مع ذاكرة الزمن (الجزء الأول)
- السياسة الأمريكية في سوريا بين المصالح والأخلاق
- جدلية بقاء الأسد بالجهاديين
- أمريكا وروسيا والمنظمات الجهادية
- أقلام نست الإنسانية وتغذي الطائفية
- الأقلام التي تخدم السلطة السورية
- لولا الكرد لما كان جنيف 2
- مؤتمر العرب وتركيا حضور لنشر ثقافة موبوءة 4/4
- مهاجمة الديانة الإيزيدية-خلفياتها وغاياتها
- مؤتمر العرب وتركيا حضور لنشر ثقافة موبوءة 3/4
- غاية عزمي بشارة وقطر من مؤتمر العرب وتركيا ...2/4
- غاية عزمي بشارة وقطر من مؤتمر العرب وتركيا ...1/4
- د. كمال اللبواني من ضحايا سجون النظام


المزيد.....




- حادثة اصفهان بين خيبة الأمل الاسرائيلية وتضخيم الاعلام الغرب ...
- ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية ...
- اليونيسف تعلن استشهاد أكثر من 14 ألف طفل فلسطيني في العدوان ...
- اعتقالات في حرم جامعة كولومبيا خلال احتجاج طلابي مؤيد للفلسط ...
- الأمم المتحدة تستنكر -تعمد- تحطيم الأجهزة الطبية المعقدة بمس ...
- يديعوت أحرونوت: حكومة إسرائيل رفضت صفقة لتبادل الأسرى مرتين ...
- اعتقال رجل في القنصلية الإيرانية في باريس بعد بلاغ عن وجود ق ...
- ميقاتي يدعو ماكرون لتبني إعلان مناطق آمنة في سوريا لتسهيل إع ...
- شركات الشحن العالمية تحث الأمم المتحدة على حماية السفن
- اعتقال رجل هدد بتفجير نفسه في القنصلية الإيرانية بباريس


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمود عباس - عودة البارتي إلى خيمة السلطة (الجزء الأول)