أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود عباس - الإخوة في أل ب ي د العدو هو بشار الأسد وليس مسعود البرزاني (الجزء الأول)















المزيد.....

الإخوة في أل ب ي د العدو هو بشار الأسد وليس مسعود البرزاني (الجزء الأول)


محمود عباس

الحوار المتمدن-العدد: 4423 - 2014 / 4 / 13 - 10:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا يخفى عليكم المشاريع العنصرية لنظام الأسد الشمولي، والذي يهدف إلى إذابة الكرد كليا، لذا ينشر وبذكاء ثقافة مشوهة بين الكرد كبديل عن ثقافة نظامه الشمولي، وذلك باستبدال قديمه المستهلك بجديده، الذي قلما يكتشفه الواحد منا لأول وهلة. وعليه من بين خططه، دفعُ الكردي من دون أن يشعر إلى إثارة سؤال مثير للجدل والنقاشات السفسطائية العقيمة، الخالقة للتناقضات والتناحرات والنعرات الحزبية، تفرش ببساطة أمام كل كردي، ويستفز بها كل سياسي مرتبط بحزب أو مستقل، والسؤال هو: من المسبب في إثارة الصراع الكردي الكردي؟ أو من المسبب في الهجرة الكردية؟ كلمة من! في هذه الأسئلة المحفزة على إعطاء جواب، هي التي يقف عليها العدو بدقة، وينتظر النتائج، وليست الأجوبة، لا يهمه الجواب بقدر ما يهمه إثارة السؤال للأطراف التي تطرحه والأطراف المعنية بالجواب عليها. مدركا تماما أن أصابع الاتهام في هذا السؤال لن توجه إليه. وهذا السؤال، بحد ذاته، واسع التأثير وله القدرة على تعميق هوة الخلافات والتناقضات إلى حد الاقتتال، فالجواب على مثله، بطبيعة الحال، تمهيد لإثارة الصراع، هنا، لا بد أن يحقق نصرا (العدو)، وينجح عند إقناع أحد الطرفين على إنه هو الأصح والآخر يثير الشبهات. وهنا لا نود أن نطرح السؤال المثير نفسه، من المسبب في خلق الصراع الكردي الكردي بين أحزاب غرب كردستان وبين الإقليم الفيدرالي وبين منظومة المجتمع الكردستاني والمتمثل حاليا بحزب ألـ" ب ي د"؟ ليس بلغز على المتتبع والملم بالوضع الكردي أن المسبب الأول هو العدو وهو المخطط لهذا ولأمثاله، ولكن بخث وذكاء مما يصعب على عامة الناس إدراكه، وانجراف الكرد نحو الهوة، هو لقلة الحنكة، وربما لبساطته وسذاجته، ليس مهما، هنا، من هو البادئ، فالمطلوب من كل الأطراف الكردية، الوقوف مطولاً على نقد الذات والحد من الصراع، وليتيقن أن الرابح من هذه هو العدو وحده وليس غيره، كما العدو ليس فقط داعش والتيارات التكفيرية، بل العدو الأساسي والمقتدر هو النظام الشمولي السوري حاليا بالنسبة لواقع غرب كردستان.
استراتيجية ذكية تطبقها السلطة الشمولية لترسيخ ذهنية تقضي على المشاعر والأحاسيس الكردستانية، يبثها في أعماق المجتمع الكردي في غرب كردستان لتؤدي إلى خلق النعرات الحزبية، مع تقزيم القيم الوطنية السورية أو الكردستانية. وهي مبنية على مفاهيم الانتماء الحزبي، هذا الانتماء الذي يدفع بالإخوة في حزب الـ “ب ي د" والأحزاب الأخرى (ذكرنا اسم ب ي د دون الأخرين لأنها تمثل السلطة القائمة) إلى إهمال قطع دابر هذا السؤال الذي نحن بصدده، بل كثيرا ما يشددون فيما بينهم على الجواب لمثل هذا السؤال المثير للقلاقل، وما أكثر الحالات التي اثبتوا فيها الجواب المطلق والكلي من قبل طرف تجاه الآخر وبالعكس وإن كانت الأساليب مختلفة. لهذا يجد الكردي نشر الحقد والكراهية بين بعضهم البعض أمرا طبيعيا، بل واجبا قوميا. وهكذا يكون العدو الواجب على الكردي محاربته والقضاء عليه هو العدو المصطنع من الصلب الكردستاني. ويكون من البديهي تناسي العدو الحقيقي المهيمن عليهم، والمتلاعب بمصير الأمة الكردية والمخطط لأذكى وأخبث الطرق للقضاء على الكيان الكردي، في كل كردستان. وبادٍ لنا جميعا تشتيت الإنسان الكردي روحا وانتماءً، وبناءً في أجواء الحاضر المتلاطم بين الكرد والمأتى من هذا العدو المتلاعب بمقدرات الشعب بكل يسر وسهولة.
ما يقوم به الإخوة في الإقليم هو خروج من منطق الحلم والتحلي بالصبر، وحنكة التشاور، وخلق الأجواء المؤمل منها الإجماع على اتفاق ما. ولكنهم ينزلقون إلى نفس المستنقع، ولا يقل عما يقوموا به الإخوة من الأخوة في الطرف الأخر؛ كالاستراتيجية التي تضعها منظومة المجتمع الكردستاني، وينفذها ألـ"ب ي د" المؤدية إلى إثارة النعرات بين جنوب وغرب كردستان. الطرفان يستخدمان تكتيكاً خاطئاً، إن كانت بدراية أو بدونها. المرجو منهما عدم إقحام الوطنية والدفاع عن الشعب أو عن كردستان الحلم في هذا الصراع العقيم. وما يؤسف له أن شريحة من الكرد تنجرف إلى مستنقعهما، وصارت تحمل الأحقاد كثقافة تجاه الآخر الكردي، تحت عباءة العداوة ضد حكومة الإقليم، وترد عليها شريحة مماثلة من شعب الإقليم بالمثل ضد ألـ"ب ي د". وفي بعدها العميق عداوة تبدأ بين الحكومات لتنتهي إلى الشعب البريء ذاته في المنطقتين.
لنعد إلى تحفيز سؤالنا، دون أن نسأل. ظهور الخندق بين غرب وجنوب كردستان فجأة، لاشك إنها عملية منافية للقيم الإنسانية، مثلها مثل جميع جدران الفصل بين الشعوب فما بالكم بشعب واحد، وتشويه للعلاقات الكردستانية وجغرافيتها، فالحد من بعض المجموعات الإرهابية أو إغلاق الطريق على تنقلات أعضاء ألـ"ب ي د"، سترافقها قطع أرزاق العديد من العائلات التي تعاني المآسي، وقد تكون بداية لتقسيم كردستان الحلم، حتى لو كانت في الخيال، مع كل هذا فإنها نزلت كالغيث النعيم للبعض، تلقفها ألـ"ب ي د" وأثيرت كقضية مصيرية ووطنية بضجة غير طبيعية في إعلامه، وكان بإمكانه تدارسه معا بطريقة أكثر حنكة ووطنية، لو كانت النيات قومية أو وطنية صادقة، لكنه بعكس ذلك شكل مسيرات، بتغطية غير مسبوقة من الإعلام، حملوا أعلام ألـ"ب ي د" والـ"ي ب ك"، وصور القائد أوجلان، بدعوة أن الشعب الكردي في غرب كردستان ضدها، وبالمقابل بدل الإقليم الراية الكردستانية براية الحزب، وأثار هذه القضية بدون التفكير في النتائج المترتبة عليها في المستقبل، وهكذا شارك الإقليم بكل ثقله في تأجيج نار الصراع الكردي الكردي، وهي في الحقيقة دعاية لنقل الصراع الكردي الكردي من عمق غرب كردستان إلى عموم جغرافية كردستان، وهنا العملية لا تختلف عن نفس الصراع الخاطئ الذي ظهر بين ألـ"ب ك ك" والديمقراطي في أعوام 1992 -1994م. وكنا قد نبهنا إليها قبل أكثر من سنتين بأن ألـ"ب ي د" يعيد تجربة ألـ"ب ك ك"، وهي تجربة خاطئة، ولا تخدم القضية الكردية، ولا الشعب الكردي، وتسهل مخططات العدو للقضاء على كردستان الحلم وإلى الأبد. وهي الطريقة التي ستؤدي إلى توسيع وتعميق الثقافات المتضاربة أصلاً بين الكرد. وهي من الطرق السهلة للعدو لإرسال كردستان الحلم إلى العدم الكلي.



#محمود_عباس (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مزاودتي على كرد الداخل (الجزء الثاني)
- مزاودتي على كرد الداخل (الجزء الأول)
- المزاودات بين كرد الداخل والخارج (الجزء الثاني)
- المزاودات بين كرد الداخل والخارج (الجزء الأول)
- عادةٌ ضاعت مع ذاكرة الزمن (الجزء الثاني)
- عادةٌ ضاعت مع ذاكرة الزمن (الجزء الأول)
- السياسة الأمريكية في سوريا بين المصالح والأخلاق
- جدلية بقاء الأسد بالجهاديين
- أمريكا وروسيا والمنظمات الجهادية
- أقلام نست الإنسانية وتغذي الطائفية
- الأقلام التي تخدم السلطة السورية
- لولا الكرد لما كان جنيف 2
- مؤتمر العرب وتركيا حضور لنشر ثقافة موبوءة 4/4
- مهاجمة الديانة الإيزيدية-خلفياتها وغاياتها
- مؤتمر العرب وتركيا حضور لنشر ثقافة موبوءة 3/4
- غاية عزمي بشارة وقطر من مؤتمر العرب وتركيا ...2/4
- غاية عزمي بشارة وقطر من مؤتمر العرب وتركيا ...1/4
- د. كمال اللبواني من ضحايا سجون النظام
- نخبة المعارضة العروبية وتقسيم سوريا كردياً - الجزء الثاني
- آشيتي يبحث عن هدم أقليم كردستان وليس تصحيح مساره


المزيد.....




- محمد بن زايد يهنئ أرمينيا وأذربيجان باتفاق السلام
- لندن وباريس تتعهدان بدعم زيلينسكي وتحقيق سلام عادل بأوكرانيا ...
- الجيش اللبناني يغلق بعض المداخل المؤدية للضاحية الجنوبية
- إعلام إسرائيلي: الجيش سيقدم خطة جديدة للسيطرة على غزة
- اتساع هوة الخلاف بين دمشق و-قسد-..توتر كبير واتهامات متبادلة ...
- فرنسا.. إنقاذ مهاجرين اختبأوا في شاحنة مبردة متجهة لبريطانيا ...
- علي باقري: محاولة إخراج حزب الله من المعادلة بلبنان لن تنجح ...
- زعماء أوروبيون يدعون لممارسة مزيد من -الضغط- على روسيا
- محمد رمضان يثير التكهنات بصورة مع لارا ترامب.. ويعد بمفاجأة ...
- هل تستخدم إيران سلاح حزب الله كورقة تفاوض في ملفها النووي؟


المزيد.....

- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود عباس - الإخوة في أل ب ي د العدو هو بشار الأسد وليس مسعود البرزاني (الجزء الأول)