أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود عباس - السلطة السورية توقظ معارضة الداخل















المزيد.....

السلطة السورية توقظ معارضة الداخل


محمود عباس

الحوار المتمدن-العدد: 4541 - 2014 / 8 / 12 - 10:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ظهور مذكرة التفاهم بين هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي وجبهة التغيير والتحرير، المنشورة اليوم ببنودها الستة على المواقع، والتي تلتها مؤتمرهم الصحفي بموافقة مبطنة من السلطة السورية في وسط دمشق، مرافقاً لسقوط البراميل المدمرة على الجانب الآخر من العاصمة، تبين عن حاجة السلطة لهم في الفترة الحاضرة.
إنها كما انتبه إليها العالم معارضة تستيقظ وتخلد إلى سبات عند الضرورة، وحسب متطلبات المرحلة، خرجت مع رفقة جديدة لتظهر ذاتها على إنها نشطة وتتمكن من جمع القوى المعارضة المسماة بالداخلية جدلاً حولها. المعارضة التي لا تختلف عن الجبهة الوطنية التقدمية والتي كان والد بشار الأسد يعتمد عليها في تلفيقاته السياسية مع العالم، مدعياً بإن سوريا تحكمها عدة أحزاب، وهذا هو النهج الذي يستمد منه بشار الأسد طرق تعامله مع الشعب السوري والعالم الخارجي، علماً أنها سياسة يدركها الجميع، لكن الذين يعترضون عليها قلائل خاصة الدول الكبرى.
خلقت السلطة السورية الشمولية هيئة التنسيق لغايات متعددة، وتستخدمها حسب ضرورات المرحلة، وهي السلطة التي تجهز العديد من الخطط معاً، في حال فشل إحداها، تقوم بطرح التالية على الساحة، فعودة الهيئة إلى الساحة بنشاط كمعارضة داخلية مسموحة لها مهاجمة سلطة غارقة في الإجرام والتجرؤ على مطالبتها بالرحيل، بديل سياسي عن تلكأت السلطة العسكرية، وهي التي كانت في العتم يوم كانت السلطة تحرز النجاحات في بعض المناطق، وظهورها الأن دليل على انه هناك إخفاقات عسكرية ما، وإلا فهل يصدق عاقل أنه بإمكان منظمة نشر التصريح التالي وقادتها يتجولون في فنادق دمشق ويقيمون ندوات صحفية أمام عين السلطة! (...الانتقال من النظام الاستبدادي القائم إلى نظام ديمقراطي تعددي ضمن دولة ديمقراطية مدنية ...) إن لم يكونوا أداة من أدواتها المتنوعة. لا شك أن قادة هذه المعارضة يستهزؤون بعقول الناس، والسلطة تستهزئ بمصيرهم وبقدر سوريا.
أوقظتهم سلطة بشار الأسد من سبات طال أكثر من سنة، تحت ظروف متغيرة بدأت تواجهها، وارفقوها مع دعمهم لداعش وعرضها بشكل أكثف، للتحرك على عدة محاور، والتحرك أغلبه كان على خلفية النبأ الذي ظهر في الإعلام حول اتفاق 16 منظمة من منظمات المعارضة المسلحة في الداخل والعمل تحت قيادة واحدة لمواجهة السلطة، إضافة إلى تحرك الولايات المتحدة الأمريكية لتشكيل معارضة معتدلة، ورغم أنهما لا يزالان في الواقع النظري، لكنهما مع ذلك كانتا كافيتان لتحركان السلطة السورية والقوى المساندة لها والعمل على عدة محاور، من ضمنها إيقاظ هيئة التنسيق، وإرسال مجموعة إلى إحدى ساحات دمشق لتطالب السلطة بالتحاور مع المعارضة، وبالطبع هؤلاء كانوا يعنون بالمعارضة، هيئة التنسيق وجبهة التغيير. كما ورافق هذا التحرك، تفعيل لأدواتها الميدانية وعلى رأسها منظمة داعش، والبعث العراقي، فلم تكن هجمات داعش المفاجئة على الكرد في سوريا والعراق إلا من هذا المنطلق.
ويتحير البعض، لماذا الكرد بالذات دون الأخرين؟! يطرحون السؤال المحير دون الانتباه إلى أن كل الأعين تتجه إلى المعارضة الكردية، كقوة سياسية وعسكرية تحمل صفات المعارضة السورية الوطنية المعتدلة، والإقليم الكردستاني حتى اليوم يحتضن أكثر من ربع مليون لاجئ كردي سوري، معظمهم من المعارضة المعتدلة، ونصفهم من الشباب المهيؤون لحمل السلاح، والقوة الكردية السورية، بإمكانها أن تكون مركز المعارضة المعتدلة، التي تبحث عنها أمريكا وأوروبا، وحولهم سيكون التجمع القادم، والسلطة السورية تدرك هذا، وتحاول أن تقضي على الديمغرافية الكردية في سوريا، وتضرب الإقليم عسكريا، ولا شك إن هذه الغاية تلاقت وأحقاد بعض القوى الإقليمية الأخرى ضد الكرد وطموحاتهم بحق تقرير المصير.
فاجتياحات داعش المفاجئة لمناطق عسكرية، كانت مخططة لها، ورافقتها إخلاء لترسانات من أسلحة الجيشين، السوري والعراقي، ووجهوها بعد ذلك مباشرة إلى المنطقتين الكرديتين، كما وإخلاء السلطة مدينة الحسكة بسحب قواتها وقياداتها الأمنية والسياسية منه تندرج ضمن التكتيك الكلي، وربما التدخل الأمريكي في بعضه غيرت مجرى الحوادث. والذين هم على راس العمليات يدركون مدى أهمية التدخل الخارجي، ولذلك صدر القرار من منظمة داعش بالانسحاب من منطقة الإقليم الكردستاني، لكن في سوريا لا تزال الخطة جارية كما وضعتها السلطة، آملين بأنه لن يكون هناك تدخل خارجي، وللتركيز على هذه النقطة، كان بندين من المذكرة الصادرة، موجهة لمعارضة التدخل العسكري الخارجي في سوريا، ويقصدون بالعسكري ليبقيان الباب مفتوحا للتدخلات الإيرانية والروسية تحت يافطة التدخلات السياسية. وكأن القوى الخارجية كانت ستدمر الوطن فكرا وبنية أكثر مما فعلته سلطة بشار الأسد وشبيحته والمجموعات الإرهابية التي شكلتها وغذتها حكومته.
تستهدف هجمات داعش، المخططة في أروقة السلطة السورية والإيرانية، المنطقة الكردية في سوريا للقضاء على ديمغرافية الكرد المتبقية بعد التهجير المخطط الواسع منه، ولتقزيم دور الكرد وإبقاء القوة المسيطرة فيها قزمة مأمورة، والإتيان على المستقبل الكردي في المنطقة، ومن المتوقع إنهم في القادم من الزمن سيوجهون إليها داعش بقوات واسعة، لتقليص الجغرافية الكردية، ولا يستبعد أن يكون قضاء تاما في حال نجاح السلطة. ومن الجهة السياسية ركزت مذكرة هيئة التنسيق في أول بند لها على وحدة سوريا أرضا وشعباً، وهو في الواقع موجه إلى الكرد، وإلى مطلبهم في الفيدرالية السورية ولا مركزيتها.
المذكرة في بعدها العام تهديد مبطن للكرد والطوائف الدينية وللمعارضة الوطنية، ودعم لاستمرارية السلطة، بخباثة سياسية، يبينون على أنه هناك في سوريا وبوجود سلطة بشار الأسد يمكن العمل بشكل علني ضمن معارضة داخلية، وإن السلطة الموجودة هي سلطة ديمقراطية، وتسمح بوجود المعارضة الوطنية، متناسين التعارض الذي يقحمون ذاتهم فيها. إذا كانت السلطة الموجودة ديمقراطية فلماذا المطالبة بتغييرها واتهامها بالاستبداد، أم أنهم يتحدثون عن سلطة غير سلطة بشار الأسد؟! ولماذا يطالبون بعزل حكومة ديمقراطية! واستنادا على منطقهم ذاك لم يوجهوا إدانة ولو بكلمة إلى السلطة السورية ولم يشيروا إلى مجازرها وتدميرها للوطن. بل من خلال بنودهم يلقون بتبعات تدمير الوطن والمآسي على الثورة السورية ويلصقون المنظمات التكفيرية بهم. المطروح هي لهجة السلطة ورطانتها بلسان هيئة التنسيق، وهم بهذا يتغاضون عن دور السلطة وإيران في خلق معظم التيارات التكفيرية في العراق وسوريا، ويبرؤونها من جر الثورة السلمية التي كانت بين الشعب والسلطة إلى صراع مسلح وطائفي بين السنة والشيعة.
لو كانوا فعلا معارضة وطنية نزيهة، لكانت بنودهم غيرها ومطالبهم مخالفة، وأدانوا السلطة وجرائمها ومجازر أدواتها مثل منظمة داعش وغيرها.

د. محمود عباس
الولايات المتحدة الأمريكية
[email protected]



#محمود_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما تتقاطع اسلام الشيعة والسنة
- خداع تحت قبة برلمان إقليم كردستان
- ما يجمع بين مجرمي قادة الشيعة والسنة
- لماذا لا تنضب منابع الطغاة في شرقنا (الجزء الثاني)
- الولايات المتحدة الأمريكية لا تعارض استقلال كردستان
- لماذا لا تنضب منابع الطغاة في شرقنا (الجزء الأول)
- استقلال كردستان ثورة
- هل ستنتهي مهمات فقاعة داعش (الجزء الثاني)
- هل ستنتهي مهمات فقاعة داعش (الجزء الأول)
- النقد المتهاون لا يزكي ثقافة الكرد (الجزء الثاني)
- النقد المتهاون لا يزكي ثقافة الكرد (الجزء الأول)
- مقايضة القوى الكردستانية على غرب كردستان
- لعنة السلطة السورية في غرب كردستان
- التخوين نهج أم فلسفة؟ (الجزء الثاني)
- التخوين نهج أم فلسفة؟ (الجزء الأول)
- حليمة رجعت إلى عادتها القديمة
- عودة البارتي إلى خيمة السلطة (الجزء الأول)
- أزلية الصراع الكردي الكردي (الجزء الثاني لمقالنا السابق)
- الإخوة في أل ب ي د العدو هو بشار الأسد وليس مسعود البرزاني ( ...
- مزاودتي على كرد الداخل (الجزء الثاني)


المزيد.....




- ماذا قالت إسرائيل و-حماس-عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين ف ...
- صنع في روسيا.. منتدى تحتضنه دبي
- -الاتحاد الأوروبي وسيادة القانون-.. 7 مرشحين يتنافسون في انت ...
- روسيا: تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة مستحيل في ظل استم ...
- -بوليتيكو-: البيت الأبيض يشكك بعد تسلم حزمة المساعدات في قدر ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من رمايات صاروخية ضد أهداف إسرائيلية م ...
- تونس.. سجن نائب سابق وآخر نقابي أمني معزول
- البيت الأبيض يزعم أن روسيا تطور قمرا صناعيا قادرا على حمل رأ ...
- -بلومبرغ-: فرنسا تطلب من الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة ض ...
- علماء: 25% من المصابين بعدم انتظام ضربات القلب أعمارهم تقل ع ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود عباس - السلطة السورية توقظ معارضة الداخل