أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد عبد الكاظم العسكري - الاطاحة بالمالكي بالضربة القاضية















المزيد.....

الاطاحة بالمالكي بالضربة القاضية


عماد عبد الكاظم العسكري

الحوار المتمدن-العدد: 4541 - 2014 / 8 / 12 - 23:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الاطاحة بالمالكي بالضربة القاضية
بعد ان جاء تكليف رئيس الجمهورية الدكتور محمد فؤاد معصوم بالأمس الدكتور حيدر العبادي بتشكيل الحكومة الجديدة في خطوة تعد مفاجأة للكثير من المتابعين والمراقبين للعملية السياسية في العراق فأفضل المتوقعين للإحداث السياسية والمراقبين لها منذ انعقاد جلسة مجلس النواب الجديد وانتخاب رئيس البرلمان ونائبيه ورئيس الجمهورية للدورة الحالية لم يكن في افكارهم او تصوراتهم للحدث ان يكون حيدر العبادي مرشحاً للتحالف الوطني لرئاسة الحكومة كبديل عن السيد المالكي ولكن حدث هذا الامر وما هي اسبابه ولماذا حيدر العبادي كمرشح لرئاسة الحكومة دون غيره من المرشحين الاخرين ولماذا سارعت الولايات المتحدة الامريكية بالترحيب بتكليف رئيس الجمهورية لحيدر العبادي على لسان الرئيس اوباما على الرغم من انه في عطلته السنوية ومباركته لهذا الامر كم ان ترحيب الجانب الايراني على لسان شمخاني ايضاً يثير تساؤلات واحتمالات متعددة يجعل من المتابع لهذه القضية حائراً في ان يصنف هذا الامر باللعبة المدروسة والمحبوكة سلفاً مع الاطراف الداخلية والخارجية ، او انه صدفة لعب فيها اطراف التحالف الوطني المنشقين عن المالكي دور صناعة المشروع الوطني المنبثق من الداخل الوطني بعيداً عن التأثيرات الخارجية والداخلية وبمختلف التكهنات والتصورات والفرضيات التي يرغب كل طرف منا ان يعرضها للعقل ويمارس دوراً في تحليلها وتقبلها فقد كلف الدكتور حيدر العبادي بتشكيل الحكومة العراقية وأصبح الامر واقعاً ومفروضاً وحظي بالقبول الدولي والإقليمي والداخلي وهنا اود ان استنتج الكيفية التي من خلالها تم اختيار الدكتور حيدر العبادي لرئاسة الحكومة فأقول :.
من دون ادنى شك ان التحالف الوطني الذي يمثل رئاسة الدكتور ابراهيم الجعفري هو ممثل لجميع الكتل الشيعية والتي تنضوي في اطار هذا التحالف وتخضع لقراراته وما ينبثق عنه وبما ان التحالف هو الكتلة السياسية التي لجأ اليها السيد الجعفري في تشكيل الحكومة بعد احداث الموصل وإعلانه الرسمي بالانضمام الى هذا التحالف لمواجهة خطر التنظيمات الارهابية ككتلة واحدة لان الخطر الذي شكله تنظيم داعش ومن معه كان يستهدف الجميع فأن ذلك اضفى على التحالف الصبغة الرسمية له ككتلة واحدة تكون دولة القانون جزء منها وبهذا تكون كتلة القانون خاضعة لقرارات ومواقف كتلة التحالف الوطني وليس لها الانفراد بالقرار ولكن كتلة دولة القانون متمثلة بالسيد نوري المالكي ارادت ان تأخذ من التحالف المواقف الشكلية فقط لمواجهة اطراف العملية السياسية بينما تختزل لنفسها لقرار في السلطة والطموح والرغبة في المنافسة من دون ان يكون لها منافس من اطراف التحالف الوطني وهذا ما لم يقبله التحالف الوطني كمؤسسة تشكلت بعد الانتخابات النيابية التي نتج عنها انتخاب رئاسة البرلمان العراقي ورئاسة الجمهورية ولهذا كان للتحالف الوطني قراره الداخلي الصعب فأما ان يكون تحالف وطني حقيقي له القدرة على التفاعل مع اطراف العملية السياسية واتخاذ القرارات الصعبة ومواجهة الطموح والرغبة في السلطة والانفراد بالقرارات من قبل دولة القانون كونها جزء من التحالف وليست كل التحالف وأما ان يكون هذا التحالف مجرد مؤسسة شكلية متى ما يحتاجها البعض يلجأون اليها ومتى ما تتعارض رغبتهم يغردون خارجها فلهذا كان التحالف الوطني امام خياران احلاهما مر اما ان يكونوا مجتمعين شكلاً امام الجميع وكأنهم اصحاب قرار او ان يكونوا فعلاً اصحاب قرار وقدرة على اتخاذ ما يلزم في الظروف الصعبة والممكنة فكان اتفاق الكتل السياسية المنظوية في اطار التحالف الوطني اتفاق القدرة على القوة ولهذا كانت القدرة هي المنتصرة على ارادة القوة فكتل الاحرار والمواطن ومستقلون والدعوة والإصلاح والفضيلة وبدر كانت بمواجهة مصيرية للقوة التي يمتلك ائتلاف دولة القانون وفرض الارادات بالقوة المتأتية من النتائج البرلمانية على اعتبار ان دولة القانون هي الكتلة الاكبر في التحالف الوطني ولكن غالبية هذه الكتل تعارض ولاية السيد رئيس كتلة القانون نوري المالكي للولاية الثالثة فكان لابد من ان يكون هنالك قرار مصيري يتخذه التحالف في لحظة فارقة تحدث تغييراً جذرياً في الواقع الذي شابه جمود المواقف المتشنجة والمتعنتة بالرأي الانفرادي وصاحب هذا الرأي المتشنج لم يكن يستمع للأخر الذي يناشده ويحاول ايصال رسائل اليه من اطراف متعددة في المجتمع سواء كانوا من اللاعبين السياسيين معه او من المقربين منه او من المرجعية الدينية او الاطراف الدولية والأممية في المجتمع الدولي لأنه كان يرى انه الاحق بتشكيل الحكومة ولم ينظر بمنظار ما خلفته السياسة الخاطئة للمنهج والسلوك على مدى سنوات طويلة من حكمه والفشل الكبير في مجال الخدمات وسرقة المال العام وعدم المحاسبة والعزلة الاقليمية والعربية والداخلية ، كما ان هنالك الكثير ممن استغلوا مناصبهم للنفع على حساب المواطن وهدر اموال العراقيين من دون فائدة نتيجة سياسة خاطئة اقتصرت على منهج خاطئ في الحكم لم يرغب المتصدين فيه الى احدث التصحيح كما ان الانفرادية في حكم الدولة ومصادرة الحقوق والحريات ادت الى انهيار كبير في النسيج الاجتماعي وبروز تيارات وحركات متطرفة وجدت لنفسها التبرير المنطقي لمحاربة الدولة ورفع السلاح بوجهها ، وقد حاول الجميع ارشاد الحكومة ورئاستها الى الاصلاح ومعالجة الاخطاء ولكن من دون جدوى وكانت الاتهامات تلوح كل من يحاول ان يرشد الحكومة الى مواطن الخلل والضعف فيها والت الاوضاع في الدولة الى ما نحن عليه اليوم نتيجة تعنت الحكومة في مواقفها وتوجهاتها وتخوينها للأخر وعدم قدرتها على التفاعل مع الجميع على مسافة واحدة ، وبالمقابل كان هنالك اشخاص يعتقدون انهم قادرون على ان يفعلوا ما يعجز عنه المتصدين للحكم ولكنهم لم يمنحوا فرصة الحكم والعمل في سدة الحكم ولأنهم يريدون ان يخدموا شعبهم وفق منهج وأسلوب مختلف تماماً عن العقلية الماضوية فهم غير مرحب بهم ، ولان المجتمع اصبح يشعر بضرورة احدث حركة تصحيحية في مسارات العملية السياسية وضرورة ان يكون لهذه الحركة قيادات بمستوى المجتمع الذي يتطلع لهذه الحركة التصحيحية في المسارات الديمقراطية فكان التحالف الوطني ملبياً لطموحات وتطلعات الجماهير التي عانت طويلاً من الظلم والاضطهاد والتعسف وسوء الخدمات والإدارة والفساد المالي فكان اتفاق هذه الكتل على ترشيح الدكتور حيدر العبادي جزءاً من هذه الحركة التصحيحية وبداية لإحداث التغيير الحقيقي وخلق حالة من الوئام المجتمعي وإعادة المسارات الديمقراطية باتجاهاتها الصحيحة بعد ان انحرفت عن مساراتها في السابق ومن هنا كان قرار التحالف الوطني قراراً وطنياً نابعاً من الحاجة للتصحيح والرغبة في احداث قفزة نوعية في ادارة الدولة وفق منهج حقيقي ديمقراطي مدروس يراعي الجميع ويلبي الطموح الوطني ويتجاوز مرحلة الانفراد بالرأي والقرار ويتجاوز الطائفة وينطلق في الافق الوطني لان الظرف والمرحلة يتطلبان ذلك وكان من السيد المالكي القبول بما اقره التحالف الوطني وعدم التمسك بالمنصب لان فيه منفعة وطنية وإقليمية ودولية هامة تعالج تراكمات الاخطاء السابقة التي حدثت في عهده ، ومن خلال ما مر ذكره نستطيع الاجابة وبشكل دقيق على كل التساؤلات التي يمكن ان يطرحها الجميع والتي اوردنا بعضها في بداية حديثنا في هذا المقال ونستنتج الاجابة عليها من خلال قرأتنا المتواضعة للحدث وبالتالي :.
1- حيدر العبادي شخصية عراقية من مواليد بغداد اكاديمي عراقي يحضى بمقبولية وطنية واسعة من الاطراف السياسية المختلفة في العراق وحاصل على شهادة الدكتوراه مما يعطيه ارجحية على غيره من حيث المقبولية والشهادة العلمية ومسقط الرأس ولم يكن طرفاً في النزاعات الداخلية .
2- ينتمي حيدر العبادي لعشيرة عربية كبيرة لها مواقف وطنية وعروبية وهي من اكبر العشائر العراقية في المناطق الوسطى والجنوبية ولها امتدادات كبيرة في البلدان العربية المجاورة .
3- ترشيحه جاء من اطراف التحالف الوطني بدعم من المرجعية الدينية في النجف الاشرف مما اضفى عليه المقبولية الوطنية لان ترشيحه كان مفاجئاً للأطرف الدولية والإقليمية ، ولهذا سارع الرئيس اوباما بقطع اجازته والترحيب بقرار التكليف من رئيس الجمهورية محمد فؤاد معصوم .
4- انحداره السياسي من حزب الدعوة اضفى عليه مقبولية اعضاء كتلة الدعوة واعتقد انه حضى بدعم السيد جعفر الصدر ايضاً كمرشح لكتلة الدعوة في قبالة ترشيح المالكي مما دعا بعض اعضاء كتلة الدعوة الى الانشقاق من دولة القانون وترشيح العبادي وتخليهم عن ترشيح المالكي .
5- قبول الجانب الايراني به لعدم رغبتها بمعارضة مرشح التحالف الوطني لان التحالف الوطني يهم ايران اكثر من تحالف دولة القانون ولا يمكن لإيران ان تخسر التحالف الوطني ارضاءاً لشخص المالكي لان ايران تنظراً لمصالحها بعيداً جداً .
6- مباركة الجامعة العربية والمملكة العربية السعودية لتكليف العبادي يعتبر خطوة كبيرة ودلالة واضحة من الجامعة العربية والمملكة العربية السعودية بدعم العبادي ومد يد التواصل لبدء علاقات جديدة غير منقطعة مع الجانب العراقي مما يثبت حسن النوايا للإطراف الاقليمية بالتفاعل مع الاحداث للدول المجاورة بروح شفافة على خلاف العهد السابق .
7- نتمنى للدكتور حيدر العبادي التوفيق في مهامه وللتحالف الوطني والقوى الوطنية والديمقراطية والكردستانية العمل بروح وطنية عراقية بعيدة عن التجاذبات والتناحرات والاختلافات وبناء الدولة الديمقراطية وإرساء اسسها وبناء الفرد في المجتمع ورفع مستوى معيشته والقضاء على الحركات المتطرفة وبناء علاقات متينة مع الدول العربية والإقليمية .



#عماد_عبد_الكاظم_العسكري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النجاح الديمقراطي في جلسة مجلس النواب الثالثة
- الدكتور مهدي الحافظ رئيس السن ناجح في ادارته رغم الإخفاق
- نقطة ضوء زرقاء ( الاستبداد والتسلط ومظالم الشعوب من الحكومات ...
- الثلاثاء الاخير والمصلحة الوطنية والمصالحة الحقيقية
- جرائم داعش تحاول العربية الحدث الصاقها بالجيش العراقي البطل
- خلاصة القول حكومة انقاذ يرفضها المالكي ؟
- ما حصل في الموصل وما سيحصل في بغداد استنتاج عسكري
- فرضية تشكيل الحكومة العراقية
- وراء كل رأي حر سكاكين قاتلة
- الولاية الثالثة ... ضرب من ضروب الخيال
- العبودية لله والدين للجميع
- القائد كنوص ( قصة قصيرة)
- انا الخيال للمهرة ( شعر شعبي )
- هكذا عشقت الحياة (قصة حقيقة )
- اغازلها


المزيد.....




- مصر.. بدء تطبيق التوقيت الشتوي.. وبرلمانية: طالبنا الحكومة ب ...
- نتنياهو يهدد.. لن تملك إيران سلاحا نوويا
- سقوط مسيرة -مجهولة- في الأردن.. ومصدر عسكري يعلق
- الهند تضيء ملايين المصابيح الطينية في احتفالات -ديوالي- المق ...
- المغرب يعتقل الناشط الحقوقي فؤاد عبد المومني
- استطلاع: أغلبية الألمان يرغبون في إجراء انتخابات مبكرة
- المنفي: الاستفتاء الشعبي على قوانين الانتخابات يكسر الجمود و ...
- بيان مصري ثالث للرد على مزاعم التعاون مع الجيش الإسرائيلي.. ...
- الحرس الثوري الإيراني: رد طهران على العدوان الإسرائيلي حتمي ...
- الخارجية الإيرانية تستدعي القائم بالأعمال الألماني بسبب إغلا ...


المزيد.....

- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد عبد الكاظم العسكري - الاطاحة بالمالكي بالضربة القاضية