أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حكمة اقبال - ثقافة التظاهر















المزيد.....

ثقافة التظاهر


حكمة اقبال

الحوار المتمدن-العدد: 4539 - 2014 / 8 / 10 - 19:25
المحور: المجتمع المدني
    


التظاهر هو فعل سياسي جماعي للتعبير عن الرأي وللضغط لتحقيق مطالب وأهداف محددة أو للتعبير عن حالة تضامن ما مع مجموعة سكانية صغيرة أو شعب بأكمله أو بلد أو مجموعة بلدان ، وفي جانب آخر يمكن للتظاهر أن يكون للتعبير عن الاحتجاج عن سياسة أو قرار أو موقف من قبل السلطات أو الحكومات ، وهو من السمات المهم تواجدها في أي مجتمع .
وهو حق منصوص عليه في مواثيق حقوق الإنسان الدولية كحق أساسي للتعبير عن الرأي والمشاركة السياسية ، فرضته تطورات الحياة السياسية في اوربا منذ القرن الثالث عشر حيث منح الميثاق الكبير في بريطانيا حقوقاً للمواطن ، وجاءت الثورة الفرنسية لترسخ الأمر بصورة أوضح بإعلان ميثاق حقوق الانسان والمواطن عام 1789 ، واليوم أصبح لحق التظاهر صفة عالمية ومتوفر في دساتير غالبية الدول ، على الرغم من اختلاف تطبيقاتها لهذا الحق .
ورغم ان الدستور العراقي الحالي قد كفل في الفقرة ثالثاً من المادة 38 حرية الاجتماع والتظاهر ، الا ان الجميع يتذكر كيف تعاملت الحكومة مع التظاهرات الاحتجاجية في ساحة التحرير 25 شباط 2011 بطرق القمع والاعتقال ، وفي الحالات الأخرى لاحقاً في مناطق الفلوجة والرمادي والحويجة والبصرة وغيرها باستخدام السلاح ووقوع ضحايا ، وفي المقابل تعاملت مع التظاهرات المؤيدة للحكومة ومالكها بالدعم والحماية وتوفير وسائط النقل الحكومية ودفع مبالغ نقدية ووجبات غداء وغير ذلك .

وفي بلدان اوربا والغرب يمارس المواطنين هذا الحق بشكل حضاري ومنظم بشكل عالٍ وينجحون في إيصال صوتهم الى تلك الجهات المعنية بهدف التظاهرات ، وغالباً ، وعلى الرغم من اختلاف أهداف التظاهرات ، تكون الموسيقى والغناء جزء مهم من برنامج التظاهرات لفئات المواطنين المختلفة ، ويشترك أحيانا ضمن المتظاهرين وزراء وأعضاء برلمان ومحافظين وأعضاء مجالس مدن وغيرهم .
وتمارس الجاليات العراقية ، وغيرها ، في هذه البلدان هذا الحق ، ولأهداف مختلفة ، وحسب الأسباب التي تستدعي ذلك ، ولكن هل تحقق هذه التظاهرات أهدافها التي أقيمت من اجلها ؟ هنا بعض الملاحظات من التجربة الشخصية في الدنمارك .

- يتعين قبل الإعلان عن التظاهرة ان يجرى تحديد الهدف منها ، هل هو لإبلاغ الجهات الدنماركية رسالة ما ؟ أم لإيصال خبر التظاهرة الى داخل العراق ؟ أو لتجميع الجالية للاحتفاء بمناسبة ما ؟ وعند تحديد الهدف سيكون من المهم تحديد مرتكزات أساسية لنجاح التظاهرة وهي :
1- مكان التظاهرة : أهمية المكان تكمن في إمكانية ان يشاهد أو يسمع أو يشارك عدد أكبر من الجمهور الآخر من غير أعضاء الجهة المنظمة للتظاهرة ، وفي التجمعين الأخيرين للتضامن مع أبناء الديانة المسيحية وأبناء الديانة الأزيدية جرى اختيار ساحة مبنى البرلمان الدنماركي ، وفي هذه الساحة لا يمر من الناس الا القليل جداً ، وتمر السيارات فقط ، وحينها لا يمكن لركاب السيارة حتى التعرف على اهداف التظاهرة ناهيك عن التفاعل معها . بينما يتوفر ذلك في ساحة مبنى مدينة كوبنهاكن وسط المدينة . ان اختيار ساحة البرلمان لا يعني ان أعضاء البرلمان سيستمعون الى المتظاهرين خاصة في أوقات العطل أو خارج أوقات الدوام ، بل من الممكن اذا كان الهدف ذلك أرسال مذكرة أو أي نص كتابي لكافة أعضاء البرلمان عبر البريد الرسمي لعناوينهم في مبنى البرلمان أو عناوين سكنهم الشخصية أو بريدهم الإلكتروني وهي متاحة بشكل علني للجميع .
2- موعد التظاهرة : ينعكس تحديد الوقت والموعد على عدد المشاركين في التظاهرة ، ولإعتبارات العمل والدوام الدراسي يجب ان تكون التظاهرة في موعد ما بعد الظهر بما يمكن المرتبطين بعمل ودوام دراسي وما شابه ان يلتحقوا بالتظاهرة ، ويسمح كذلك لجيل كبار السن التمتع بوقت راحتهم القليلة بعد الظهيرة ويشاركوا لاحقاً ، وتظاهرة التضامن مع أبناء الديانة المسيحية يوم 31 تموز كانت في السابعة مساءً ، وهو موعد مناسب جداً في أيام فصل الصيف الحالي ، بينما كان موعد تظاهرة التضامن مع أبناء الديانة الأزيدية يوم 8 آب في الواحدة والنصف بعد الظهر ، وأدى ذلك الى تغيب عدد كبير ممن كان يرغب بالمشاركة .
3- وقت التظاهرة : يتعكس وقت التظاهرة على إمكانية استمرار تواجد المشاركين في التظاهرة ، فمدة ساعتين فقط هي كافية جدا للتجمع ، وتنفيذ برنامج محدد للتظاهرة بحيث لا يستدعي ان ينسحب بعض المشاركين قبل موعد إنتهائها وهذا ما حدث في يوم 8 آب .
4- مستوى المشاركة : لغرض تحقيق اعلى مستوى من المشاركة في هدف التظاهرة يكون من الأفضل دعوة جهات أخرى للمشاركة ومنحهم فرص لإلقاء كلمات مثل السياسيين المتعاطفين مع موضوع التظاهرة أو أحزاب ومنظمات أخرى تشترك في نفس الهدف ، ويسمح لهذه الأحزاب والمنظمات رفع شعاراتها وأعلامها الخاصة بها ، وبهذا الشكل يبرز التضامن بشكل جلي وواضح أمام الجمهور ، ويجري توثيق ذلك في وسائل الاعلام سواء الخاصة والعامة . في تظاهرة 31 تموز اقتصرت الكلمات على أصحاب القضية فقط ، بينما جرى تلافي ذلك في تظاهرة 8 آب حيث ألقيت كلمات من أحزاب دنماركية ، ولكن في كلا التظاهرتين حجبت كلمات أخرى لجهات لها علاقة مباشرة بأهداف كلا التظاهرتين مثل تيار الديمقراطيين العراقيين في الدنمارك ، الذي ينتمي اليه كل أطياف الشعب العراقي ، ويدافع بقوة عن أهداف التظاهرتين . أن فكرة عدم إعطاء فرصة للأحزاب السياسية بإلقاء كلماتها تحت ذريعة عدم تحويلها لدعاية سياسية لتلك الأحزاب ، يتنافى مع هدف طلب التضامن الذي من اجله أقيمت تلك التظاهرتين .
5- التحشيد : من اجل تحشيد أفضل يجب الإعلان بوقت مناسب ، واستخدام كل وسائل الإعلان المتاحة من صفحات الانترنت ، والبريد الالكتروني وصفحات التواصل الاجتماعي التي أصبحت طريقة جاذبة للتحشيد خاصة اذا ما أنشئت صفحة خاصة بالفعالية ويجري إعادة نشرها بين متلقيها ، ويفضل أن تكون على الأقل باللغة الدنماركية والعربية ، وبالتأكيد ان الاتصالات الهاتفية بين أصحاب التظاهرة وجمهورهم واصدقائهم هو سبيل ناجح لزيادة التحشيد للتظاهرة .
5- الصوت : من أهم الضروريات ان يكون صوت المتحدث مسموعاً بشكل جيد من الحاضرين ليكون الإصغاء لما يقوله جزء من الفعالية ، وعدى ذلك سينشغل المشاركين في أحاديث جانبية في قضايا تتعلق بموضوع التظاهرة أو غير ذلك ، وسيضطر منظمو التظاهرة للطلب من الجمهور الإصغاء للمتحدث ، وهذا شيء مؤسف ، لذلك يجب توفير أجهزة جيدة للصوت وبحجم مناسب ، وليس باستعمال المذياع اليدوي غير المسموع في حال وجود عدد كبير من الحضور ، أو في مكان تمر من جانبه السيارات .

- لاحظت في التظاهرات التي دعى اليها تيار الديمقراطيين العراقيين للاحتجاج على قضايا مختلفة أمام السفارة العراقية في كوبنهاكن ، قلة المشاركين وأتضح ان البعض مستعد ان يشارك في التظاهرة لو لم تكن أمام السفارة ، لانهم يخشون ان تتأخر معاملاتهم في المستقبل ، انه الخوف القديم من سفارات النظام قبل 2003 .

- لاحظت في جميع التظاهرات التي اقامتها المنظمات الفلسطينية على اختلاف المناسبات وآخرها فعاليات عديدة بمناسبة الحرب ضد غزة ، لاحظت مشاركة السفير الفلسطيني عمرو الحوراني ، وباقي طاقم السفارة ، بشكل دائم حتى لو لم يتضمن البرنامج كلمة له بين المتحدثين ، وقد أتفهم عدم مشاركة السفير العراقي في تظاهرات الاحتجاج ضد الحكومة لأنه جزء منها ، ولكني لا اتفهم عدم مشاركته في ادانة جرائم داعش وتضامنا مع ضحاياها من أبناء الديانات المسيحية والأزيدية ، أو حتى ممثل عنه أو عن طاقم السفارة .

يبدو ان أوضاع العراق ستدعو الجاليات العراقية في دول المهجر الى الاعداد لتظاهرات مستقبلية ، إدانة واحتجاج ، تضامن ومساندة ، وعسى ان تقوم تظاهرات فرح بانتصار الشعب على كل المجرمين القادمين من الخارج ، والموجودين أصلاً في الداخل ، وعلى كل من لا يريد للعراق التقدم والازدهار والتمتع بدولة قوية ديمقراطية ، يشعر كل أبناء الشعب بمختلف انتماءاتهم انهم جزء منه ، ولهم نفس الحقوق والواجبات ، بغض النظر عن الأغلبية العددية ، دينية أو قومية .

10 آب 2014



#حكمة_اقبال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يوميات دنماركية 51
- يوميات دنماركية 50
- معصوم وبرهوم
- يوميات دنماركية 49
- يوميات دنماركية 48
- يوميات دنماركية 47
- يوميات دنماركية 46
- تيار الديمقراطيين في الدنمارك بعد ثلاثة أعوام
- إنتخاباتنا وإنتخاباتنا
- يوميات دنماركية 45
- يوميات دنماركية 44
- يوميات دنماركية 43
- يوميات دنماركية 42
- يوميات دنماركية 41
- يوميات دنماركية 40
- يوميات دنماركية 39
- احذروا صولة السدة
- يوميات دنماركية 38
- يوميات دنماركية 37
- يوميات دنماركية 36


المزيد.....




- شاهد.. لحظة اعتقال اكاديمية بجامعة إيموري الأميركية لدعمها ق ...
- الشرطة الاميركية تقمع انتفاضة الجامعات وتدهس حرية التعبير
- صحف عالمية: خيام غزة تخنق النازحين صيفا بعدما فشلت بمنع البر ...
- اليونيسف تؤكد ارتفاع عدد القتلى في صفوف الأطفال الأوكرانيين ...
- يضم أميركا و17 دولة.. بيان مشترك يدعو للإفراج الفوري عن الأس ...
- إيران: أمريكا لا تملك صلاحية الدخول في مجال حقوق الإنسان
- التوتر سيد الموقف في جامعات أمريكية: فض اعتصامات واعتقالات
- غواتيمالا.. مداهمة مكاتب منظمة خيرية بدعوى انتهاكها حقوق الأ ...
- شاهد.. لحظة اعتقال الشرطة رئيسة قسم الفلسفة بجامعة إيموري ال ...
- الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة الغربية


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حكمة اقبال - ثقافة التظاهر