أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حزب الكادحين الوطنى الديمقراطى - مرحبا بالمهجرين الليبيين في تونس















المزيد.....

مرحبا بالمهجرين الليبيين في تونس


حزب الكادحين الوطنى الديمقراطى

الحوار المتمدن-العدد: 4538 - 2014 / 8 / 9 - 20:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



يثير تدفّق اللّيبيين إلى تونس هذه الأيّـام ردود فعل سلبية لدى البعض الذين بلغ بهم ذلك الى اتّخاذ مواقف عنصريّة حاقدة متذرعين بخطرى الإرهاب و المجاعة ، و تكتسي تلك الآراء المتفشية في اوساط البرجوازيين و الاقطاعيين و تجد طريقها الى فئات برجوازية صغيرة خطورة بالغة بما انّها تغذّي العداء في صفوف الامة العربية الواحدة وهو ما تعمل القوى الاستعماريّة وعملاؤها الرجعيّون على تحقيقه منذ وقت طويل لخلق صراعات وهمية و إلهاء الكادحين العرب عن قضيّتهم الرّئيسيّة في التحرّر الوطنى الديمقراطى و تحقيق الوحدة العربية الديمقراطية الشعبية و بناء الاشتراكية .
وإذا كان الإرهاب حجّة هؤلاء، فإنّ تونس أصبحت منذ وقت غير قليل مرتعا لهذا الخطر ولم يرتبط قدومه لا بالحرب في ليبيا ولا بالحرب في الجزائر، فقد مرّ الإرهابيون عبر الحدود لمّا كانت "آمنة" و"مؤمّنة" في الاتّجاهين بفعل ارادة قوى سياسية نافذة ، فقوافل السّلاح تتدفق ليس في زمن الحرب فحسب وإنّما أيضا في زمن السّلم . ثمّ إنّ أغلب القادمين من ليبيا، وهم ليسوا ليبيين فقط وإنّما أردنيون ومصريون وغيرهم، دفعتهم ظروف الحرب والصّراعات و"غزوات" الإرهابيين إلى الهروب إلى أقرب المناطق الآمنة فهل ندعوهم إلى المغادرة وندفعهم إلى العودة من حيث أتوا ؟ أما الخوف من المجاعة و اختفاء المواد الغذائية من الاسواق فكذبة اخرى فتونس يدخلها كل عام أكثر من 6 ملايين سائح و هناك نقص كبير الآن في عدد هؤلاء .
غريب حقّا أمــر أصحاب تلك الدعاية العنصرية، فقد انقلبوا بسرعة من الهتاف "تونس حضن دافئ لإخوتنا الليبيين" ومن "مرحبا بأشقّائنا الليبيين"... إلى العويل و الصراخ : "الليبيون يحملون معهم الإرهاب" وإلى "لا حللتم أهلا ولا نزلتم سهلا " وإلى التصفيق لإغلاق المعابر بما يذكرنا بتقلب راشد الغنوشى رئيس حركة النهضة الذى بعث ببرقية للقذافي غداة هروب بن على يقول له فيها ان "الثورة التونسية " مستوحاة من الكتاب الاخضر و عندما تدخل ضده الناتو و اصبح ضعيفا وصفه بالمستبد الذى يجب الاطاحة به فضلا عن بيع البغدادى المحمودى بعد ذلك .
فيا أيّها المنقلبون، ماذا دهاكم ؟ هل ترحبون بالليبيين عندما يكون معهم المال و تطردونهم عندما تثخنهم جراح الحرب و يقتلهم الجوع و العطش و لا يجد أطفالهم بيتا يؤوون إليه ؟ هل نسيتم قوافل التونسيين العاملين في ليبيا في أوقات السلم و البضائع الوافدة بأرخص الأثمان حتى أصبح في كل مدينة سوق للكادحين يسمى "سوق ليبيا "؟ نحن نعرف سر انقلابكم فانت ايها البرجوازيون السماسرة لا تعرفون الوفاء لغير الدينار و الدولار اما الكادحون فوفاؤهم لشئ اخر لا تعرفون قيمته و هو الوطن العربي الواحد و الحرية و الكرامة و الشهامة و النخوة ، فيا ايها التجار الكبار ترى كم جمعتم في حساباتكم البنكية من التجارة مع ليبيا ؟ و يا ايها المقاولون الكبار كم درت عليكم مشاريعكم فى هذا البلد ؟
أمّا هؤلاء الذين تغريهم بعض العبارات من البرجوازيين الصغار فيردّدونها دون وعي فيظنّون أنّهم بذلك يدافعون عن مصلحة الوطن و الشعب فإنّهم يسقطون عن غير قصد في خدمة مخطّط أعداء الشعب الذى تنفذه الرّجعيات الحاكمة ومن ورائها الإمبريالية العالمية التي تستعمل ترسانتها الإعلاميّة الضخمة لتصوير الإخوة أعداء فيما تحوّل الأعداء إلى أصدقاء.
إنّ الليبيين والتونسيين يمثّلون جزءا من شعب واحد تفصل بينهم حدود صنعها ورسّخها الاستعمار و احتمى وراءها الحكّام الرجعيون ، وقد اشترك هذا الشعب في مواجهة المستعمر الفرنسي والإيطالي، واحتضن التونسيون أشقّاءهم الليبيين خلال موجات التهجير الكبرى أثناء السيطرة العثمانية على المنطقة وعند انتصاب الاحتلال الإيطالي كما احتضن الليبيون المهجرين التونسيّين أثناء الغزو الاستعماري الفرنسي واشترك الجميع في مجابهة العدوان الإمبريالي .
ولنا أن نعود إلى بداية الاحتلال الفرنسي لتونس لنكتشف متانة العلاقات الأخوية والروابط التاريخيّة والمصير المشترك بين الكادحين في البلدين، ولنكتشف بالمقابل العدوّ الواحد ومحاولاته زرع بذور التفرقة ، حتى ندرك أنّ الدّعاية الموجهة اليوم ضدّ الليبيين هي نفسها التي روجت في أواخر القرن التاسع عشر ضدّ التونسيين الذين هاجروا بمئات الآلاف إلى ليبيا وأنّ الذين يقفون وراء هذه الدّعاية هم أنفسهم تقريبا ، اى وكلاء الاستعمار وخدمه في كلّ الأزمنة.
كثيرة هي المحطّات التي احتضن فيها الليبيون التونسيين وخصوصا في أوقات الشدة وبالتحديد خلال مرحلة الغزو الاستعمارى ، بما في ذلك المقاومين ونفذوا معهم عمليّات مشتركة ضدّ القوّات الاستعماريّة. وسنقتصر هنا على إحدى هذه المحطّات التي تعود إلى بداية الاحتلال الفرنسي لتونس. ففي أواخر سنة 1881، وبعد أن فشلت المقاومة الشّعبيّة المسلّحة في إيقاف تقدّم الجيوش الفرنسيّة إثر معارك عديدة ، اتّفق قادة المقاومة على الهجرة إلى التراب الليبي لتقوية صفوفهم . وقد قُدّر عدد المهجرين الى ليبيا بما يزيد عن 140 ألفا وهو ما يمثّل عُشر (1/10) سكّان تونس آنذاك ومن بينهم مئات المقاتلين، وقد جلبوا معهم أمتعتهم وحيواناتهم. وأمام هذا العدد الكبير توقّف تصدير الحبوب من ليبيا تجنّبا لحصول مجاعة. وقد اتّخذ الثوّار التونسيون من التراب الليبي قاعدة لشنّ عديد الغارات على الجيوش الفرنسيّة وشاركهم في ذلك عديد اللّيبيين. وبسبب الضّربات التي تلقّاها الاحتلال الفرنسي من غارات المقاومين، سعى إلى إثارة النّعرات بين المهجرين التونسيين وبين الليبيين، فاشتكت فرنسا للباب العالي في اسطمبول للضغط على واليها في طرابلس وأرسلت المخبرين والمخرّبين إلى مواقع استقرار التونسيين لإثارة الفتن، وكلّ ذلك من أجل دفع التونسيين إلى العودة بهدف القضاء على المقاومة الشعبية المسلّحة. وقد نجح الاستعمار ووكلاؤه في ذلك إلى حدّ ما إذ حصلت مناوشات بين بعض التونسيين وبعض الليبيين، لكنّ كان للثّوار وقادة المقاومة من أمثال علي بن خليفة النفّاتي وأحمد بن يوسف الهمّامي دورا مهمّا في إخمادها.
و اليوم فان الكادحين التونسيين يستقبلون اخوانهم الليبيين بالترحيب و على الثّوريين مجابهة تلك الدّعاية العنصرية و فضح أصحابها من مثيرى النّعرات و خدم المستعمرين ، فما يوحد الكادحين في تونس و ليبيا هو المقاومة و سيتقاسمون الرغيف و الماء و الغطاء حتى النصر على الامبريالية و ربيبتها الظلامية .

طريق الثورة



#حزب_الكادحين_الوطنى_الديمقراطى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بيان : خدعة لن نشارك فيها
- بيان حول ليبيا
- مجزرة في غزة
- الوضع في تونس الآن
- بيان اليسار الثورى في تونس جول غزة
- بيان حول مأدبة الإفطار في السفارة الأمريكية بتونس .
- العدوان على غزة جزء من الهجوم الامبريالي على الأمة العربية ب ...
- نشيد الكادحين
- كرنفال انتخابي في تونس
- صفقة انتخابية في تونس برعاية الامبريالية .
- حريق طائفي في العراق .
- كاس العالم : تجارة الأفيون المعاصر .
- حول شعار : الشعب يريد إسقاط النظام
- درس سريع من وحى هزيمة 5 جوان 1967
- تونس : الأوبئة تهدد قطيع الماشية
- تونس : السوق الانتخابية تفتح أبوابها
- الكادحون و الأزمة الاقتصاديّة في تونس
- الازمة الاقتصادية في تونس
- في ذكرى الانتصار على النازية للكادحين القدرة على هزيمة الفاش ...
- ديان بيان فو، للذكرى و الافتخار و استخلاص الدروس .


المزيد.....




- شاهد ما حدث على الهواء لحظة تفريق مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين ف ...
- احتجاجات الجامعات المؤيدة للفلسطينيين تمتد لجميع أنحاء الولا ...
- تشافي هيرنانديز يتراجع عن استقالته وسيبقى مدربًا لبرشلونة لم ...
- الفلسطينيون يواصلون البحث في المقابر الجماعية في خان يونس وا ...
- حملة تطالب نادي الأهلي المصري لمقاطعة رعاية كوكا كولا
- 3.5 مليار دولار.. ما تفاصيل الاستثمارات القطرية بالحليب الجز ...
- جموح خيول ملكية وسط لندن يؤدي لإصابة 4 أشخاص وحالة هلع بين ا ...
- الكاف يعتبر اتحاد العاصمة الجزائري خاسرا أمام نهضة بركان الم ...
- الكويت توقف منح المصريين تأشيرات العمل إلى إشعار آخر.. ما ال ...
- مهمة بلينكن في الصين ليست سهلة


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حزب الكادحين الوطنى الديمقراطى - مرحبا بالمهجرين الليبيين في تونس