أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نوال السعداوي - حقوق المرأة. وكيف نفكر؟














المزيد.....

حقوق المرأة. وكيف نفكر؟


نوال السعداوي
(Nawal El Saadawi)


الحوار المتمدن-العدد: 4535 - 2014 / 8 / 6 - 00:44
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    



مادة جديدة اسمها "كيف نفكر" أضيفت لمناهج المدارس الابتدائية والثانوية، ومادة جديدة عن حقوق المرأة، والعلوم الانسانية هذا ملخص خبر قرأناه فى الصحف أول اغسطس الحالى.
وتفاءلت: هل تتغير عقيدة الشعب الجاهل وسهولة حكمه، هل يصبح "التفكير" حقا لجميع المصريين والمصريات، ليس لقلة تحمل لقب "المفكرين" بمجلس خبراء مركز التفكير الاستراتيجى؟ هل تصبح حقوق المرأة حقا لأربعين مليون امرأة وليس لقلة بالمجلس القومى للمرأة؟ هل يصبح التفكير و"التخطيط" وليس العشوائية أسلوبا للعمل والإنتاج من العائلة الى الدولة ورئاسة الجمهورية؟ كانوا يقولون "فلان عنده فكر" يعنى مجنون، وارتبط التخطيط بالقرارات الاشتراكية والخطة الخمسية والسد العالى وتأميم قناة السويس، وغيرها من المشروعات التى وصمت بالشيوعية، وفى تحقيق معى (فى عصر السادات) سألنى المدعى العام مستنكرا: أتؤمنين بالتخطيط؟.
الفكر "الاستراتيجى الأمريكى اعتمد على التخطيط للاستيلاء على البترول منذ اكتشافه فى ثلاثينات القرن العشرين، كانت حرب فلسطين عام 1948 وإنشاء دولة اسرائيل خطوة تبعتها خطوات، أخطرها حرب الخليج الثانية (1991) قادتها الولايات المتحدة الأمريكية بجيوش 31 دولة اوروبية وعربية، منها السعودية وسوريا واليمن ومصر، التى أعطت غطاء عربيا للحرب، وأعطت الأمم المتحدة غطاء دوليا باصدار قرارها (رقم 678) باستخدام القوة، واحترقت بغداد وتم تدمير العراق بآلاف الأطنان من القنابل والصواريخ (88.550 ألف طن) أكثر من سبعة أضعاف القنبلة الذرية الأمريكية التى دمرت هيروشيما فى نهاية الحرب العالمية الثانية.
الخطة الأمريكية قامت على تدمير العراق باسم تحرير الكويت، تمهيدا لتدمير الوحدة العربية واغراق المنطقة فى حروب لا نهائية، خطة الاستعمار "فرق تسد" فى استخدام المذاهب الدينية سلاحا لتفتيت شعوب تم تغييب عقولها بالولاء والعبودية لصاحب الجلالة الملك وفخامة الرئيس. وأدانت شعوب العالم جورج بوش المجرم الأكبر والمخطط الأذكى، وصدام حسين المجرم الأصغر العشوائى الأغبى. وسافرت وفود شعبية لبغداد وجنيف ونيويورك لمنع الحرب. كنت عضوا بالوفد النسائى العالمى، أثناء وجودنا بنيويورك طلبنا من سكرتير عام الأمم المتحدة، تقديم استقالته من منصبه لخرقه ميثاق الأمم المتحدة (بقرار 678) والكيل بمكيالين، وكانت دولة فلسطين ذات سيادة كالكويت، فلماذا لم يطرد منها الاحتلال الاسرائيلى بالقوة؟ ولماذا يسكت على عدوان اسرائيل المتكرر وتجاهلها قرارات الأمم المتحدة؟ هل لأن فلسطين تخلو من النفط؟ أم أن الاحتلال الاسرائيلى ليس "عدوانا" بل "عودة" شعب الله المختار الى الأرض الموعودة بالكتاب المقدس؟.
كتبت بيدى الخطاب الذى يطالب (دى كوييار) الاستقالة، ونشر النص ضمن الوثائق بكتاب بعنوان: معركة جديدة فى قضية المرأة. تلقانى البوليس لحظة وصولى مطار القاهرة بالتفتيش والتحقيق. وبعد ساعات طويلة مرهقة لم يجدوا معى إلا ملابسى وحذائى الكاوتش، ونسخة من الخطاب بخط يدى، قبض عليه رئيس البوليس بأصابعه الطويلة بالأظافر المشذبة، قامته ممشوقة، شعره أسود غزير، ملامحه مصرية وسيمة، يشبه ابى لولا نظرته العدائية، وصوته من أنفه يسألنى بغلظة: ما علاقة قضية المرأة المصرية بحرب الخليج؟
لم أبخل بالاجابة رغم التعب والغضب: المرأة نصف المجتمع ولا يمكن تحريرها فى بلاد غير محررة، كيف يخضع الرئيس (مبارك) لجورج بوش ويعطى غطاء عربيا للحرب؟ كيف يرسل الجنود المصريين ليقتلوا بالعراق فى الصفوف الأمامية قبل الجنود الأمريكيين والأوروبيين؟ سوف تدفع مصر، شعبا وحكومة رجالا ونساء، ثمنا باهظا مقابل هذه الجريمة. وقال رجل البوليس: صدام حسين فتح الباب أمام الأمريكان قالت: صدام حسين دكتاتور ومجرم يقتل الآلاف من شعبه فقط، لكن جورج بوش أشد دكتاتورية واجراما يقتل الملايين من شعوب العالم. وهز رجل البوليس رأسه بشعره الأسود ونظرته العدوانية وصاح": لا أوافقك.
الصدف الغريبة، أننى بعد ثلاثة وعشرين عاما، ألتقى به منذ يومين فقط، الرجل البوليسى ذاته، يتمشى على شاطئ البحر، راحت الوسامة وتقوس ظهره، تلاشى شعر رأسه بالكامل فى صلعة ضخمة، بدا متهدلا مكتئبا، لم أتعرف عليه، لكنه أقبل نحوى مبتسما وصافحنى قائلا: اليوم فقط أوافقك.
فكرت فى مكالمة وزير التعليم، لأعرف تفاصيل المادة الجديدة بعنوان "كيف نفكر؟" والمادة الجديدة عن حقوق المرأة، لكننى لم اعرف رقمه، فهل يتصل بى عن طريق الأهرام؟.



#نوال_السعداوي (هاشتاغ)       Nawal_El_Saadawi#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكاتبة رفيقة العمر «٥»
- الكاتبة رفيقة العمر «4»
- مرض منتصف الليل. سر الإبداع!
- الكاتبة رفيقة العمر «٣»
- الكاتبة رفيقة العمر «2»
- ثقافة التفرقة وجذور الإرهاب
- الحب والصداقة والصفاقة
- تزييف الوعى والثورات الشعبية
- سؤال إلى وزير الصحة والنائب العام: هل تكون للدولة هيبة دون ت ...
- ما يختفي وراء جرائم الاغتصاب
- المرأة ونقد الفكر الرأسمالى
- انطق اسم أمك عالياً بكل فخر
- قضية النساء وتفاقم اللامساواة
- الأصوات التى ليس لها صوت
- قُصت أجنحتنا لكننا لازلنا نطير
- لا يقول الحقيقة إلا الخيال
- رجل الشارع والإنسان العادى
- رحلة لحلوان الثانوية للبنات
- رسالة أحمد دومة المنشورة
- النساء والبيئة وتوحش الحقيقة


المزيد.....




- أول امرأة ترأس شبكة DW - انتخاب باربارا ماسينغ مديرة عامة جد ...
- اليوم العالمي للاجئين: سودانيات بين الاغتصاب والاستغلال في ل ...
- علماء يعيدون تشكيل وجه امرأة عمرها 10500 عام باستخدام الحمض ...
- كانت على عمق 30 مترًا.. هكذا تم إنقاذ امرأة فُقدت لأيام في و ...
- اعتذار متأخر لأمي: عن البؤس كيف يصير وصمة عار
- ليس مجرد مشكلة إنجابية!.. العقم لدى النساء قد يكون جرس إنذار ...
- قانون العمل الجديد واتفاقية 190 .. هل يمهد القانون الطريق لل ...
- ترامب يحرج لاعبي يوفنتوس بسؤال غريب عن النساء (فيديو)
- المرأة الفلسطينية تحت النار.. انتهاكات ممنهجة وجرائم ضد الإن ...
- دراسة: النساء العاملات ليلا أكثر عرضة للإصابة بمرض مزمن


المزيد.....

- المرأة والفلسفة.. هل منعت المجتمعات الذكورية عبر تاريخها الن ... / رسلان جادالله عامر
- كتاب تطور المرأة السودانية وخصوصيتها / تاج السر عثمان
- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نوال السعداوي - حقوق المرأة. وكيف نفكر؟