أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس علي العلي - من أشكليات الفكر السياسي العراقي ح2














المزيد.....

من أشكليات الفكر السياسي العراقي ح2


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4531 - 2014 / 8 / 2 - 20:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إن التركيز على أهمية الحلول الأساسية للكادر السياسي قبل أهمية البحث في شكلية وكونية ذات الفكر الهدف من ورائها أن نضع العربة بعد الحصان ومن ثم تهيئة قواعد التعامل الصحيحة مع إشكاليات القيادة والريادة , والحقيقة اليوم أن قواعد الفكر السياسي في الواقع العراقي لا تتعدى في منشأها القواعد الرئيسية لكل الفكر السياسي العالمي فهي أما نتيجة خيارات ونتائج للفكر القومي المدني الذي يتدرج بين الشيفونية العنصرية مرورا إلى المتأثر بالتاريخ الديني والمتبني لعودة المجتمع إلى الصبغة القومية التي يمكنها التعامل مع شروط العصر وإرهاصات التحديث .
أما القاعدة الثانية والتي تسيدت المشهد السياسي العراقي فهو الفكر الديني السلفي في عمومه سواء اليساري الثوري المرتكز على مظلومية تأريخية كانت في روحها وجوهرها حركة ثورية عقلانية أنتجت مقاومة ذاتية لمكونها الفكري الذي تحدى طلية القرون الماضية الفكر التقليدي المحافظ والذي سيطر طيلة قرون عديدة على واجهة الفكر السياسي الإسلامي وما زال مصرا على التواجد , بالرغم من أن هناك جانبا مهما وأساسيا اليوم منه يتبنى الخيار السلفي التكفيري العنيف والمسلح , والذي لا يؤمن بأحقية أي جهة أو فكر سياسي للتصدي للقيادة الأجتماعية وبين هذا وذاك هناك أصوات خافتة وخجولة لما يسمى الإسلام الليبرالي المتأثر بالفكر السياسي الفلسفي الإيراني والعربي عموما من دعاة عصرنة الدين .
الفكر السياسي الثالث والذي يرسم بعض ملامحه على الواقع العراقي هو التيار الليبرالي والتقدمي والعلماني وهي مجموعة غير متجانسة من الأفكار والأطروحات والمناهج التي لا جامع بينها سوى فكرة العداء لما هو ديني وقومي معتمدة على فكرة الرفض التأريخي لقواعد العمل السياسي المتصف بالخصيصة الوطنية ومحاولة استيراد الحلول الخارجية أو تطبيق النظريات السياسية التي لاقت نجاحا في مجتمعات ما ومحاولة زجها داخل المنظومة الفكرية العربية وفرضها بالقوة التنظيمية دون مراعات للخصوصيات المحلية وشروط النشأة والتوافق .
الحقيقية أن هذه التيارات الفكرية التي تعشش في الواقع السياسي العراقي كل منها تحمل خصيصة معينة وكل منها تحمل مجموعة أفكار ترتبط بواقع أو تهدف لصنع واقع وبالتالي لا يمكن لفكر محدد ولا برنامج واحد أن يستوعب عالم متمدد غير منقطع عن جذوره وساعي للإنطلاق في رحاب عالم كبير متنوع ومتعدد خالي من الفردية ولكنه متمكن من التعدد والأختلاف الإيجابي الذي يثري الفكر ويزيد من دفق المعرفة في ثنايا المجتمع , ولو ألقينا نظرة بسيطة على مجتمع في رأس قائمة المجتمعات المدنية في عالم اليوم مثل المجتمع الأمريكي الذي يوصف بالمجتمع الإمبريالي الاحتكاري ذو النظرة الاقتصادية الحرة نجد هذا المجتمع ومن ضمن فاعلياته الفكرية الحزب الشيوعي الأمريكي المناقض لأساس فكرة المجتمع والساعي للانقلاب على فكرة الرأسمالية ولكن ما يضبط هذا الواقع هو التوافق الأجتماعي على حفظ القانون وأحترام الديمقراطية السياسية كمنهج حياتي متكامل يحفظ للفكر حقه وللمجتمع خياره .
أذن المجتمع العراقي وعموم الفكر السياسي فيه والساسة لا بد أن ينحازوا إلى واحد من هذه الخيارات الفكرية الثلاث وهي تستوعب كافة التفرعات والتوصيفات سواء ما كان منها ينتمي لفئة فكرية أو اجتماعية أو دينية محددة , هنا على المنظومة الفكرية السياسية أن تعتمد على ما يسمى بالتوافق الفكري بين أهدافها والواقع العراقي ومحاولة ترقية العمل والممارسة السياسية وتطوير مناهجها التي تحافظ على التوازن الاجتماعي من جهة واستحقاقات الإيمان بالديمقراطية ومنهجها التكاملي التشاركي لحماية أمن المجتمع وتطوره ومحاولة ترويض الأفكار الهدامة والإقصائية بما يحمي العمل السياسي من العبث والتشرذم والتناقض المؤدي إلى تشظي المجتمع وتفتيت البناء الأجتماعي كما هو حاصل الآن نتيجة غياب أساسيات العمل السياسي المتطور والذي قاعدته الأختلاف السياسي والفكري علامة صحة للمجتمع في إطار الديمقراطية وليس مدعاة للتناحر والتقاتل المؤدي لضياع الفرصة من تحقيقي التطور والتحديث للمجتمع .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من أشكليات الفكر السياسي العراقي ح1
- أغنية حزينه في قبر محزون
- رسائل حب متبادلة
- تداعيات وادعاءات
- أمريكا والسيرك العراقي
- محاكمة آدم _ قصة قصيرة
- الحكومة العراقية القادمة والمهمات العاجلة
- مستقبل العراق وصراع الماضي
- رحلة هابيل والحسين
- في طريقي لموضع القتال _ قصة فصيرة
- أجراس صامته
- تعميق أزمة الدولة ح1
- تعميق أزمة الدولة ح2
- الإنسان والإسلام والدولة ح1
- الإنسان والإسلام والدولة ح2
- العرب بين البحث عن الهوية وهموم المستقبل ح2
- العرب بين البحث عن الهوية وهموم المستقبل ح1
- قرعان أم عبد _ قصة قصيرة
- حقيقة الدين ومفهوم الإيمان ح2
- حقيقة الدين ومفهوم الإيمان ح1


المزيد.....




- -انتهاكات سافرة-.. السعودية وقطر تدينان الغارة الإسرائيلية ق ...
- الدروز.. قصف إسرائيلي لمحيط القصر الرئاسي السوري وتهديد بعدم ...
- هل ستبني أمريكا قاعدة عسكرية في تيران وصنافير؟
- الجزائر تلجأ للقرعة لحصول الناس على الكباش الرومانية بسبب ال ...
- بعد صفقة المعادن... ترامب يسمح بتزويد أوكرانيا بمعدات دفاعي ...
- لبنان يوجه رسالة إلى حماس: لا تحولوا أراضينا لمنصة لزعزعة ال ...
- أحداث العنف حيال الدروز في سوريا: برلين تدعو لضبط النفس ودمش ...
- سوريا.. محافظ السويداء يعلق على وضع المحافظة بعد يوم من التو ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن مجددا عن إجلاء عدد من الدروز بعد إصابت ...
- 100 يوم على العمليات الإسرائيلية في جنين


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس علي العلي - من أشكليات الفكر السياسي العراقي ح2