أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس علي العلي - مستقبل العراق وصراع الماضي














المزيد.....

مستقبل العراق وصراع الماضي


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4527 - 2014 / 7 / 29 - 22:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الشيء الوحيد الذي يمكن أن يصف الوضع العراقي سياسيا واجتماعيا وفكريا الآن هو هجمة الماضي بكل صراعاته وأحقاده وخطاياه المتراكمة التي أستحضرها الفكر السلفي والأثري عبر قرون وأشعل فتيل الانفجار فيه أخطاء السياسة وجرائم الحكم وأختلالات القانون والدستور بتدخل فقهي تاريخي محقون بالكراهية وعدم التمييز بين ما يجب أن يحضر كعوامل مساعدة للنهوض مما هو جميل في تراث الأمة وبين كشف عوراتها على أنها أصالة وأفتخار بمنجز .
العراق لا يعيش صراعا تأريخيا بين مكوناته فهذه كذبة والحقيقة أن العراق ساحة لصراع التاريخ مع الجغرافية صراع التاريخ مع نفسه ,فالغالب في تاريخنا مكذوب مزور منتهك ومقدس مما يولد تناقضات يرفعها العقل العلمي لمستوى الشرخ في ذاكرة العراق الجماعية لأن العراق وبحسب الطبيعية المعرفية هو تاريخ متجدد بمعنى أن التاريخ أخذ من الواقع العراقي موطنا أبديا لا يغادره وهذه الميزة ممكن ان تتحول إلى ما يشبه المركبة الفضائية التي تنطلق في كل الاتجاهات بحرية , لكنها ممكن أن تصطدم بحجر سماوي فيحولها إلى نار ودمار .
اذن العراق ليس بلدا في سياق الطبيعة وحتى قياسا لبلدان تشاركه التاريخ والجغرافيا وقد تكون أكثر تحولا لكن العراق ينفرد عنها بميزة وواقع خارج منطق التاريخ وهو أنه يحمل بذور كل التحولات التاريخية وليس مسرحا له فقط , العراق شهد أولى التحولات والتبدلات التراكمية الأولى وحمل معه مسئولية وتبعية أن ما حدث ليس في سياقات المعرفة مجرد واقع تاريخي بل كان رسالة تحدي للوجود فمن الطوفان لإبراهيم للفتح الإسلامي وأنقلاب عالمية العراق المدنية إلى كونية دينية وانقسام الإسلام على أرضه بين محوريين قدما للعالم صورة مشوهة لإرادة السماء حتى غرق العراق بالدم ,والتاريخ يسجل الوقائع بناء ليس للحدث وحده وأيضا لتاريخ ما قبل الحدث .
العراق في قرونه الطويلة التي أمتدت عميقا في الأرض لا يرسم مستقبله خارج الماضي ولا ينفك الماضي يلاحقه بكل تفاصيل الحياة وجعل من أرضه أما أن يكون العالم العراق أو يتحول العراق كله في عين العالم مراقبا وفاعلا ومحركا , لا انفصام للعراق عن التاريخ ولا يمكن أن نغادر مرحلة التقوقع دون أن نأخذ معنا كل تاريخنا بكل ما فيه بسلبياته وأخطاءه ودماءه التي سالت ويتحمل العراق جريرة العالم بذلك .
إن غياب قراءة حقيقية عراقية الروح والهوى والأساس والمنهج وبجهد علمي وتطهير التاريخ من كل خطايا الإنسان هو العلة الوحيد الذي يمكن ان تعثر من يقود العراق للمستقبل وخاصة بعد ما حدث من شروخ في ذاكرة الشعب افرادا وجماعات منذ انتهاء الدولة العثمانية مرورا بالملكية والجمهورية قريبا أيضا لما بعث فيه الاحتلال الأمريكي من نيران التقسيم والتشرذم الذي تنصب تاريخيا في ذات الأتجاه الموغل بالتاريخ وأحقاده .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رحلة هابيل والحسين
- في طريقي لموضع القتال _ قصة فصيرة
- أجراس صامته
- تعميق أزمة الدولة ح1
- تعميق أزمة الدولة ح2
- الإنسان والإسلام والدولة ح1
- الإنسان والإسلام والدولة ح2
- العرب بين البحث عن الهوية وهموم المستقبل ح2
- العرب بين البحث عن الهوية وهموم المستقبل ح1
- قرعان أم عبد _ قصة قصيرة
- حقيقة الدين ومفهوم الإيمان ح2
- حقيقة الدين ومفهوم الإيمان ح1
- الإنسان الحاكم والمحكوم ح2
- الإنسان الحاكم والمحكوم ح1
- الإنسان الحاكم والمحكوم ح3
- أبتلاء الرب ح2
- أبتلاء الرب ح1
- البحث عن الطوطم ح1
- البحث عن الطوطم ح2
- تزييف الفكرة


المزيد.....




- إيران تعلن حجم الأضرار التي لحقت بالمنشآت النووية جراء الضرب ...
- مهرجان موازين يحتفي بدورته العشرين بحضور فني عربي وعالمي ممي ...
- غزة تشيع نضال وكندة.. رضيعان قتلهما الحصار الإسرائيلي
- رئيس وزراء إسرائيل يتحدث عن فرص جديدة لتوسيع -اتفاقات السلام ...
- مصدر إسرائيلي: دعوة ترامب لوقف محاكمة نتنياهو جزء من تحرك لإ ...
- هل يثير اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران زخما لوقف ح ...
- أول اعتراف رسمي.. وزير الخارجية الإيراني: أضرار كبيرة طالت ا ...
- مصادر إسرائيلية تتحدث عن قتال صعب وإجلاء جنود جرحى بخان يونس ...
- هل تجبر عمليات المقاومة نتنياهو على إبرام صفقة شاملة في غزة؟ ...
- تزايد اختطاف الأطفال على يد جماعات مسلحة بموزمبيق


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس علي العلي - مستقبل العراق وصراع الماضي