أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - الإنسان الحاكم والمحكوم ح2














المزيد.....

الإنسان الحاكم والمحكوم ح2


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4522 - 2014 / 7 / 24 - 22:45
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


إذا حدود التدخل الرباني في تسطير الأحكام لا يتعدى أكثر من وضع الإنسان على الطريق الذي يسير به نحو الفوز ونوال الرحمة الإلهية فأن تمكن من السير وفق ما جاء بالتمكين الرباني فهو فائز وهو خيار إنساني محض أما من لم يتوافق أو تناهى له أن هذا الطريق لا يتناسب مع حس الأنا لديه فبإمكانه مغادرة الطريق دون أن يجبره فصيل الشرطة الربانية على المسير , التدخل فرض لأجل الإنسان المخير بين القبول والرفض الذي لا ثالث غيره وهو هذا الحتم الجبري من الله أما أن تكون مع الطريق أو خارج الطريق فقط .
تبقى المسألة الأهم والذي يدور في فلكها التساؤل الثاني حول أحقية الدين في أن يشرح لنا خيار الله ويبشر به أو بالأحرى ما الذي يدفعنا لنؤمن أن هذا الخيار الذي وصلنا هو الخيار الأصح وأنها من عند الله وليست أفكارا قد تتعلق بقدرة من بشر بها أن يعبر عن حدود الطبع الإنساني في رسم الرؤية وأن يكون خلاقا ومبدعا في تسطيرها ,الحقيقة مهما كان من الدين سواء المنسوب للسماء أو الذي يجتهد البشر به إن وصل لهذه المرحلة الراقية والكمالية في تبيان الأحسنية والأخيرية فيكون حريا بالعقل أن يتبعه دون النظر أن يكون رؤية سماوية أو رؤية شخصية .
الأفكار النبيلة تحتاج إلى مصاديق نتعامل بها وعندما نجد لها مصداق يتناسب مع سعي عقل الإنسان للبحث عن الخلاص الروحي من الوقوع في شرك الأنا الذاتية المتضخمة التي تفسد على الإنسان صاحب الأنا وعلى الأخر متعة العيش بسلام في عالم محدود زمانا ومكانا دونما من فرصة أخرى متاحة , أما من حيث البحث عن مصادر الدين وكيفية التبشير فيه فهي متروكة لمختص بها دون أن نعطل أنتفاعنا به أو ترقينا السلوكي والأخلاقي بالمفردات الدينية التي تنتمي للحس الإنساني .
المهم في مفردات الدين ما ينفع الإنسان وما يساعده على أن يصل إلى طريق الكمالات أما المصدرية وعلاتها وأسبابها فقد تغني القليل الذي يتفكر أبعد من الواقع وقد يصل لمحددات أو يفشل ولكن حقيقة ما يريده الدين هنا هو أن يكون العقل في تطابق وتناغم مع القيم التي تنتسب للرحمة وما عدا هذا لا يهتم في التفاصيل التي تتعب الباحث وقد لا يحسم أمرا محددا فيها .
لو سلم المجتمع الإنساني بحقيقة أن الدين ليس زائدة دودية في عالم المعرفة والعلم والحضور الواعي للمجتمع وأقصد بالعالم الكم الذي يرى في الدين جانبا من أسباب الخراب وقد يكون محقا فيما لو نسب الخراب للتدين الأعمى المدعوم بحس الأنا الذاتية وفرق بين الروح السامية التي يحرص كل دين حقيقي يخدم الإنسان على بسطها في كل العلاقات الإنسانية وبكل تفاصيل على الحياة بمبدأ الحرية القادرة على التمييز بين الأشياء ,لوجد الإنسان نفسه في غنى من الخوض بتفاصيل وتفاصيل تفاصيل البعد الديني وأستبدل هذا الهم بمحاولة أجدى للإرتقاء بواقعه بعيدا عن صراعات تثار في كل تفصيلة وكل فرعية تؤدي إلى أستنزافه عقليا ووجوديا .
ومع كل هذا نبقى في تساؤل أخر من له حق النظارة على الدين لم تم تحريفه أو انحراف حكم الله في تفاصيل وقضايا تمس الوجود الإنساني سواء فرد أو مجموعة , أظن أن الله لم يترك للناس امرا دون أن يبين لنا صورة حل أو صورة إرشادية لمثل هكذا حالات , أولا مادام العقل هو المتعامل الأساسي مع فرضيات وأحكام الدين سيكون جانب الأمان متوفر بدرجة ما , ولكن الخشية الحقيقية عندما يتداخل النفسي مع العقلي , عندما تشتد القوى النفسية الحسية في التدخل بقوة في موضوع الدين عندها لا بد من إعلان الخطر الحقيقي .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإنسان الحاكم والمحكوم ح1
- الإنسان الحاكم والمحكوم ح3
- أبتلاء الرب ح2
- أبتلاء الرب ح1
- البحث عن الطوطم ح1
- البحث عن الطوطم ح2
- تزييف الفكرة
- تشريع الوهم ووهم التشريع
- وهم الدولة الإسلامية ج2
- وهم الدولة الإسلامية ج1
- فصل الدين أو الأنفصال عنه ج1
- فصل الدين أو الأنفصال عنه ج2
- الدين والدولة والإنسان ح1
- الدين والدولة والإنسان ح2
- الجريمة التاريخية ج1
- الجريمة التاريخية ج2
- حروفك أمنا مريم
- لأطفال الله الذين يغتسلون بمطر من نار
- المدنية خيار الإنسان والسماء
- بشر وأي بشر ؟.


المزيد.....




- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - الإنسان الحاكم والمحكوم ح2