أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - فصل الدين أو الأنفصال عنه ج1














المزيد.....

فصل الدين أو الأنفصال عنه ج1


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4519 - 2014 / 7 / 21 - 17:58
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    




في القضايا الصاخبة والتي يكثر حولها الضجيج والضوضاء لا بد أن يمنح العقل فسحة هادئة ليناقش الأمر بعيدا عن التشويش الذي يحدثه صراخ المتحاورين وأن يمنح أيضا صلاحية أن يكون الحكم الذي لا ترد نتائجه إلا في ذات الإطار وإلا تكون المحاولة مجرد عبث ينتهي كما بدا في ضجيج وتناقض مركب ,من هذه الأمور التي تحتاج إلى هدوء مسألة فصل الدين عن الحياة العامة للإنسان وبالذات مسألة الحكم والدولة والعلاقات البينية المتشعبة بين الناس .
الكل يعرف أن العلمانية تلك الفلسفة بشقيها النظري الفكري والمادي الواقعي أمنت بحل ترى فيه تجذير لحق الإنسان بدون عنوان وحفاظا عليه من التناقض المؤدي للتنازع أن يتخذ من مسألة الفصل بين الدين والدولة حلا يؤمن له حماية من تناقضات وعجز الدين أن يكون حاكما للإنسان على قاعدة أنه يتفق معه على أن الدين ملزم لمن ألتزم به والمخالف ملتزم أيضا بذات الشعار وبالتالي لا مشكلة أن يقر بالتناقض بين المعتقدات والجمع بينها دون مزاحمة أو تعارض ,هذا الحال مثالي فوق العادة وطوباوي وخالي من الواقعية وبالتالي لا يمكنني كإنسان أدافع عن قيمي أن أراها تتعرض للمساواة مثلا مع نقيضها وأقبل التعامل معها كأنها واحد.
قبل الغوص في التفاصيل علينا أن نرجع لأصل فكرة العلمانية ومنشأها الأول التاريخي حيث أن الفكرة بالأساس لم تولد كفلسفة ترمي لفصل الدين عن الحياة المدنية ولا نشأت من تفكير منعزل عن واقع فرض ولادة خاصة لها .العلمانية بالأصل هي محاولة الكنيسة المسيحية أن تضع حدود خاصة بين جهازها التكويني المعتمد على التخصص في الأداء الوظيفي ,فهناك كانت طبقة من الأفراد تتولى الشؤون الدينية والتعامل المباشر بها وجها لوجه هم طبقة الكهنوت طبقة الاختصاص بالتنظير والتبشير والدعوة والوعظ وكل ما يتعلق بشؤون الرعية من ربط بين الدين وبينهم , بالأصح هم الناظر على الدين والرقيب الدنيوي .
هذه الطبقة متفرغة للشأن الديني تماما أو كما يسمونها خدمة الرب وخدام الرب لا بد لهم من مجهود مساند لأداء الوظيفة هم الإداريون والتنفيذيون ذوي المهارات وليس لهم شأن ديني بشكل مباشر ,كانت طبقة الكهنوت وبحكم الإرث الديني يتميزون بشكلية فردية تخصهم وحدهم باللباس والتشريف والمظهر الخارجي التي هي من شروط العمل الكهنوتي التي لا يمكن التغاضي عن مراعاتها لأي سبب ,بالمقابل الطبقة الأخرى كانوا مجرد موظفين لا علاقة بين ما يميزهم وبين شكليات الكهنوت ولكن الجميع كانوا يخدمون في الكنيسة وللتفريق سمي الفريق الثاني علمانيون وصفا مميزا عن الكهنة .
العلمانية أذن نشأت من داخل الكنيسة نشأت كمصطلح عملي ليدخل التاريخ هكذا بهذا العنوان ,طبقة مقابل طبقة وفريق مقابل فريق ولكن الكل كنسيون , أكثر العلمانيون كما قلنا إداريون وخدم للكنيسة يتعاملون بالجزء الذي لا يتعامل به الكهنة الرسم الموسيقى الهندسة والعمارة النحت الإدارة المالية كل ما يتصل بالعلوم والفنون كانوا علمانيون قد يكونوا مؤمنين متدينون لكنهم بعيدا عن خدمة الدين وخدمة الرب حتى تضخم وجودهم مع تضخم الكنيسة ودورها في الحياة ,صار لهم وجود ضروري ومؤثر وفاعل لأنهم في تماس مع التطور العلمي والفني والفكري الخالي من روح الدين .
من هذه النقطة جاء الانفصال بين العلمانيون وبين الكنيسة ليس على أساس الفصل بين الدين والدولة ولكن الفصل بين ما هو علمي وعملي وحياتي وعام عن الديني الخاص ,صار العلمانيون طبقة فاعلة في المجتمع شجعت تعلم العلوم التي كانت تحرمها الكنيسة وانخرطوا فيها بقوة حتى صار المدني عموما هو علماني التفكير بينما بقى الكهنوتي متماشيا مع توجهات الكنيسة التي هزمت أخيرا على يد الصناعيين والقوميين الذين هم نتاج نمو طبقة العلمانيين ليشكلوا الند التأريخي للكنيسة ويخوضوا حرب ضدها أدت إلى عزلها عن الحياة العامة واقتصار دورها على الروحيات فقط .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فصل الدين أو الأنفصال عنه ج2
- الدين والدولة والإنسان ح1
- الدين والدولة والإنسان ح2
- الجريمة التاريخية ج1
- الجريمة التاريخية ج2
- حروفك أمنا مريم
- لأطفال الله الذين يغتسلون بمطر من نار
- المدنية خيار الإنسان والسماء
- بشر وأي بشر ؟.
- اللا وعي ومفهوم اللا شعور
- الطبيعة والإنسان الكوني
- الطبيعة والإنسان الكوني
- النظم السياسية وقضية الإنسان ج3
- النظم السياسية وقضية الإنسان ج2
- النظم السياسية وقضية الإنسان ج1
- المدنية السياسية وأساسها الحضاري
- الدولة الإسلامية والدولة السلفية
- نبي المدافع
- إلى كل من يريد أن يجعل من المالكي مشكلة الوجود الأولى .
- خيار السلام وطريق المقاومة


المزيد.....




- أقباط مصر يحتفلون بعيد القيامة.. إليكم نص تهنئة السيسي ونجيب ...
- إدانات لإسرائيل.. إسطنبول تستضيف مؤتمرا دوليا لمكافحة العنصر ...
- مفتي رواندا: المسلمون يشاركون بفاعلية في تنمية الدولة
- هاجروا نحو -الجنة- في أوروبا... أسر تونسية تبحث عن أبنائها ب ...
- تهديدات -كاذبة- تطاول 3 معابد يهودية في نيويورك
- تهديدات -كاذبة- بوجود قنابل تستهدف معابد يهودية ومتحفا في ني ...
- الكنائس الفلسطينية: منع وصول المصلين لكنيسة القيامة انتهاك ل ...
- مطبوعة عليها يد النبي محمد.. جدل على مواقع التواصل بشأن وثيق ...
- ألمانيا: مظاهرة لمجموعة متطرفة طالبت بـ-تطبيق الشريعة وإقامة ...
- الكنائس الشرقية الفلسطينية تقصر الاحتفالات بعيد الفصح على ال ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - فصل الدين أو الأنفصال عنه ج1