أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - تعميق أزمة الدولة ح2














المزيد.....

تعميق أزمة الدولة ح2


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4525 - 2014 / 7 / 27 - 19:58
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كلما أصر الإنسان الحاكم على ممارسة السلطة الغاشمة تزداد الأزمة تعقيدا وتؤدي إلى نتائج كارثية على المجتمع وهتك للقانون وتتحول لغة الحوار بين الشعب والسلطة إلى لغة القوة والسلاح الذي سيطال الجميع عندما يخرج البعض حاملا السلاح بوجه الدولة لأن محاور التفاهم مغلقة,كلا من السلطة والمتمرد على استعداد لهتك كل الحدود وأهمها حقوق الإنسان عندما يجعل موضوع الأنتصار على الأخر الهدف الأساسي وليس أنتصار قيم الإنسان ,تتشخصن المعركة هنا بين منهجين متضادين لا يلتقيان لا في رؤية ولا في منهج سوى لغة السلاح.
قد يظن البعض أن المشكلة التي أشرنا عليها هي من طبائع البشر الأعتيادية التي تدور بين الرغبة بالبقاء في أطار مجتمع وتنازع على الصلاحيات داخل هذه الرغبة ,والحقيقة أن الأمر لا يجري هكذا ولا يفسر بهذه الصورة خاصة وأن الفرض يكون على مستوى التنازع على سطح بمستوى واحد مثلا نزاع النظائر بين الأقران , لكن هذا التنازع يكون على أساس تناقض ناتج عن خلل في تطبيق قواعد العقد الأجتماعي الذي توافق عليه المجتمع بين أفراده على أساس أنهم متساوون فيه .
الشعور بخرق هذا الإحساس ومن خلال وقائع على الأرض يحاول كل طرف متضرر أن يطالب بحقه وكل طرف متعدي يحاول تبرير ذلك بمسوغات مختلفة قد يصلوا للحل الوسط ,ولكن ليس في كل الأحوال هناك نقاط لا تقبل المساومة وهي نقاط الوجود والهوية الذاتية والمصير المتعلق بالمستقبل لا يمكن لعاقل أن يساوم على هذه أما أن تكون القواعد النظامية حاكمة وفق مبدأ العدالة أو تنتهي بإنشقاق عنها .
أزمة الدولة هي من أزمة الإنسان ذاته حينما ينحاز عن مسرى الطبيعة وحين يفشل أن يتوافق مع الطبيعة مع توازنات محفوفة دوما بمزالق تخرج عربة الإنسان عن سكة الاستقامة التي تحفظ وجوده , هنا يدخل الدين عامل تهذيب وأرشاد وتقويم وحفظ للمسيرة وليس شرطيا يمارس مهمة النصح بالهراوة وبالوجه الحديدي , الدين يلعب دور المنبه الناصح ليحافظ على توازن الأنا من خلال وعي ذاتي خفي مصدره رجاء وخوف من صاحب الدين , هذا الأسلوب هو الأنسب والأقرب لطبيعة الإنسان من أسلوب الزجر والتهديد السلطوي الذي يمارسه القانون والعرف والقوة .
المعالجات الترقيعية التي تستمد شرعيتها من القانون الوضعي لا تفلح دوما في معالجة الأزمة الكونية ولا تستطيع أن تقود المجتمع إلى سلام ما لم يكون القانون والمعالجة تخاطب عقل الإنسان وضميره الفردي والجمعي وتحث فيه روح التعاون والتكامل ما بين شروط العقل وما بين سلوكيات النفس , قد يقول أحدهم أن هذا الكلام فيه من المثالية ما يمنع من تجسيده واقعا وأن سيادة القانون يمكنها أن تضبط التوازن , أقول وبكل صراحة كلام مثالي لكنه واقعي ونجح في مرات عدة حين أحتكم الإنسان للعقل ولكن القانون وعلى مدى ألاف السنين لم ينجح جذريا في ضبط السلوك الحسي دوما بالقوة والدليل أننا ما زلنا نعيش عصر الأزمات مع رقي مذهل بقواعد العلم والدراسات الأجتماعية .
إن تجريد المجتمع من روحياته وعزل الدوافع المثالية والروحية الفاعلة بخفاء وبذاتية سيرتد على الإنسان ليحوله إلى كائن مادي متضخم بما يملك من أسباب مشجعة على التزاحم لأن من قيم المجتمع المادي المنافسة ,ولولا بقية من قيم أخلاقية ترتبط بالإنسانية وهي بالمناسبة قيم مثالية لوجدنا المجتمعات العلمانية والليبرالية (المادية) أشد وحشية للتعامل فيما بينها ولنا في التجربة الشيوعية في مراحلها الأولى من قسوة تعدت الوصف الخارج عن كل قيم الإنسان وأيضا ما نلمسه اليوم من سلوكيات المجتمعات الإمبريالية من تصرفات مع الشعوب الفقيرة وخاصة الضعيفة أقتصاديا وأجتماعيا والدليل كوبا التي مضى على حصارها أكثر من خمسون عاما بحجة الديمقراطية ومتطلبات الصراعي العقائدي بينها وبين الولايات المتحدة الأمريكية .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإنسان والإسلام والدولة ح1
- الإنسان والإسلام والدولة ح2
- العرب بين البحث عن الهوية وهموم المستقبل ح2
- العرب بين البحث عن الهوية وهموم المستقبل ح1
- قرعان أم عبد _ قصة قصيرة
- حقيقة الدين ومفهوم الإيمان ح2
- حقيقة الدين ومفهوم الإيمان ح1
- الإنسان الحاكم والمحكوم ح2
- الإنسان الحاكم والمحكوم ح1
- الإنسان الحاكم والمحكوم ح3
- أبتلاء الرب ح2
- أبتلاء الرب ح1
- البحث عن الطوطم ح1
- البحث عن الطوطم ح2
- تزييف الفكرة
- تشريع الوهم ووهم التشريع
- وهم الدولة الإسلامية ج2
- وهم الدولة الإسلامية ج1
- فصل الدين أو الأنفصال عنه ج1
- فصل الدين أو الأنفصال عنه ج2


المزيد.....




- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - تعميق أزمة الدولة ح2