أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد صادق - بينَ الواقِع المَرير والخيال الرومانسي














المزيد.....

بينَ الواقِع المَرير والخيال الرومانسي


محمد صادق

الحوار المتمدن-العدد: 4531 - 2014 / 8 / 2 - 19:10
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


منذُ مايُقارب الخَمسَة عشرَ قَرناً والمُسلمون يُعانون أشد المرارة والضعف واقسى الهوانْ والتأخر والجهل والفُرقَه والمَرَض وكل صنوف المُعاناة ناهيك عن مليارات القَتلى والمُعَوَقين والأيتام والأرامل والمَظلومين والمَظلومات والفُقُر وَغياب العداله والفَساد وكل الأمراض التي لا دَواءَ لها في الصيديليات والمراكز الصحية وباتَ العِلمُ عاجزاً عن إكتشاف دواءاً يُعينُهُم في عِلَّتِهِم المُستَعصيه فهُم أجسادٌ في الأرض بلا رؤوس , لقد وُلِدوا واقعياً في الأرض كما وُلِد بقيةُ البَشَر لكنهم إختاروا العَيشَ في الخَيال , لقد وُلِدوا في هذه الدنيا لكنهُم يَعِدّون العِدَّة للعيش أُمراءأً يَخدِمُهُم آخرون في زَمِنٍ آخر , لذلك لايَستطيعون تقديم الخَدَماتِ للآخرين في الواقع , لقد قرروا رفض حياة هذه الدنيا , لذلك تراهُم كالمُغَيَبينَ عن الواقِع لايَعرفونَ مايَدورُ حَولَهُم , أجسادَهُم تَعيشُ في الأرضِ وَعيونَهُم تَصبوا الى السماء , لقد قُتِلَ وَشُرِّدَ مِنهُم ملايين الأطفال خلال هذه الخمسة عَشَرَ قرون وَلَم يُحَرِّكوا ساكناً , فَقُتِلَ ملايين الشياب المسلمين وكأنَّ شيئاً لَم يَحدَث , فَقُتِلَ منهُم وَرُمِّلَت ملايين النساء ولا أحَد يَتَذَكَّر حتى أسماؤُهُم , وَقُتِلَ ملايين الكهول والشيوخ ولا أحد يُحَرِّكُ ساكناً , حتى أصبحنا كَمُرتادي المَسارح وقاعات السينما وَنَعتَبِرُ كل الذي نَراهُ فِلماً ولازُلنا نَعتَبِر المُمَثلينَ أحياءاً , تُدفنُ شعوبٌ مسلمة كامِله تحت التُراب حتى بَدَأنا نُقَدِّسُ الدافنين , وَلا شعورَ لِمَن تُنادي , إنه الصَمتُ الرهيب من الواقعِ والخَيال , الكُل صامت والكُل قانِع والكُل يَعتَقِد بأنَّه بلاءٌ حتى أصبَحَ ألإنسانُ عَبداً قَنوعاً لِما يُصيبَهُ من بلاء وَمن آفاتْ وباتَ الإنسانُ يَحمُدُ ما هو فيه بل وَيَشكُرُ عندما يَشعر بفسحةِ من الأمل وَعطلةٍ قصيرَةٍ للحَرب من كثرة النِعَم والمَكارِم وكأننا مُجَرَد طُلّابٍ وَمُراهقين نَخرُجُ مِن إمتِحانٍ لِنَدخُلَ إمتِحان آخر , وَمِن حَربٍ الى أخرى وَمِن مأساةٍ الى أُخرى وَمن كارِثَةٍ الى أُخرى وكأننا دُمى لُعبَةِ شَطرَنج بينَ مُتَصارِعَينِ هما الواقع والخَيال وَمَشاريعَ قَتلى دِفاعاً عن السُلطانْ , والسلطانُ لايُدافِعُ عن نَفسِه بل لا يُقَدِّمُ حتى تَعزيزات القِتال للمُدافعينَ عَنهُ ولا نَعلَم إنَّ خَيالُنا باتَ مُهَدَّداً بَعدَ أن سَقطَ الخط الدفاع الأول وهُم الأطفال ومن ثُمَّ سَقَطَ خَطُ الدفاع الثاني وَهُم الشباب , وقَد تَوالَت الإنكسارات والهزائِم وَسَقَطت الأُمّهات وَجميع النساء , فَسَقَطَ شيوخُ وَحُكماء الأُمَّه , وَقبلَ أيام سَقَط جَمعٌ غَفيرٌ مِنَ الأنبياءْ وَتَمَ تَفجيرَهُم وَلَم نَرى شيئاً يَحدَث , فالمُفَجِّرون بأحسَن حال وَسَيَعيشونَ كما نَعيشُ نَحنُ وسيَموتون كما نموتُ نحنُ , لقد باتَ المَلِكُ قابَ قَوسَينِ أو أدنى للنيلِ منه , فَوزراَءَهُ مُحاصَرون أيضا وَمُهَدَّدون بالذَبحِ والقَتلِ والأسر ,ِ إنَّهُم يَلفظونَ أنفاسَهُم الأخيرة لأنّهُ لم يبقى جنود كي يُدافِعَ عَنهُم فَكُلُهُم قد قُتِلوا وَشِرِّدوا وَهُجِّروا فالنهايةُ هو نَصرٌ مؤَزَّرٌ للواقِعِ المَرير الحقيقي على الخيالِ الجميل الرومانسي الرائع , فالكُلُ ساكنٌ صامِتٌ يَنتَظِرُ الهَديرْ والصَدمَه والنتيجة النهائيه وهل سَيُقتَلُ بَطَل الفِلمِ أم لا ؟ أتَعَجَّبُ من أُمَّه تبقى في الإمتحان أكثر من المُدّه المُحَدَّدَه لها وَبَقية الأُمَم تَفتَخر بِنَتائجها وَدَرَجاتها المُمتازة ! أمم تكافِحُ مِن أجل تأمين مُستَقبَل أجيالِها , وأمَّه وحيدة فاشلِه تُمَجِّدُ دَرَجاتِ أمواتها و أسلافِها , أيُها المُسلمون لا تَقِفوا سَداً مَنيعاً أمامَ قوة الله , فتلك القُوّة تَدفَعَكُم الى أمام وليسَ إلى الخَلف , سيروا بإتجاه الريح كي تَصلوا بسرعه الى أهدافِكُم ولتَتَوَقَّف حمامات الدَّم بينكم ولاتَسيروا عَكس إتجاه الريحِ فَتَبقوا في مكانكم وَتَختَنِقوا في النهايه ! أيها المُسلمون كي لا تَخسروا أكثر حاولوا ترتيبَ خَيالاتِكُم حَسَبَ المُستَجَدات الواقعيه وَليسَ حَسَبَ الضَرورات الخَياليه كي تَهنؤوا وَتُزرعوا وَتُنتِجوا في الحياة الأولى وِتَحصِدوا ثمارَ جهودِكُم الجَبارَهَ في الحياة الآخِرة فالحَسَنَةُ بِعَشرَةِ أمثالِها إنْ كُنتُم تَتَدَّبَرون ! تَحَرَكوا أيُها المُسلمون قبلَ فوات الأوان , فَمِنكُم الحرَكَه وَمِنَ الله البَرَكه , أم سَتَبقونَ نائِمين ؟ رَغمَ إنَّهُ لاضَيرَ في نَومِكُم , لكن شَخيرَكُم بَدأ يُزعج وَيُقلِق الإنسانيه !.



#محمد_صادق (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكُرد والخطوط الحُمر للجيران
- جاره كى ئه ز جومه فه ره نسا
- الدخول فقط لمن يتقنون اللغة الكردية
- قصة حقيقية من عُمق الإرهاب_الجزء الخامس
- نَحنُ الكُرد مُسلمون ولاحاجَةَ لنا بإخوان المُسلمين
- قصة حقيقية من عُمق الإرهاب_الجزء الرابع
- قصّةٌ حقيقية من عُمق الإرهاب _ الجزء الثالث
- قصّةٌ حقيقية من عُمق الإرهاب _ الجزء الثاني
- قصةٌ مؤلِمه من عُمق الإرهاب _ الجزء الأول
- حريق سوق مدينة دهوك
- سَهمٌ هَوى أَذرَفَ دَمْعا
- أعداءٌ في ألأرض وشَهداءٌ في السَماء
- رَبيعُ الغَربِ وَخَريفُ الشَرقِ وأكتشاف كَوكَبَينِ جَديدَين
- هذا حَلالٌ وَذاكَ حَرامْ
- رُبَّما قد فَتَحنا البرميل بالمقلوب
- ويَسألونك عن الأنفال...
- هَديتي الى النجمة برواس حسين
- كردستان مُعَلَّقّةٌ بين السماء والأرض
- من أخلاق النضال والكفاح
- أُغَرِّد للغائبينَ في هذا الزَمانا


المزيد.....




- سلي أطفالك في الحر.. طريقة تحديث تردد قناة طيور الجنة 2025 T ...
- صحفي يهودي: مشروع -إسرائيل الكبرى- هدفه محو الشرق الأوسط
- نبوءة حزقيال وحرب إيران وتمهيد الخلاص المسيحاني لإسرائيل
- الجهاد الاسلامي: الإدارة الأميركية الراعي الرسمي لـ-إرهاب ال ...
- المرشد الأعلى علي خامنئي اختار 3 شخصيات لخلافته في حال اغتيا ...
- حماس: إحراق المستوطنين للقرآن امتداد للحرب الدينية التي يقود ...
- عم بفرش اسناني.. ثبت تردد قناة طيور الجنة 2025 على الأقمار ا ...
- تردد قناة طيور الجنة: ثبت التردد على التلفاز واستمتع بأحلى ا ...
- مصادر إيرانية: المرشد الأعلى علي خامنئي يسمي 3 شخصيات لخلافت ...
- طريقة تثبيت قناة طيور الجنة بيبي على القمر نايل سات وعرب سات ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد صادق - بينَ الواقِع المَرير والخيال الرومانسي