أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد صادق - رُبَّما قد فَتَحنا البرميل بالمقلوب














المزيد.....

رُبَّما قد فَتَحنا البرميل بالمقلوب


محمد صادق

الحوار المتمدن-العدد: 4065 - 2013 / 4 / 17 - 18:32
المحور: كتابات ساخرة
    


هناك صديقان دوماً يلتَقيان بين أُمسية واُخرى ويتجاذبان أطراف الحديث ويتبادلان أحدث النُكَت ( بالباكيت ) يتكلمون في السياسة وفي الاقتصاد وفي المسائل الاجتماعية والحب والرومانسية وتتَخَلَلُها نكات ( مُزحة ) مُضحكة بعضُعها ولشدة قوتها وإخراجها تَدمَع لها العَينان وتهتَز البطون من كثرة الضحك , وفي أحدى الأُمسيات وكعادَتِهِم أستَرسَلوا في الحديث والنقاش حول مواضيع الساعة الحارة منها والباردة , وبعدها تَعَرَجوا على الموضوع الإجتماعي في الحب والزواج أيامَهُ الحلوة وشهرهُ العسل ومايأتي بعدهُ من مشاكل والتزامات وأعباء مالية ومشاكل الأولاد واحتياجات البنات العصرية من أخر الصيحات والموديلات , وكلٌ منهم يشرح حياته ومشاكلهُ وفترات سعادته للآخَر , وفي هذه المَعمَعة العَويصة , تَذَكّر أحدهُم مقولة في هذا الخصوص كان قد سمعها في اليوم السابق وأستأذن من صاحبه ليتلوا عليه هذه المقولة الحارة وبالباكيت , قال لصاحبه , يقولون ان مؤسسة الزواج مثل برميل مملوء بالقاذورات والاوساخ والنفايات الى ما قبل نهايته وبعدها تأتي طبقة خفيفة من العسل تُغَطي القاذورات والأوساخ النتنة , فطبقة العسل الخفيفة تَرمز الى شهر العسل بالبداية وسعادة السنة الاولى من الزواج والتي تخلو من المشاكل والمعوقات في أغلب الحالات , أما باقي البرميل المملوء بالنفايات والاوساخ فترمز الى المشاكل والنكبات والأحزان والشجار اليومي على اتفه الاسباب وثقل الاعباء المالية وظروف البلد المأساوية , ولذلك عندما نفتح البرميل من الأعلى تكون بدايتهُ حلوة لفترة قصيرة ومن ثم تبدأ المَرارة الى النهاية , وهنا بدأ صاحبنا المُستَمع يَهُزَ رأسهُ وبدا إنهُ شارد الذهن لوهلة لايتكلم , فسألَهُ صاحبه مابك ياصديقي هل توافقني على هذا التشبيه ؟ طأطأ رأسَهُ وأجاب انني أوافقك الراي , لكن يبدو لي إنني قد فَتَحتُ برميلي بالمقلوب فأنفجرَ صاحبنا بالضحك من أعماقه ولدقائق معدودة من طرافة ومفاجأة ما سَمَع , وبعدها أصبحت نكته يتداولها الاصدقاء والاقرباء .
يبدو لي إن العراق مثل هذا البرميل , لكن نحن لم نفلَح في فتحه من الأعلى وحتى لم نعرف فَتحَهُ من الأسفل كما صاحبنا هذا , بل وكما يبدو لي إننا فتحناه من الجانب , فَغَرقنا في الأوساخ والمياه الآسنة وبُرَك الدماء والفساد والتناحر ورائحة الطائفية النتنه وأنهكنا التعب والمشاكل اليومية والأمراض فلا نحن بمقدورنا الصعود لنصل طبقة العسل ليعم الخير والسعادة الجميع ولا نحن بمقدورنا حتى المحاولة بالخروج من الفتحة التي دخلنا منها فقد تاهَت علينا الحسبة , وكل خوفي وقَلَقي أن نَنحدرالى الأسفل و نَنغَمس في قعر البرميل .
محمد صادق
17-4-2013



#محمد_صادق (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ويَسألونك عن الأنفال...
- هَديتي الى النجمة برواس حسين
- كردستان مُعَلَّقّةٌ بين السماء والأرض
- من أخلاق النضال والكفاح
- أُغَرِّد للغائبينَ في هذا الزَمانا
- شُكراً ياإلهي
- إلى ألسيد هارون مُحَمّد
- وُلِدْنا أحراً .. كَبِرنا أغناماً
- إعتذاري للمستقبل
- الكُرد مسلمون في الواجبات وكُّفار في طلب الحقوق
- بلا عنوان , فالعِنوانُ قد هَجَرْ
- أُمَةٌ بلا أجيال
- ألفنّانُ المجهول هو إحسانٌ وَفَرَجٌ للإنسانية
- إلغاء سياسة التهميش في مدغشقر وسياسة الإقصاء في زيمبابوي
- كفاكم تبيعوننا أوهاماً , كفاكم الضحك علينا
- حَربُ المئَة عام المقبلة
- ألشَرخُ ألأوسَخ
- ألنصرُ دوماً للعقل
- إسرائيلُ الشيعةِ هُم السِنّه..وإسرائيلُ ألسِنّةِ هُم ألشيعَه
- إسرائيل الشيعةِ هُم ألسِنّه .. وإسرائيلُ ألسنّةِ هُم ألشيعه


المزيد.....




- الفن والقضية الفلسطينية مع الفنانة ميس أبو صاع (2)
- من -الست- إلى -روكي الغلابة-.. هيمنة نسائية على بطولات أفلام ...
- دواين جونسون بشكل جديد كليًا في فيلم -The Smashing Machine-. ...
- -سماء بلا أرض-.. حكاية إنسانية تفتتح مسابقة -نظرة ما- في مهر ...
- البابا فرنسيس سيظهر في فيلم وثائقي لمخرج أمريكي شهير (صورة) ...
- تكريم ضحايا مهرجان نوفا الموسيقى في يوم الذكرى الإسرائيلي
- المقابلة الأخيرة للبابا فرنسيس في فيلم وثائقي لمارتن سكورسيز ...
- طفل يُتلف لوحة فنية تُقدر قيمتها بخمسين مليون يورو في متحف ه ...
- بوتين يمنح عازف كمان وقائد أوركسترا روسيا مشهورا لقب -بطل ال ...
- كيلوغ: توقيع اتفاقية المعادن بين واشنطن وكييف تأخر بسبب ترجم ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد صادق - رُبَّما قد فَتَحنا البرميل بالمقلوب