أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - محمد صادق - قصّةٌ حقيقية من عُمق الإرهاب _ الجزء الثالث














المزيد.....

قصّةٌ حقيقية من عُمق الإرهاب _ الجزء الثالث


محمد صادق

الحوار المتمدن-العدد: 4133 - 2013 / 6 / 24 - 21:28
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


وعندما هَمِمتُ بنزع الكيس الأسود من على وجهي , سَحَبتُهُ ورفَعتُهُ من رأسي , بدت لي غرفة مُظلمة لثواني ورويداً رويداً بدا النور يَتَسع ويَضوي زوايا الغُرفة , فرأيتُ أناساً آخرين من أمثالي يَفترشون أرض الغرفة ويَتَقاسمونَ معي تلك الزنزانة الواسعة التي يأنُّ جدرانها من ألَمِ صُراخات المُعَذَبين وتحكي حكايات هموم بَشَرٍ وآهات أستنجادِهِم بأُمَهاتهِم وآبائهِم أثناء التعذيب من قبل هؤلاء الذين فقدوا إنسانيَتِهم والمحيطين بنا كأشباه البشر , وبعد سكون رهيبٍ وَتفكيرٍ مُشَوَّش وكأنني غير قادر على التركيز والتذكير , في هذه الأثناء لاحَتْ مَسامع أُذُناي ضوضاء كلامٍ بعضٍ من الذين غَدَرَ بهم الزمان وَحُشِروا قبلي في هذا المكان وبنبرة الأسير لدى عَدوَّهُ للتَوِ , وكأنَّهُم غير راضينَ بهذا التَعامل اللاإنساني على شكل إحتجاج مؤدَّب , وكان من أحد المُحتَجين رجل وقور وَوسيم ويبدو عليه كأنَّهُ شَيخٌ أو عزيز قوم, وكان كلامُهُ مُغَلَّفٌ بنوع من التَهديد والوَعيد إذا هُم أستَمَروا بإحتجازِهِ وَلَم يُطلِقوا سَراحَهُ , وهنا تَدَخَلَ شخصٌ عبوس عرفت بعدها إنَّه أمير الجماعة وهو الحاكمُ والناهي والمُفتَرسُ في هذا الوَكر , وهو يُلَوّح لأتباعهِ بِفعلِ القُبحَ والشناعة والرذيلة مع هذا المسكين العزيز لِدَحرِ كَرامَتِهِ وأختطافَ عزة نَفسِهِ وَقَتل وِقارِهِ
وقد تَمَ لهم مايريدون بعد وَهنِ وضَعف مُقاومة الضحية وأمام أعين المُختَطَفين المساكين الآخرين , وبعد الأنتهاء من الأنقضاض الحيواني الجماعي على الضحية , كما يقول صاحبي المُختَطَف ( ش ) , جاء دَورَهُ في التَحقيق بعد أن إستدرك قائلاً كان هناك قاطعاَ ينتصف الغرفة فأخذوني الى النصف بعد القاطع , حيث هناك الحاكم ويقف خلفهُ شخصان مُدَجَجان بالسلاح وكُلُهُم مُلَثَمين , ولا أرى وجوهَهُم فبدأ الحاكمُ بسؤالي : لماذا تَعمَل مع شركة إسرائيلية ؟ وبعدَ أن تَيَقَنتُ من لهجَتِهِ وأنها لهجَة مَنطقة ساخنة في بغداد , فأجَبتُهُ بنفس اللهجة وكأني من تلك المنطقة وقُلتُ لهُ : إنَ الشركة التي أعملُ بها حالياً هي شركة إتصالات عراقية , وأصحابُها عراقيون ورأس مالها عراقي , وكل المُهندسين والفنيين والعمال هم عراقيين أيضاً ولايوجد إسرائيلي واحد في الشركة , فَرَدَّ علي بسرعة البَرق : من أين أنت ؟ يبدو انك من بغداد ؟ , فَقُلتُ لهُ , بل أنا عراقي كُردي وتستطيع التأكُد من هويتي التي معكم , فَتَمَعَّنَ بهويتي , ويبدو إنّهُ تأكد مما أقول , فقال لي هل شركتك مستَعدة لدفع فديَتكَ ؟ أجَبتُهُ لا أدري , فقال إذا إتَّصل بشركتك الآن وأطلب منهم ذلك , وفعلاً قُمتُ بالإتصال بشخص يعمل معي في الشركة ذاتها أسمُهُ ( ك ) بواسطة جهاز الإتصال من نوع ثُرَيا كنا نستخدمهُ بيننا لتمشية أمور الشركة , تَكَلَمتُ مع زميلي وأبلَغتُهُ بأنني مُختَطَف لدى جماعة ويطلبون الفدية , ولم أستطع تكملة الحديث لأن الجهاز فارقَ أُذني , وأخذَ المُختَطِفون يَتَكَلمون مع زميلي يُطالبونَهُ بمبلغ 100000 دولار أمريكي وبالسرعة , ويبدو أن صاحبي قد وافق على ذلك بَعدَ الطَلب والتوسل منهم بإمهالِهِ قليل من الوقت ليَتَدَبَّر المبلغ , فكان رَدَّهُم عليه كلما نَفَذت الأمر بسرعة كُلَما يُمكننا تقليل المبلغ وأغلقوا الهاتف بوجههِ وبدؤا يضربونني ضَرباً مُبرَحاً دون أدنى رَحمَه بنهايات بنادقهم الحديدية وفي كل أجزاء جسمي الحساسة حتى أخرجوني من الغُرفة وأغلبُ فتحات جسمي تَنزُفُ دَماً ... إنتظرونا في الجزء المُقبل ....
محمد صادق
24-6-2013



#محمد_صادق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصّةٌ حقيقية من عُمق الإرهاب _ الجزء الثاني
- قصةٌ مؤلِمه من عُمق الإرهاب _ الجزء الأول
- حريق سوق مدينة دهوك
- سَهمٌ هَوى أَذرَفَ دَمْعا
- أعداءٌ في ألأرض وشَهداءٌ في السَماء
- رَبيعُ الغَربِ وَخَريفُ الشَرقِ وأكتشاف كَوكَبَينِ جَديدَين
- هذا حَلالٌ وَذاكَ حَرامْ
- رُبَّما قد فَتَحنا البرميل بالمقلوب
- ويَسألونك عن الأنفال...
- هَديتي الى النجمة برواس حسين
- كردستان مُعَلَّقّةٌ بين السماء والأرض
- من أخلاق النضال والكفاح
- أُغَرِّد للغائبينَ في هذا الزَمانا
- شُكراً ياإلهي
- إلى ألسيد هارون مُحَمّد
- وُلِدْنا أحراً .. كَبِرنا أغناماً
- إعتذاري للمستقبل
- الكُرد مسلمون في الواجبات وكُّفار في طلب الحقوق
- بلا عنوان , فالعِنوانُ قد هَجَرْ
- أُمَةٌ بلا أجيال


المزيد.....




- -نوفوستي-: رئيس طاجيكستان سيحضر احتفالات عيد النصر في موسكو ...
- أسوأ مقابلات التوظيف: ما الذي يمكن أن نتعلمه منها؟
- فيديو: انتفاضة الطلبة في الجامعات الأمريكية دعماً لغزة تمتد ...
- مفتش البحرية الألمانية يطالب بتعزيز الأسطول بسفن جديدة
- ظاهرة النينيو تفتك بشرق أفريقيا
- وزارة الداخلية الروسية تدرج زيلينسكي على لائحة المطلوبين
- أكثر من 6.6 ألف جندي وأنظمة HIMARS وIRIS-T.. الدفاع الروسية ...
- مصر.. تطورات قضائية على قضية طالبة العريش
- إسبانيا ترفض انتقادات الأرجنتين الرافضة لانتقادات إسبانية سا ...
- هروب من دبابة أبرامس أمريكية الصنع


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - محمد صادق - قصّةٌ حقيقية من عُمق الإرهاب _ الجزء الثالث