من جنين إلى البريج شعب فلسطين يحيي العيد بالدم

نضال حمد

الحوار المتمدن-العدد: 331 - 2002 / 12 / 8 - 01:45
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

إرهابيات

6-12-2002

( من جنين إلى البريج شعب فلسطين يحيي العيد بالدم)

من جديد تعيد القوات الصهيونية استئناف مذابحها غير آبهة بالعيد ولا بمشاعر ملايين المسلمين من الذي أرادوا قضاء العيد بعيدا عن القمع والقتل والاغتيال, بعيدا عن سياسة الرعب الصهيونية, تلك التي يتبعها الضبع شارون وتمارسها وحدات يهوشع التي تحاصر أريحا الكنعانية الحديثة, وأريحا التي حاصرها سابقا وذبح أهلها غلاة اليهود القدامى هي فلسطين اليوم التي يحتلها غلاة الصهاينة ويعيثون فيها قتلا ودمارا وإرهابا.

مع الفجر توغل الغزاة من جند الشيطان الصهيوني إلى مخيم البريج في قطاع غزة, فقتلوا عشرة فلسطينيين أبرياء وجرحوا العشرات, لم يكن لدى الجنود سوى هدف واحد, هو القتل والترهيب والتدمير. ثم اعتقلوا بعض الأهالي بعد أن قاموا بتلغيم المنازل ومن ثم تفجيرها على مسمع ومرأى من أصحابها الذين أخذوا كرهائن و استعملوا دروعا بشرية حتى يتمكن الجنود الأوباش من الانسحاب بسلام من مخيم البريج الذي استبسل أبناءه في الدفاع عنه وعن أهاليهم. اليوم البريج وأمس جنين ونابلس والخليل وغدا أي مخيم أو مدينة أو قرية فلسطينية يريدها قادة الدولة اليهودية الأصولية الإرهابية. أنه موسم القتل المبارك من قبل جورج بوش وأرادته, هذا الوبش الأمريكي الذي أعطى أمس إشارة واضحة لشارون وقادة جيشه تدعوهم للاستمرار في سياسة المجازر والدمار والمذابح والاحتلال.

 لقد قال بوش يوم أمس أنه يتفهم الأسباب التي تدفع إسرائيل للرد بهذه الطريقة. وكان بوش طبعا يقصد بكلامه أن الانتفاضة التي يعتبرها هو وأدارته إرهابا وعنفا هي السبب الذي يبرر لإسرائيل ارتكابها المذابح والمجازر وسياسة العقوبات الجماعية. والرئيس الأمريكي يبرر للتحالف الدولي استخدام القوة ضد العراق فتقتل طائراته الحربية المدنيين في جنوبه وشماله وتحاصر باقي البلاد منذ أعوام طويلة غير آبهة بكل ما يشكله الحصار المحكم من موت وضيق وجوع وعوز وأمراض لسكان بلاد الرافدين. كل هذا يحدث باسم الدفاع عن حقوق الإنسان في العراق ومن اجل لجم وإسقاط الأنظمة الظالمة وكأن إسرائيل دولة توزع السلام والعدل وحقوق الإنسان على مواطنيها وجيرانها وكل سكان المعمورة.

 كان الأحرى ببوش أن يعطف على الفلسطينيين كما يعطف على العراقيين, لأن مأساة الشعب الفلسطيني واضحة وجلية وهذا الشعب يذبح بأسلحة أمريكا المحرمة وغير المحرمة. والموقف الأخلاقي يجب أن يعامل إسرائيل بالمثل فيعلنها دولة مارقة وملعونة ويعلن حكامها مجرمي حرب ويصورهم في الأعلام كما هم بدون تجميل لأنهم ليسوا بحاجة لمكياج فتاريخهم وحاضرهم واحد ويتكلم بلسانهم ويصور أيامهم ومستقبلهم كما تاريخهم و حاضرهم الإرهابي.  

 كما أن مستقبلهم سيكون إرهابي وإجرامي  بمساعدة وهمة أمريكا و هيمنتها ومواقفها المنحازة.

بسقوط هذا العدد الكبير من الشهداء ترتفع أعدادهم منذ بداية الشهر الحالي بشكل كبير مما ينذر بشهر دموي جديد قد يفوق بدمويته الشهر الماضي حيث بلغ عدد الشهداء في تشرين ثاني الماضي 64 شهيدا بحسب إحصائيات وزارة الصحة الفلسطينية. منهم 15 عشر طفلا دون  18 عاما وأصغرهم يبلغ من العمر عامين وهو الطفل نافذ خالد مشعل, كما جرح 604 من الفلسطينيين,وكان من بين الشهداء الموظف البريطاني في الأمم المتحدة  جون هوك الذي قتل برصاص القناصة الصهاينة في مخيم جنين. وجدير بالذكر أن من بين شهداء مجزرة مخيم البريج اثنان من موظفي الأمم المتحدة أيضا.

انه قدركم يا أبناء فلسطين أن تدافعوا عن الأمة حتى في عيدها وأن تقدموا أرواحكم ودمائكم قرابين لهذه الأمة فهنيئا لكم تألقكم ومجدكم على عرش الشهادة والجراح الذي أصبح عرشكم بلا منافسة وبلا جدال. هنيئا لكم فلقد أصبحتم مثالا للعطاء والفداء والجهاد والاستشهاد في زمن أمريكا وصهاينة إسرائيل وكلاب أثرهم من العربان والأجانب.

 

 

#نضال_حمد (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل