أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - جهاد الرنتيسي - في المسالة الكردية














المزيد.....

في المسالة الكردية


جهاد الرنتيسي

الحوار المتمدن-العدد: 4518 - 2014 / 7 / 20 - 10:58
المحور: القضية الكردية
    


قد تكون العودة الى اصول المسالة الكردية، المستعصية على الحل، مخرجا من الجدل العقيم، الذي تساهم في تحديد وجهته وخلاصاته، مصالح وتناقضات وازمات اقليمية، ولا يفضي لغير متاهات، تغطي على عذابات، واحد من اقدم واعرق شعوب المنطقة.

الواضح من خلال طريقة التعاطي، مع قرار التصويت، على تقرير مصير الكردستان العراقي، ان اعادة انتاج العقم، عملية تكاد ان تكون مبرمجة، تديرها ماكنة اعلامية ضخمة، وذهنيات اعتاد اصحابها، على رؤية نمطية للكرد، اطارها العريض، امكانية تهميش اقليات، من عرقية واحدة، تتوزع على عدد من دول المنطقة، وحرمانها من حقوقها القومية، في ظل تقاطعات، مع حسابات دولية، مشكوك في نزاهتها، ومراعاتها لحقوق انسان العالم الثالث.

مواقف العواصم، المفترض انها معنية، اكثر من غيرها، بتبعات الازمة الكردية، تكشف عن بعض عمق الخلل، الذي يجري البناء عليه، دون ادراك خطورة تفاعلاته، التي تظهر في خدوش، قشرة الاستقرار الاقليمي الهش.

فمن ناحيتها، تبني طهران موقفها، الرافض لاستقلال الاقليم الكردي، على ارضية حساباتها الاقليمية، في العراق والمنطقة، وخشيتها من تنامي الطموحات القومية، للكرد الايرانيين، لتكون راس الحربة، في منع الكرد، من الحصول على حقوق، تنص عليها الشرائع الدولية.

على الجانب الآخر، تبدو الحكومة التركية، اكثر مرونة من النظام الايراني، في تعاطيها مع ملف الاقليم، رغم تاريخ طويل من مواجهات، استهدفت طمس هوية الكرد وتتريكهم.

تظهر المرونة التركية في الانفتاح الاقتصادي والسياسي على حكومة الكردستان العراقي، والابقاء على قنوات اتصال مع الكرد السوريين، والسعي الى تسويات مع كرد تركيا، دون ان يخلو الامر من حذر، يكشفه الابقاء على بعض الغموض، حول جوهر الموقف، من تقرير مصير كرد العراق، وشكل التسوية النهائية المحتملة مع الكرد الاتراك، ونزوع الكرد السوريين نحو تقرير المصير.

يعود هذا الحذر، الى جملة من المعطيات، بينها تزايد احتمالات استقلال كرد العراق والمتغيرات الاقليمية التي يمكن ان تتلو مثل هذا التطور، والازمات الداخلية التي يواجهها الحزب الحاكم في تركيا ويتطلب تجاوزها القيام ببعض التسويات، وهلامية مآلات تحركات الكرد السوريين المرتبطة بسيناريوهات حل الازمة السورية.

النظرة الاسرائيلية، لتطورات ملف الكردستان العراقي، ترتبط برؤية استراتيجية، مبنية على توتير اوضاع المنطقة، وتقسيمها بالشكل الذي يضفي المزيد، من التنويعات العرقية والطائفية، على الكيانات السياسية، ويسهل اجتياز العقبات، التي تعترض توسيع اختراقات، حققها الجانب الاسرائيلي، خلال العقود التي اعقبت توقيع معاهدة كامب ديفيد مع مصر، والاتفاقات التي تلتها بعد مؤتمر مدريد.

الاصطفافات العراقية، حول ازمة الاقليم الكردي، تتباين بين مناهضة حكومة نوري المالكي لتوجه الاستفتاء على تقرير المصير وسياسة غض الطرف التي تتبعها الاطراف العربية السنية الاقرب الى التحالف مع الكرد في الصراع مع حكومة المالكي، وتخضع هذه التباينات، بالدرجة الاولى، لمعادلات الصراع الداخلي، على النفوذ والثروة، وتراكمات ارث من محاولات اخضاع الكرد، للدولة المركزية.

جدل النخب العربية، حول تقرير مصير الكردستان العراقي، والاشكال التنظيمية التي ظهرت في مناطق الكرد السوريين، لا يخرج في معظمه، عن دائرة المعالجة السطحية، التي تتبعها العواصم، ذات التعامل المباشر، مع تطورات المسألة الكردية.

ففي هذا الجدل، يجري التقليل من اهمية انتماء الكرد لقومية اخرى، وما يترتب على هذه الحقيقة من حقوق، ونضال الكرد بكل الوسائل، للحصول على حقوقهم، وتاريخية علاقتهم بالمناطق التي يقيمون فيها.

في كثير من الاحيان، يتم اعطاء مصادرة الحقوق الكردية، بعدا وطنيا، بالإشارة الى ضرورة الابقاء على وحدة الكيانات السياسية التي يتواجد فيها الكرد، او موقف اسرائيل المؤيد لاستقلال الكردستان العراقي، دون التوقف عند متغيرات اقليمية، لم يعد تجاهلها ممكنا، مثل تراجع احتمالات احتفاظ العراق وسوريا بمركزية الدولة، وتزايد مؤشرات توسيع قنوات العلاقة بين اسرائيل ودول مؤثرة في المنطقة، علاوة على وجود ثلاث معاهدات سلام بين اسرائيل ودول عربية، وعلاقات تعاون مع دول اخرى.

كما تضعف حجج النخب العربية، في التنكر للحق الكردي، الموقف العربي من القضية الفلسطينية، لا سيما وان هناك اوجه شبه عديدة بين القضيتين، بينها ان الكرد والفلسطينيين، كانوا على الدوام ضحايا لمعادلات دولية واقليمية، حرمتهم من الحصول على حق تقرير المصير.

فلم يفصل وعد بلفور الذي اسس بشكل او بآخر لإلغاء بواكير الكيانية السياسية الفلسطينية، عن تقلبات معاهدة سيفر واتفاقية لوزان التي اجهزت على مشروع الدولة الكردية في القرن الماضي، سوى بضع سنوات لا تتجاوز الست، واستطاع الكرد والفلسطينيون، الصمود في مواجهة حروب الالغاء، والبقاء على الخارطة الاقليمية.

التطور المفترض ان يكون طبيعيا، لمسار احداث المنطقة والعالم ـ المرتبط بملابسات المسالة الكردية منذ ولادتها ـ يفضي الى ان ظهور معطيات اقليمية، وحاجات دولية، لرسم خرائط جديدة في المنطقة، تساعد على تحقيق الحلم الكردي، لا يبرر اظهار العداء، لحق الكرد، في تقرير مصيرهم، ووضع العصي في دواليب نضالهم المشروع، بقدر ما يفرض، التعامل بذهنية جديدة، وتوسيع المشتركات، بين الكيانات السياسية العربية والدولة الكردية الوليدة، في حال ولادتها.

المنعطف الذي تعبره المسألة الكردية، مع توجه حكومة الكردستان العراقي الى الاستفتاء، ومعطيات التحولات الاقليمية المصاحبة له، تتطلب مقاربات عربية، متحررة من ارث الاخضاع بالقوة، والهيمنة، والتهميش، ومصادرة الحقوق، وفهماً عربياً مختلفاً لمستقبل العلاقة، يقوم على ارضية التخلص من اشباح الماضي، وفتح افاق اوسع للحوار والتعايش.



#جهاد_الرنتيسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقامرة المالكي تتجاوز الخطوط الحمراء
- فهلوة المالكي
- في الطريق الى جنيف 2
- مازق الاسلام السياسي و ازمة العقلانيين العرب
- قيامة الكرد
- غزة تتمدد في فراغات رام الله
- الدور والدور المفترض للمعارضة الايرانية
- طبعة شيعية للاسلام السياسي العربي
- العصب العاري في سيرة الغبرا
- بروفا اخيرة لحراس الهواء
- الموت عطشا
- بداية البدايات ... ام الحكايات
- عدمية المقاطعة والاقصاء
- رواية الحزن العراقي والانسان الباحث عن انسانيته
- حراك الهوية الاردنية
- ايران والاخوان المسلمين .... سقوط فرضية التقارب
- العراق القضية
- أولويات اليسار تتصدر الأجندة الأردنية
- مدرسة الولي الفقيه
- محمد علي شمس الدين .. حيرة القصيدة في زمن التسونامي العربي


المزيد.....




- عائلات الأسرى الإسرائيليين لدى حماس تغلق شارعا رئيسيا في تل ...
- ارتفاع عدد المعتقلين خلال الاحتجاجات في جامعات أمريكية إلى 1 ...
- لابيد يناقش جهود صفقة تبادل الأسرى مع وزير خارجية الإمارات
- في ثاني تهديد من نوعه خلال أيام.. مندوب أوكرانيا لدى الأمم ا ...
- الجيش الإسرائيلي يشن حملة اقتحامات واعتقالات في الضفة الغربي ...
- أوستن وجالانت يناقشان صفقة تبادل الأسرى والرهائن وجهود المسا ...
- الأمم المتحدة: حجم الدمار في غزة أكبر من أوكرانيا
- السعودية تنفذ رابع إعدام من عائلة الرويلي خلال نحو أسبوع
- رياض منصور يطالب الأمم المتحدة بمنح فلسطين العضوية والضغط لإ ...
- نيبينزيا: عضوية فلسطين في الأمم المتحدة ستقابلها مفاوضات فلس ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - جهاد الرنتيسي - في المسالة الكردية