أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكي رضا - وا نوريها ومالكيها....!!!














المزيد.....

وا نوريها ومالكيها....!!!


زكي رضا

الحوار المتمدن-العدد: 4518 - 2014 / 7 / 20 - 09:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يُروى أن رجلا نقل للمعتصم العباسي انه شاهد أمرأة عربية في مدينة عمّورية يسحلها عساكر الروم الى السجن فصرخت "وامعتصماه وامعتصماه"، فما كان من المعتصم وهو حاكم البلاد حينها بعد أن أخذته العزّة بالنفس بعد صرخة أحدى رعاياه الّا أن يوجه رسالة الى حاكم تلك المدينة قائلا له "على ذمّة كتب التاريخ" (من أمير المؤمنين الى كلب الروم أخرج المرأة من السجن وإلا أتيتك بجيش بدايته عندك ونهايته عندي. فلم يستجب الأمير الرومي وانطلق المعتصم بجيشه ليستعد لمحاصرة عمّورية فمضى إليها، فلما استعصت عليه قال: اجعلو النار في المجانيق وارموا الحصون رميا متتابعا ففعلوا، فاستسلمت ودخل المعتصم عمورية فبحث عن المرأة فلما حضرت قال لها: هل أجابك المعتصم قالت نعم).

واليوم وقد أجبر الدواعش أهلنا من المسيحيين الطيبين في الموصل بمغادرتها وهم بناة حضارتها وأقدم من المسلمين في سكناها، رأيت من خلال شاشات التلفزيون صورا لنسوة وأطفال وشيوخ يسيرون من غير هدى دون أن يحملوا معهم شيئا من متاع بعد أن تركوا كل شيء نزولا عند قرارات مجرمي داعش و"خليفتهم"، كما شاهدت صورا على مواقع الانترنت تبكي كل ذي ضمير حي وكل من لازال يحمل ذرة من الوطنية والانسانية في داخله، لنسوة يبكين وهنّ يقدن أطفالهن بمعية عوائلهن الى حيث المجهول في وطن أصبحت فيه المواطنة ترفا فكريا مقابل الطائفة والقومية. وأنا أرى هذه المشاهد التي تهز ضمائر كل البشر الا ضمائر حكام العراق على مختلف طوائفهم الدينية والقومية، تذكرت واقعة عمّورية وصرخة تلك المرأة بـ "وامعتصماه وامعتصماه".

ولأن ردود افعال المظلومين على ما يقع عليهم من ظلم تبدو متشابه دوما ان لم تكن متطابقة، فأنني أستطيع أن أجزم أن أحدى النساء قد صرخت بعد ان خرجت من محيط المدينة المحتلة بوجه السماء لما حصل لها واهلها، مطالبة جهة ما بأنصافها وأعادتها الى بيتها وحياتها. ولأن رجلا في الحدث قال أنه شاهد أمرأة تصرخ بـ "وامعتصماه وامعتصماه"، فأنني أقول للسيد المالكي بأعتباره حاكم البلاد من أن شخصا هاتفني اليوم قائلا أنه شاهد أمرأة مسيحية مهجرة من الموصل وهي تصرخ "وا نوريها ومالكيها". فهل ستتحرك أيها الحاج "ابو أسراء" لأغاثة تلك المرأة وغيرها من النسوة، وهل سترسل برسالة الى المجرم "ابو بكر البغدادي" تطالبه بأعادة المهجّرين المسيحيين وغيرهم الى المدينة، والا لبعثت له جيشا بدايته في المنطقة الخضراء وآخره في المسجد الذي اعلن من خلاله خلافته الاسلامية. ألست ولي دم كل عراقي كما تقول فأين هي ولايتك اذن؟ وأين هو جيشك الذي صرفت عليه من اموال شعبنا مئات المليارات من الدولارات؟ أن الحاكم الذي يفشل في توفير الأمن والخدمات لشعبه لتسع سنوات ويطالبهم بتجديد بيعته أما أحمق أو متخلف أو يخاف الحساب لسرقاته وعائلته وبطانته وحزبه.

السيد مختار العصر أنني واثق أن لو أمرأة عربية هاشمية عراقية صرخت في منطقة الباب الشرقي "وا نوريها ومالكيها" لما تجرأت على الخروج من حفرتك الخضراء لأغاثتها فكيف بأمرأة مسيحية من الموصل. تعسا لك ولحزبك ولدولة قانونك.



#زكي_رضا (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- داعش من عشائر شمّر فمبروك للشمّريين دواعشهم
- صوت الميليشيات في العراق أعلى من صوت الدولة
- والآن هل شفيَ غليلكِ يا حنان الفتلاوي
- البقّال والفشل الأمني المستديم
- الامام علي -ع- وخوزيه موخيكا وشيعة الخضراء
- دولة -دولة القانون- تستورد الكهرباء بدل تصديره
- أول غيث نواب البرلمان القادم... رشوة
- نداء الى أعضاء حزب الدعوة الاسلامية
- سأنتخب كي لاأساهم في بيع وشراء وأغتصاب القاصرات -قانونيا-
- تموتين ما لبسچ خزّامة
- قرچ نيسان ... حنان الفتلاوي مثالا
- فهد في عيد حزبه الثمانين
- هل السيد المالكي ولي أمر أم ولي دم؟
- الدم بالدم عرف بدوي أيها السيد المالكي
- أختطاف الطائرات وأرهاب الاحزاب الشيعية الحاكمة في بغداد
- المسؤولين العراقيين وأبنائهم -ع- شلّة -هايته-
- أنتخابات كربلاء وداماد الوالي *
- على مرجعية النجف الاشرف ان لاتسيء لنفسها مرة اخرى
- المالكي وتظاهرات التحرير والكيل بعشرة مكاييل
- الدواعش في البرلمان والحكومة العراقيتين


المزيد.....




- باميلا أندرسون تعيش لحظة مميزة.. نظرة على مسيرتها
- رد فعل طريف من ماريا كاري حينما علمت متأخرا برحلة كيتي بيري ...
- -اصطدمت بخط الكهرباء وانفجرت-.. تحطم مروحية في نهر المسيسيبي ...
- -حماس- تُعلق على تصريحات نتنياهو بشأن خطط -السيطرة العسكرية- ...
- - سيعودون إلى القطاع بعد تماثلهم للشفاء-..إندونيسيا تخصص جزي ...
- نتنياهو: إسرائيل -تعتزم- السيطرة المؤقتة على غزة و-ليس حكمها ...
- الجزائر ترد على ماكرون بسحب امتيازات من سفارة بلاده
- ماذا تحمل زيارة فيدان إلى دمشق من رسائل سياسية وأمنية؟
- الجزائر تتهم فرنسا بـ-التنصل من مسؤولياتها- في الأزمة بين ال ...
- -توقيت لافت-.. ما الملفات التي تناولها لقاء فيدان والشرع في ...


المزيد.....

- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكي رضا - وا نوريها ومالكيها....!!!