أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جاسم الصغير - المثقفون وإقتران الخطاب بالممارسة














المزيد.....

المثقفون وإقتران الخطاب بالممارسة


جاسم الصغير

الحوار المتمدن-العدد: 4512 - 2014 / 7 / 14 - 14:41
المحور: الادب والفن
    


( المثقف الذي لايترجم فكره الى فعل لايستحق لقب مثقف )
المفكر " عبد الوهاب المسيري "

لاخلاف على إن شريحة المثقفين والنخب الأنتلجنسيا من الشرائح الهامة في أي تكوين اجتماعي وقيمي بما تجسده هذه الشريحة عبر فاعليها سواء على مستوى الخطاب أو الممارسة من الاسهام بايجاد قيم انسانية وفكرية ووطنية كمضمون فعلي للثقافة ودورها في التفاعل مع هموم الوطن حيث ان هذه الشريحة بما تمتلكه من رؤية استراتيجية وقدرة على تحليل الاحداث وإستشراف المستقبل يتيح لها تقديم رؤى فكرية ومشاركتها مع باقي الشرائح لتعبئتها وتحشيدها فكريا للمساهمة في خدمة الوطن والتفاعل مع هموم الوطن والمواطنين وخاصة في الأوقات العصيبة التي يمر بها الوطن وابناء الوطن وتتجسد أهمية شريحة المثقفين في هذه اللحظات حيث تتطلب الاحداث ايجاد خطاب وطني رصين يقترن بالتطبيق لبلورة موقف وطني جامع ولاسيما مع وجود اجندات وخطابات لتيارات فكرية ظلامية مستوردة عديدة من دول الجوار وانظمتها التي لاتخفي اجنداتها واهدافها السيئة بالعراق وتجربته وشعبه وتبغي احداث بلبلة وتراجعات فكرية واجتماعية مما يشكل نكوص فكري واجتماعي عبر هذه التنظيمات الفكرية الارهابية ومن هنا ومن وحي الاحداث التي يمر بها عراقنا العزيز في هذه الايام وتعرضه لحملة اعلامية وسياسية ظلامية داعشية بالخطاب والممارسة السلبية تبرز الحاجة الملحة لنهوض شريحة المثقفين بواجباتها الوطنية تجاه الوطن والسمو على الخلافات الجانبية مع الانساق الاخرى في المجتمع وتكوين رؤى مشتركة لتعرية وتفنيد مزاعم التيارات الظلامية الطائفية فوجود اي شريحة ومنها شريحة المثقفين ومدى فاعليتها يكون من خلال القيام بالتزاماتها او واجباتها بدقة كما يعبر عنها الفيلسوف عمانوئيل كانت وشريحة المثقفين العراقيين وبماعرف عنهم من امتلاك ملكة عمق ومتانة الخطاب ورفده بالممارسة او التطبيق الحي في فترات عديدة سابقة يؤهلها للقيام بهذا الدور الفكري والاجتماعي وخاصة عندما تمر الاوطان بمنعطفات تاريخية وتتعرض لغزو فكري طائفي ظلامي من تيارات مستوردة الفكر والسلوك لذلك ان اهمية اي شريحة فكرية في المجتمع تكمن في قدرتها على ايجاد متغيرات قيمية جديدة في المجتمع تلبي حجم التحدي الفكري والاجتماعي الحاصل انطلاقا من ان حجم التحدي يولد استجابة مساوية له وكما بين المفكر الانكليزي توينبي عن مفهوم التحدي والاستجابة وصحيح انه ربطه بالحضارات واندثارها ولكنه ايضا يصدق وينطبق على الأوطان والمجتمعات عندما تتعرض لتحدي وتهديد من قبل متغير قسري جديد يتمثل بتيارات نكوصية ظلامية تبغي فرض نسقها المتخلف وبما ان شريحة المثقفين تعمل على مستوى الأنساق والمفاهيم بالأساس كمشغل فكري لها يتحتم عليها بلورة نسق مفاهيمي يمثل الرؤية الاستراتيجية المطلوبة للتعامل مع الاحداث والمتغيرات السلبية التي تمثل تحدي سلبي جديد يعمل على وأد الواقع والقيم الشاخصة الانسانية الطابع وكل التجارب العالمية والأممية التي حصلت عندما تعرضت مجتمعاتها لتحدي عملت اولاً على مستوى الأنساق والمفاهيم وبناء منظومة قيمية رصينة تمثل رد على المتغير السلبي وتقويضه وولدت رأي عام ثقافي واجتماعي متماسك ضاغط ويمتلك رؤية واضحة جدا رفض وتعرية هذا التحدي السلبي من اجل ازاحته او وأده نهائياً ومن هنا ان قيمة اي شريحة في المجتمع ليس ماتقوله او ترفعه من شعارات بل ماتجسده على واقع الارض وماتفرضه من قيم جديدة انسانية الطابع والحكمة الصينية تقول " ليس المهم ماتقوله بل ماتفعله " لان الممارسة والفعل هما سمات التقييم الحقيقي وهما من يستطيعان بناء منظومة قيمية وفكرية وثقافية راسخة تكون البناء القوي لاي نسق في المجتمع وعلاقة هذا النسق بالانساق الاخرى بمختلف مستوياتها وبما اننا في العراق اليوم جزء من عالم حر يبغي بناء تجربته الديمقراطية للإرتقاء بالمجتمع والمواطن معا في آن واحد وتعرية الانساق الفكرية الاخرى المتخلفة ولان تجربتنا ليست في عالم منعزل وهي تتعرض اليوم لهجمة فكرية شرسة من هذه التيارات الطائفية المتخلفة الي تبغي فرض نسقها الظلامي بالقوة والارهاب وبما ان جميع شرائح المجتمع شاركت في التعبئة الشعبية ضد هذا النسق المتخلف يتطلب هذا الوضع ان يشارك المثقفون والنخب العراقيون بكافة عناوينهم الفكرية في هذه التعبئة ومن خلال المنظور الفكري والمفاهيمي والخطاب الحضاري الوطني وربطها بالممارسة الحية لايجاد وحدة الخطاب والموقف الصادق المنبثق من توجهات المجتمع اننا بمثل هذا الخطاب نتوجه للمثقف الوطني الايجابي الذي يتفاعل مع الهموم والتحديات التي نتوجه مجتمعه في لحظة متشظية حاسمة ومن رحم هذه المعاناة تنبثق اهمية موقف المثقفين والنخب الفكرية وتوحدها مع معاناة شعبها وقدرتها على التوحد مع ظروف المجتمع والوطن في اللحظات الحاسمة فالوطن ليس حديقة نشم زهورها في لحظات الراحة ونغادرها في لحظات التحديات بل هو فضاء كبير يجمعنا بجغرافيته وسماؤه ومرابعه التي ولدنا ونشأنا وترعرعنا فيه واكتسبنا هويتنا وخصائصنا منه فهو جزء من كينوتنا ان لم يكن كل كينونتنا والتوحد معه شرف لأبنائه المخلصين الذين ينتمون له بالاساس وجود وقيم وليس مجرد انتساب شكلي لذلك تبرز الحاجة لانتاج خطاب وطني جامع يكون المثقفون والنخب في طليعة من يصيغونه ويشيعونه في فضاء الوطن بل يكونون في طليعة رواده والمساهمين فيه اليس احد تعاريف الثقافة كما ذكره المفكر العراقي الراحل هادي العلوي هو " تعديل المعوج " فكم من معوج تبغي التيارات الظلامية المستوردة نشره في المجتمع والوطن وهذا الامر يحتاج لموقف واضح من شريحة المثقفين في مواجهة هذه الهجمة الشرسة لتيارات فكرية ظلامية الشعار والسلوك وتعرية خطابها وسلوكها الطائفي المقيت فالثقافة والمثقفون هم قبل أي شئ مواطنون يعيشون في هذا الوطن مع باقي الشرائح ومسؤولية الحفاظ على تربته وقيمه مسؤولية الجميع ومنهم شريحة المثقفين والنخب الفكرية .



#جاسم_الصغير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل هناك حاجة لإبتكار توصيف جديد لحاملي الفكر والثقافة
- شريحة المثقفين ضعف التأثير وفقر معرفة الواقع وخواء إستشراف ا ...
- الرؤية المعاصرة الناضجة هي تحرير الإنسان ياسيداتي وسادتي
- نحو - كتلة تاريخية - للتحشيد لقانون إلغاء تقاعد أعضاء مجلس ا ...
- منتدى - فضاءات فلسفية - الإفتراضي نافذة اخرى للرابطة العربية ...
- ثورات الربيع العربي بحاجة لمشاريع فكرية مدنية لبناء الوطن وا ...
- قوى اليسار والديمقراطية العربية واللحظة الراهنة الإلتزامات و ...
- مازن لطيف: اعمل بمفردي كمؤسسة إعلامية متكاملة في صناعة الكتا ...
- عرض لكتاب الطائفية السياسية ومشكلة الحكم في العراق
- حوار مع الدكتور عبد الخالق حسين
- ميثم الجنابي ورؤية عن -هادي العلوي المثقف المتمرد-
- إستجواب الوزراء بين الحق الدستوري ومزاج الكتل السياسية
- بعد مرحلة حروب الانظمة الديكتاتورية بالنيابة مرحلة تيارات ال ...
- عسكرة المجتمع في العهود الاستبدادية ودوره في تغذية العنف وال ...
- معالجة معوقات بناء دولة المؤسسات
- هلامية الأحزاب في الساحة السياسية العراقية المعاصرة وأثر تدا ...
- الارهاب السياسي في تفجيرات بغدادالاخيرة سيبقى الى الأبد وسيل ...
- الأصلاح السياسي معيار التجربة الديمقراطية الصادقة
- الثقافة العراقية بعد التاسع من نيسان 2003 الواقع والممكنات
- سعدي يوسف .. حوارات ومقالات له وعنه


المزيد.....




- فنانون يتدربون لحفل إيقاد شعلة أولمبياد باريس 2024
- الحبس 18 شهرا للمشرفة على الأسلحة في فيلم أليك بالدوين -راست ...
- من هي إيتيل عدنان التي يحتفل بها محرك البحث غوغل؟
- شاهد: فنانون أميركيون يرسمون لوحة في بوتشا الأوكرانية تخليدً ...
- حضور فلسطيني وسوداني في مهرجان أسوان لسينما المرأة
- مهرجان كان: اختيار الفيلم المصري -رفعت عيني للسماء- ضمن مساب ...
- -الوعد الصادق:-بين -المسرحية- والفيلم الأميركي الرديء
- لماذا يحب كثير من الألمان ثقافة الجسد الحر؟
- بينهم فنانة وابنة مليونير شهير.. تعرف على ضحايا هجوم سيدني ا ...
- تركيز أقل على أوروبا وانفتاح على أفريقيا.. رهان متحف -متروبو ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جاسم الصغير - المثقفون وإقتران الخطاب بالممارسة