أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بدرالدين حسن قربي - سؤال متكرر عن الثورة السورية وثائريها














المزيد.....

سؤال متكرر عن الثورة السورية وثائريها


بدرالدين حسن قربي

الحوار المتمدن-العدد: 4506 - 2014 / 7 / 8 - 13:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هناك سؤال متكرر يعرض للسوريين وفي كل مناسبة، يطرحه أعداء الثورة السورية وشانئوها على الدوام: لماذا لاترينا الثورة وثوّارها نشاطهم وقوتهم وبأسهم بالذهاب إلى فلسطين ومقاتلة اليهود طالما عندهم كل هالقوة والبأس في مقاتلة النظام الأسدي وشبيحته، وكأنهم هم الذين اختاروا قتال عصابات النظام وشبيحته وليست هي التي ساقتهم إلى هذا المنحدر من الخراب والدمار. يسألون سؤالهم وهم يعلمون أن الحدود السورية الإسرائيلية في الجولان مملوءة من عشرات السنين حرساً شديداً وشهباً من قوات الأسد التي تمنع ولو طيراً من العبور، ولكنه سؤال من قبيل المناكاة والمجاكرة والمداكرة والغضب على ثائرين على عصابة حاكمة ساقت شعبها إلى القتال وشعارها حرق العالم وليس سوريا ليبقى الاسد.
وفي بعض الجواب على مثل هالأسئلة، يعلم المتسائلون الغيارى على فلسطين وتحريرها أن الثورة السورية ماكانت ولم تكن لتحرير فلسطين ولا الأندلس ولا غيرهما بل هي ثورة وطنية خرجت بمطالب معروفة، استرداد الحرية السليبة والكرامة المغتصبة. كما يعلمون أيضاً بأن عموم السورييون مُستغرَقون بفلسطين ولا داعي للمزايدة عليهم، فهم وطنيون وعروبيون بفطرتهم، وإنما تحملوا ماتحملوا من فظائع ممارسات القمع عليهم والاستبداد والفساد والقهر والتجويع ما لايُحتمل، كيلا تتوقف المعارك أو يتعطل التحرير، باعتبار أن ممارسَه عليهم مقاوم ممانع، ولاصوت عنده يعلو على صوت المعركة. ورغم أن حال السوريين وصلت إلى حالٍ تصعب على الكافر كما يقال، فإن القلقين على فلسطين والمتسائلين عن نسيان السوريين الثائرين لها، لم يُظهروا يوماً امتلاك بقية من رحمة ترحّموا بها بنا، أو لحسةٍ من إنسانية ترأّفوا فيها بضعفنا وحاجتنا ولو بالنصيحة خلال عشرات السنين لهذا النظام الباطش من أن يصلح من حاله ولو قليلاً، ولا نشكّ أيضاً أن لهم أعذارهم وتعذّراتهم بانشغالهم بمعارك التحرير الكبرى عن استحقاقات إنسانية كقضية الحرية وكرامة المواطن ولقمة عيشه التي يواجهها السوري الطفران والمعتّر المطحون.
وفي بعض الجواب أيضاً، فإنه لو صح السؤال فهو أولى وأوجب إلى من قمع السوريين نصف قرن، وسرق أموالهم واقتطعه من لقمة عيشهم وقوت أطفالهم، وجهز القوة والأمن والجيش بحجة فلسطين وتحريرها، وخصوصاً أنه أظهر في حرب شعبه وقتله من القوة والبأس والتوحش وفظاعات الإجرام مالم يظهره أحد من العالمين في أي دولة من دول الأرض.
إن السوريين وقد انفجر بركان ثورة حريتهم بعد نصف قرن من صمت الصامتين والمتفرّجين من السائلين والمتسائلين في معركة كبيرة مع هولاكو العصر وشبّيحته، وقتلاهم فيها تجاوز ألفي ضعف عدد ضحايا مجزرة دير ياسين فضلاً عن قرابة مليون من المصابين والجرحى ومثلهم في مروحة الاعتقال والسجن وأضعاف أضعافهم من النازحين واللاجئين والمشردين داخل البلد وخارجه، مازالوا على عهدهم لفلسطين ولم ولن ينسوا، وإنما كل مايرجونه من السائلين والمتسائلين بعض وقت مستقطَع يدفنون فيه أشلاء أبنائهم وإخوانهم وذويهم وشهداءهم، ويُخرجون فيه من حياتهم إلى الأبد حاكماً، يعرف المتسائلون قبل الثائرين أن الشام وتاريخها ماعرفت أشد إجراماً منه ومن أبيه.
لسنا في موطن المجادلة مع حق أي سوري أن يسأل ويتساءل ويتكلم بما يريد، وإنما لو تكلم هذا السوري بعشر معشار مايتكلم به عن الثورة وقد انفجر البركان السوري لأسباب هو أعلم بها من غيره، ونصح وسدّد وقارب وحذّر من الأخطار والعواقب لقهر السوريين والدوس على كراماتهم وسلب حرياتهم لوفّر هو وغيره على السوريين من الدماء والدمار الشيء الكثير، أو على الأقل يكون قد أبرأ ذمته أمام ناسه وشعبه وأهله ومواطنيه، وإلا فما نفع الكلام والسؤال والتساؤل وقد فات أوانه والشعب السوري قد انفجر بركانه.



#بدرالدين_حسن_قربي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قتل المدنيين السوريين وسواء الجريمة
- الأعراس الديمقراطية في سوريا
- النظام الأسدي ومحاربة الإرهاب
- حين تتكلم الأرقام، ويكون لها دلالات.
- كتائب عبدالله عزّام والمخابرات الإيرانية 2/2
- كتائب عبدالله عزّام والمخابرات الإيرانية 1/2
- أيامٌ سوريةٌ فيها حدث
- وهم التفسير (الثوري) في بلاد الربيع العربي
- الذكرى الأربعون لحرب تشرين التحريرية
- إرهاب النظام الكيماوي في شهر آب تحديداً..
- بشار الأسد (بدّو هيك)
- سؤال شبيحة الإجرام السوري المتكرر..!!
- سقوط حزب الله من أعين السوريين.
- توضيح ملكي عن قناة الميادين وجهاد المناكحة
- بعض نماذج الإفك في النظام السوري
- كذب الإعلام السوري وحلفائه/ جهاد المناكحة نموذجاً
- لكل ظالم يوم ولكل مجرم حكاية
- السفر بَرْلك السوري الجديد
- محنة أبي العلاء المعري وشبيحة الإعلام
- هذه هي الثورة السورية، وهؤلاء هم حرائرها


المزيد.....




- مقتل وإصابة أكثر من 59 فلسطينياً في استهداف إسرائيلي لاستراح ...
- بعد أن هتفت ضد إسرائيل في مهرجان ضخم... الولايات المتحدة تمن ...
- تونس: السجن لعامين بحق المحامية سنية الدهماني التي انتقدت -م ...
- روسيا تسيطر على أول قرية في دنيبروبيتروفسك
- كيف تلطخ -مصايد الموت- في غزة أكياس الطحين بالدم؟
- بعد سنوات من الخلافات.. قبرص تعتزم دعوة أردوغان للمشاركة في ...
- إيران تعلن ارتفاع ضحايا الهجوم الإسرائيلي وتهدد بالرد على أي ...
- نيوزويك: من يقف وراء نصب الكمين لرجال الإطفاء بولاية أيداهو؟ ...
- ثاني وزير في الكاميرون يعلن ترشحه للانتخابات الرئاسية
- فرنسا ومدغشقر تبحثان حل نزاع الجزر المتناثرة


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بدرالدين حسن قربي - سؤال متكرر عن الثورة السورية وثائريها