أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بدرالدين حسن قربي - قتل المدنيين السوريين وسواء الجريمة














المزيد.....

قتل المدنيين السوريين وسواء الجريمة


بدرالدين حسن قربي

الحوار المتمدن-العدد: 4484 - 2014 / 6 / 16 - 14:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قصف المدنيين السوريين عمل مدان ومرفوض سواء كان من المافيا الأسدية المجرمة بصواريخها وطائراتها وبراميلها وحاوياتها ومدفعيتها أو من الكتائب المسلحة والجهات المعارضة له بأسلحتها البدائية من مثل جرات الغاز وأمثالها. وإنما إذا اتفقنا على إدانة القصف ابتداءً فإننا لسنا متفقين على سواء النتيجة الجرمية وآثارها وأبعادها على الأرض، ولاسيما عندما تكون الآثار مئات أضعاف الفعل الآخر الذي تغلب عليه ردة الفعل أو الدفاع العاجز عن النفس. وعليه، فلا يستوي من يقصف بمتفجرةٍ وزنها بضعة كيلوغرامات بمن يقصف بمتفجرات وزنها بالأطنان. وإنما قد يرد على مثل هذا الكلام منطق يزعم أن من يقتل شخصاً بريئاً أو يقتل مئة فاسمه قاتل، وعقوبته القتل. ولكنه يبقى منطقاً مقطوعاً فلا تستوي آثار جريمة قتل شخصٍ واحد بآثار قتل قرية أو بلدة ولا يستويان مثلاً.
ولتوضيح ماسبق من الكلام، فإني أشير وبالأرقام إلى حيٍ واحد من أحياء حلب ابتداءً، ثم تالياً إلى المدينة كاملاً.
فعن الخمسة أشهر الأولى من العام الجاري 2014، أشير إلى مساكن هنانو " ثاني أكبر أحياء مدينة حلب وأكثرها تعرضاً للحملة العسكرية لعصابة الأسد وشبيحته مستخدمين كل مايخطر في البال من سلاح على مساحة من الأرض لاتزيد على 3 كم مربع يقطنها عادة ربع مليون من السكان إضافة لآلاف النازحين من مناطق أخرى من المدينة وما حولها. فقد ألقت طائرات العصابة الأسدية على الحي المذكور حتى نهاية مايو/أيار الماضي أكثر من 300 برميل متفجر و 23 حاوية على الحي المذكور، كما تم استهدافه بأكثر من 1200 قذيفة مدفع أو دبابة. تسبب القصف المشار إليه بدمار حوالي /250 / مبنى، و 400 منزل، وأكثر من 170 محل تجاري، وتعرّض ثمانية مساجد للقصف، اثنين منها دُمّرا بشكل كامل، كما تعرّضت17 مدرسة للقصف، مدرستين منها دمّرتا تماماً إضافة إلى قصف ثلاثة مشافٍ ميدانية ومستوصف وسوقين تجاريين فضلاً عن الدمار الكامل لمبنى بريد الهاتف وبلدية مساكن هنانو نفسها وفرن الذرة فيها. وهو قصف نتج عنه انقطاع المياه والكهرباء وخدمة الهاتف الأرضي وتعطيل مجاري الصرف الصحي بشكل كامل منذ بداية العام مما تسبب بحركة نزوح كبيرة للأهالي منه. وقد وثّق موقع شهداء مدينة حلب أسماء 400 قتيل من هذا الحي عن الفترة المشار إليها ثلثهم من النساء والأطفال قضوا جراء القصف، وقرابة 1600 مصاب بعضهم فقدوا أطرافهم.
وأمّا عن مدينة حلب نفسها، فإني أستدعي إحصائية وثقت فيها شبكة حلب نيوز خلال شهر مايو/ أيار من العام الحالي سقوط 413 برميلاً متفجراً و147 صاروخاً و7 قنابل عنقودية على المدينة. توزّع القصف على 81 منطقة مختلفة، وتصدّر حي مساكن هنانو القائمة كالعادة بثلاثة وخمسين برميلاً متفجراً واثني عشر صاروخاً، تلته المدينة الصناعية بأربعة وثلاثين برميلاً متفجراً. وشهدت المدينة مجازر عديدة خلال الشهر نفسه كان من أهمها ترويعاً مجزرة حي الهلّك التي راح ضحيتها نحو 70 شهيداً نتيجة قصفه بسبعة براميل متفجرة استهدفت سوقاً شعبياً في اليوم الأول من الشهر.
ورغم قناعتي أن ما أصاب مدينة حلب وأحياءها من قصف الجهات المقاتلة للمافيا الحاكمة وشبيحتها وميليشياتها لايمثل شيئاً مذكوراً أمام ما أوردتُه من الأرقام والجرائم الوحشية، فإني كنت أتمنّى أن أحصل على إحصائيات مقابلة عن الفترة نفسها التي أشرت إليها، لتكتمل رؤية المشهد أرقاماً وتوثيقاً ولكن مثل هذه الإحصاءات لايراد لها أن تكون موجودة، لأنها لو وُجدتْ لكانت دليلاً جديداً يؤكد حجم إجرام سلطة أدمنت على قمع مواطنيها وسفك كراماتهم ودمائهم عبر عشرات السنين.
وأخيراً، يبدو أن السوريين كلهم عن بكرة أبيهم مشاريع قتلٍ محتمل، تأكّد في مئات الآلاف منهم قتلاً، ومثلهم اعتقالاً وتعذيباً وأضعاف أضعافهم تشريداً وتهجيراً داخل الوطن وخارجه، وملايين منهم منتظرون. ندعو بالرحمة والرضوان للشهداء، والعافية والشفاء للجرحى والمصابين، والأمن والأمان والسلامة والسلام لمن هم في الانتظار على لوائح الموت الأسدي.



#بدرالدين_حسن_قربي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأعراس الديمقراطية في سوريا
- النظام الأسدي ومحاربة الإرهاب
- حين تتكلم الأرقام، ويكون لها دلالات.
- كتائب عبدالله عزّام والمخابرات الإيرانية 2/2
- كتائب عبدالله عزّام والمخابرات الإيرانية 1/2
- أيامٌ سوريةٌ فيها حدث
- وهم التفسير (الثوري) في بلاد الربيع العربي
- الذكرى الأربعون لحرب تشرين التحريرية
- إرهاب النظام الكيماوي في شهر آب تحديداً..
- بشار الأسد (بدّو هيك)
- سؤال شبيحة الإجرام السوري المتكرر..!!
- سقوط حزب الله من أعين السوريين.
- توضيح ملكي عن قناة الميادين وجهاد المناكحة
- بعض نماذج الإفك في النظام السوري
- كذب الإعلام السوري وحلفائه/ جهاد المناكحة نموذجاً
- لكل ظالم يوم ولكل مجرم حكاية
- السفر بَرْلك السوري الجديد
- محنة أبي العلاء المعري وشبيحة الإعلام
- هذه هي الثورة السورية، وهؤلاء هم حرائرها
- مشهد الدم السوري يوم الأربعاء ومعه الاعتداء الإسرائيلي


المزيد.....




- حفل زفاف بيزوس.. ظهور وجوه بارزة من قائمة أثرياء العالم
- ولي عهد دبي يُعلن نجاح أول رحلة تجريبية للتاكسي الجوي
- -العشرية السوداء- في الجزائر: من حرب أهلية دامية إلى -قانون ...
- غوتيريش يدعو الى زيادة المساعدات الدولية في مواجهة -الفوضى ا ...
- جدعون ساعر: مهتمون بتوسيع التطبيع مع لبنان وسوريا لكن الجولا ...
- أوكرانيا تنسحب من اتفاقية أوتاوا لحظر الألغام المضادة للأفرا ...
- ساني يودع بايرن ميونخ وسط أجواء جيدة ودون بصمة تهديفية أخيرة ...
- إسرائيل ترغب بالتطبيع مع لبنان وسوريا مع الاحتفاظ بالجولان
- بسبب سباق.. شركة روبوتات تبيع أكثر من ألفي روبوت وتجمع 35 مل ...
- مجزرة مروعة بميناء غزة وموجة نزوج جديدة شمال القطاع


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بدرالدين حسن قربي - قتل المدنيين السوريين وسواء الجريمة