أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - بدرالدين حسن قربي - وهم التفسير (الثوري) في بلاد الربيع العربي














المزيد.....

وهم التفسير (الثوري) في بلاد الربيع العربي


بدرالدين حسن قربي

الحوار المتمدن-العدد: 4262 - 2013 / 11 / 1 - 07:14
المحور: كتابات ساخرة
    



أتذكّر أسطورة قديمة قرأتها في طفولتي، ولم يكن يخطر ببالي البتة أن أحداً مازال يعتقدها، لا لسبب بل لأنها خرافة تُحكى للضحك والتسلية، في تفسير سبب الزلازل وغيرها من حوادث الطبيعة، مفادها: أن أرضنا الجميلة بما فيها وماعليها محمولة على قرن ثور، وعندما ينال منه التعب يقذف بها إلى الأعلى قليلاً بحركة خفيفة منه، تتسبّب بنقلها إلى قرنه الآخر. ومع هذه الحركة والنقلة معها تهتز الأرض فتحصل الكوارث والزلازل، والتي تختلف شدتها أيضاً تبعاً لقوة النقلة وسرعتها ونشاط الثور ابتداءً، مما يمكن معه اعتبار هالقصة ومافيها بما يمكن تسميته بالتفسير الثوري للكوارث أو للتغيير.
حكاية ثورة الأرض كانت عندي على الدوام مثار شكوك وتساؤلات، لو أنّ هالثور وهَنَ منه العظم وأدركه الموت من بعد عمر طويل، كيف سيكون حالنا والأرض ومصيرنا بدون ثور.
كبرتُ، ونسيت القصة كلها، وبالثور اللي فيها، غير أن بعض مداخلات إعلامية مكرورة، وتحليلات خنفشارية، أسمعها بين الفترة والفترة عن بلدان الربيع العربي وما حصل فيها من كوارث وهزّات، بأن سببها تغيير زعمائها رحيلاً وتنحيةً ونحنحةً وتشويلاً، لأنهم كانوا عنصر أمنها وثباتها واستقرارها. وكي لاندخل في سوء الظنّ وعطل النية لاسمح الله، فكم وكم من التونسيين والمصريين والليبيين واليمنيين وخصوصاً السوريين يعتقدون بأن مصيبة الشعب المعتّر والمشحّر والمصخّم ليست في رئيسه وحاكمه بل هي حقيقة في موته، أو في محاولة الجماهير المقموعة والمنهوبة تغييره أو الثورة عليه، لأنهم سيكونون من بعده أيتاماً، يمضون سراعاً إلى حتفهم، ولاسيما أنهم مُتَوَعّدون بالفناء والدمار فيما لو فكروا بهكذا مسألة، ومن ثمّ يكونون بلا جدل سبب حرق البلد ودمارها ومذابحها، بل ويُبرِؤون بما فعلوا، ذمة ثورهم ليفعل بهم مايشاء.
ومع قصة الثور، تماشياً معها وابتعاداً عن أي نية سيئة لاسمح الله، ومع ملاحظة حفظ الألقاب واحترام المقامات، يمكن اعتبار الرئيس أي رئيس بلا مواخذة، بمثابة الثور (اللي شايل) البلد على قرنه، بنفس طريقة التور بتاع الأرض. وإنما يحضر السؤال الدائم: ( ليش ثيرانّا) والعياذ بالله غير شكل عن ثيران غيرنا من العالم (لييش)؟ فمثلاً، خلال أربعين سنة مضت، تمّ تغيير ثماني ثيران في أمريكا وماسمعنا لهم صوتاً ولم يُقتل شخص واحد، في مقابل تغيير ثور واحد عن نفس الفترة في ليبيا، فقامت الدنيا مع هالتغيير، وماقعدت وصارت حرباً رهيبة، وهي لم تُلقِ أوزارها بعد؛ وأيضاً في مقابل تغيير واحد في مصر، أُدخلتْ أم الدنيا في صراع لايبدو أن له آخر في المنظور من الأيام؛ وكذلك مقابل تغيير واحدٍ في سوريا جاء بالموت، وإنما مع محاولة تغيير ابنه من بعده، فالسورييون ومعهم العالم شاهدٌ على الملايين من قتلاهم ومعتقليهم ومشرديهم، وشاهد على فظائع التوحش في إراقة الدماء والدمار، والقادم منه أدهى وأمرّ.
قد نتفهّم أن يكون لنظامٍ ما ثوره وثيرانه، ممن يعتقدون بأهميته المحلية والإقليمية والدولية، ولكن ليس إلى حدّ التخريف أو التوهم بأن ثيرانهم غير، وأنهم لو تخلّوا عن ثورنتهم وتثوريهم فلن يبقى لهم شيء يتميّزون به عن غيرهم، فكلنا يعلم أن رؤساء دولٍ عاتية من مثل شيراك وبوش وكلينتون وغوردن بروان وساركوزي جاؤوا مناصبهم، ثم رحلوا بطريقة مميّزة ولافتة، وجاء من بعدهم آخرون من مثل أوباما وكاميرون وأولاند بعيداً عن قصة الأرض وثورها، ولم يحصل عندهم شيء من استباحة الدماء ونشر الدمار.
يتوهم النظام السوري أنه مع ثيرانه يقيم سوريا ويقعدها ويملؤها كوارث لإخماد بركان الثورة السورية، ولكن مهما فعل ومهما ثوّر وأثار، فلن ينفعه اليوم عمل يعمله خيراً أو شرّاً، فقدر الثورة وشعبها غالب، وهي ماضية بأقدار الله تجري بهم في موج كالجبال، ولن ينفع المجرمين ثورهم ولا بطشهم ولا توحشهم حتى تحقيق الحرية والانتصار.



#بدرالدين_حسن_قربي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الذكرى الأربعون لحرب تشرين التحريرية
- إرهاب النظام الكيماوي في شهر آب تحديداً..
- بشار الأسد (بدّو هيك)
- سؤال شبيحة الإجرام السوري المتكرر..!!
- سقوط حزب الله من أعين السوريين.
- توضيح ملكي عن قناة الميادين وجهاد المناكحة
- بعض نماذج الإفك في النظام السوري
- كذب الإعلام السوري وحلفائه/ جهاد المناكحة نموذجاً
- لكل ظالم يوم ولكل مجرم حكاية
- السفر بَرْلك السوري الجديد
- محنة أبي العلاء المعري وشبيحة الإعلام
- هذه هي الثورة السورية، وهؤلاء هم حرائرها
- مشهد الدم السوري يوم الأربعاء ومعه الاعتداء الإسرائيلي
- المتشككون في إجرام النظام السوري
- مجزرة جامعة حلب.. من الفاعل..!!
- شبيحة الأبد، وخطاب الأسد
- حكاية شهيد، تختصر قصة الثورة السورية
- نظام أصله إرهاب،وسلوكه تشبيح
- الصحوة الأندلسية في أم الدنيا ومجازر الشام
- بعض إجرام النظام الأسدي في أرقام


المزيد.....




- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - بدرالدين حسن قربي - وهم التفسير (الثوري) في بلاد الربيع العربي