أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الزهرة العيفاري - المسألة القومية وتأريخ لعبة ( شعار تقرير المصير ) !!!















المزيد.....

المسألة القومية وتأريخ لعبة ( شعار تقرير المصير ) !!!


عبد الزهرة العيفاري

الحوار المتمدن-العدد: 4505 - 2014 / 7 / 7 - 19:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اكتسب شعار" حق تقرير المصير" بالنسبة للقوميات والشعوب الرازحة تحت نير الاستعمالر انتشاراً واسـعاً في البلدان المتخلفة اقتصاديا خلال القرن العشرين كله . على ان ذلك التخلف كان قد ابتليت به بـلـدان صغيرة بسبب وجودها تحت نير النظام الكولونيالي العالمي ( اي تحت الحكم العسكري الاستعماري المباشر تحـديـداً ) وقـــد سميت تلك الـبــلدان بعدذلك على المسرح الدولي بالبـلـدان النـامـيـة ! .
والمسألة القـوميـة ( او المسألة الوطنية ) كـــما تترجم احيانا في الكتب السياسية والجامعـيـة الاجنبية ، هي موضوع ليس جديدا على السياسيين وعلى الباحثين واصحاب الاختصاص في اللدان النامية وعلى ذوي الاطلاع الواسع بالسياسة الدولية على وجه الخصوص . ولـقـد ظهر هذا الموضوع الى الوجود وانتشر بصورة واسعة على المسرح السياسي في اوربا على مدى النصف الثاني من القرن التاسع عشر حيث اعطيت هذه المشكلة السياسية ــ الاجتماعية مجالا مـتـمـيـزا ً في الصحافة والأ ندية السياسية والفكرية حينذاك وقد تعــد د ت مدارسها في الغرب بالتزامن مع انـتـشـار افكار التحرر من السيادة الاستعمارية على الشعوب المضطهدة ـــ المغلوبة على امــرهـا !! . عـلى ان اقــطــاب الــنـقاشـات الحما سية والمطولة دائما كانوا من الروس في المهجر الاوربي على اعتبارها دولة متعددة القوميات وكثير من اليهود المطاردين من القيصرية بسبب نشاطاتهم المعادية للنظام الاجتماعي ، زمن الحكم القيصري . وكذلك من يهود بولندا واوكرايينا وغيرهم مـن اللاجئين في المنافي الاوربية. وقد برز في مقدمة الشخصيات السياسية في المهجر حينذاك لينين و با كونين وروزا لكسمبورغ وكا وتسكي وبليخانوف وجرنيشوفسكي وغيرسون وعشرات غيرهم . وبهذا الصدد لا يجوز اغفال نشاط ماركس وانجلس اللذين كانت لهما نظراتهما الثاقبة فيما يتعلق بهذه المسألة التي اعتبراها عبارة عن الـمـفـا تـيـح التي من شأ نها ان تحرر عشرات وعشرات من بلدان العالم الغربي والشرقي وهي البلدان الـمـبـتـلاة بذلك الاضطهاد الكولونيالي المباشر.
ولكن لا يجوز هنا صرف النظر عن حقيقة تاريخية ( وهذا مـهـم جدا لموضوعنا ) وهي ان المنظمات اليهودية والسياسيين الناشطين في صفوفها ليس فقط لم يكونوا في معزل عن تلك النقاشات بل كانوا من اشــد المتحمسين لها ، ومنهم العناصر التابعين لمنظمة البوند (ذات التعصب النقابي ــ القومي اليهودي في بولـونـيا ) . انهم كانوا يصوغـون النظريات والموضوعات السياسية الرامية الى تثبيت افكارهم حول " حقهم !!! " بنأسيس وطن يهودي لهم بالرغم من انهم لا يؤلفون قومية اوشعب مسـتـقل كالشعوب الاخرى في العالم ( بحجة حق تقرير المصير بما فيه حق الانفصال ) . بينما لم تكن عندهم بلاد ترزح تحت النظام الكولونيالي . أنهم ينتمون الى دين وليس الى قومية ومنهم من يساهم في صناعة الموت وادلجة الـنـهـب الاقتصادي وجمع الثروات عن طريق ( الــربــا ) المنتشر حينذاك في البلدان الفقيرة الكولونيالية خـاصـة في افـريقيا واسيا وامـريكا اللاتينية ... . وبناء على ذلك كان الرأي السياسي للمهاجرين واصحاب الرأي والمفكرين التقدميين يشير الى ان عائدية اليهود الى دول مختلفة من حيث المواطنة لا تـعــطـيهم اي مبرر اذن بالمطا لبة بدولة منفصلة يتجمع فيها يهود من اوطان مختلفة لانها ستكون دولة هجينة في كافة المقاييس . و قـــد رفض اكثر المهاجرين التقدميين طروحات هؤلاء الاستفزازيين اليهود وفضحـت اهدافهم بصورة كاملة . وبالذات جرى رفض ( شعار تقرير المصير بما في ذلك انـفـصال اية قومية عن وطنها الام !!! ) لمــا في ذلك اضعـاف لـلوطن الأم وللقومــيـة ذاتـهـا . في حين استمر اليهود من ذوي الفكر الرجعي بربـط الديمقراطية و شعار" حق تقرير المصير بربـاط واحد مـمـا جعل التقدميين من نزلاء المهجر على اختلاف بلدانهم يلفظون الاتجــاه اليهودي ذلك ان المهاجرين احسوا بان تنفيذ الشعار المذكور يؤدي في حقيقـة الامــر الى بعثرة شعوب وقوميات متآخية تنتمي الى بلدان ذات قوميات متوحدة داخل حدودها وبالتـالـي اضعافها سياسيا واقتصاديا ودوليا . ثم اكـدوا على ضرورة تنفيذه بالنسبة للبلدان المستعمرة و ليس لتلك البلدان التي سـتـتـحرر شعوبها من النظام الكولونيالي .وتكـون مـوحـدة ومتآخية بقـومـيـا تها المتعددة .
.
وبالرغم من كل هذه الملابسات فان هذه المرحلة التاريخية شهدت حركة دعائيـة تقدمية عالمية عارمة بخصوص ضرورة تحرير المستعمرات في كافة القارات من التبعية الاجنبية واخراجها من نير الاستعمار والاضطهاد الاجنبي . وما ان حـل القرن العشرين وبرزت على مسرح الاقتصاد العالمي الشركات الاحتكارية وتم لها اشعال الحرب العالمية الاولى حتى بدأت تظهـر تدريجيا الحركات الشعبية المضادة للاستعمار مع ظـهـور بلدان جديدة هي البلدان النامية . ولنا ان نذكر مثالا تاريخيا عشنا كل تفاصيله وهو الاتحاد السوفيتي . فقد كانت بلاد السوفيت تتـألف من عـدد غفير من القوميات والشعوب .

وقد رفــض سياسيو المـهـجـر الوطنيون ذلك الالحاح اليهودي ( الذي جـاء بـه البوند ) القاضي بتـأكيـد شـعـار حق تقرير المصير والانفصال حتى بالنسبة للقوميات المـتـحـدة في وطنها الام( ا! ) وكان تفسير ذلك هو سعي ( جماعة البــوند ) لاحراز وضع يمكن اليهود من اشغال موقع عالمي يتمتع بالقوة والـبـأس لصالحهم مــع هشاشة وضعف ٍ في مواقع الشعوب الاخرى في العالم !!! ومن النتائج الملموسة لتلك النقاشات ان انـتـبه المهاجرين الروس وعـلـى رأسهم لينين فعـند مـا نـجـحـت الثـورة الروسية وتأسست دولة الاتـحـاد الـسـوفـيـتـي رسـمـيـا عـام 1922 وضع لينين ( رئيس الدولة السوفيتية ) في الدستور موادا صريحة تـحـرم انفـصال اية قومية من الوطن السوفيتي على اعتبار ذلك يؤدي الى اضعاف الوطن اي خـيـانـة لـلـوطن الأم .

وهكــذا يتضح ان النظرية هذه لم توضع للهواة او لاصحاب العواطف الجياشة او للمتبجحين بحفظ الجمل النظرية الطنانة اولرئيس عـشـيـرة ليترفع على المواطنين ويعمل حسب ارادته بل هــي للممارسة في المجتمعات الحيوية ولاغراض رفـع مستوى الحيـاة فالسياسي التقد مي يجب ان يكون ابناً لوطنه وشعبه . وان لا ينجرف بتيار التعصب القومي والتزمت النظري وبالتالي يجد نفسه ( ربما من حيث لايدري ) متـنـكرا لوطنه الام ويسبب له المآسي والانكسارات .
ومن المناسب هنا ان نعرض عـلى القاريء مثالا تاريخيا ايـضـا يعتبرخير تفسير على جوهر شعار "" تقرير المصير"" بالنسبة للبلدان المستقلة والعامرة بـحـدودهــا . وهذا المثال يعتبر وسيلة ايضاح تقدمها الحياة لمن يريد التعلم من تجارب الاخرين . وهي مأخوذة من الحوادث التي سـبـقت عملية اسقاط الاتحاد السوفيتي في نهاية الثمانينات من القرن الماضي . .
الامر وما فيه ان ساعة الصفر لاعلان اسـقـاط بلاد السوفيت وهـي اكبر بلاد على خارطة العالم ليس منحيث المـسـاحـة فقط اذ كانـت تقترب من سدس مساحة الكرة الارضيه ولكن الاتحاد السوفياتي كبيرايضا من حيث عـلـمــا ئه وقواه العسكريـة الضاربة بشهادة التاريخ والجغرافية مـعـا ، و غرباتشوف كان يعرف هذه الحقيقة افضل من اي شخص اخر ، باعتباره رئيس الدولة وانه في الوقت نفسه خريج كلية القانون ويعرف الوزن الدولي لبلاده . اذن فلنشاهد اي سلاح اختار ليحقق غاياته الشريرة الموجهة لتمزيق وطنه .... ؟؟؟ ... ان هذا ( الغرباتشوف الذليل ) اول اداة تخريبية استعملها هو تنفيذ شعــار" حـق تـقـريــر الـمـصـيــر" للجمهوريات الخمس عشرة بحجة انه سيـوفر لها ( حسب ادعائه بالصحافة حينذاك ) الاستقلال و "ديمقراطية " اكــثــر و" اشتراكية " اوسع . ولكن حقيقة الامر كان شيء آخــر . اذ في نفس اليوم الذي وضع الشعار للتطبيق واذا بذلك البلد الذي يسميه الناس الاتحاد السوفيتي ( والملقب دائما بالعظيم ) غادر مكانه من خارطة العالم ثم توقفت صناعته وزراعته وحدث ما حدث لــه بعــد ذلك كما يعلم الجميع .
ان داعشيي السياسة في العراق يبدو انــهــم تلقفوا اشــارة من حلفائهم الجدد (ابنا ء موسى ) بساعة الصفر وبـدأوا بمؤامرة "" ناجـحـة "" في المـوصل ثــم منـحـوا الخونة المتـآمـرين غـطـاء في اربيل وفي نيتهم الان الحاق مــا حدث بشعارهم النهائي بـتـقـسيـم العراق ( باسم تقرير المصير ) لاعطاء الشعب الكــردي " ديمقراطية " اكثر من النـظـام الفيدرالي حاليًا خاصــة وان ان الفرصة "مؤاتية" الان بفضل غزو الارهابيين للبلاد .
___________________________________

الدكتور عبد الزهرة العيفاري مـوســكـو 7 / 7 / 2014



#عبد_الزهرة_العيفاري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العد و د خل الديار ....فا لى السلا ح !!!
- ما العمل تجاه - حكومة الاضداد - يا استاذ عادل ؟؟؟
- السيد صبحي الجميلي يطالب ....!!!
- الفيدرالية والسياسة في العراق
- ليكن هدفنا : مصلحة عرا قنا الفيدرالي !!!
- التكامل الاقتصادي بين جميع المحافظات العراقية ضرورة تخص مستق ...
- ماذا يريد الشعب العراقي من البرلمان القادم ؟؟؟و بوادر النقاش ...
- باية لغة يتكلم حكام الفيد را لية ؟؟؟
- اوقفوا الهجوم على الاراضي الزراعية في العراق
- - د يمقراطية - حكومة بغداد ... الى اين تذهب بالعراق ؟؟؟
- الحكومة - المنتخبة - ومأساة نهر الفرات في الناصرية !!!
- موازنة مالية ام فضيحة اخرى في العراق !!!
- يريدون - تجميد - الازمات التي خلقوها بسياساتهم
- لا يا ما لكي ...انت كما يبدو لاتعرف العراق !!!
- ديمقراطية الثلاثي : المالكي عمار الحكيم مقتدى الصدر
- حول ندوة الموازنة واولويات التخصيصات !!
- خارطة طريق ، ام طريق بدون خارطة في العراق !!!
- ( القسم الخامس ) ما بعد الفصل السابع .
- ( القسم الرابع ) من مقال : ماذا بعد الفصل السابع ؟؟؟
- القسم الثالث ماذا بعد الفصل الثالث هل ستشاهد اقتصادا عراقيا ...


المزيد.....




- شاهد: تسليم شعلة دورة الألعاب الأولمبية رسميا إلى فرنسا
- مقتل عمّال يمنيين في قصف لأكبر حقل للغاز في كردستان العراق
- زيلينسكي: القوات الأوكرانية بصدد تشكيل ألوية جديدة
- هل أعلن عمدة ليفربول إسلامه؟ وما حقيقة الفيديو المتداول على ...
- رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية يتهرب من سؤال حول -عجز ...
- وسائل إعلام: الإدارة الأمريكية قررت عدم فرض عقوبات على وحدات ...
- مقتل -أربعة عمّال يمنيين- بقصف على حقل للغاز في كردستان العر ...
- البيت الأبيض: ليس لدينا أنظمة -باتريوت- متاحة الآن لتسليمها ...
- بايدن يعترف بأنه فكر في الانتحار بعد وفاة زوجته وابنته
- هل تنجح مصر بوقف الاجتياح الإسرائيلي المحتمل لرفح؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الزهرة العيفاري - المسألة القومية وتأريخ لعبة ( شعار تقرير المصير ) !!!